صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







هل تعلم ؟ ( سر في حياة نجيب محفوظ )

حسين بن رشود العفنان
@abomoaht1

 

بسم الله الرحمن الرحيم


غطى الجنس مساحات كبيرة في أدب " نجيب محفوظ "( ت 1427 / 2006 م ) بل هو الركن الظاهر فيه ، بعد ركنه الإلحادي ، فهو يحرص بقوة على إبراز المرأة التي خرجت من (أحباس) البيت ، و(كفرت) بقيمة العفاف، وأصبحت ترى نفسها في (درجة) الرجل ، واختلطت به وصادقته لكن (بأدب) ، وسلمت نفسها له في أول لقاء ثم تزوجته ، أو أحبته حبا ( صادقا ) وهي متزوجة من غيره ، أو صارت عاهرة (فاضلة مثقفة) لا تعرف حرارة الندم ، أو فقيرة باعت عرضها (دافنة) فقر زوجها الذي (يبارك) عملها ، أو طفلة لا تصبر عن الصبيان...إلخ

يصور ذلك تصويرا طبيعيا محببا بدعوى الواقعية ، فلم يحصر الفاحشة ـ على الأقل ـ في دور البغايا ، أو في بعض الطبقات المتفككة ، بل جعلها منتشرة في الهواء يمارسها الناس كلهم ، مزلزلا عفة القارئ وإيمانه ، مالئا صدره بظلمة الفسق والرذيلة ، مشوها لون مجتمع مسلم طاهر ، ولا تذهبُ إلا حسرةً حين تعلم أن رواياته نُقلت إلى أكثر من ثلاثين لغة ، فهل صنع العدو من أبنائنا من يرسمنا صورة كاذبة قبيحة لتراها عيون أخرى شوامت ؟

عقيدة " نجيب محفوظ " ترى صيانة المرأة وحشمتها ، ظلم وعدوان ، يقول : (( الحقيقة أن وضع المرأة في الفترة التي عشتها كان سيئا للغاية بل وبعيدا عن العدل والإنصاف.)) ]أنا نجيب محفوظ: سيرة حياة كاملة، من جمع وإعداد إبراهيم عبد العزيز ، ص : 244[

لذا فالحمد والثناء لا تستحقه سوى المعجبة بـ(اليهوديات) البعيدة عن ( التزمت ) المتحررة من ( تقاليد الماضي والعقد الشرقية ) التي ( تعكر صفو الحياة ) وتقود ( إلى الفشل ) ، كما كان يحرص دائما على نثر ذلك في رواياته وعلى ألسنة شخصياته.

فـ"عزيزة عبده" في رواية ( المرايا ) متزوجة وقعت مرات في الزنا ، ووهبت جسدها أول مرة لأقرب شاب صادفته ، مع أن أمها حرصت على تربيتها ، ولم تعرف الندم لحظة : (( كنت أشعر بالخوف أحيانا ، ولكني لم أشعر بالندم قط )) ، (( آمنت دائما بأني نقيّة مثل الأوكسجين )) ورفضت إجهاض حملها من عشيقها "يوسف بدران" وقالت له : (( لقد أحببتك حبا لم أحبه أحدا من قبل وسأحتفظ بثمرته.)) وهي ناجحة في حياتها ، وأم صادقة لابنين ، مثقفة جدا ، تشعر من يراها بقوتها.
] المرايا ، ص : 293[

وفي غيرة على المرأة حتى يسهّل خروجها ، يقترح حلا لكفِّ النظرة الجنسية التي تخترقها من عيون الشباب فيقول: (( لا شك أن المرأة هي ضحية لمرحلة الانتقال في أي مجتمع ، فالرجل يستقبل خروجها للحياة العامة بنظرة الذئب الذي سعت إليه فريسته بقدميها ولن يغير موقفه إلا بعد أن يصبح عمل المرأة ظاهرة عامة لا تلفت النظر...)) ] أنا نجيب محفوظ: ، ص : 246[

وبألم يؤكد أنه لا مكان للمرأة ، فالمجتمع كله ذكوري ظالم ، يقول : (( عالمنا كله رجالي ولا يمكن أن نتصوره غير ذلك ...مجتمعنا حتى هذه اللحظة رجالي...المرأة مازالت تجاهد حتى تصل إلى المشاركة..)) ]السابق ، ص : 245[

ويقول جالبا القلوب له : (( وأنا أنظر إلى المرأة نظر إعزاز ، وأنا أرى أن الحياة بدونها تصبح ناقصة باهتة لا لون لها ...)) ]السابق ، ص : 244 [

