بسم الله الرحمن الرحيم

خير صديق


الحمد لله رب العالمين الذي أخرجنا من الظلمات إلى النور بخير رسله وسيد بشره الهادي المهدي محمد بن عبد الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم
أحبتي ....
بعد فراق للكتابة ملت منه نفسي وبعد فتور طويل استمر بي مما تعرضت إليه من أذية أقرب الناس إلي أعود لأجلس مع خير صديق لي لأشكو له ألمي وحزني ويأسي فيهرع لمساعدتي والتخفيف عني ويشفي مرض قلبي بخير دواء ألا وهو كتاب الله وما ذاك الصديق إلا حاسوبي الذي يسره الله لي معلماً وصديقاً يصعب علي مفارقته فهو يحوي بجوفه الكثير والكثير من الخيرات فهو يحتوي مئات الساعات من التلاوات القرآنية المكرمة ومئات من الدروس لأكبر العلماء و....و....والكثير الكثير......
وها أنا مرة أخرى أمتع أناملي بلمس أزراره اللطيفة وقد ملئت السعادة قلبي فها أنا أبكي أمامه وتختضب لحيتي بدموعي لا أدري لماذا ؟؟؟؟
لكني واثق أنها دموع مأجور عليها ....؟؟؟؟؟!!!
نعم إنها دموع الخشية من الله ......نعم هذه الآلة التي أضلت كثير من شبان عصرنا وجعلتهم يحيدون عن سبل الخير وعن سنة خير الخلق محمد صلى الله عليه وسلم هي ذاتها التي جعلتني أبكي خشية من الله تبارك وتعالى ......؟؟؟؟
مالي أراكم تستغربون ......والله لقد سمعت آية قد سمعتها كثيراً من قبل لكنها كانت مؤثرة أكثر حين نطق بها هذا الجهاز الأعجمي.....؟؟؟
(لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ {16} إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ {17} مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ {18})الآية 16-18 من سورة ق
حينها تلفت يمنة ويسرى وبدأت أطرافي ترتعد وإذا بعيوني تذرف دموعاً حارة خائفة مرتجفة وكاد فؤادي يتفطر وكدت حينها أصرخ خوفاً وأنادي من ينقذني لكن هيهات من سينقذني من الجبار إن أراد بي شيئاً ..
(اسْتَجِيبُوا لِرَبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لَّا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللَّهِ مَا لَكُم مِّن مَّلْجَأٍ يَوْمَئِذٍ وَمَا لَكُم مِّن نَّكِيرٍ {47}) الآية 47 من سورة الشورى.
فهرعت لأتوضأ وخرجت مسرعاً إلى المسجد لأدرك صلاة الفجر ووالله إني لألتفت يمنة ويسرة وكأني لأول مرة أدرك فيها أن الله تبارك وتعالى يراني ويراقب تحركاتي وسكناتي ........!!!!؟؟؟
وبعد أن قضيت صلاة الفجر كانت نفسي قد هدأت وذهب عنها خوفها بعد سماعها
(قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ{53}) الآية 53 من سورة الزمر.
وفي طريقي بدأت أراجع وأستطلع حالي وحال كثير من الشباب أمثالي ماذا فعلوا بأمانة وضعها الله في أعناقهم..؟؟ أعلمتم أي أمانة أقصد..؟؟؟ إنها تلك الآلة التي نسيء استخدامها ليلاً ونهاراً سراً وجهاراً .... إنه الحاسوب ....!!؟؟؟؟؟
فكم منا قضى ليله على حاسوبه يؤذي سمعه وقلبه بسماع أغان هابطة لا تدعوا إلا للفاحشة هذا إن سلمت من كفر بواح ورفض لحكم الله وحكمته.....
كم منا قضى جل وقته وأضاع زهرة شبابه في ألعاب تجترئ على الإسلام وأهله وتفننوا فيها بقتل المسلمين هنا وهناك ويرتفع في جوف مثل هذه الألعاب علم أمريكا عالياً بعد القضاء على الإسلام و أهله ....!!!؟؟؟
ومن يستمتع بهذه الألعاب .....إنه أنت أخي الشاب المسلم .....
أما ترى أن هذه ازدواجية شبيهة بمن يأكل العسل ثم يذهب حلاوته بكأس من عصير الليمون.......!!!!؟
أحبتي ....
إني أرى في الحاسوب الذي رزقنا الله إياه أمانة كبيرة وضعها الله –إضافة لما أضعناه من أمانات- في أعناقنا فإن أحسنا استخدامها نجونا وإلا فالويل لنا ثم الويل من غضب الله وعذابه(إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا {72} لِيُعَذِّبَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ وَيَتُوبَ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا {73}) الآية72-73 من سورة الأحزاب .
أحبتي .....
لماذا نضيع وقتنا في حب وعشق وهدر للأموال في باطل ولهو محرم وفلسفات منحرفة ما أنزل الله بها من سلطان وندعي الحب وقد ملئ قلبنا الحقد والكره ...ولو صدقنا في الحب لأحببنا خير خلق الله محمد صلى الله عليه وسلم كيف لا ونحن نتعلق بثوب من نشعر بحسن خلقه فكيف الذي شهد له خالقه وبارئه بحسن الخلق (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ {4{) الآية 4 من سورة القلم .
أحبتي ......
أهدي رسالتي هذه لكل شاب مسلم ليحذر من دعوة إبليس اللعين الذي يدعوه لهلاكه (إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ {6}) الآية 6 من سورة فاطر.
أحبتي .....
تذكروا هذه الآيات الكريمة وكرروها واجعلوها صورة لسطح المكتب الخاص بحاسوبكم فهي كفيلة بهدايتكم كما هدت كثير ممن قبلكم
(
يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ {5} إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ {6} الَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ {7} أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاء وَيَهْدِي مَن يَشَاء فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ {8}) الآية 5-8 من سورة فاطر .
أحبتي .....
كتبت هذه الرسالة وكلي أمل بعودتكم لبارئكم والانقياد لأوامر الله تبارك وتعالى ولست أنا إلا واحداً مثلكم أحتاج العودة لمولانا فلنجدد العهد مع ربنا الرحيم ولنتب إليه قبل فوات الآوان واذكروا أحبتي
(وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ {16} إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ {17} مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ {18} وَجَاءتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنتَ مِنْهُ تَحِيدُ {19} وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذَلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ {20} وَجَاءتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ {21} لَقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ {22}) الآية 16 -22 من سورة ق
اللهم اجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه وتب علينا واهدنا صراطك المستقيم الذي ارتضيته لعبادك الصالحين وصلي اللهم وسلم على خير خلقك ومرشد عبادك حبيبك المصطفى وعلى آله وصحبه أجمعين وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

أخوكم المخلص، أحمد محمد المصطفى
‏السبت‏، 21‏ ربيع الاول‏، 1423
waislama@tgc.gawab.com

الصفحة الرئيسة      |     الرسائل الدعوية