بسم الله الرحمن الرحيم

( تابع ) مناظرة بين شمس الدين و الصارم اليماني الزيدي


الجزء الأول من المناظرة

الصارم اليماني
اخى الكريم شمس الدين
السلام عليكم ورحمة الله
لم انفق وقتى اخى الفاضل فى خوض هذا النقاش ومتابعته من اجل اثبات ان شخصى الضعيف علامة او اثبات ان ردودى جسد له روح او اثبات اننى اعرف ان شعيب (ارنؤوط)اسمه شعيب (الارنؤوط)!
لم اخض هذا النقاش حتى اذب عن شخصى كما لم اخض فيه كى افترى عليك بل اعتذر لشخصك الكريم عن اى كلمة بدرت منى اعتبرتها اذى لك او عدوانا عليك
وانما رحبت بدعوتك لى للنقاش لانى اريد ان اتعرف على وجهة نظر اخواننا اهل السنة والجماعة فى مسائل شائكة كثيرة ولست كما رمانى اخى عالى سامحه الله :صاحب هوى يرده الهوى عن الحق بل يعلم الله انى ما ادين باصول الزيدية الا لاقتناعى بانها هى الحق واقتناعى بادلتهم عليها من الكتاب والسنة
عفا الله عما سلف وغفر الله لى ولك

الموضوع الذى بدا به اخى شمس الدين هذا النقاش هو اعتراضه على قولى ان كتب اهل السنة خالية من علم ائمة العترة ولم ينقض الاخ الفاضل هذا القول بل اخذ يثبت حب اهل السنة لاهل البيت كما ذكر ان رواية الامام مالك تسعة احاديث عن جعفر الصادق دليل على ان اهل السنة يروون عن اهل البيت . كما ذكر ان اهل السنة رووا احاديث كثيرة عن على عليه السلام ..وهذ ليس ردا على الاطلاق فانا لم ادعى ان اهل السنة لم يرووا شيئا عن اهل البيت بل اقصد ان ما رووه عن اعلام ذرية رسول الله صلى الله عليه واله شىء لا يذكر لقلتهفمالك مثلا جمع علم اهل المدينة ومع ذلك لا تجد فى الموطا شيئا يذكر من علم ذرية النبى صلى الله عليه واله مع ان علماء الذرية الزكية كانوا من اهل المدينة ولا تجد فى الصحيحين او سائر الكتب الستة او مسند احمد رواية واحدة لزيد بن على ولا عبدالله بن الحسن ابن الحسن كامل اهل البيت ولا احد من ابنائه محمد وابراهيم وموسى ولا احد من ابنائهم ناهيك عن الطبقات التالية لهذه الطبقة والتى لا يعلم الاخ شمس الدين وغيره من اهل السنة شيئا عن علمائها من ذريية النبى صلى الله عليه واله فانا لم اتجنى على اهل السنة حين ذكرت اعراض سلفهم عن علماء ذرية رسول الله صلى الله عليه واله ولو تريث الاخ شمس الدين لبينت له سبب هذا الاعراضفالسبب كما ذكرت فى مداخلتى الاخيرة ان سلف ذرية رسول الله لم يكونوا من اهل الجماعة بل كانوا على راى الزيدية كما قال ابوداود عن النفس الزكية واخيه ابراهيم وكانت الحرب سجال بين الذرية الزكية وبين اعدائهم المجتهدين فى استئصال شافتهم من ملوك بنى امية والعباس وكان كل من يقبل علىائمة العترة ويختص بهم يتهم بالتشيع ويتعرض للبلاء لذا كان اغلب المحدثين من اهل السنة يعرضون عن الاختصاص بعلماء العترة حتى لا يتهموا بالتشيع كما ان قسما مهما من سلف اهل السنة كانوا منحرفين عن العترة وهم اهل الشام واغلب اهل البصرةوهؤلاء كانوا نواصب صرحاء ومع ذلك كانوا معدودين من اهل السنة والجماعة كالجوزجانى وسائر علماء الشام فلا حاجة لان يجتهد فى نقض ما ذكرته لانه واضح كالشمس ان سلف اهل السنة لم يكونوا مقبلين على اخذ العلم عن علماء ذرية رسول الله صلى الله عليه واله بل كان كل همهم جرح اصحاب علماء العترةلانهم كانوا شيعة بل جرح بعضهم بعض اجل اعلام العترة فجرح القطان جعفر الصادق وجرح البخارى محمد النفس الزكية وجرح اخاه موسى وهؤلاء الاعلام الذين يستخف الجهلة بجرحهم هم اجل ائمة الذرية الطاهرة فى زمانهم لكن علماء العترة لا بواكى لهم ولا يغضب لجرحهم الاخ شمس الدين اما بالنسبة لعلى عليه السلامفقد جرحوا اغلب اصحابه المختصين به حتى قال ابن سيرين كما فى صحيح البخارى (عامة ما يروى عن على الكذب ) لذا قلت الروايات الصحيحة -عند اهل السنة - عن على
استدلالنا بحديث الثقلين وما فى معناه هو كما ذكرت على ان الحق سيكون مع العترة عند افتراق الامة لذلك حث النبى صلى الله عليه واله على التمسك بهم ونص على انهم لا يفارقون القران فكان المقام مقام ارشاد الامة الى ما ينجيهم من مضلات الفتن عند افتراق الامة واختلافها ولم يكن المقام مقام ذكر للادلة الشرعية والا لذكر السنة مع القران فيه لانها الدليل الثانى والقران يدعو الى اتباعها ولكن المقام كان مقام ذكر علم لا يخفى على طالب الحق ليقوم مقام وجود النبى صلى الله عليه واله وحياته فى امته امانا من الضلال كما يشعر به قوله (انى اوشك ان ادعى فاجيب) فالعترة مع القران لا تفارقه والسنة النبوية مع القران لا تفارقه وما خالف ما اجمعت عليه العترة من المرويات فهو باطل اى ليس من السنة النبوية وان زعم من زعم انه من السنة لكننا مع اعتقادنا بذلك لا نكتفى برد المرويات المفتعلة لمجرد مخالفتها لاجماع قرناء الكتاب بل نثبت كذبها بادلة اخرى واضحة ونرد على من صححها بحجج الكتاب وبحجج السنة المجمع عليها بين الامة
قال الاخ الفاضل (لعمر الله انكم اول من يطعن فى اصحاب رسول الله الطعنات الخفية فانتم لا ترون الا ان ال بيت رسول الله على الحق والحق يدور حيث داروا فماذا تعنى بهذا ؟اليس هذا هو الطعن فى الصحابة )
والجواب :لا ليس هذا هو الطعن فى الصحابة ! نحن لم نثبت الا ما اثبته الرسول صلى الله عليه واله فى حديث الثقلين من ان الحق مع العترة وانهم مع القران لا يفارقونه . فهل النبى صلى الله عليه واله يطعن فى الصحابة ؟!
ثم قال الاخ الفاضل (الم نبين لك ان كثيرا من الصحابة هم خير من ال البيت فلماذا تحاول ان تهرب من الحقائق ؟)
والجواب :للاسف لم تبين لى ان (كثيرا)من الصحابة افضل من ال البيت
ثم قال الاخ شمس الدين (من هم الذين جمعوا علم الصحابة قاطبة سواء ال البيت او غيرهم اليس هم اهل السنة ؟)
والجواب:انه لا يوجد احد جمع علم الصحابة قاطبة ! اما بالنسبة لعلم على فلم يصح عندكم منه شىء يذكر ولا علم ولديه الحسن والحسين عليهما السلام
ثم قال اخى الفاضل (ما هى المصنفات التى تعتمد عليها امة محمد فى نقل كلامه وبيان شرعه اليست هى كتب اهل السنة ؟)
والجواب :لا ليست هى كتب اهل السنة فقط فنحن جزء من امة محمد صلى الله عليه واله ولا نعتمد على كتب اهل السنة بل اعتمادنا على كتب ائمة سلف اهل البيت ومنها كتاب (امالى احمد ابن عيسى بن زيد بن على بن الحسين بن على بن ابى طالب ) وكتاب (الجامع الكافى)للمحدث الجليل ابوعبد الله محمد بن على الحسنى العلوى المتوفى عام 367للهجرة وقد ترجم له الحافظ الذهبى فى السير وكتاب مجموع الامام زيد بن على بن الحسين عليهم السلام وهو (موطا زيد عليه السلام ) وغيرها من كتب محدثى العترة والزيدية ونقبل من روايات اهل الجماعة ما لل يصطدم بمحكمات الكتاب العزيز او يصطدم باجماع علماء سلف اهل البيت الذين قرنهم النبى صلى الله عليه واله بالكتاب فى وصيته التى اجمعت الامة على ثبوتها ولم ينازع فى ثبوتها الا الخوارج وبعض جهلة اهل السنة
ثم قال اخى الفاضل (قاتل الله الجهل )!
واقول :امين
ثم تحدث الاخ الكريم عن مسالة الخروج على ائمة الجور فقال (انتقدت على اهل السنة والجماعة عدم خروجهم على الحاكم الباغى وشنعت عليهم )
والجواب: لم انتقد على اهل السنة ذلك فضلا عن ان اشنع عليهم ! بل كنت اتحدث عن ان سلف العترة متفقون على مخالفة اهل الجماعة فى ذلك اى كنت اتحدث عن سلف العترة ولم اتعرض لنقض مذهب اهل السنة فضلا عن التشنيع عليهم لكن لا بد من ذلك ان شاء الله !
ثم قال الاخ الكريم (بل ونسبت الى اهل بيت النبى خلاف هذا المعتقد وهذا من فرط جهلك )!
والجواب :نعم نسبت ذلك الى اهل بيت النبوة وهو المعلوم لكل من له ادنى معرفة بسيرة سلف اهل البيت فالحسين عليه السلام خرج على يزيد لعنه الله تعالى وكل من تمكن من الخروج بعده من اعلام ذرية رسول الله صلى الله عليه واله كان يخرج على ائمة الجور من بنى امية وبنى العباس ولم يكن هناك اى خلاف بينهم فى مشروعية ذلك

1- فخرج الامام زيد بن على بن الحسين عليهم السلام على هشام وزيد عليه السلام هو اجل اهل بيت النبوة فى زمانه
2- وخرج ابنه الامام يحيى بن زيد بن على بن الحسين عليهم السلام على هشام ايضا
3- ثم خرج الامام محمد النفس الزكية بن عبدالله بن الحسن بن الحسن عليهم السلام على الطاغية الوالغ فى دماء ذرية محمد صلى الله عليه واله ابى جعفر الملقب بالمنصور وكانت كل ذرية رسول الله صلى الله عليه واله موافقين للنفس الزكية وكذلك كل الصالحين من بنى هاشم الذين بايعوا النفس الزكية فى اجتماع الابواء الشهير بل ان ابا جعفر نفسه بايعه يومها قال الحافظ ابن حجر فى التهذيب -ترجمة عمران بن داور -(المنصور كان فى زمن بنى امية بايع محمدا بالخلافة فلما زالت دولة بنى امية و ولى المنصور تطلب محمدا ففر فالح فى طلبه الخ..)
4- ثم خرج اخوه الامام ابراهيم عليه السلام على ابى جعفر ايضا وجرت بينهما معركة باخمرا التى قال عنها شعبة بن الحجاج رضى الله عنه (باخمرا بدر الصغرى )كما فى ترجمة ابراهيم عليه السلام فى سير الذهبى - رواه عمر بن شبة عن خلاد بن يزيد عن شعبة - و شعبة رحمه الله من محدثى الزيدية لا خلاف فى ذلك بين الزيدية وهو الثابت عند اهل الجماعة ايضا انظر سؤالات الاجرى لابى داود قال ابو داود قال يزيد بن زريع : كنا لا ناتى شعبة نقول هو زيدى )انتهى واذا كان راى شعبة الزيدى فى باخمرا انها بدر الصغرى فهلم انظر راى صاحب السنة الصلب !ابو اسحق الفزارى ذكر ابن ابى حاتم فى الجرح والتعديل 1\284:بسند ه عن الاصمعى قال : كنت عند هارون امير المؤمنين وابو يوسف بجانبه اذ دخل علينا ابو اسحق الفزارى فاقيم من بعيد فقال انا لله وانا اليه راجعون وقع الشيخ موقع سوء قال فاذا الرجل عزيم صريم قال فقال له هارون :انت الذى تحرم لبس السواد -يعنى شعار الدولة العباسية-فقال : معاذ الله يا امير المؤمنين انا من اهل بيت سنة وجماعة ولقد خرجت مرة فى بعض هذه الثغور وخرج اخى مع ابراهيم فى البصرة فقال لى استاذ هذا -اى ابوحنيفة استاذ ابى يوسف- :لمخرج اخيك مع ابراهيم احب الى من مخرجك وهو يرى السيف فيكم فلعل الجالس بجنبك اخبرك بهذا على هذا وعلى استاذه لعنة الله قال : فما زال هارون يقول له : ادن حتى اقعده فوق ابى يوسف وابو يوسف منكس راسه )انتهى المراد
واذا كان ابواسحق الفزارى يلعن اباحنيفة لمجرد انه افتى بجواز الخروج مع ابراهيم عليه السلام فماذا سيقول فى ابراهيم نفسه ؟!
5- ثم خرج بعده الامام صاحب فخ الحسين بن على بن الحسن بن الحسن بن الحسن بن على بن ابى طالب غلى الملقب بالهادى وبايعه كافة ذرية رسول الله صلى الله عليه واله وسلم
6- ثم خرج بعده الامام محمد بن ابراهيم طباطبا بن اسماعيل الديباج بن ابراهيم الشبه بن الحسن بن الحسن بن على بن ابى طالب
وسرد اعلام العترة الذين رفعوا علم الجهاد للطغاة يطول ولا يجهل اتفاقهم على مشروعية ذلك الا جهول