لكن هل كان "نجيب" يقول الحق؟ ، هل كان مصلحا اجتماعيا؟ ، هل أنصف المرأة وحملها في قلبه وحرص على حقوقها؟

استمع إلى اعترافه هذا واحكم عليه بصدق يقول : ((في الفترة التي سبقت زواجي عشت حياة عربدة كاملة . كنت من رواد دور البغاء الرسمي والسري ، ومن رواد الصالات والكباريهات. ومن يراني في ذلك الوقت لا يمكن أن يتصور أبدا أن شخصا يعيش مثل هذه الحياة المضطربة ، وتستطيع أن تصفه بأنه حيوان جنسي ، يمكن أن يعرف الحب أو الزواج . كانت نظرتي للمرأة في ذلك الحين جنسية بحتة، ليس فيها دور للعواطف أو المشاعر ...)) ]نجيب محفوظ صفحات من مذكراته ، رجاء النقاش ص : 106 [

سبحان الله ! " حيوان جنسي " ما أصدق هذا الوصف العميق بمحرري المرأة ومفسديها في أمسهم ويومهم ومستقبلهم! ، لقد كشف لنا حقيقة حبهم وحرصهم عليها ، فأين من سُحرت بدعواتهم ودعاياتهم ؟! أنقذي عفتك وجمالك وحريتك قبل أن ينبذوك دمعة خاضعة تحت أقدامهم!

وتظهر الصورة بشعة عارية حين تعلم أنه لم يتزوج وعزف عن الاستقرار حتى قضّى شبابه في الحرام ، ووصل إلى الثالثة والأربعين من عمره.

وذكر سببا واحدا عن صدوده عن الحلال ولذته ، هو خوفه أن يشغله عن الأدب وعن تحقيق غايته فيه ، وكتم السبب الرئيس الذي يظهر للمطلع بلا تعب ولا تعسّر ، وهو أن الزاني الذي يتقلب من حضن إلى حضن ، تذهب قوته ، ويُحرم من التشوق إلى الطيبات ، ويزهد في نساء الأرض ويشكك في صدقهن ويخشى أن يقع على شريكة ساقطة ، فتُظلم نفسه ويكره الحياة.

لذا فإن رؤيته لمعالم العفة والاحتجاب تنشر في قلبه الرعب ، ولو كانت في نظرة عابرة طفيفة ، إنه لا يريد للمجتمع أن يتلذذ بالطهر ، يريده أن يتدحرج معه في الغي ، يريده أن يذوق حسرات الرذيلة ((وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا)) فهو يسارع دائما في تنقص المحتشمة ، وجعلها ضحكة وسخرية ، وصورة مهزوزة متفككة.

يقول معجبا "بسعاد وهبي" الطالبة اليهودية السافرة خالعا عليها الكثير من الأوصاف التي يراها مِدْحة ، مُقارنا بينها وبين الطالبات المسلمات :
((
كانت الزميلات عام 1930 قلة لا يتجاوزن العشر عدا. وكان يغلب عليهن طابع الحريم،يحتشمن في الثياب ويتجنبن الزينة ويجلسن في الصف الأول من قاعة المحاضرات وحدهن كأنهن بحجرة الحريم بالترام. لا نتبادل تحية ولا كلمة وإذا دعت ضرورة إلى طرح سؤال أو استعارة كراسة تم ذلك في حذر وحياء. ولا يمر بسلام فسرعان ما يجذب الأنظار ويستثير القيل والقال ويشن حملة من التعليقات. في ذلك الجو المتزمت المكبوت تألقت سعاد وهبي كأنها نجم هبط علينا من الفضاء. ..وكانت بخلاف زميلاتها غاية في الجرأة ، تواجهنا بثقة لا حد لها ، ولا تخفي إعجابها بنفسها ، وتناقش الأساتذة بصوت يسمعه الجميع ، وبالجملة تحدت الزمان والمكان. )) ]المرايا ، ص : 158 [

ويقول معجبا بنظرة "كاميليا زاهران" الموظفة الجديدة الجريئة : (( وسرني أن أطالع في عينيها نظرة مستقيمة وجريئة جاوزت بشكل ملموس نظرة الحريم المستكينة الخاملة))
]السابق : 349 [

وأما "حسنين" في
]بداية ونهاية ، ص : 61 ـ 62 [ فيغضب من حياء "بهية" ويثور مع أنها لم تحتجب عنه ، بل فتحت الباب وقدمت الشاي ، ويرى ألا حياة إلا في الإباحة وأن هذا أمر الله ـ جل جلاله وتقدس وتعالى ـ   : ((في أوروبا وأمريكا ينشأ الفتيان والفتيات معا كما نرى في السينما. هذه هي الحياة. أما هذه فما أن رأتنا حتى توارت عن الباب كأننا وحوش تروم التهامها...متى أجد نفسي رجلا حرا؟!...انكحوا ما طالب لكم من النساء ، هذا أمرك يا رب ولكن هذا البلد لم يعد يحترم الإسلام...))

