صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







تعرف معركتك الأولى
معركتك الأولى داخلك

عبد الخالق نتيج


بسم الله الرحمن الرحيم


إننا و لا شك في زمن السرعة والتعقيد، في عصر المدنية و تبعاتها حيت أصبحت الكماليات ضروريات و أصبحت لقمة العيش وراحة البال لا تكفي أكثر الناس، البحث و العمل و النجاح والصبر و تطوير الذات و التنمية البشرية .... مصطلحات من بين أخرى ملأت ما بين السماء والأرض ، وجعلت من يبحث عن الهناء و راحة البدن إنسانا فاشلا، وأصبحت القيم و المبادئ وحسن الخلق أخر ما يُفَكر فيه، وحتى عندما يفكر فيه يصبح سلعة تحتاج لثمن ، ابتسم في وجه عمالك وتغدق عليهم ليرتفع إنتاجهم وحبهم و انتمائهم للشركة، عامل الناس بأمانة لتجتذب أكبر عدد من العملاء.
إن معركتي و معركتك الأولى صديقي ، داخلنا و ليست أبدا خارجنا، من يبحث عن السعادة خارجه فلن يجد إلا الشقاء، ومن يبحث عن النجاح خارجه فلن يجد إلا الفشل , وقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية:(ما يصنع أعدائي بي؟! أنا جنتي وبستاني في صدري! حيثما ذهبت فهي معي لا تفارقني، قتلي شهادة، وسجني خلوة، وإخراجي من بلدي سياحة)؛ لذلك فَتقوية البيت الداخلي أحق أن تأخذ جل وقتنا؛ لأنه إذا صلح الداخل انعكس على الخارج ؛ وهذه قصة[1] مُؤَكدة لهذا المفهوم ؛
" لما كنت شابا حرا طليقا لم تكن لمخيلتي حدود، كنت أحلم في تغيير العالم، وكلما ازددت سنا وحكمة كنت أكتشف أن العالم لا يتغير، ولذا قللت من طموحي إلى حد ما، وقررت تغيير بلدي لا أكثر.
إلا أن بلدي هي الأخرى بدت كأنها باقية على ما هي عليه، و حينما دخلت مرحلة الشيخوخة حاولت _ في محاولة يائسة أخيرة _ تغيير عائلتي، ومن كانوا حولي، ولكن باءت محاولتي بالفشل.
و اليوم... وأنا على فراش الموت، أدركت فجأة كل ما هو في الأمر ... ليثني كنت غيرت ذاتي في بادئ الأمر .. ثم بعد ذلك حاولت تغيير عائلتي، ثم بإلهام و تشجيع منها، ربما كنت قد أقدمت على تطوير بلدي، ومن يدري، ربما كنت استطعت أخيرا تغيير العالم برمته؟
قول مجهول
إننا اليوم في عصر غلب عليه الفكر المادي الذي انتقل لنا مع انتشار العولمة ووسائلها من  (الإنترنت – الفضائيات – الإذاعات ....) حيث أن المستهلك لا يأخذ فقط العلم و الصناعة والمواد المستهلكة، بل يأخذ كذلك فكر و ثقافة، تخالف بل وتعارض فكره وثقافته، فاليوم نحن مدعوين لإحياء الفكر الإسلامي في أنفسنا أولا قبل أن نحارب به الفكر المادي، و من أراد إعادة دولة الإسلام فل يحيها في نفسه أولا.
ابدأ بنفسك أولا، حارب هوى النفس ونوازع الشيطان و ضغط المجتمع، تعرف على نفسك حدد رسالتك لأن كل باخرة بدون شراع أخر مطافها الصخور، لا يشغلك نقد و متابعة أخطاء الآخرين عن مراقبة نفسك و تتبع عثراتها لتُصلحها و تُطورها، وتذكر أن أساس النجاح وأساس المدنية وعمارة الأرض هو الفرد الصالح المُصلح، صالحا أولا لنفسه و مصلحا ثانيا لمجتمعه ومحيطه.
أدعكم في حفظ الله ورعايته ؛


أخوكم عبد الخالق نتيج
Cisco.natij@gmail.com
www.natij.tk
 


-----------------------------------
[1]  البرمجة اللغوية العصبية – د.إبراهيم الفقي

 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك

رسائل دعوية

  • رسائل دعوية
  • معا على طريق الجنة
  • الصفحة الرئيسية