ثم تحدث الاخ الفاضل عن ادلة اهل السنة على تحريم الخروج على ائمى الجور وزعم ان النصوص تواترت بذلك ثم ساق ستة روايات ونحن نجيب بجواب جملى :
ماكان من هذه الروايات صريح قاطع الدلالة على (وجوب طاعة) ائمة الجور والفجور فهو كذب على رسول الله صلى الله عليه واله وسلم لانه يصطدم بالقران ويصطدم بالسنة المتواترة حقا التى اجمعت الامة على صحتها
فالله سبحانه يقول (لا ينال عهدى الظالمين )واى عهد اعظم من ان يوجب الله طاعة الظالم ؟!
بل متى كان ظالما فهو ملعون من الله فكيف يكون مهانا ملعونا وهو اشد الطرد ومع ذلك يكون واجبة طاعته !
وايات الكتاب واحاديث الرسول المتواترة توجب انكار المنكر على كل فاعل للمنكر
قال العلامة الامير الصنعانى رحمه الله فى منحة الغفار التحقيق ان السلطان الجائر الفاعل للمنكرات عاص فاعل للمنكر يجب الانكار عليه بشروطه باحد الرتب الثلاث المعروفة :باليد او اللسان او القلب فان حصلت شرائط كف يده وطى بساط امره ونهيه وتغلبه وجب ذلك ويكفى فى حصول الشرائط الطن القوى وعليه يحمل حروج الحسين السبط عليه السلام واهل المدينة على يزيد وابن الاشعث على الحجاج وكذلك خروج زيد بن على عليه السلام على هشام ومحمد بن عبد الله على المنصور ونحوهم فان كل خارج منهم لم يخرج الا لانكار الظلم والفاحشة وقد واطاه عصابة يظن بهم القيام بواجب انكار المنكر واخذ فاعل المنكر وانه ليس فى خروجهم ما يؤدى الى ما هو انكر منه)انتهى المراد ووالمقصود ان الكتاب والسنة المتواترة يوجبان الانكار باليد مع القدرة على فاعل المنكر كل فاعل منكر والقران كما ذكرنا صريح فى ان عهد الله لا ينال الظالمين فعندما ياتى راو بخبر صريح فى ان الله تعالى يوجب طاعة الظالمين فاننا نضرب به عرض الجدار لانه خبر منكر مصادم للقران والسنة التى لا شك فى ثبوتها ولله در ابى بكر الرازى رحمه الله اذ يقول فى (احكام القران ):وقضيته-اى ابو حنيفةرحمه الله- فى امر زيد بن على مشهورة وحمله المال اليه وفتياه سرا فى وجوب نصرته والقتال معه وكذلك امره مع محمد واباهيم ابنى عبد الله بن الحسن وقوله لابى اسحق الفزارى حين قال له: لم اشرت على اخى بالخروج مع ابراهيم حتى قتل ؟:مخرج اخيك احب الى من مخرجك وكان ابة اسحق قد خرج الى البصرة وهذا انما انكره عليه اغمار اصحاب الحديث الذى بهم فقد الامر بالمعروف والنهى عن المنكر حتى تغلب الظالمون على امور الاسلام )انتهى وله كلام نفيس فى تفسيره لاية (لا ينال عهدى الظالمين )والاحناف كادوا ان يكونوا زيدية
-وبالنسبة للروايات التى ساقها اخى الكريم :
1- الرواية الاولى (من راى من اميره شيئا يكرهه فليصبر )ثم ذكر الاخ الفاضل ان هذه الرواية عن ابن عباس رضى الله عنهما
والجواب:انه ليس فى الرواية ما ننكره لان المقصود بالامير اى الامير الشرعى العادل لا الامير الفاسق الفاجر والغرض من الحديث الحث على طاعة الامير العادل فى العسر واليسر والمنشط والمكره
2- رواية (لا ما اقاموا فيكم الصلاة) وهى صريحة فى وجوب طاعة الظالمين مهما ركبوا من الجرائم طالما لم يثبت انهم تركوا الصلاة لذا فمكان هذه الرواية الصحيح هو كتب الموضوعات لمصادمتها لمحكم القران
3- رواية (الا ان تروا كفرا بواحا):فهى ايضا صريحة فى وجوب طاعة الظالم مهما ركب من الجرائم الا اذا ارتد عن الاسلام وصرح بالكفر لذا فمكانها الصحيح ايضا هو كتب الموضوعات ولا نرتاب فى ان بعض الرواة قد تلاعب فى لفظ هذه الرواية فقد اخرجها الامام احمد فى مسنده 5\321 بلفظ(مالم يامروك باثم بواحا)واخرجها ابن حبان فى صحيحه 10\429بلفظ(معصية بواحا)
4- اما الرواية الرابعة فعن ابن عمر انه قال (لا انزع يدا من طاعة )اى طاعة الحجاج
والحواب ان فعل ابن عمر ليس بحجة ولا حجة على انه حجة
فهل هذه هى (النصوص الصريحة المتواترة )؟!!!!!
ثم تكلم الاخ شمس الدين عن الحسين عليه السلام ووصفنى ب(الجهل العظيم)! ثم قال :ان الحسين كان متاولا وقد ظهرت النصوص عن النبى فايهما نتبع ؟
والجواب :نتبع القران الكريم الذى صرحت اياته بان عهد الله لا ينال الظالمين فليس ليزيد الفاحر اللعين عهد ومن زعم ان الله اوجب على العباد طاعة هذا اللعين فقد اعظم على الله الفرية ونتبع السنة النبوية المجمع على ثبوتها التى امرت بالانكار على اهل المنكر لا فرق بين حاكم ومحكوم ونتبع السنة النبوية الثابتة باقرار الاخ شمس الدين التى دلت على ان العترة النبوية مع القران لا يفارقونه حتى يردا على رسول الله الحوض
ثم قال الاخ شمس الدين ان ابن عمر انكر على الحسين فعله
والجواب : اذا كنت تقصد انه انكر عليه رايه فى مشروعية الخروج على الظالمين فهذا ما لم ينقله احد وهذا هو محل البحث اما اذا اردت انه نصح الحسين بعدم الخروج شفقة عليه وحبا له فهذا لا ننكره ولا علاقة له بمحل البحث اصلا
واتحداك يا اخ شمس الدين ان تاتى بخبر واحد فى ان واحدا من الصحابة اعترض على الحسين استنادا الى ان الخروج على الظالم قد نهى عنه النبى صلى الله عليه واله وسلم
ثم قال الاخ شمس الدين ان الحسين ندم واراد الرجوع
زالجواب: نحن نبحث مسالة مشروعية الخروج على ائمة الجور فهل افهم من كلامك انك تقصد ان الحسين ندم واقر بانه خالف شريعة جده وانه قد رجع الى مذهب اهل الجماعة ؟!!!! ان كان هذا قصدك فسقوطه يغنى عن اسقاطه

لقد ادعى الاخ شمس الدين فى صدر مداخلته الثانية بكل ثقة ان سلف اهل البيت كانوا على مذهب اهل السنة والجماعة ومرة اخرى اقول : هل كان الحسين من اهل الجماعة يا اخ شمس الدين ؟! ام هو وفقا لقاعدة (اهل السنة والجماعة) مبتدع من اهل الاهواء يرى السيف على الائمة ؟!

ثم تحدث الاخ الفاضل عن ابى بكر الصديق وانه افضل من على كما تحدث عن معاوية
وساناقشه ان شاء الله فى هذه المسائل فى مداخلة قادمة لابين مذهب الزيدية فيها

الشريف حازم الحسني
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة و السلام على سيدنا محمد و آله.
أما بعد...
((لَقَدْ جِئْنَاكُم بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ))
عصمة أهل الكساء
((إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا))
إن إذهاب الرجس عن أهل البيت في الآية يقتضي إذهاب الرجس المتعلق بالأفعال وهو رجس الذنوب، وذلك يقتضي عصمتهم _ أي أهل الكساء _ لما هو معلوم من أنها نزلت في بيت أم سلمة رضي الله عنها الحديث...، وكونها أتت في سيق خطاب زوجات الرسول صلى الله عليه و آله و سلم، لا يعني أنه تقتضيهن إذ في القرآن من الجمل الاعتراضية مالا يحصى، ولا أريد أن أستشهد بما تقتضيه اللغة في كون الضمير في يطهركم للمذكر و ليس للمؤنث، ولكن أقول: أن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: قد خرجت على إمام الحق عليه السلام، و هذا يعتبر عند أهل السنة من الكبائر التي هي موطن الإذهاب في الآية، فبفعلها هذا لا ينطبق عليها إذهاب الرجس المذكور في الآية، و أهل السنة و الزيدية متفقين على أنها أخطاءات في خروجها على إمام عصرها و قد أخرج المستدرك على الصحيحين ج 3 ص 150 عن أبي أيوب قال: أمر رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم علي بن أبي طالب بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين.
إجماع آل البيت
قال: تعالى: ((إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا))
الأمة متفقة على أن إجماعها حجة، وهذا لم يحصل إلا في مواطن معدودة، وقد قال أحمد بن حنبل: ( من ادعى الإجماع فقد كذب))، و آل البيت عليهم السلام هم على أصولنا معصومين من الكبائر، وليس لأحد من ذريهم هذه الخاصية لعدم ورود الدليل على هذا، ولكن قوله تعالى ((هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ)) يقتضي عصمة جماعتهم، فإن قيل إن الآية خطاب لولد إبراهيم جميعا، قلنا: لا خلاف في أن إجماع من عدا أولاد الحسن و الحسين عليهما السلام من اليهود و غيرهم من قريش و سائر ولد إبراهيم ليس بحجة، فلم يبق إلا أن يكون ذلك في أهل البيت عليهم السلام؛ إذ لو بطل ذلك فيهم مع بطلانه في غيرهم لخرج الخطاب عن الفائدة، وهو خطاب حكيم لا يجوز ذلك فيه، أم لكن رأى آخر.
((عليكم بسنتي و سنة الخلفاء الراشدين...))
فأقول: نحن يا علامة شمس الدين نسأل: ما معنى السنة؟ فإن قلت: في اللغة هي الطريقة و في الاصطلاح هي القول و الفعل و التقرير لرسول الله صلى الله عليه و آله و سلم. فنسأل مرة أخرى: هل سنة الخلفاء تقتضي المخالفة أم الموافقة؟ فأن قلت: الموافقة، فقد أبطلت الحديث؛ لأنه ليس هناك فائدة ترجى من اتبع سنة الخلفاء، إذ هي سنته، فهذا يا علامة يا كبير لا يعني إلا شيء واحد وهو أن رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم يقول ما لا يوافق سنته و يهذي بما يهذي به المتفلسفون وحاشاه.
و إن قلت: المغايرة، فنقول: كيف يكون هذا من رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم وهو المشرع الوحيد في وقته و بعد انتقاله للرفيق الأعلى؟
الجرح و التعديل
أما الجرح و التعديل فلا أريد أن أخوض معك في القال و القيل، و أقول مختصر كلامي أن الجرح و التعديل المدون في كتب أهل السنة لا يعتمد في نقل التوثيق و التضعيف للرجال إلا على المراسيل و ما على شاكلتها، فلا سند متصل ، ولا بحث في سند الرواية التي هي بالتضعيف و التوثيق لصاحب الترجمة، ولا شيء مما ذكره أهل الحديث في تطبيق القواعد التي رسموها للتصحيح و التضعيف، وهذا حسب علوم مصطلح الحديث لا يسمن و لا يغني من جوع. و معظم المطبوع من كتب الجرح و التعديل ليس له أسانيد متصلة بالرواية لصاحب الإخراج، وفي هذا كفاية.
فضل أبي بكر على علي عليه السلام
نحن نقول أن عليا عليه السلام هو أفضل الخلق بعد رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم، و أنتم تقولون أبو بكر ثم عمر ثم عثمان على اختلاف بعض الفرق، وندعم قولنا بقول الله و رسول إن كنتم له تابعين.
فقد قال تعالى: ((إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ))، وقد نزلت في الإمام علي عليه السلام فراجع تفسير أهل السنة تجده، و قوله تعالى: ((فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةُ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ ))، فهذه نفس على هي نفس رسول الله فهل نفس رسول الله أفضل من أبي بكر؟، و قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم: ((أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي)) أخرجه البخاري، فهل منزلة هارون من موسى تقتضي وجود أفضل من هارون في قوم موسى؟ وقال: ((اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي من هذا الطير)) أخرجه الحاكم و غيره، وفي هذا كفيه لمن أراد الحق، ولا تقل أن هذه الأحاديث ضعيفة إتباعا لما يدندن به أهل الحديث بما سطروه في كتبهم الجارحة و المعدلة بغير سند صحيح يخضع لما سبق و أن شرحناه لك، فهي كتبكم الحديثية التي أثبتم فيها الأحاديث الموافقة لروايتنا عن أهل البيت عليهم السلام، ولكن التمستم تضعيفها لتخرجوا ما ثبت موافقته لرواياتنا، ولتخرجوا من مقالة و تهمة عدم الرواية عن من لا يوافقكم، وهذا لعمري أمر قد دبر بليل.
وهذا أحد الأحاديث التي ردها كتاب ربي في كتابنا المسمى ((رد كتاب المبين على ما نسب في الصحاح لسيد المرسلين)) وهو قيد الطبع ، على ما يدعيه العلامة شمس الدين

صحيح مسلم ج 3 ص 1476
[1847] وحدثني محمد بن سهل بن عسكر التميمي حدثنا يحيى بن حسان ح وحدثنا عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي أخبرنا يحيى وهو بن حسان حدثنا معاوية يعني بن سلام حدثنا زيد بن سلام عن أبي سلام قال: قال حذيفة بن اليمان: قلت يا رسول الله إنا كنا بِشَرِّ فجاء الله بخير فنحن فيه فهل من وراء هذا الخير شر؟، قال: ((نعم))، قلت هل وراء ذلك الشر خير؟، قال: ((نعم))، قلت فهل وراء ذلك الخير شر؟، قال: ((نعم))، قلت: كيف؟، قال: ((يكون بعدي أئمة لا يهتدون بهداي ولا يستنون بسنتي وسيقوم فيهم رجال قلوبهم قلوب الشياطين في جثمان إنس))، قال قلت:كيف أصنع يا رسول الله إن أدركت ذلك؟، قال: ((تسمع وتطيع للأمير وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك فاسمع وأطع)).

أقول: هذا هو الإفك المبين على رسول الله  وآله، فكيف يرضى الله لعباده المؤمنين الطاعة و الانصياع لمن لا يهتدون بهدي نبيه و لا يستنون بسنته، ولهم قلوب مثل قلوب الشياطين، و إن ضربك و أخذ مالك؟؟؟، وقد قال الله في كتابه الكريم:  يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً  [النساء: 59]، ومن المعلوم أن الطاعة إنما تكون في المعروف، كما قال النبي  وآله في مسلم ج3 ص 1469: ((لا طاعة في معصية الله إنما الطاعة في المعروف))، و قال: (( لا طاعة لمخلوق في معصية الله)) أخرجه أحمد ج5 ص66، وقد أمر الله في الآية بطاعة أولى الأمر من المسلمين لا من الشياطين المخالفين لأمر الله و رسوله  وآله، و الحديث يقتضي أنه لا تنازع بين المسلمين و أولي الأمر منهم إن خالفوهم و هذا يخالف ما أمر الله تعالى به في الآية حيث قال: …فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ …  [النساء: 59].فهل الطاعة في الآية لغير من أمر بأمر الله و سنة رسوله؟ ، و هل إرجاع ما نتنازع فيه يشير إلى خلاف كتاب الله و سنة رسوله؟!، و قال تعالى: إنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ [النحل: 90]، و:  إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ إِنَّ اللّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا  [النساء: 58]، فهل الله تعالى يدعو عباده لتعطيل أحكامه التي لا تقوم إلا بالإمام العادل، باتباع الظالم المخالف لكتاب الله و سنة رسوله؟!!، و يدعو المؤمنين من عباده للخضوع للكفر و الفسق و الرضا به؟؟؟ و هو القائل جل شأنه:  لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ [المجادلة: 22]، فقد سلبهم و نفى عنهم الإيمان؛ لقبولهم محادة الله و رسوله، و قال تعالى:  يَحْلِفُونَ لَكُمْ لِتَرْضَوْاْ عَنْهُمْ فَإِن تَرْضَوْاْ عَنْهُمْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يَرْضَى عَنِ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ  [التوبة: 96]، فكيف يستقيم أمر الطاعة و الرضى من الله للقوم الفاسقين، و هو خلاف ما يتلى إلى يوم الدين. وقد قال تعالى في وصف نبيه  وآله:  يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ... [الأعراف: 157]، فهل يأمر النبي  وآله بمنكر؟، كلا، فإنا لا نرى واضع مثل هذه الأحاديث إلا ذنباً من أذناب أئمة الجور و الظلم من الأمويين الفسقة الفجرة.