وأسرة "الموازيني" حين تجلس في البيت فهي في حبس وعذاب وفراغ : ((والنساء مجبرات على البقاء في البيت ـ إلا لضرورة ـ منعا للقيل والقال ، تحبسهن التقاليد ، يجمعهن الحرمان ، يعذبهن الفراغ ، يتسلين بالنقار.))
]حكايات حارتنا ، ص : 90 [

ويصور في
]القاهرة الجديدة ، ص : 5 ـ 6 [ الشوق الكبير للاختلاط في الجامعة ، وسخرية الطلبة من الفتيات اللاتي (( يسرن في خفر ويخلصن نجيا )) ، وأنهن قبيحات وأن العفة مشقة والقوي لا يعرفها ، فلا علم ولا عمل إلا في أحضان الرجال ،  فيقول أحدهم:  (( لا يوجد وجه واحد بينهم يوحد الله )) ، (( فقال ثالث وهو يتفحص ظهور الفتيات المهزولات : ولكن الله خلقهن ليكن سفيرات الهوى )) ، (( ـ الجامعة عدو لله لا للطبيعة .
ـ نطقت بالحق ، ولا يؤسينكم قبح هؤلاء الفتيات .فهن دفعة أولى للجنس اللطيف وسيتبعهن أخريات ...
ـ أتحسب أن فتياتنا يقبلن على الجامعة كما أقبلن على السينما مثلا ؟
ـ رباه ! هل ندرك ذلك العصر السعيد ؟!
ـ وأكثر. وسنرى هنا فتيات على غير هذا المثال السيء.
ـ وسيزحمن الشباب بلا رحمة.
ـ الرحمة هنا رذيلة.
ـ ولن يكلفن أنفسهن مشاق الحشمة ، فالقوي لا يحتشم!
ـ وربما استعرت بين الجنسين نار!
ـ ما أجمل هذا...
))

وهذه " حميدة " في
]زقاق المدق ص 45 : [ يمر الشهر والشهران وهي لا تغتسل والقمل يملأ شعرها ،  تتطلع بحسرة إلى حياة صاحباتها اللاتي هجرن التقاليد الموروثة ، وعملن في المحلات وودعن حياة الفقر والقذارة : (( ومضين على أثر اليهوديات في العناية في المظهر وتكلف الرشاقة...ولا يتورعن عن تأبط الأذرع والتخبط في الشوارع الغرامية ...))

وغير ذلك كثير كثير كثير ، مع عدوان كبير على الله وشرعه.

***

لكن هل تعلم أن "نجيب محفوظ" لا يؤمن بكثير من هذه القضايا التي أفسد بها رجالنا ونساءنا ، وماءنا وهواءنا ، وهدم شوامخ خيرة رفيعة في قلوبنا وعقولنا؟ ، إنه لا يؤمن بها ، إنها فقط لي ولك!

لقد نسف كثيرا من معتقداته وأفكاره التي سكب فيها عمره كله ، لقد(سلم نفسه للقيود الأبدية ) ، وتزوج بربة بيت (جاهلة عاطلة ) بلا حب (صحي ) ولا تعارف ، زواجا (برجوازيا عتيقا ) ، و (حبسها ) في بيته ، (وأخضعها ) لتصنع له الجو المستقر الذي يريده ، وكانت له ( السيادة ) فهو ( أناني) ينفق عليها ، ويهبها مصروف البيت...

يقول : (( كان زواجي من " عطية الله " زواجا عمليا...ولم تنشأ بيننا قصة حب سابقة على الزواج...))
] نجيب محفوظ ، صفحات من مذكراته ، رجاء النقاش ، ص : 106 [

واعترف بأنه عاش حياة سعيدة معها ، وكانت سببا كبيرا في دفعه نحو النجاح الأدبي والاجتماعي والنفسي..