شمس الدين :
الحمد لله والصلاة والسلام على خير خلق الله ، وعلى آله وصحبه ومن وآلاه..
أولاً
حق لي أن أقول آن لشمس الدين أن يمد كلتى رجليه ، ويتمثل بقول الشاعر :
تكاثرة الظباء على خراش ** فما يدري خراش ما يصيد
ونبدأ الرد على الصارم اليماني..
لقد أتضح لي يا صارم أنك متأثر بالسرد القصصي ، فأنت لا تلتزم بشيء من الحق فنقاشك زئبقي لا يلتزم بمنهج رصين كما بينت لك سابقا!!
مثال ذلك : لقد اتهمتني بأني اسبك في قولك : (( بدا (الحاج) ! شمس الدين مداخلته كالعادة بمزيد من السب والاهانات والتجريح )) ثم عقبت عليك بقولي : لقد أفترى عليّ الصارم اليماني وقال إني سببته وأنا ادعوه أمام الجميع بأن يخرج لي كلمة واحدة سببه فيها وإلا (( ألا لعنة الله على الكاذبين ))..
فلم تحرك يا صارم ساكناً وتملصت ، ولم تات بكلمة واحدة سببتك فيها ، ولم تعتذر عن قذفي لك بالسب أمام الجميع!!
فماذا اسمي هذا بالله عليك؟
ثانيا
لقد بينت لك فضل آل بيت محمد صلى الله عليه وسلم ، وأنهم من أهل السنة والجماعة ، وأن علمهم قد نقل كما نقل علم سائر أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، وارجع إلى كتب أهل السنة تجدها تضج بالروايات عن علي رضي الله عنه ، وعن عبد الله بن العباس الذي لا يكاد ابن كثير في نفسيره يترك صفحة إلا وذكر قول ابن عباس أو تلاميذه!!
فكيف تدعي هذا الادعاء الباطل؟
واعلم أن عبد الله بن عباس رضي الله عنه من آل البيت والحديث الصحيح في مسلم الذي استدليت به على فضل العترة فهو ينقل أيضاً اشتراك آل العباس في العترة كما بينا لك ، وهذا نص السؤال : فقال له حصين: ومن أهل بيته يا زيد ؟ أليس نساؤه من أهل بيته ؟ قال : نساؤه من أهل بيته، ولكن أهل بيته منحرم الصدقة بعده، قال: ومن هم؟ قال: هم آل علي، وآل عقيل،وآل جعفر، وآل عباس. قال: كل هؤلاء حرم الصدقة ؟ قال: نعم..
فماذا أنت قائل يا شيخنا الصارم اليماني؟
أليس عبد الله بن عباس من آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم ، أم أنتم تؤمنون ببعض وتكفرون ببعض؟
ثالثاً
أستدلالك بأن حديث الثقلين يدل على أن الحق مع جل العترة ساقط وليس فيه رائحة الدلالة ، فهو حديث فضل كما بينا لك ، وقد وردت أحاديث أخرى كثيرة تبين فضل الصحابة ، وإذا كان كما قلت أن الحق مع العترة بدلالة هذا الحديث فيجب عليك أن تتبع قول ابن عباس الذي هو من العترة في آية التطهير أنها خاصة بأزواج النبي صلى الله عليه وسلم..
واعلم أن هناك من آل البيت من نعرفهم في عصرنا هذا يشربون الخمر ، ويسفكون الدماء ، بل والله إني وقف يوماً من الأيام على أحد أفراد آل البيت وهو يسب الله ويسخر منه!!
فهل نقول أن العترة كلهم على الحق؟؟؟؟
ثم إن الحديث الصحيح الذي ورد عن مسلم لفظه لا يدل على أن العترة متمسكة بالحق إلى يوم القيامة ، فلفظ الحديث الصحيح هو : ألا أيها الناس فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب، وأنا تاركفيكم ثقلين: أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور، فخذوا كتاب الله واستمسكوا به ، فحث على كتاب الله ورغب فيه، ثم قال: وأهلبيتي أذكركم الله في أهل بيت ، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي " ..
وأما قوله و عترتي {عترتي أهل بيتي} و أنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض )) فهذا في الترمذي وقد سئل عنه الإمام احمد بن حنبل رحمه الله فضعفه كما وقد أجاب عنه طائفة 0 ضعفه غير واحد من أهل العلم وقالوا : لا يــــصـــح ونحن نقول 0وقــــالوا بما يدل على أن أهل بيته كلهم لا يجتمعون على ضلالة بذلك كما ذكر ذلك القاضي أبو يعلى وغيره ..
وقد اعقب الترمذي على الأحاديث بقوله (حسن غريب!)..
وهذه الروايات كلها يرويها عطية عن أبي سعيد، وعطية هو عطية بن سعد بن جنادة العوفي، والإمام أحمد نفسه - صاحب المسند - تحدث عن عطية وعن روايته عن أبي سعيد ففال بأنه ضعيف الحديث، وأن الثوري وهشيما كانا يضعان حديثه، وقال : بلغني أن عطية كان يأتي الكلبي فيأخذ عنه التفسير، وكان يكنيه بأبي سعيد فيقول : قال أبو سعيد، فيوهم أنه الخدري .

وقال أبو حبان : سمع عطية من أبي سعيد الخدري أحاديث ، فلما مات جعل يجالس الكلبي ، فإذا قال الكلبي: قال رسول الله -r- كذا، فيحفظه، وكناه أبا سعيد، وروى عنه ، فإذا قيل له : من حدثك بهذا ؟ فيقول : حدثني أبو سعيد، فيتوهمون أنه يريد أبا سعيد الخدري،وإنما أراد الكلبي، قال: لا يحل كتب حديثه إلا على التعجب.

وقال البخاري في حديث رواه عطية: أحاديث الكوفيين هذه مناكير، وقال أيضا: كان هشيم يتكلم فيه . ولقد ضعفه النسائي أيضا في الضعفاء ، وكذلك أبو حاتم، ومع هذا كله وثقه ابن سعد فقال : " كان ثقة إن شاء الله، وله أحاديث صالحة، ومن الناس من لا يحتج به" . وسئل يحيى بن معين : كيف حديث عطية ؟ قال: صالح انظر ترجمة في تهذيب التهذيب ، وميزان الاعتدال..

وما ذكره أبن سعد وابن معين لا يثبت أمام ما ذكر من قبل . وقد يقال هنا إذا كان الإمام أحمد يرى ضعف حديث عطية فلماذا روى عنه ؟ والجواب أن الإمام أحمد إنما روى في مسنده ما اشتهر ولم يقصد الصحيح ولا السقيم، ويدل على ذلك أن ابنه عبد الله قال:

قلت لأبي: ما تقول في حديث ربعي بن خراش عن حذيفة ؟ قال : الذي يرويه عبد العزيز بن أبي رواد ؟ قلت: نعم ، قال الأحاديث بخلافه، قلت: ففد ذكرته في المسند ؟ قال: فصدت في المسند المشهور، فلو أردت أن أقصد ما صح عندي لم أرو من هذا المسند إلا الشيء لعد الشيء اليسير، وقد طعن الإمام أحمد في أحاديث كثيرة في المسند، ورد كثيرا مما روى، ولم يقل به، ولم يجعله مذهبا له ،انظر المسند شاكر- طلائع الكتاب 1/75 .
.
وعندما عد ابن الجوزي من الأحاديث الموضوعة أحاديث أخرجها الإمام أحمد في مسنده، وثار عليه من ثار، ألف ابن حجر العسقلاني كتابه " القول المسدد في الذب عن المسند " ، فذكر الأحاديث التي أوردها ابن الجوزي، ثم أجاب عنها، ومما قال: "الأحاديث التي ذكرها ليس فيها شيء من أحاديث الأحكام في الحلال والحرام، والتساهل في إيرادها مع ترك البيان بحالها شائع. وقد ثبت عن الإمام أحمد وغيره من الأئمة أنهم قالوا : إذا روينا الحلال والحرام شددنا، وإذا روينا في الفضائل ونحوها تساهلنا. وهكذا حال هذه الأحاديث ،ص11 من القول المسدد .

الرواية الثانية للترمذي رواها عن علي بن الكوفي .عن محمد بن فضيل، ثم أنقسم السند إلى طريقين: انتهى الأول إلى عطية عن أبي سعيد ، والثاني إلى زيد بن أرقم ، ولا يظهر هنا أي السندين هو الأصل . وإذا نظرنا في الروايات الأربع السابقة التي رواها عطية عن أبي سعيد نجد توافقا تاما في المعنى، وفي كثير من اللفظ بينهما وبين هذه الرواية .مما يرجح أن هذا الطريق هو الأصل، وهو المذكور أولا في الإسناد. ومن قبل ذكرت ما رواه الإمامان أحمد ومسلم عن زيد بن أرقم بطرق متعددة .وفي تلك الروايات ذكر قوله r : وأنا تارك فيكم ثقلين أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به "، فحث على كتاب الله ورغب فيه، ثم قال : " وأهل بيتي ، أذكركم الله في أهل بيتي ".

وهذا يتفق بعض الشيء مع رواية الترمذي لكن بينهما اختلاف كبير يستوجب عدم الجمع. مما يجعلنا نطمئن إلى ضم رواية الترمذي إلى الروايات الأربع التي رواها عطية عن أبي سعيد . واستبعادها عن روايات زيد بن أرقم إلا في موضع الاتفاق .

والذي جمع بين الطريقين في هذا الإسناد علي بن المنذر الكوفي، أو محمد بن فضيل . ولكن الثاني روى عنه مسلم في إحدى رواياته لسابقة عن زيد بن أرقم، فيستبعد الجمع عن طريقه. فلم ببق إلا علي بن المنذر، وهو من شيعة الكوفة، قال أبي حاتم : سمعت منه مع أبي، وهو صدوق ثقة. سئل عمه أبي ففال : محله الصدق ، قال النسائي : شيعي محض ثقة . وذكره ابن ص حبان في الثقات. وقال ابن نمير: هو ثقة صدوق. وقال الدارقطني: لا بأس به، وكذا قال مسلمة بن قاسم. وزاد: كان يشيع .

وقال الإسماعيلي : في القلب منه شيء لست أخبره . وقال ابن ماجة: سمعته يقول: حججنا ثمانيا وخمسين حجة أكثرها راجلاانظر ترجمته في تهذيب التهذيب .
. وما سمعه منه ابن ماجة يجعلنا نردد كثيرا في الاحتجاج بقوله : فكيف يقطع آلاف الأميال للحج ثمانيا وخمسين مرة أكثرها راجلا؟ ليس من المستبعد إذاً أن يجمع راو شيعي كهذا بين روايتين في مناقب أهل البيت لا تتفقان في شيء. وتختلفان في شيء آخر وهكذا يجعلنا نزداد اطمئنانا إلى ما انتهينا إليه من جعل هذه الرواية مع الروايات الأخرى لعطية عن أبا سعيد. وفصلها عن روايات زيد بن أرقم على أن هذه الرواية فيها ضعف آخر. وهو الانقطاع في موضعين، فالأعمش وحبيب بن أبي ثابت مدلسان . وهما يرويان بالعنعنة. فلم يثبت سماع كل منهما هنا .
والأعمش وحبيب من الثقات. وثبت سماع الأعمش من حبيب، وسماع حبيب س زيد بن أرقم، إلا أن في هذه الرواية لم بثبت السماع ، والأعمش فيه تشيع وهو كوفي، وحبيب كوفي أيضا ، وفي بيئة الكوفة يمكن أن تشيع مثل هذه الأحاديث دون دقة أو تمحيص .
وحبيب نفسه قال لابن جعفر النحاس : إذا حدثني رجل عنك بحديث، ثم حدثت به عنك كنت صادقا الأعمش هو سليمان بن مهران الأصدق الكاهلي. مولاهم أبو محمد الكوفي. انظر ترجمته وترجمه حبيب في تهذيب التهذيب، وميزان الاعتدال ..
فحبيب كان صادقا ليس بكاذب، إلا أنه أبان عن رأيه، فليس من الكذب عنده أن يسمع من راو عن آخر، فيروي عن الأخر مباشرة بما لا يفيد السماع منه.
وما ذكره ابن حجر ينطبق على الأحاديث المروية في فضائل أهل البيت والتمسك بالعترة .
رابعاً
قلت لك يا صارم : لعمر الله انكم اول من يطعن فى اصحاب رسول الله الطعنات الخفية فانتم لا ترون الا ان ال بيت رسول الله على الحق والحق يدور حيث داروا فماذا تعنى بهذا ؟اليس هذا هو الطعن فى الصحابة )
فأجبت بقولك :والجواب :لا ليس هذا هو الطعن فى الصحابة ! نحن لم نثبت الا ما اثبته الرسول صلى الله عليه واله فى حديث الثقلين من ان الحق مع العترة وانهم مع القران لا يفارقونه . فهل النبى صلى الله عليه واله يطعن فى الصحابة ؟!

وأجيبك : إذا كنت فعلاً تطيع الرسول صلى الله عليه وسلم ، وتتبع ما قاله ، فلماذا لا تقدم أبي بكر على على رضي الله عنه؟
ألم أسق لك الأحاديث الدالة على فضل أبي بكر رضي الله عنه ؟
قوله صلى الله عليه وسلم : ((إن أمنّ الناس علينا في صُحبته وذات يده أبو بكر)) بيّن فيه أنه ليس لأحد من الصحابة عليه من حق في صحبته وماله مثل ما لأبي بكر رضي الله عنه.

قوله صلى الله عليه وسلم : ((لا تبقين في المسجد خوخة إلا سدت إلا خوخة أبي بكر))، وهذا تخصيصٌ له دون سائر الصحابة.

قوله صلى الله عليه وسلم : (( لو كنت متخذا من أهل الأرض خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا) ) فإنه نص أنه لا أحد من البشر يستحق الخلة لو كانت ممكنة إلا أبو بكر، ولو كان غيره أفضل منه لكان أحق بالخلة لو كانت واقعة.

وكذلك أمره لأبي بكر أن يُصَلِّي بالناس مدة مرضه من خصائصه التي لم يشركه فيها أحد، ولم يأمر النبي صلى الله عليه وسلم أمته أن تصلي خلف أحد في حياته بحضرته إلا خلف أبي بكر )البخاري : الصحيح ، كتاب الجماعة والإمامة 1/240 رقم 646.

وهذا اعتراف على رضي الله عنه بفضل أبي بكر وعمر عليه فقد أخرج البخاري من حديث محمد بن الحَنَفِيِّة قال: قُلتُ لأبي: أيُّ الناس خيرٌ بعد رسول الله rصلى الله عليه وسلم؟ قال: (( أبو بكر )) قلت: (( ثم من ))؟ قال: (( ثم عمر )) وخشيت أن يقولَ عُثمان، قلت: (( ثُمَّ أنت ))؟ قال: (( ما أنا إلا رجل من المسلمين )) البخاري: الصحيح، كتاب فضائل الصحابة 3/1342 رقم 3468.
فلماذا تأخذ ما تحب من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم وتترك وا تكره ؟؟؟
أليس هذا هو الاجحاف بعينه؟
ألي هذا هو اتباع الهوى الذي ذمه سبحانه وتعالى؟
إذا كنت غير ذلك فما معنى قولك : للاسف لم تبين لى ان (كثيرا)من الصحابة افضل من ال البيت؟
خامساً
جئت لي بأسماء من آل البيت خرجوا على الأئمة في عصرهم فهذ الاسماء لا تسمن ولا نغني من جوع ما عدا الحسين رضي الله عنه الذي هو الصحابي الجليل ، فقد بينت لك أنه يوجد له مخالف من آل البيت ، ومن كبار أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ونصحوه بعدم الخروج مثل ابن عباس وابن عمر وابن الزبير وابن عمرو وأخيه محمد بن الحنفية وغيرهم. وهذا ابن عمر يقول للحسين : ( إني محدثك حديثا : إن جبريل أتى النبي فخيره بين الدنيا والآخرة فاختار الآخرة ولم يرد الدنيا ، وإنك بضعة منه ، والله لا يليها أحد منكم أبداً وما صرفها الله عنكم إلا للذي هو خير لكم ، فأبى أن يرجع ، فاعتنقه وبكى وقال : استودعك الله من قتيل) ، وروى سفيان بسند صحيح عن ابن عباس أنه قال للحسين في ذلك : ( لولا أن يزري -يعيبني ويعيرني- بي وبك الناس لشبثت يدي من رأسك، فلم أتركك تذهب ) .وقال عبد الله بن الزبير له : ( أين تذهب؟ إلى قوم قتلوا أباك وطعنوا أخاك؟) وقال عبد الله بن عمرو بن العاص : (عجّل الحسين قدره، والله لو أدركته ما تركته يخرج إلا أن يغلبني). (رواه يحيى بن معين بسند صحيح)
وسبق أن قلنا لك : أن الحسين رضي الله عنه كان متأولاً ، وقد ظهرت النصوص عن النبي صلى الله عليه وسلم الذي هو بمثابة المبلغ عن ربه ، فأيهما نتبع؟
إن العاقل الللبيب سيقول نتبع النبي صلى الله عليه وسلم..

والغريب منك يا صارم أنك إذا اردت أن تستدل بالسنة تسوق النصوص ، والاسانيد ، وهذا رواه البخاري ، وهذا صححه فلان ، وهذا كذا ...الخ..وإذا دارة الدائرة عليك وجاء الحديث مخالف لهواك قلت هذا مخالف للقرآن!!
كما قلت : ماكان من هذه الروايات صريح قاطع الدلالة على (وجوب طاعة) ائمة الجور والفجور فهو كذب على رسول الله صلى الله عليه واله وسلم لانه يصطدم بالقران ويصطدم بالسنة المتواترة حقا التى اجمعت الامة على صحتها
فالله سبحانه يقول (لا ينال عهدى الظالمين ) واى عهد اعظم من ان يوجب الله طاعة الظالم ؟!
فهذا والله يا صارم من فرط هواك هل نست قول الله تعالى : إن الأرض لله يرثها من يشاء والعاقبة للمتقين؟
وكأني والله بك والحديث الصحيح ينطبق عليك لا ألفين أحدكم متكئاً على أريكته يأتيه الأمر من أمري مما أمرت ونهيت فيقول دونكم كتاب الله ما وجدتم فيه حلال فأحلوه وما وجدتم فيه حرام فحرموه ألا وأني أوتيت القرآن ومثله معه
سادسا
أذهلني حديثك عن النصوص وإخراجها عن معناها الحقيقي والرد عليك من وجوه :
الوجه الأول : لقد ذكرت يا صارم : انه ليس فى الرواية ما ننكره لان المقصود بالامير اى الامير الشرعى العادل لا الامير الفاسق الفاجر والغرض من الحديث الحث على طاعة الامير العادل فى العسر واليسر والمنشط والمكره..
وهذا إخراج للمعنى ، وتقيدك بدون قيد فاللفظ هنا مطلق بقوله (( أميره )) فيكف قيدته بالأمير العادل؟
والنصوص تدل على الفاجر وصاحب كل عمر قبيح مالم يورى منه كفراً بواحاً ، وفي بعض الرويات أطع وغن أخذ مالج وجلد ظهرك..
الوجه الثاني : إن روايات الصحيحين هي أصح الرويات ، وما ورد عند الإمام أحمد أو غيره يحمل على الصحيحين ، لأنهما أصح الكتب بعد كتاب الله ، وإن كان هناك نقد فانقد السند كما هو المنهج الصحيح لا بصدمه مع كتاب أقل منه صحة!!
الوجه الثالث : لقد أغقلت إدحى الرويات التي سقتها لك وهي عن ابي ذر رضي الله عنه قال : أتاني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا في مسجد المدينة فضربني برجله وقال : ألا أراك نائما فيه .
فقلت : يا رسول الله غلبني عيني .
قال : كيف تصنع إذا أخرجت منه ؟ .
فقلت : إني أرضى الشام الأرض المقدسة المباركة .
قال : كيف تصنع إذا أخرجت منه ؟ .
قال : ما أصنع ، أضرب بسيفي يا رسول الله .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( ألا أدلك على خير من ذلك وأقرب رشدا ( قالها مرتين ) تسمع وتطع وتساق حيث ساقوك )) السنة لابي عاصم
فلماذا هربت منها ؟

شمس الدين :
الرد على المدعو الشريف حازم الحسني بذيء اللسان ضيعف البيان
يا من يدعي الشرف قال تعالى : إن أكرمكم عن الله اتقاكم
وقال صلى الله عليه وسلم : سليني يا فاطمة من حطام الدنيا ما شئتي لست اغني عنك من الله شيئا
وقد قيل في المثل العامي الشريف من شرف نفسه بالمشارف
ولقد ألفيت ردك مكسر البيان بالجهل ينطلي فصيرت ردي رحنا دون ردك ليطحنه طحناً كحب فلفل
لقد ذكرت في تعقيبك أن آية التطهير تدل على العصمة من الكبائر ، وهذا هو محض الجهل ، واآية في أصلها نزلت في أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ، وقد بينا لكم في السابق ، ولكن في اذنيكم وقراً!!
تعالى : يا نساء النبي لستن كأحد من النساء إن اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولاً معروفاً وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى وأقمن الصلاة وآتين الزكاة وأطعن الله ورسوله إنما يريد الله أن يُذهب عنكم الرجس أهل البيت ويُطهّركم تطهيراً واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة إنّ الله كان لطيفاً خبيراً
فالذي يراعي سياق هذه الآيات يوقن أنها في نساء النبي صلى الله عليه وآله وسلم خاصة ، بل من يدقق في الآيات سيجد بنفسه أنّ قوله تعالى : وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى وأقمن الصلاة وآتين الزكاة وأطعن الله ورسوله إنما يريد الله أن يُذهب عنكم الرجس أهل البيت ويُطهّركم تطهيراً
آية واحدة والخطاب فيها كما هو واضح موجه لنساء النبي.
وقد قال تعالى عن المؤمنين : كقوله: ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج ولكن يريد ليطهركم وليتم نعمته عليكم فهل معناها التطهير من الكبائر؟

أما قولك : (( ولا أريد أن أستشهد بما تقتضيه اللغة في كون الضمير في يطهركم للمذكر ))
فأنت لا تستطيع أن تستدل هذا الإستدلال لعلمك أنه ساقط ، ولعمر الله لو وجدت فيه رائحة استدلال لما تركته !!!
هنا أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هو رأس أهل بيته وهو داخل بلا شك في الآية مع نساءه كما قال تعالى في إبراهيم عليه السلام { أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللّهِ رَحْمَتُ اللّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَّجِيدٌ } مع أنّ الخطاب لإمرأة إبراهيم عليه السلام ولكنه لما دخل إبراهيم عليه السلام وزوجته في مسمى أهل البيت عبّر عنهم جميعاً بـ ( ميم ) الجماعة في قوله تعالى { رحمة الله وبركاته عليكم } تغليباً ، بل إنّ إطلاق تسمية ( أهل ) على الزوجة وارد في قوله تعالى عن موسى عليه السلام { فلما قضى موسى الأجل وسار بأهله } مع أنه لم يكن مع موسى عليه سوى زوجته ، فما العجب في أن تعني الآية نساء النبي صلى الله عليه وآله وسلم وتستخدم في حقهن (ميم ) الجماعة؟!!

أما قولك أن هذا دليل على أن أجماع آل البيت حجة فهذا غلط عظيم فعبد فآل العباس من آل البيت ، وقد نص عبد الله بن عباس على أن آية التطهير نزلت في نساء النبي صلى الله عليه وسلم ، وكان تلمذه عكرمة يصيح في الأسواق ويقول : إن آية التطهير نزلة في زوجات النبي صلى الله عليه وسلم ومن شاء فليباهلني
فهل أنت مقتنع بما جاء به آل البيت؟

وحديث ( عليكم بسنتي )
يدل على الموافقة للنبي صلى الله عليه وسلم ، ولكن هذا التقعيد جاء من النبي صلى الله عليه وسلم لكي يسير عليه النهج الصالح من سلف الأمة بتباع ما اتبعه هؤلاء الأفذاء رضي الله عنهم لا ما فعله المبطلون أمثالكم من الكذب عليهم ، والتلفيق لغيرهم!!

وأما مقرنة فضل أبي بكر على فضل علي رضي الله عنهما فقد أجحفت كثيراً ، فقد ورد لآبي بكر رضي الله عنه مالم يرد لعلي رضي الله عنه ، وسوف أتناول الآيالت الأحاديث التي ذكرتها في فضل على حديثا حديثاً:

دليلك الأول : (( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ)) وقولك أنه في علي ، وان هذا قول السنة فهذا محض افتراء على أهل السنة ، وهذه الدعوى دائماً أسمعها من الشيعة أن أهل السنة يقرون بأن الآية زنزلة في علي رضي الله عنه ، ولو كلف القاري نفسه وفتح كتاب تفسير القرآن لابن كثير لوجد قول أهل السنة أنها نزلت في أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وقال ابن كثير :
وقوله تعالى: {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا} أي ليس اليهود بأوليائكم، بل ولايتكم راجعة إلى الله ورسوله والمؤمنين. وقوله {الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون} أي المؤمنون المتصفون بهذه الصفات من إقام الصلاة التي هي أكبر أركان الإسلام،وهي عبادة الله وحده لا شريك له وإيتاء الزكاة التي هي حق المخلوقين ومساعدة للمحتاجين من الضعفاء والمساكين.

وأما قوله {وهم راكعون} فقد توهم بعض الناس أن هذه الجملة في موضع الحال من قوله {ويؤتون الزكاة} أي في حال ركوعهم، ولو كان هذا كذلك، لكان دفع الزكاة في حال الركوع أفضل من غيره، لأنه ممدوح، وليس الأمر كذلك عند أحد من العلماء ممن نعلمه من أئمة الفتوى، وحتى إن بعضهم ذكر في هذا أثرا عن علي بن أبي طالب أن هذه الآية نزلت فيه، وذلك أنه مر به سائل في حال ركوعه فأعطاه خاتمه.

وقال ابن أبي حاتم: حدثنا الربيع بن سليمان المرادي، حدثنا أيوب بن سويد عن عتبة بن أبي حكيم في قوله {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا} قال: هم المؤمنون وعلي بن أبي طالب، وحدثنا أبو سعيد الأشج، حدثنا الفضل بن دكين

وروى ابن مردويه أيضا من طريق محمد بن السائب الكلبي، وهو متروك، عن أبي صالح، عن ابن عباس قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المسجد والناس يصلون بين راكع وساجد وقائم وقاعد، وإذا مسكين يسأل، فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: «أعطاك أحد شيئا ؟» قال: نعم. قال «من ؟» قال: ذلك الرجل القائم.
قال «على أي حال أعطاكه ؟» قال: وهو راكع، قال «وذلك علي بن أبي طالب». قال، فكبر رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك وهو يقول {ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون} وهذا إسناد لا يفرح به .

ثم رواه ابن مردويه من حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه نفسه، وعمار بن ياسر وأبي رافع، وليس يصح شيء منها بالكلية لضعف أسانيدها وجهالة رجالها .

وقال ابن جرير: حدثني الحارث، حدثنا عبد العزيز، حدثنا غالب بن عبيد الله، سمعت مجاهدا يقول في قوله {إنما وليكم الله ورسوله} الآية.

نزلت في علي بن أبي طالب، تصدق وهو راكع، وقال عبد الرزاق: حدثنا عبد الوهاب بن مجاهد، عن أبيه، عن ابن عباس في قوله {إنما وليكم الله ورسوله} الآية، نزلت في علي بن أبي طالب، عبد الوهاب بن مجاهد لا يحتج به.

إذن هذا كله في تفسير القرآن العظيم لابن كثير و تعليقه على الأحاديث و بين ضعفها و جهالة رجال الأسانيد فيها وهذه الأحاديث ليست حجة يحتج بها علينا .

وهذه الآية يجب أن تفسر من كتب علماء التفسير ويرجع إليهم في تفسير أي آية في القرآن الكريم, و لتفسير الآية في القرآن له أسس وقواعد كما أسلفت ليس كل من هبَّ و دبَّ قام يفسر القرآن .ثم أن كل علماء التفسير أجمعوا أن هذه الآية لم تنزل في علي بن أبي طالب و الأحاديث الذي ذكرت في تفسير هذه الآية كلها ما بين الضعيف والموضوع لا صحة لها .

ومن الملاحظ لدي علماء الشيعة إغفالهم عن قاعدة و هي من القواعد والأسس في تفسير القرآن الكريم ألا وهي سياق الآيات أي ننظر إلى سباقها ولحاقها وسياقها ولو رأينا قبل هذه الآية التي هي في سورة المائدة لرأينا أنها تتكلم في الموالاة و هي النصرة و التأييد للمسلمين وعدم المناصرة لليهود والنصارى.

قال تعالى في سورة المائدة: [ يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولَّهم منكم فإنه منهم إنَّ الله لا يهدي القوم الظالمين ] سورة المائدة : 51

هذه الآية في نهي عن موالاة اليهود و النصارى ثم قال تعالي: [ فترى الذين في قلوبهم مرضٌ يسارعون فيهم يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة فعسى الله أن يأتي بالفتحِ أو أَمرٍ من عنده ..الآية] إلى قوله: [ فأصبحوا خاسرين ] سورة المائدة 52,53

فهذا وصف الذين في قلوبهم مرض الذين يوالون الكفار كالمنافقين وجاءت الآية 54 في سورة المائدة في ذكر فعل المرتدين بأنهم لن يضروا الله شيئا. وبعد كل ما سبق من الآيات من عدم الموالاة لليهود و النصارى إذن لمن تكون الموالاة؟؟ جاءت الآية 55 من سورة المائدة تجيب على هذا السؤال حيث قال الحق تبارك و تعالى:

[ إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ] سورة المائدة: 55

إذن تأييدنا و نصرتنا تكون لله وحدة ثم لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم و من بعد المؤمنون, وصفات المؤمنين كما ذكرهم الله هم الذين يقيمون الصلاة و يؤتوا الزكاة وهم خاشعون, راكعون تأتي بمعنى خاشعون.

الدليل الثاني : (( فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةُ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ))
ليس هناك وجه تفضيل لعي على أبي بكر في هذه فهذه يدل على القرابة..

الدليل الثالث : أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي..

فهذا حديث صحيح، وهذا قاله في غزوة تبوك لما استخلفه على المدينة فطعن الناس فيه وقالوا: إنما استخلفه لأنه يبغضه، فكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا خرج من المدينة استخلف عليها رجلاً من أمته، وكان يكون بها رجال من المؤمنين يستخلفه عليهم، فلما كان عام تبوك لم يأذن لأحد من المؤمنين القادرين في التخلف، فلم يتخلف أحد بلا عذرٍ إلا عاص لله ورسوله، فكان ذلك استخلافا ضعيفا، فطعن فيه المنافقون بهذا السبب، فبين النبي صلى الله عليه وسلم أني لم استخلفك لنقص قدرك عندي فإن موسى استخلف هارون وهو شريكه في الرسالة، أفما ترضى أن تكون مني بمنـزلة هارون من موسى فتخلفني في أهلي كما خلف هارون أخاه موسى.