(( زواجي من عطية الله حافظ على استقراري...إذ كانت تقوم بكل أعباء المنزل مثلما كانت تفعل والدتي...ظلت تعمل في صمت لراحتي...وإن كان لأحد فضل في المكانة التي وصلت إليها بعد الله ـ سبحانه وتعالى ـ فهي زوجتي عطية الله التي كانت بالفعل عطية من الله سبحانه وتعالى إليّ...هي نموذج جيد للزوجة الصالحة...حاولت بقدر طاقتها أن تبعدني عن كل ما يعطلني ويشغل فكري...)) ]أنا نجيب محفوظ: ، ص : 250[

ويقول : (( أنا أعتقد أن المرأة لها حق التعليم والعمل وهذا موقفي الفكري ، أما من الناحية الشخصية والأنانية ، فأنا يسعدني أن تكون زوجتي ربة بيت ، لأنني أعود دائما إلى البيت باعتباره شيئا مهما جدا في حياتي ، وعندما أعود إليه أشم رائحة الورد وأجد طعامي مجهزا بشكل طيب ، هذه الأمور رغم بساطتها مؤثرة للغاية ومهمة جدا في الحياة.)) ]السابق: 250[

يا الله !! ربة بيت !! لقد شوه صورة ربة البيت العفيفة المستقرة في قلب زوجها وأبنائها  ، السعيدة في خدمتهم ، ووصفها بأوصاف وضيعة ، ينفر الناس منها ، وأشهر مثال هو تصويره لـ"أمينة" زوجة "أحمد عبد الجواد" في " الثلاثية " التي جعلها خادمة خاضعة لزوجها لا رأي لها ولا وجود ، أميّة جاهلة ضعيفة العقل ، لا تخرج من البيت أبدا ، وتجهل كل ما يجري في الحياة ، وإن خرجت فهي لا تتجرأ أن تنظر إلى الطريق ، لأنها ملفوفة بعباءتها: (( تمثل أمينة بهذه المواصفات نوذج المرأة النمطية وتمثل الأنوثة من حيث الضعف والسذاجة والسلبية والاستسلام ، وهي صفات كلها تتفق مع الدور الذي حدده المجتمع للمرأة ، وهو خدمة الرجل وإرضاؤه ، الأنوثة هي أن تتميز المرأة بصفات الخدم المطيعين المستسلمين الضعفاء... )) ]راجع ، صورة الأم أمينة في ثلاثية نجيب محفوظ ، د.صالح مفقودة[

والزواج مشوه في رواياته فهذا " فرج إبراهيم " يرغّب "حميدة " فيقول  :  ((أريد شريكا محبوبا ، نقتحم معا حياة النور والثروة والجاه والسعادة ، لا حياة البيت التعسة والحبل والولادة والقذارة ، حياة النجوم اللاتي حدثتك عنهن.)) ]زقاق المدق ص: 210  [

كذلك اعترف بفشل الحب قبل الزواج مع أنه كان من أكبر المروجين له فقال : ((كثير من زملائي الذين تزوجوا على أساس الحب الرومانسي فشلوا ...)) ]أنا نجيب محفوظ ، ص : 248[

بل كان يروج للزنا قبل الزواج : (( تبادل الحب في جو من الصراحة الصحية خير من الكبت والتقلّب بين أذرع البغايا )) ] المرايا  ص : 351[

واعجب أيضا فـ"نجيب محفوظ" كان حريصا على بنتيه "أم كلثوم وفاطمة " ،  فالتأخر خارج البيت لا يسمح به ، ولا يحب أن يخرج أحد إلا بإذنه ، تقول زوجته مثنية عليه: (( العلاقة تقوم بيننا جميعا على الثقة التامة ، تركهن يخترن حياتهن بحرية ، لا يتدخل في شؤونهن ، ولكن كان التدخل الوحيد في مواعيد الخروج والدخول فلا يحب المبالغة في التأخير خارج البيت...)) ]أنا نجيب محفوظ ، ص : 309[

لكنه في روايته ( ميرامار) جمّل لنا (زهرة) الفلاحة الهاربة من بيتها بل من قريتها كلها ، ووصفها بأنها فتاة جميلة عاقلة قادرة على حماية نفسها ، تنال إعجاب الجميع ( مع أنها فقدت شرفها في نهاية الرواية مع سرحان البحيري نزيل الفندق الذي تعمل فيه ، ثم رفض الزواج منها. )