ومعلوم أنه استخلف غيره قبله، وكان أولئك منه بهذه المنـزلة، فلم يكن هذا من خصائصه. ولو كان هذا الاستخلاف أفضل من غيره لم يخف ذلك على علي - رضي الله عنه - ولم يخرج إليه وهو يبكي ويقول: (( أتخلفني في النساء والصبيان )). ومما بين ذلك أنه بعد هذا الاستخلاف أمّر عليه أبا بكر عام تسع، فإن هذا الاستخلاف كان في غزوة تبوك في أوائلها، فلما رجع من الغزو وأمّر [3/ب] أبا بكر على الحج ثم أردفه بعلي فلما لحقه قال: (( أميرٌ أو مأمور )) قال: (( بل مأمور ، فكان أبو بكر يصلي بعلي وغيره، ويأمر عَلَى علي وغيره من الصحابة يُطيعون أبا بكر، وعلي يتعاطى نبذ العهود التي كانت بين النبي r وبين المشركين، لأن العادة كانت جارية أنه لا يعقد العقود ولا يحلها إلا رجل من أهل بيته، ولهذا قال r: ((لا يبلغ عني العهد إلا رجل من أهل بيتي)) للعادة الجارية.

ولم يكن هذا من خصائص علي - رضي الله عنه - بل أي رجل من عترته نبذ العهد حصل به المقصود، لكن علي أفضل بني هاشم بعد رسول الله r فكان أحق بالتقديم من سائر الأقارب، فلما أُمر أبو بكر عليه بعد قوله: ((أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى)) علمنا أنه لا دلالة في ذلك على أنه بمنزلة هارون من كل وجه؛ إذ لو كان كذلك لم يُقدَّم عليه أبو بكر لا في الحج ولا في الصلاة كما أن هارون لم يكن موسى يقدِّم عليه غيره، وإنما شبهه به في الاستخلاف خاصّة، وهذا أمر مشترك بينه وبين غيره..

الدليل الرابع : (( اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي من هذا الطير ))
هذا الحديث ضعيف وإن رواه الحاكم ، فقد قال عنه الذهبي في تعقباته لمثل هذه الأحاديث أما تستحي يا شيخ تورد حديثاً مثل هذا في مصنفك؟
وقال له أيضا : ما أجهلك على سعة علمك..

واعلم أن الحاكم وقع في أوهام فقد قال مثلاً : صحيح على شرط الشيخين ، وأخطأ ولم يكن كذلك..
وقال : صحيح ولم يخرجاه ، وقد أخرجوه!!
فهل تنبعه على وهامته هذه؟؟
سبحان الله !!!
أما أحد احاديث الطاعة فتكيفك ما رددت به على الصارم اليماني..

الشريف حازم الحسني
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على سيدنا محمد و آله.
أما بعد...
} أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَآ آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُّلْكًا عَظِيمًا}
فمن الواجب علينا أن نرد مقالة العلامة شمس الدين التي يدعي فيها أن مذهب آل البيت هو مذهب أهل السنة المتعارف عليه اليوم بزعمه.
فأقول: من أصول مذهب آل البيت عليهم السلام وهو مذهب الإمام علي عليه السلام الذي هو مذهب الحبيب صلوات الله و سلامه عليه و آله و أولاده من بعدهما، و أهل مكة أدرى بشعابها.
1- التوحيد في الأسماء و الصفات.
فالإمام علي عليه السلام موحد لله في الصفات و الأسماء و لا يثبت مع الله قديم من الصفات كما يفعل أهل السنة، وليس مجسم كأهل السنة يثبت ما نفاه الله عن نفسه في محكم كتابه. فكيف يصح نسبته إليهم؟
2- العدل، في أفعال العباد.
فالإمام علي عليه السلام ليس بقدري و لا مجبر، خلافا لأهل السنة، الذين يقولون بأن أفعال العباد مخلوقة لله، وأن الإنسان كالشجرة في مهب الريح.
3- الوعد و الوعيد.
الإمام علي عليه السلام، يقر ويؤمن بوعد الله و وعيده، خلافا لأهل السنة الذين يخرجون أهل النار من عذاب النار الذي قال الله عن أصحابها في محكم كتابة: ((خالدين فيها أبدا))، بأحاديث اصطنعها علماء السلاطين.
4- الإمامة.
الإمام علي عليه السلام قد ادعى الإمام في وقت الشيخين و لكن لم يكن هناك من يسانده مثل حمزة و جعفر عليهما سلام الله، و خشية تفرق الأمة و الحفاظ على بيضة الإسلام طالما أقاما العدل في الرعية.
5- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر.
الإمام علي عليه السلام أمر بالمعروف و نهى عن المنكر بلسانه و يده، خلافا لأهل السنة الذين يرضون بالظلم و الجور ولو على حساب الدين بفضل ما جاء من أحاديث آحادية دونها أهل الأهواء و السلطان، مخالفين بذلك كتاب الله تعالى.
في عجالة وإن كان الأخ الصارم اليمني قد أجاد و أفاد.
وقد قال الإمام علي عليه السلام: (( ما جادلت عالما إلا غلبته، و ما جادلت جاهلا إلا غلبني))
فهذا هو حال الصارم اليمني معك يا هذا ...
وأنصح الأخ الصارم بعدم إضاعة وقته مع هذا...
و أقول ما قاله الشاعر:
ولقد أمر على اللئيم يسبني * * * * * فمضيت ثمت قلت لا يعنيني

الصارم اليماني
بسم الله الرحمن الرحيم
ساجيب فى هذه المداخلة ان شاء الله عن رد الاخ شمس الدين على مداخلتى الاخيرة
قال الاخ شمس الدين (لقد اتضح لى انك متاثر بالسرد القصصى )
والجواب : لا تعليق على هذا الكلام الفارغ
ثم قال شمس الدين (فانت لا تلتزم بشىء من الحق )
والجواب :وانت ايضا لا تلتزم بشىء من الحق !ّ
ثم قال (فنقاشك زئبقى لا يلتزم بالمنهج الرصين كما بينت لك سابقا )
والجواب : لا تعليق ايضا على هذا الكلام الفارغ
ثم قالمثال:اتهمتنى بسبك ..فلم تحرك ..ولم تعتذر عن قذفك لى امام الجميع )
والجواب :اتهمتك بسبى لانك قد سببتنى فقد رميتنى فى كل مداخلة لك بقبائح متعددة فعندما تقول مثلا ان ردودى جسد بلا روح ! واننى لا احسن البحث فى كتب الحديث قيد انملة ! واننى لا احسن حتى مجرد ذكر اسماء علماء السنة لمجرد انى وهمت فى كتابة اسم واحد اليس هذا سبا ؟ وهل السب الا رمى الغير بالقبائح اليس رميك لى بهذا وغيره يصلح ان يسمى سبا ولو حتى من باب التجوز ؟
عموما انت فى حاجة لتعلم ادب الحوار فلا ادب ولا علم فقط دعاوى ساقطة وجعجعة فارغة واتهامات احسن ايضا ان ارميك بها فانا احسن ان اقول ان ردودك جسد بلا روح وانها متهافتة وانك لا تعرف شيئا فى علم الحديث الى اخر هذا الكلام الفارغ لكنى لن اجاريك فى هذه المهاترات
قال شمس الدين ( بينت لك فضل ال بيت محمد وانهم من اهل السنة والجماعة )
والجواب : بل قل ادعيت ان اهل البيت على مذهب اهل الجماعة وقد افتضح بطلان دعواك وسقوطها لان سلف اهل البيت ما كانوا من اهل الجماعة بل كانوا مجمعين على مخالفة اسلافك شيعة معاوية ويزيد وشيعة كل امام جائر فاسلافك اصل سنتهم وجماعتهم وجوب طاعة ائمة الجور والفجور وتحريم الخروج عليهم واعتبار كل من خرج عليهم من اهل الاهواء والبدع فكانوا مع ائمة الجور من بنى امية والعباس فى خندق وكان علماء وابرار سلف اهل البيت فى خندق
وقال شمس الدين (جئت لى باسماء من ال البيت خرجوا على (الائمة )فى عصرهم فهذه الاسماء لا تسمن ولا تغنى من جوع )
والجواب :ان هؤلاء الاعلام الذين تقول عن اسمائهم انها(لا تسمن ولا تغنى من جوع )هم اجل ائمة سلف ذرية رسول الله صلى الله عليه واله وسلم
وهل يقال فى زيد بن على بن الحسين امام اهل البيت وسيد العترة فى عصره ان اسمه (لا يسمن ولا يغنى من جوع )؟! وهل يقول ذلك الا جهول او ناصبى
هل يقال فى محمد النفس الزكية امام اهل البيت الذى اجمع بنو هاشم على تقديمه وبايعه حتى ابو جعفر ايقال فى مثل هذا الامام علم الورع والفضل والعلم ان اسمه (لا يسمن ولا يغنى من جوع )؟!!
ايقال هذا فى اخيه امام ذرية رسول الله ابراهيم ؟!!
هل هذا هو حب اهل البيت ؟! هل هذا هو رايك فى اعلام سلف ذرية رسول الله ؟!!
وهؤلاء الاعلام ليس يضيرهم ان يحتقرهم مثلك
ما يضر البحر امسى زاخرا ... ان رمى فيه سفيه بحجر
وهذا الموقف هو مقتضى مذهب اسلافك فاسلاف ذرية رسول الله لم يكونوا من اهل جماعة ائمتك الظالمين من بنى امية والعباس وكل سلف ذرية رسول الله كانوا على منهج هؤلاء الاعلام الذين احتقرتهم
فلم تكتفى بالكذب بادعاء ان سلف العترة كانوا من اهل الجماعة حتى صرحت بتحقير اعلام سلف الذرية الزكية ويا لله العجب من هذا التخبط والخذلان فبينما هو يكذب مدعيا انه بين فضل اهل بيت محمد اذ هو يحقر اجل اعلام اسلاف اهل بيت محمد
ثم قال (ما عدا الحسين الذى هو صحابى جليل )
والجواب : انه لا فرق بين الحسين وبين هؤلاء الاعلام الذين حقرتهم فهم ما خرجوا على ائمتك الا اقتداءا بامام اهل البيت الحسين فلن تفرق بجهلك بين الحسين وبين سائر اعلام ذريته وذرية اخيه ولا فرق بين الحسين وبينهم فهم على مقتضى مذهب اسلافك من اهل الاهواء المفارقين للجماعة والحسين ايضا على مقتضى مذهب اسلافك من اهل الاهواء لمفارقته جماعة امامكم يزيد عليه لعنة الله والملائكة والناس اجمعين
بل لو اتخذت يا شمس الدين سلما الى السماء او شققت نفقا فى الارض لتثبت ان واحدا من علماء سلف ذرية رسول الله كان على اعتقاد اسلافك اهل الجماعة فى وجوب طاعة ائمة الجور والفجور لن تجده فذرية رسول الله كانت فى خندق واسلافك واهل الجماعة وائمتهم الظالمين فى خندق
وقال ايضا (فقد بينت لك انه يوجد له -اى للحسين- مخالف من اهل البيت ومن كبار الصحابة )
والجواب :لم تبين ولن تبين لان المطلوب ان تبينه لتمر دعواك هو ان واحدا من اهل البيت كان يخالف مذهب الحسين فى( مشروعية الخروج )على امامك يزيداى ان واحدا منهم كان يعتقد عقيدة سلفك فى وجوب طاعة امامك يزيد وهذا دون اثباته خرط القتاد وسم الاراقم وسف الرماد
وقال شمس الدين (استدلالك بان حديث الثقلين يدل على ان الحق مع جل العترة ساقط وليس فيه رائحة الدلالة )
والجواب :بل كلامك هذا دليل انك لم تشم رائحة العلم فلا علم ولا ادب واى دلالة على ان الحق مع العترة اجلى من ان يقرنهم رسول الله بالقران وينص على انهم لن يفارقوا القران حتى يردا عليه الحوض
ثم قال (فهو حديث فضل كما بينا لك )
والجواب :بل هو نص على انهم لا يفارقون القران رغم انف شمس الدين
والفضل لا يكون لاهل البدع والاهواء وسلف العترة وعلى راسهم ريحانة رسول الله من اهل الاهواء المفارقين لجماعة ائمتك وائمة سلفك
ثم قال (واذا كان كما قلت الحق مع العترة بدلالة هذا الحديث يجب عليك ان تتبع قول ابن عباس الذى هو من العترة فى اية التطهير انها خاصة بازواج النبى )
والجواب : ومتى سلمنا لك اصلا بثبوت ذلك عن ابن عباس حتى توجب على اتباعه فى ذلك
ثم قال (واعلم ان من اهل البيت فى عصرنا من يشربون الخمر ويسفكون الدماء فهل نقول ان العترة كلهم على الحق )
والجواب : الم اقل لك انك ما شممت رائحة العلم ؟ الم يبلغك قط ان الاجماع لا يعتد فيه الا باهل العلم والورع بلى
اهل العلم والورع من سلف العترة اسماؤهم لا تسمن ولا تغنى من جوع !!!
ثم تحدث شمس الدين عن حديث الثقلين فابكى عين العلم !
1- قال شمس الدين (ان الحديث الصحيح الذى ورد فى مسلم لفظه لا يدل على ان العترة متمسكة بالحق الى يوم القيامة )
والجواب : ان قوله (الى يوم القيامة) لغو لا اكثر واما رواية مسلم فقد ذكرت فى بحثى عن طرق الحديث انها مختصرة كما لا يخفى على من تتبع سائر طرق الحديث وحديث الثقلين هو جزء من خطبة الرسول صلى الله عليه واله يوم الغدير وهى خطبة متواترة بلا ريب ورواية مسلم مع ذلك كافية للدلالة على ان الحق مع العترة فقد قرن فيها رسول الله اهل البيت بالقران فهم قرناء القران حتى بدون حاجة لنص النبى على انهم ان يفارقونه لكنه مع ذلك نص صلى الله عليه واله وسلم
قال شمس الدين (اما قوله وعترتى اهل بيتى وانهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض -فهذا فى الترمذى وقد سئل عنه احمد فضعفه وضغفه غير واحد من اهل العلم )
والجواب: ان هذا الكلام هو عين كلام ابن تيمية فى منهاجه نقله شمس الدين وليس عيبا ان ينقل لكن العيب ان يسمى بحثى فى طرق حديث الثقلين (موضوعك السهل المتهافت )
ثم يتمخض الجبل فيلد فارا !!!
وانا ادعو كل قارىء منصف لقراءة مداخلتى (السهلة المتهافتة )!! ويقارنها بتعقيب شمس الدين
قال شمس الدين (وهذه الوايات كلها يرويها عطية عن ابى سعيد ..)
والجواب ان جرح عطية غير مقبول لانه مبنى على بلاغ عن مجهول قال احمد (بلغنى انه ..)فمن هذا الذى ابلغه ؟ وقد قلت هذا فى مداخلتى لكن شمس الدين ينقل من كتاب السالوس ليس اكثر !
وقد تجاهل بالتالى كل الطرق التى بينتها فى بحثى والتى ليس فيها عطية العوفى ولا رواية الترمذى وهكذا يكون المنهج العلمى الرصين
1- تجاهل رواية زيد بن ارقم التى اخرجها الحاكم ويعقوب بن سفيان والطبرانى بطرق صحاح عن جرير بن عبد الحميد وعمرو بن عون عن الحسن بن عبيد الله عن ابى الضحى عن زيد بن ارقم ولفظها (لن يفترقا حتى يردا على الحوض )وقد نقلت هذه الروايات باسانيدها وبينت ان الذهبى اقر بصحة اسنادها واقر به مقبل الوادعى وشعيب الارنؤوط هل تذكرون شعيب الارنؤوط ؟!!!
فلماذا تجاهلت هذا الطريق يا خاتمة الحفاظ ؟!!!
2- ورواية حبيب بن ابى ثابت عن ابى الطفيل نقل شمس الدين كلام السالوس عنها نقلا اعمى متجاهلا ما ذكرته عن هذا الطريق فى بحثى وهكذا ايضا يكون المنهج العلمى الرصين والاسلوب غير الزئبقى فى البحث والنقاش !!!
وقد بينت ان حبيب قد توبع على روايته عن ابى الطفيل فليراجع من شاء ما ذكرته هناك
3- وتجاهل شمس الدين ايضا رواية زيد بن ثابت بلفظ(لن يفترقا حتى يردا على الحوض) ولم يشر اليها فضلا عن ان يناقش كلامى عنها
4- وتجاهل شمس الدين ايضا رواية على عليه السلام بلفظ(انى تركت فيكم ما ان اخذتم به لن تضلوا كتاب الله واهل بيتى )وقد ذكرت ان الحافظ ابن حجر قد صححها وذكرت طريقا اخرى عن على عليه السلام تكلمت عنه فليراجعه من شاء
5- وتجاهل ايضا رواية حذيفة بن اسيد وكلامى عنها
فهل نقاش علمى ؟ وهل هذا هو القائل عن بحثى انه (سهل متهافت )؟! تعالوا فانظروا بمن ابتلانى !!!!!!
ثم تحدث شمس الدين عن مسالة الخروج على ائمة الجور فاعترض على احتجاجنا باية (لا ينال عهدى الظالمين ) باية اخرى لا معارضة فيها اصلا للاية فليبين وجه دلالتها على معارضة احتجاجنا بقوله (لا ينال عهدى الظالمين ) واى عهد اعظم من الله للظالم من فرض طاعته على العباد ..اجب بعلم او اصمت
ثم قال (والغريب منك ان يا صارم انك اذا اردت ان تستدل بالسنة تسوق النصوص والاسانيد وهذا رواه البخارى وهذا صححه فلان واذا دارت الدائرة عليك وجاء الحديث مخالف لهواك قلت هذا مخالف القران )
والجواب :ان هذا افتراء على وكذب ليس اكثر فاقلل من الكذب او اكثر ولست بعلام الغيوب لتجزم بانى اتعمد ذلك والزيدية لها قواعدها فى قبول الحديث فان اردت ان نتناقش حولها بعلم واحترام فمرحبا :
الزيدية تعتمد على كتب المحدثين من سلف اهل البيت وسلف الزيدية اى نقدم روايات اهل البيت والزيدية على غيرها اما الاحاديث فى كتب اهل السنة فلا ننكر منها الا ما كان يصطدم بمحكمات القران او يصطدم باجماع العترة او يصطدم بالاحاديث الثابتة عند الزيدية
وعندما احتج عليك باحاديث رواها اهل السنة فلانها صحيحة عندنا وعندك اى حجة ملزمة لك ومقبولة عندنا
وعندما انكر احاديث رواها اهل السنة فلانها تصطدم بمحكمات القران واثبت ذلك او لانها تصطدم بالسنة التى لا خلاف بيننا وبينكم فى ثبوتها
فلا غرابة فى احتجاجى او فى انكارى
اكتفى بهذ ا القدر ولى عودة ان شاء الله للتعقيب على ردود اخينا الشمس على شخصى الضعيف وما رد به ايضا على اخى الشريف الحسنى بارك الله فيه

شمس الدين :
الحمد لله والصلاة والسلام على خير خلق الله ، وعلى آله وصحبه ومن وآلاه..
الرد على المدعو الشريف حازم الحسني
وسوف أبدأ في الرد على هذا الجارودي بذيء اللسان كما بدات معه بالأمس ، والعجيب الغريب أن هذا الجارودي كان يناقشني في آل البيت وفضلهم على بعض الصحابة ، وأفضال علي الذي يزعم أنه أفضل من أبي بكر رضي الله عنهم أجمعين ، فلما تهاوت بدعته ، وظهر عواره وفندنا قوله ، قلب الموضوع رأساً على عقب ودخل في أصول المعتزلة الخمسة ويناقش في الأسماء والصفات!!
وسوف أقبل كل هذا ، وسوف أرد عليه بما أتهم فيه أهل السنة بما ليس فيهم كما فعل صاحبه من قبل :
الطيور على أشكالها تقع لكع على لكع
والغريب أن هذا المدعي الشرف يتمثل بالأشعار والأمثال وكأنه حقق انتصاراً تاريخياً!!
والرد على هذا الجارودي من طرق كثيرة وسوف نفهم الجارودي ما هي صفات الله ، وما هو منهج أهل السنة والجماعة فنقول :
أن مبحث آيات الصفات دل القرآن العظيم أنه يتركز على ثلاثة أسس من جاء بها كلها فقد وافق الصواب وكان على الاعتقاد الذي كان عليه النبي صلي الله عليه وسلم، وأصحابه والسلف الصالح، ومن أخل بواحد من تلك الأسس الثلاثة فقد ضل.
وكل هذه الأسس الثلاثة يدل عليها قرآن عظيم.
أحد هذه الأسس الثلاثة هو تنزيه الله جل وعلا عن أن يشبه شيء من صفاته شيئا من صفات المخلوقين. وهذا الأصل يدل عليه قوله تعالى: ( ليس كمثله شئ)، (ولم يكن له كفؤا أحد)، (فلا تضربوا لله الأمثال).
الثاني: من هذه الأسس: هو الإيمان بما وصف الله به نفسه ، لأنه لا يصف الله أعلم بالله من الله (أأنتم أعلم أم الله). والإيمان بما وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم لأنه لا يصف الله بعد الله أعلم بالله من رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذي قال في حقه: (وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى)، فيلزم كل مكلف أن يؤمن بما وصف الله به نفسه أو وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم وينزه الله جل وعلا عن أن تشبه صفته صفة الخلق. وحيث أخل بأحد هذين الأصلين وقع في هوة ضلال، لأن من تنطع بين يدى رب السموات والأرض وتجرأ على الله بهذه الجرأة العظيمة ونفي عن ربه وصفا أثبته لنفسه فهذا مجنون فالله جل وعلا يثبت لنفسه صفات كمال وجلال فكيف يليق لمسكين جاهل أن يتقدم بين يدي رب السموات والأرض ويقول هذا الذي وصفت به نفسك لا يليق بك ويلزمه من النقص كذا وكذا، فأنا أؤوله وألغيه وآتى ببدله من تلقاء نفسي من غير استناد إلى كتاب أو سنة. سبحانك هذا بهتان عظيم! ومن ظن أن صفة خالق السموات والأرض تشبه شيئا من صفات الخلق فهذا مجنون جاهل، ملحد ضال، ومن آمن بصفات ربه جل وعلا منزها ربه عن تشبيه صفاته بصفات الخلق فهو مؤمن منزه سالم من ورطة التشبيه والتعطيل. وهذا التحقيق هو مضمون: (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير) فهده الآية فيها تعليم عظيم يحل جميع الإشكالات ويجيب عن جميع الأسئلة حول الموضوع. ذلك لأن الله قال: (وهو السميع البصير) بعد قوله (ليس كمثله: شئ). ومعلوم أن السمع والبصر من حيث هما سمع وبصر يتصف بهما جميع الحيوانات، فكأن الله يشير للخلق ألا ينفوا عنه صفة سمعه وبصره بادعاء أن الحوادث تسمع وتبصر وأن ذلك تشبيه بل عليهم أن يثبتوا له صفة سمعه وبصره على أساس (ليس كمثله شىء). فالله جل وعلا له صفات لائقة بكماله وجلاله والمخلوقات لهم صفات مناسبة لحالهم وكل هذا حق ثابت لا شك فيه.

إلا أن صفة رب السموات والأرض أعلى وأجل من أن تشبه صفات المخلوقين، فمن نفى عن الله وصفا أثبته لنفسه فقد جعل نفسه أعلم من الله سبحانك هذا بهتان عظيم،. من ظن أن صفة ربه تشبه شيثا من صفة الخلق فهذا مجنون ضال ملحد لا عقل له يدخل في قوله: (تالله إن كنا لفي ضلال مبين إذ نسويكم برب العالمين). ومن يسوى رب العالمين بغيره فهو مجنون.

ثم اعلموا أن المتكلمين الذين خاضوا في الكلام بأدلة يسمونها أدلة عقلية ركبوها في أقيسة منطقية ، قسموا صفات الله جل وعلا إلى ستة أقسام. قالوا: هناك صفة نفسية وصفة معنى. وصفة معنوية وصفة فعلية وصفة سلبية وصفة جامعة. أما الصفات الإضافية فقد جعلوها أمورا إعتبارية لا وجود لها في الخارج وسببوا بذلك إشكالات عظيمة وضلالا مبينا.

ثم إنا نبين لكم على تقسيم المتكلمين ما جاء في القران العظيم من وصف الخالق جل وعلا بتلك الصفات ووصف المخلوقين بتلك الصفات وبيان القران العظيم لأن صفة خالق السموات والأرض حق وأن صفة المخلوقين حق، وأنه لا مناسبة بين صفة الخالق وبين صفة المخلوق فصفة الخالق لائقة بذاته وصفة المخلوق مناسبة لعجزه وافتقاره وبين الصفة والصفة من المخالفة كمثل ما ببن الذات والذات.

أما هذا الكلام الذي يدرس في أقطار الدنيا اليوم في المسلمين فإن أغلب الذين يدرسونه إنما يثبتون من الصفات التي يسمونها صفات المعاني سبع صفات فقط وينكرون سواها من المعاني ويؤولونها، وصفة المعنى عندهم في الاصطلاح ضابطها أنها ما دل على معنى وجودي قائم بالذات، والذي اعترفوا به منها سبع صفات، هي: القدرة والإرادة والعلم والحياة والسمع والبصر والكلام.

ونفوا غير هذه الصفات من صفات المعاني التي سنبينها ونبين أدلتها من كتاب الله. وأنكر هذه المعاني السبعة المعتزلة وأثبتوا أحكامها فقالوا:

هو قادر بذاته سميع بذاته عليم بذاته حي بذاته، ولم يثبتوا قدرة ولا علما ولا حياة ولا سمعا ولا بصرا، فرارا منهم من تعدد القديم وهو مذهبٌ كلُ العقلاء يعرفون ضلاله وتناقضه " وأنه إذا لم يقم بالذات علم استحال أن تقول هي عالمة بلا علم وهو تناقض واضح بأوائل العقول . فإذا عرفتم هذا فسنتكلم على صفات المعاني التي أقروا بها فنقول:

1- وصفوا الله تعالى بالقدرة وأثبتوا له القدرة والله جل وعلا يقول في كتابه: (إن الله على كل شيء قدير) ونحن نقطع أنه تعالى متصف بصفة القدرة على الوجه اللائق بكماله وجلاله. وكذلك وصف بعض المخلوقين بالقدرة قال (إلا الذين تابوا من قبل أن تقدروا عليهم) فأسند القدرة لبعض الحوادث ونسبها إليهـم ونحن نعلم أن كل ما في القرآن حق وأن للمولى جل وعلا قدرة حقيقية تليق بكماله وجلاله. كما أن للمخلوقين قدرة حقيقية مناسبة لحالهم وعجزهم وفنائهم وافتقارهم. وبين قدرة الخالق والمخلوق من المنافاة والمخالفة كمثل ما بين ذات الخالق والمخلوق- وحسبك بونا بذلك.

2، 3- ووصف نفسه بالسمع والبصر في غير ما آية من كنابه قال: (إن الله سميع بصير، (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير)، ووصف بعض الحوادث بالسمع والبصر، قال: (إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه فجعلناه سميعا بصيرا)، (أسمع بهم وأبصر يوم يأتوننا). ونحن لا نشك أن ما في القرآن حق فله جل وعلا سمع وبصر حقيقيان لائقان بجلاله وكماله. كما أن للمخلوق سمعا وبصرا حقيقين مناسبين لحاله من فقره وفنائه وعجزه وبين سمع وبصر الخالق وسمع وبصر المخلوق من المخالفة كمثل ما بين ذات الخالق والمخلوق.

4- ووصف نفسه بالحياة قال تعالى: (الله لا إله إلا هو الحي القيوم) (وتوكل على الحي الذي لا يموت) (هو الحي لا إله إلا هو)، الآية. ووصف أيضا بعض المخلوقين بالحياة قال: (وجعلنا من الماء كل شيء حي)، (وسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا) (يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي) ونحن نقطع بأن لله جل وعلا صفة حياة حقيقية لائقة بكماله وجلاله. كما أن للمخلوقين حياة مناسبة لحالهم وعجزهم وفنائهم وافتقارهم وببن صفة الخالق والمخلوق من المخالفة كمثل ما بين ذات الخالق والمخلوق. وذلك بون شاسع ين الخالق وخلقه.

5- ووصف جل وعلا نفسه بالإرادة قال: (فعال لما يريد)، (إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون). ووصف بعض المخلوقين بالإرادة قال: (تريدون عرض الدنيا)، (إن يريدون إلا فرارا)، (يريدون ليطفئوا نور الله) ولاشك أن لله إرادة حقيقية لائقة بكماله وجلاله كما أن للمخلوقين إرادة مناسبة لحالهم وعجزهم وفنائهم وافتقارهم، وبين إرادة الخالق والمخلوق كمثل ما بين ذات الخالق والمخلوق.

6- وصف نفسه جل وعلا بالعلم قال: (والله بكل شيء عليم)، (لكن الله يشهد بما أنزل إليك أنزله بعلمه) (فلنقصن عليهم بعلم وما كنا غائبين). ووصف بعض المخلوقين بالعلم قال: (وبشرناه بغلام عليم) (وإنه لذو علم لما علمناه). ولا شك أن للخالق جل وعلا علما حقيقيا لائقا بكماله وجلاله محيطا بكل شيء، كما أن للمخلوقين علما مناسبا لحالهم وفنائهم وعجزهم وافتقارهم وبين علم الخالق والمخلوق من المنافاة والمخالفة كمثل ما بين ذات الخالق والمخلوق.