وقولها لا يتدخل في شؤونهن فيه قول ، فقد حرم ابنته  "أم كلثوم" من احتراف الرقص ، تقول في حديثها نفسه : (( كانت أم كلثوم ترقص البالية في طفولتها ، موهبة خاصة في البيت ، وكان من الممكن أن تصقلها بالدراسة ، ولكن نجيب رفض وقال : إنه لا يريد راقصة في الأسرة. ))]أنا نجيب محفوظ: ، ص : 310[

عجبا ألم يدافع عن رقص الموظفة الجريئة "كاميليا زهران " في (المرايا )  :
((
ـ لعلك لا تدري أن كاميليا زهران راقصة بارعة ؟

فسألته بدهشة :راقصة ؟!
ـ رأيتها في هانوفيل تراقص شابا وكانت مندمجة في الرقص بنشوة كأنها نغمة.
فقلت متوثبا للدفاع :
ـ لم يعد عيبا ما كان يعد عيبا على أيامنا.
ـ أود أن أتخيل كيف تكون الحياة مع زوجة مثلها؟
ـ إن نسبة الطلاق في هذه الأيام أقل من نظيرتها على أيامنا وكذلك نسبة تعدد الزوجات !
ـ الظاهر أنك رجل عصري رغم كهولتك...
)) ]المرايا ، ص : 350[

وفعلا فقد وقعت "كاميليا زهران" في الزنا عفوا في (الحب ) مع "صبري جاد" في جو من (الصراحة الصحية) ثم تزوجته ونجح زواجهما ولم يكن الرقص عائقا.

***

أخيرا لم يكن " نجيب محفوظ " هو الأوحد المتناقض في عالم الملحدين والعلمانيين والليبراليين، بل ربما هو طريق معبد لكثيرين لبّسوا على الناس وأفسدوا عليهم عقائدهم وأعراضهم لكنهم حصنوا نساءهم وأولادهم.

ولعلنا نذكر زعيمهم الأكبر" قاسم أمين " ( ت 1326 / 1908م ) الذي كانت زوجته محجبة لا تختلط بالرجال ، بل كان يغار عليها ويكره أن يقابلها أحد ، واعترفت هي بعد وفاته بأنه لم يأمرها يوما بالسفور.

وهذا الصحفي أحمد الصاوي ( ت 1409 / 1989م) ، رفض أن تنشر صورة زوجته في الصحف ، لأنه كان متحررا فقط في كتاباته.
] راجع مقالة سليمان الخراشي هل تصدق ؟ زوجة قاسم أمين تغطي وجهها ! ودرية شفيق انتحرت [

وأيضا مازلنا نذكر ما تصاعد في الوسط السعودي أخيرا من فضوح تقول إحدى كاتباته  :
((
ما يزرعونه هو النفاق والالتواء، تجدهم في كل مكان ينظرون ويحللون وليس أكثر منهم يتحدث عن الحرية. لكنها حرية مغشوشة يمسكون بسلاح الليبرالية للتأكيد على مدنيتهم وعصريتهم، فيما هم تقليديون حتى النخاع. نساء غالبيتهم مازلن بالعباءات، نساء غالبيتهم لا يكشفن على مخلوق، يحبون الليالي الحمراء ، صاروا مشهورين بتلك الليالي. )) ]  العفن الليبرالي السعودي ، نادين البدير [ وتقول أيضا : ))من السهل الكشف عن أولئك الذين يدعون الليبرالية دون أن يؤمنوا بها أو يطبقوها على أنفسهم ، فحياتهم الخاصة مليئة بالمفاجآت التي تعكس ازدواجية الشخصية ، هناك الليبرالي الذي ينادي بخروج المرأة واختلاطها بالرجل ، مطالبة واقعية ومنطقية ومفرحة ، لكن لنسأله : أين زوجتك أو زوجاتك ؟ أين أخواتك ؟ أين بناتك ؟ هل يخرجن فعلاً ويختلطن بالرجال ؟ أين نساء عائلتك عن الندوات التي تعقدها مع غيرك من المثقفين ؟ لمن إذا توجه دعوات التمرد ؟ إنها لنساء الغير ، لزوجات الغير، وبنات الغير)) ] الليبرالية السعودية : موضة أم نفاق  ، نادين البدير ، نقلا عن صنم الليبرالية السعودية ، ناصر السيف [

اللهم أصلح شأننا كله  ، وارزقنا البصيرة والوعي ، وطهر قلوبنا وأقلامنا وأدبنا.


 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
حسين العفنان
  • عَرف قصصي
  • عَرف نثري
  • عَرف نقدي
  • عَرف مختار
  • واحة الأدب
  • الصفحة الرئيسية