7- ووصف نفسه جل وعلا بالكلام. قال: (وكلم الله موسى تكليما)، (فأجره حتى يسمع كلام الله). ووصف بعض المخلوقين بالكلام، قال: (فلما كلمه قال إنك اليوم لدينا مكين أمين) (وتكلمنا أيديهم). ولا شك أن للخالق تعالى كلاما حقيقيا لائقا بكماله وجلاله. كما أن للمخلوقين كلاما مناسبا لحالهم وفنائهم وعجزهم وافتقارهم، وببن كلام الخالق والمخلوق من المنافاة والمخالفة كمثل ما بين ذات الخالق والمخلوق.
هذه صفات المعاني سمعتم ما في القران من وصف الخالق بها ووصف المخلوق، ولايخفى على عاقل أن صفات الخالق حق، وأن صفات الخالق لائقة بجلاله وكماله، وصفات المخلوقين مناسبة لحالهم وبين الصفة والصفة كما بين الذات والذات.
وسنبين مثل ذلك في الصفات التي يسمونها سلبية .
وضابط الصفة السلبية عند المتكلمين. نقول: هذا قياس عدم محض، والمراد بها أن تدل على سلب مالا يليق بالله عن الله من غير أن تدل على معنى وجودى قائم بالذات. والذين قالوا هذا جعلوا الصفات السلبية خمسا لا سادس لها. وهى عندهم القدم والبقاء والمخالفة للخلق والوحدانية والغنى المطلق الذي يسمونه القيام بالنفس الذي يعنون به الاستغناء عن المخصص والمحل. فإذا عرفتم هذا فاعلموا أن القدم والبقاء اللذين وصف المتكلمون بهما الله جل وعلا زاعمين أنه وصف بهما نفسه في قوله هو الأول والآخر قد وصف بهما المخلوق والقدم في الاصطلاح عندهم عبارة عن سلب العدم السابق إلا أنه عندهم أخص من ا لأزل لأن الأزل عبارة عما لا افتتاح له سواء كان وجوديا كذات الله وصفاته أو عدميا كإعدام ما سوى الله لأن العدم السابق على العالم قبل وجوده لا أول له فهو أزلي ولا يقال فيه قديم والقدم عندهم عبارة عما لا أول له بشرط أن يكون وجوديا كذات الله متصفة بصفات الكمال والجلال ونحن الآن نتكلم على ما وصفوا به الله جل وعلا من القدم والبقاء وإن كانبعض العلماء كره وصفه جل وعلا بالقدم كما يأتي.فالله عز وجل وصف بعض المخلوقين بالقدم قال: (كالعرجون القديم) إنك لفي ضلالك القديم) (أنتم وأباؤكم الأقدمون) ووصف بعضهم بالبقاء قال: (وجعلنا ذريته هم الباقين)2 ما عندكم ينفذ وما عند الله باق) ولاشك أن ما وصفوا به الله من هذه الصفات مخالف لما وصف به الخلق نحو ما تقدم.

أما الله عز وعلا فلم يصف في كتابه نفسه بالقدم وبعض السلف كره وصفه بالقدم لأنه قد يطلق مع سبق العدم نحو: (كالعرجون القديم) (إنك لفي ضلالك القديم) (أنتم وآباؤكم الأقدمون) وقد جاء فيه حديث قال فيه بعض العلماء هو يدل على وصفه بهذا وبعضهم يقول لم يثبت وقد ذكر الحاكم في المستدرك في بعض الروايات القديم في أسمائه تعالى وفي حديث دخول المسجد: أعوذ بالله العظيم وبوجهه الكريم وسلطانه القديم من الشيطان الرجيم. أما الأولية والآخرية التي نص الله عليهـما في قوله: (هو الأول والآخر) فقد وصف بعض المخلوقين أيضا بالأولية والآخرية قال: (ألم نهلك الأولين ثم نتبعهم الآخرين) ولا شك أن ما وصف الله به نفسه من ذلك لائق بجلاله وكماله كما أن للمخلوقين أولية وآخرية مناسبة لحالهم وفنائهم وعجزهم وافتقارهم.

ووصف نفسه بأنه واحد قال: (وإلهكم إله واحد) ووصف بعض المخلوقين بذلك قال: (يسقى بماء واحد) ووصف نفسه بالغنى قال: (فإن الله هو الغنى الحميد)، (إن تكفروا أنتم ومن في الأرض جميعا فان الله هوالغنى الحميد،، فكفروا وتولوا واستغى الله والله غنى حميد) ووصف بعض المخلوقين بالغنى قال: (ومن كان غنيا فليستعفف) (إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله ).

فهذه صفات السلب جاء في القرآن وصف الخالق والمخلوق بها ولاشك أن ما وصف به الخالق منها لائق بكماله وجلاله وما وصف به المخلوق مناسب لحاله وفنائه وعجزه وافتقاره. ثم نذهب إلى الصفات السبع التي يسمونها المعنوية والتحقيق: أن عد الصفات السبع المعنوية التي هي كونه تعالى قادرا ومريدا وعالما وحيا وسميعا وبصيرا ومتكلما لا وجه له لأنها في الحقيقة 0إانما هي كيفية الاتصاف بالمعاني السبع التي ذكرنا ومن عدها من المتكلمين عدوها بناء على ثبوت ما يسهونه الحال المعنوية التي يزعمون أنها واسطة ثبوتية لا معدومة ولا موجودة. والتحقيق إن هذه خرافة وخيال. وإن العقل الصحيح لا يجعل بين الشيء ونقيضه واسطة البتة فكل ما ليس بموجود فهو معدوم قطعا وكل ما ليس بمعدوم فهو موجود قطعا ولا واسطة البتة كما هو معروف عند العقلاء. فإذا كنا قد مثلنا لكونه قادرا وحيا ومريدا وسميعا وبصيرا ومتكلما لما جاء في القرآن من وصف الخالق بذلك وما جاء في القران من وصف المخلوق بذلك وبينا أن صفة الخالق لائقة بكماله وجلاله وان صفة المخلوق مناسبة لحاله وفنائه وعجزه وافتقاره، فل داعي لأن ننفي وصف رب السموات والأرض لئلا نشبهها بصفات المخلوقين، بل يلزم أن نقر بوصف الله ونؤمن به في حال كوننا منزهين له عن مشابهة صفة المخلوق وهذه صفات الأفعال جاء في القرآن بكثرة وصف الخالق بها ووصف المخلوق ولاشك أن ما وصف به الخالق منها مخالف لما وصف به المخلوق كالمخالفة التي بين ذات الخالق وذات المخلوق، ومن ذلك أنه وصف نفسه جل وعلا بصفة الفعل التي هي أنه يرزق خلقه قال جل وعلا: (ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين) (وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين). ووصف بعض المخلوقين بصفة الرزق قال: (وإذا حضر القسمة أولوا القربى واليتامى والمساكين فارزقوهم منه) (ولا تؤتوا السفهاء أموالكم التي جعل الله لكم قيما وارزقوهم فيها. (وعلى المولود له رزقهن). ولا شك أن ما وصف الله به من هذا الفعل مخالف لما وصف به منه المخلوق كمخالفة ذات الله لذات المخلوق. ووصف نفسه جل وعلا بصفة الفعل الذي هو العمل قال: (أو لم يروا أنا خلقنا لهم مما عملت أيدينا أنعاما فهم لها مالكون). ووصف المخلوقبن بصفة الفعل التي هي العمل قال: (إنما تجزون ما كنتم تعملون). ولا شك أن ما وصف الله به من هذا الفعل مناف لما وصف به المخلوق مخالف له كمخالفة ذات الخالق لذات المخلوق.

ووصف نفسه بأنه يعلم خلقه: (الرحمن علم القرآن. خلق الإنسان علمه البيان) (إقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم) ( وعلمك ما لم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيما). ووصف بعض خلقه بصفة الفعل التي هي التعليم أيضا قال: (هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلوا عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب). وجمع المثالين في قوله: (تعلمونهن مما علمكم الله). ووصف نفسه جل وعلا بأنه ينبئ ووصف المخلوق بأنه ينبئ وجمع بين الفعل في الأمرين في قوله جل وعلا: (وإذ أسر النبي إلى بعض أزواجه حديثا فلما نبأت به وأظهره الله عليه عرف بعضه وأعرض عن بعض فلما نبأها به قالت من أنبأك هذا قال نبأني العليم الخبير). ولا شك أن ما وصف الله به من هذا الفعل مخالف لما وصف به منه العبد كمخالفة ذات الخالق لذات المخلوق. ووصف نفسه بصفة الفعل الذي هو الإيتاء فال جل وعلا: (يؤتى الحكمة من يشاء) (ويؤت كل ذي فضل فضله). ووصف المخلوق بالفعل الذي هو الإيتاء قال: (وآتيتم إحداهن قنطارا) ( وآتوا النساء صدقاتهن نحلة).

ولاشك أن ما وصف الله به من هذا الفعل نحالف لما وصف به العبد من هذا الفعل كمخالفة ذاته لذاته .

ثم نتكلم على الصفات الجامعة كالعلو والعظم والكبر والملك والتكبر والجبروت والعزة والقوة وما جرى مجرى ذلك من الصفات الجامعة فنجد الله وصف نفسه بالعلو والكبر والعظم قال في وصف نفسه بالعلو والعظم: (ولا يؤوده حفظهما وهو العلي العظيم). وقال في وصف نفسه بالعلو والكبر: (إن الله كان عليا كبيرا) (عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال).

ووصف بعض المخلوقين بالعظم قال: (فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم) (إنكم لتقولون قولا عظيما) (ولها عرش عظيم). ووصف بعض المخلوقين بالعلو قال: (ورفعناه مكانا عليا. وجعلنالهم لسان صدق عليا).

ولا شك أن ما وصف الله به من هذه الصفات الجامعة كالعلو والكبر والعظم مناف لما وصف به المخلوق منها كمخالفة ذات الخالق لذات المخلوق فلا مناسبة بين ذات الخالق والمخلوق كما لا مناسبة بين صفة الخالق وصفة المخلوق.

ووصف نفسه بالملك قال: (يسبح له ما في السموات وما في الأرض الملك القدوس) (هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس) (في مقعد صدق عند مليك مقتدر).

ووصف بعض المخلوقين بالملك قال: (وقال الملك إني أرى سبع بقرات سمان) (وقال الملك إئتوني به) (وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة غصبا) (تؤتى الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء).

ولاشك أن الله جل وعلا ملكا حقيقيا لائقا بكماله وجلاله. كما أن للمخلوقين ملكأ مناسبة لحالهم وفنائهم وعجزهم وافتقارهم.

ووصف نفسه بأنه جبار متكبر قال: (هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس)، إلى قوله: (الجبار المتكبر). ووصف بعض المخلوقين بأنه جبار متكبر قال: (كذلك يطبع الله على كل قلب متكبر جبار) (وإذا بطشتم بطشتم جبارين) (أليس في جهنم مثوى للمتكبرين) (واستفتحوا وخاب كل جبار عنيد).

ولاشك أن ما وصف به الخالق من هذه الصفات مناف لما وصف به المخلوق كمنافاة ذات الخالق لذات المخلوق.

ووصف نفسه جل وعلا بالعزة قال: (إن الله عزيز حكيم) (أم عندهم خزائن رحمة ربك العزيز الوهاب). ووصف بعض المخلوقين بالعزة قال: (وقالت امرأة العزيز) (وعزني في الخطاب). وجمع المثالين في قوله: (ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين).

ولا شك أن ما وصف به الخالق من هذا الوصف مناف لما وصف به المخلوق كمخالفة ذات الخالق لذات المخلوق .

ووصف نفسه جل وعلا بالقوة قال: (ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين). (ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوى عزيز).

ووصف بعض المخلوقين بالقوة قال: (ويزدكم قوة إلى قوتكم).

وقال جل وعلا: (الله الذي خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة). وجمع بين المثالين في قوله: (فأما عاد فاستكبروا في الأرض بغير الحق وقالوا من أشد منا قوة أولم يروا أن الله الذي خلقهم هو أشد منهم قوة وكانوا بآياتنا يجحدون).

ثم إننا نتكلم على الصفات التي اختلف فيها المتكلمون. هل هي صفات فعل أو صفات معنى والتحقيق: أنها صفات معان قائمة بذات الله جل وعلا . كالرأفة والرحمة والحلم. فنجده جل وعلا وصف نفسه بأنه رؤوف رحيم قال: (إن ربكم لرؤوف رحيم) ووصف بعض المخلوقين بذلك قال في وصف نبينا صلوات الله وسلامه عليه: (قد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم).

ووصف نفسه بالحلم قال: (ليدخلنهم مدخلا يرضونه وإن الله لعليم حليم) (واعلموا أن الله يعلم ما في أنفسكم فاحذروه واعلموا أن الله غفور حليم) (قول معروف ومغفرة خير من صدقة يتبعها أذى والله غني حليم) ووصف بعض المخلوقين بالحلم قال: (فبشرناه بغلام حليم) (إن إبراهيم لأواه حليم).

ووصف نفسه بالمغفرة قال: (إن الله غفور رحيم) (فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء). ووصف بعض المخلوقين بالمغفرة قال: (ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور) (قول معروف ومغفرة) الآية. ( قل للذين آمنوا يغفروا للذين لا يرجون أيام الله).

ولاشك أن ما وصف به خالق السموات والأرض من هذه الصفات أنه حق لائق بكماله وجلاله لا يجوز أن ينفى خوفا من التشبيه بالخلق. وان ما وصف به الخلق من هذه الصفات حق مناسب لحالهم وفنائهم وعجزهم وافتقار هم.

وعلى كل حال فلا يجوز للإنسان أن يتنطع إلى وصف أثبته الله جل وعلا لنفسه فينفي هذا الوصف عن الله متهجما على رب السموات والأرض مدعيا عليه أن هذا الوصف الذي تمدح به أنه لا يليق به وأنه هو ينفيه عنه ويأتيه بالكمال من كيسه الخاص فهذا جنون وهوس ولا يذهب إليه إلا من طمس الله بصائرهم .

وسنضرب لكم لهذا مثلا يتبين به الكل، لأن مثلا واحدا من آيات الصفات ينسحب على الجميع إذ لا فرق بين الصفات لأن الموصوف بها واحد. وهو جل وعلا لا يشبهه شيء من خلقه في شيء من صفاته البتة. فهذه صفة الاستواء التي كثر فيها الخوض ونفاها كثير من الناس بفلسفة

منطقية وأدلة جدلية سنتكلم في آخر البحث على وجوه إبطالها كلاما يخص الذين درسوا المنطق والجدل ليتبين كيف استدل أولئك بالباطل وأبطلوا به الحق وأحقوا به الباطل . فهذه صفة الاستواء تجرأ الآلاف ممن يدعون الإسلام ونفوها عن رب السموات والأرض بأدلة منطقية يركبون فبها قياسا استثنائيا مركبا من شرطية متصلة لزومية واستثنائية يستثنون فيه نقيض التالي ينتجون في زعمهم الباطل نقيض المقدم بناء على أن نفي اللازم يقتضي نفي الملزوم. فيقولون مثلا لو كان مستويا على عرشه لكان مشابها للخلق لكنه لم يكن مشابها للخلق فينتجون، ليس مستويا على العرش، وعظم هذا الافتراء كما ترى.

1- اعلموا أن هذه الصفة التي هي صفة الاستواء صفة كمال وجلال تمدح بها رب السموات والأرض ، والقرينة على أنها صفة كمال وجلال أن الله ما ذكرها في موضع من كتابه إلا مصحوبة بما يبهر العقول من صفات جلاله وكماله التي هي منها. وسنضرب مثلا لذلك بذكر الآيات: فأول سورة ذكر الله فيها صفة الاستواء حسب ترتيب المصحف سورة الأعراف قال: (إن ربكم الله الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يغشي الليل النهار يطلبه حثيثا والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين). فهل لأحد أن ينفي شيئا من هذه الصفات الدالة على الجلال والكمال.

2- الموضع الثاني في سورة يونس قال: (إن ربكم الله الذي خلق السموات والأرض في ستة أيا ثم استوى على العرش يدبر الأمر ما من شفيع إلا من بعد إذنه ذلكم ربكم فاعبدوه أفلا تذكرون إليه مرجعكم جميعا وعد الله حقا إنه يبدأ الخلق ثم يعيده ليجزى الذين آمنوا وعملوا الصالحات بالقسط والذين كفروا لهم شراب من حميم وعذاب أليم بما كانوا يكفرون. هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا وقدره منازل لتعلموا عدد السنين والحساب ما خلق الله ذلك إلا بالحق يفصل الآيات لقوم يعلمون. إن في اختلاف الليل والنهار وما خلق الله في السموات والأرض لآيات لقوم يتقون).

فهل لأحد أن ينفي شيئا من هذه الصفات الدالة على هذا من الكمال والجلال .

3- الموضع الثالث في سورة الرعد في قوله جل وعلا: (الله الذي رفع السموات بغير عمد ترونها ثم استوى على العرش وسخر الشمس والقمر كل يجرى لأجل مسمى يدبر الأمر يفصل الآيات لعلكم بلقاء ربكم توقنون. وهو الذي مد الأرض وجعل فيها رواسي وأنهارا ومن كل الثمرات جعل فيها زوجين اثنين يغشى الليل النهار إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون. وفي الأرض قطع متجاورات وجنات من أعناب وزرع ونخيل صنوان وغير صنوان يسقى بماء واحد ونفضل بعضها على بعض في الأكل إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون).

وفي القراءة الأخرى (وزرع ونخيل صنوان وغير صنوان. تسقى بماء واحد ونفضل بعضها على بعض في الأكل إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون)

فهل لأحد أن ينفي شيئا من هذه الصفات الدالة على الجلال والكمال .

4- الموضع الرابع في سورة طه: (طه. ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى. ءالا تذكرة لمن يخشى. تنزيلا ممن خلق الأرض والسموات العلى الرحمن على العرش استوى له ما في السموات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثرى. وإن تجهر بالقول فإنه يعلم السر وأخفي. الله لا إله إلا هو له الأسماء الحسنى).

فهل لأحد أن ينفي شيئا من هذه الصفات الدالة على الجلال والكمال .

5- الموضع الخامس في سورة الفرقان في قوله: (وتوكل على الحي الذي لا يموت وسبح بحمده وكفى به بذنوب عباده خبيرا) (الذي خلق السموات والأرض وما بينهما في ستة أيام ثم استوى على العرش الرحمن فاسأل به خبيرا،

فهل لأحد أن ينفي شيئا من هذه الصفات الدالة على هذا من الكمال والجلال .

6- الموضع السادس في سورة السجدة في قوله تعالى: (أم يقولون افتراه بل هو الحق من ربك لتنذر قوما ما أتاهم من نذير من قبلك لعلهم يهتدون. الله الذي خلق السموات والأرض وما بينهما في ستة أيام ثم استوى على العرش ما لكم من دونه من ولى ولا شفيع أفلا تتذكرون. يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه فئ يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون. ذلك عالم الغيب والشهادة العزيز ا لرحيم. الذي أحسن كل شيء خلقه وبدأ خلق الإنسان من طين. ثم جعل نسله من سلالة من ماء مهـين. ثم سواه ونفخ فيه من روحه وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة قليلا ما تشكرون)

فهل لأحد أن ينفي شيئا من هذه الصفات الدالة على هذا من الجلال والكمال .

7- الموضح السابع في سورة الحديد في قوله تعالى: (هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم. هو الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها وهو معكم أينما كنتم والله بما تعملون بصير).

فالشاهد أن هذه الصفة التي يظن الجاهلون أنها صفة نقص ويتهجمون على رب السموات والأرض بأنه وصف نفسه صفة نقص ثم يسببون عن هذا أن ينفوها ويؤولوها مع أن الله جل وعلا تمدح بها وجعلها من صفات الجلال والكمال مقرونة بما يبهر العقول من صفات الجلال والكمال.

هذا يدل على جهل وهوس من ينفي بعض صفات الله جل وعلا بالتأويل .

ثم اعلموا أن هذا الشيء الذي يقال له التأويل ـ الذي فتن به الخلق وضل به آلآف من هذه الأمة ـ يطلق مشتركا بين ثلاثة معان:

ا- يطلق على ما تؤول إليه حقيقة الأمر في ثاني حال وهذا هو معناه في القرآن نحو (ذلك خير وأحسن تأويلا). (ولما يأتهم تأويله كذلك كذب الذين من قبلهم)، الآية، (هل ينظرون إلا تأويله يوم يأتي تأويله يقول الذين نسوه من قبل). ومعنى التأويل في الآيات المذكورة ما تؤول إليه حقيقة الأمر في ثاني حال.

2- ويطلق التأويل بمعنى التفسير وهذا قول معروف كقول ابن جرير: القول في تأويل قوله تعالى كذا، أي تفسيره.

3- أما في اصطلاح الأصوليين فالتأويل هو صرف اللفظ عن ظاهره المتبادر منه إلى محتمل مرجوح لدليل .

وصرف اللفظ عن ظاهره المتبادر منه له عند علماء الأصول ثلاث حالات .

ا) إما أن يصرفه عن ظاهره المتبادر منه لدليل صحيح من كتاب أو سنة وهذا النوع من التأويل صحيح مقبول لا نزاع فيه ومثال هذا النوع ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (الجار أحق بصقبه) . فظاهر هذا الحديث ثبوت الشفعة للجار وحمل هذا الحديث على الشريك المقاسم حمل اللفظ على محتمل مرجوح غير ظاهر متبادر إلا أن حديث جابر الصحيح (فإذا ضربت الحدود وصرفت الطرق فلا شفعة)، دل على أن المراء بالجار الذي هو أحق بصقبه خصوص الشريك المقاسم. فهذا النوع من صرف اللفظ عن ظاهره المتبادر منه لدليل واضح يجب الرجوع إليه من كتاب وسنة وهذا التأويل يسمى تأويلا صحيحا وتأويلا قريبا ولا مانع منه إذا دل عليه النص.

ب) الثاني هو صرف اللفظ عن ظاهره المتبادر منه لشيء يعتقده المجتهد دليلا وهو في نفس الأمر ليس بدليل فهذا يسمى تأويلا بعيدا ويقال له فاسد ومثل له بعض العلماء بتأويل الإمام أبي حنيفة رحمه الله لفظ امرأة في قوله صلى الله عليه وسلم: "أيما امرأة نكحت بغير إذن وليها فنكاحها باطل باطل) قالوا حمل هذا على خصوص المكاتبة تأويل بعيد لأنه صرف اللفظ عن ظاهره المتبادر منه لأن (أي) في قوله (أي امرأة) صيغة عموم وأكدت صيغة العموم بما المزيدة للتوكيد فحمل هذا على صورة نادرة هي المكاتبة حمل، للفظ على غير ظاهره لغير دليل جازم يجب الرجوع إليه.

(ج) أما حمل اللفظ على غير ظاهره لا لدليل فهذا لا يسمى تأويلا في الاصطلاح بل يسمى لعبا لأنه تلاعب بكتاب الله وسنة في نبيه صلى الله عليه وسلم ومن هذا تفسير غلاة الروافض قوله تعالى: (إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة)، قالوا عائشة. ومن هذا النوع صرف آيات الصفات عن ظواهرها إلى محتملات ما أنزل الله بها من سلطان كقولهم استوى بمعنى استولى فهذا لا يدخل في اسم التأويل لأنه لا دليل عليه البتة وإنما يسمى في اصطلاح أهل الأصول لعبا. لأنه تلاعب بكتاب الله جل وعلا من غير دليل ولا مستند فهذا النوع لا يجوز لأنه تهجم على كلام رب العالمين.

والقاعدة المعروفة عند علماء السلف أنه لا يجوز صرف شيء من كتاب الله ولا سنة رسوله عن ظاهره المتبادر منه إلا بدليل يجب الرجوع إليه .

وكل هذا الشر- فاسمعوا أيها الإخوان نصيحة مشفق - إنما جاء من مسألة وهى نجس القلب وتلطخه وتدنسه بأقذار التشبيه فإذا سمع ذ و القلب المتنجس بأقذار التشبيه صفة من صفات الكمال أثنى الله بها على نفسه كنزوله إلى سماء الدنيا في ثلث الليل الأخير وكاستوائه على عرشه وكمجيئه يوم القيامة وغير ذلك من صفات الجلال والكمال أول ما يخطر في ذهن المسكين أن هذه الصفة تشبه صفة الخلق فيكون قلبه متنجسا بأقذار التشبيه

لا يقدر الله حق قدره ولا يعظم الله حق عظمته حيث يسبق إلى ذهنه أن صفة الخالق تشبه صفة المخلوق فيكون فيها أولا نجس القلب متقذره بأقذار التشبيه فيدعو شؤم هذا التشبيه إلى أن ينفي صفة الخالق جل وعلا عنه بادعاء أنها تشبه صفات المخلوق فيكون فيها أولا مشبها وثانيا معطلا ضالا ابتداء وانتهاء متهجما على رب العالمين ينفي صفاته عنه بادعاء أن تلك الصفة لا تليق. واعلموا أن هنا قاعدة أصولية أطبق عليها من يعتد به من أهل العلم وهى أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يجوز في حقه تأخير البيان عن وقت الحاجة ولاسيما في العقائد ولاسيما لو مشينا على فرضهم الباطل "أن ظاهر آيات الصفات الكفر" فالنبي صلى الله عليه وسلم لم يؤول الاستواء (بالاستيلاء) ولم يؤول شيئا من هذه التأويلات ولو كان المراد بها هذه التأويلات لبادر النبي صلى الله عليه وسلم إلى بيانها لأنه لا يجوز في حقه تأخير البيان عن وقت الحاجة فالحاصل أنه يجب على كل مسلم أن يعتقد هذا الاعتقاد الذي يحل جميع الشبه ويجيب عن جميع الأسئلة وهو: أن الإنسان إذا سمع وصفا وصف به خالق السموات والأرض نفسه أو وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم امتلأ صدره من التعظيم فيجزم بأن ذلك الوصف بالغ من غايات الكمال والشرف والعلو ما يقطع جميع علائق أوهام المشابهة، بينه وبين صفات المخلوقين فيكون القلب منزها معظما له جل وعلا غير متنجس بأقذار التشبيه فتكون أرض قلبه قابلة للإيمان والتصديق بصفات الله التي تمدح بها أو أثنى عليه بها نبيه صلى الله عليه وسلم على غرار (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير).

والشر كل الشر في عدم تعظيم الله وأن يسبق في ذهن الإنسان أن صفة الخالق تشبه صفة المخلوق فيضطر المسكين أن ينفي صفة الخالق بهذه الدعوى الكاذبة .

ولأبد في هذا المقام من نقط يتنبه إليها طالب العلم:

أولا: أن يعلم طالب العلم أن جميع الصفات من باب واحد إذ لا فرق بينها البتة لان الموصوف بها واحد وهو جل وعلا لا يشبه الخلق في شيء من صفاتهم البتة، فكما أنكم أثبتم له سمعا وبصرا لائقين بجلاله لا يشبهان شيئا من أسماع الحوادث وأبصارهم فكذلك يلزم أن تجروا هذا بعينه في صفة الاستواء والنزول والمجيء إلى غير ذلك من صفات الجلال والكمال التي أثنى الله بها كل نفسه.

واعلموا أن رب السموات والأرض يستحيل عقلا أن يصف نفسه بما يلزمه محذور أو يلزمه محال أو يؤدى إلى نقص. كل ذلك مستحيل عقلا. فإن الله لا يصف نفسه إلا بوصف بالغ من الشرف والعلو والكمال ما يقطع جميع علائق أوهام المشابهة بينه وبين صفات المخلوقين على حد قوله (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير).

الثاني: أن يعلموا الصفات والذات من باب واحد فكما أننا نثبت ذات الله جل وعلا إثبات وجود وإيمان لا إثبات كيفية مكيفة فكذلك نثبت لهذه الذات الكريمة المقدسة صفات إثبات إيمان ووجود لا إثبات كيفية وتحديد.

واعلموا أن آيات الصفات كثير من الناس يطلق عليها اسم المتشابه

وهذا من جهة غلط ومن جهة قد يسوغ كما يثبته الإمام مالك في أنس. أما المعاني فهي معروفة عند العرب كما قال الإمام مالك بن أنس رحمه الله الاستواء غير مجهـول، والكيف غير معقول والسؤال عنه بدعة.

كذلك يقال في النزول: النزول غير مجهول، والكيف غير معقول، والسؤال عنه بدعة. واطرده في جميع الصفات لأن هذه الصفات معروفة عند العرب، إلا أن ما وصف به خالق السموات والأرض منها أكمل وأجل وأعظم من أن يشبه شيئا من صفات المخلوقين كما أن ذات الخالق جل وعلا حق والمخلوقون لهم ذوات وذات الخالق جل وعلا أكمل وأنزه وأجل من أن تشبه شيئا من ذوات المخلوقين.

فعلى كل حال. الشر كل الشر في تشبيه الخالق بالمخلوق وتنجيس القلب بقذر التشبيه فالإنسان المسلم إذا سمع صفة وصف بها الله أول ما يجب عليه أن يعتقد أن تلك الصفة بالغة من الجلال والكمال ما يقطع أوهام علائق المشابهة بينها وبين صفات المخلوقين فيكون أرض قلبه طيبة طاهرة قابلة للإيمان بالصفات على أساس التنزيه على نحو (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير).

وهنا سؤال لابد من تحقيقه لطالب العلم أولا: اعلموا أن المقرر في الأصول أن الكلام إن دل على معنى لا يحتمل غيره فهو المسمى نصا كقوله مثلا (تلك عشرة كاملة). فإذا كان يحتمل معنيين أو أكثر فلا يخلو من حالتين: إما أن يكون أظهر في أحد الاحتمالين من الآخر وإما أن يتساوى بينهما فإن كان الاحتمال يتساوى بينهما فهذا الذي يسمى في الاصطلاح المجمل كما لو قلت (عدا اللصوص البارحة على عين زيد) فإنه يحتمل أن تكون عينه الباصرة عوروها أو عينه الجارية غوروها أو عين ذهبه وفضته سرقوها. فهذا مجمل. وحكم المجمل أن يتوقف عنه إلا بدليل على التفصيل. أما إذا كان نصا صريحا فالنص يعمل به ولا يعدل عنه إلا بثبوت النسخ.

فإذا كان أظهر في أحد الاحتمالين فهو المسمى بالظاهر. ومقابله يسمى (محتملا مرجوحا) والظاهر يجب الحمل عليه إلا لدليل صارف عنه، كما لو قلت: رأيت أسدا فهذا مثلا ظاهر في الحيوان المفترس. محتمل في الرجل الشجاع. وإذا فنقول: فالظاهر المتبادر من آيات الصفات من نحو قوله (يد الله فوق أيديهم) وما جرى مجرى ذلك، هل نقول الظاهر المتبادر من هذه الصفة هو مشابهة الخلق حتى يجب علينا أن نقول ونصرف اللفظ عن ظاهره أو ظاهرها المتبادر منها تنزيه رب السموات والأرض حتى يجب علينا أن نقره على الظاهر من التنزيه؟

الجواب أن كل وصف أسند إلى رب السموات والأرض فظاهره المتبادر منه عند كل مسلم هو التنزيه الكامل عن مشابهة الخلق فإقراره على ظاهره هو الحق وهو تنزيه رب السموات والأرض عن مشابهة الخلق في شيء من صفاته فهل ينكر عاقل أن المتبادر للأذهان السليمة أن الخالق ينافي المخلوق في ذاته وسائر صفاته؟ لا والله لا يعارض في هذا إلا مكابر .

ثم بعد هذا البحث الذي ذكرنا نحب أن نذكر كلمة قصيرة لجماعة قرءوا في المنطق والكلام وظنوا نفي بعض الصفات من أدلة كلامية كالذي يقول مثلا: لو كان مستويا على العرش لكان مشابها للحوادث لكنه غير مشابه للحوادث ينتج فهو غير مستو على العرش هذه النتيجة الباطلة تضاد سبع آيات من المحكم المنزل ولكننا الآن نقول في مثل هذا على طريق المناظرة والجدل المعروف عند المتكلمين. نقول: هذا قياس استثني فيه نقيض التالي فأنتج منه نقيض المقدم حسب ما يراه مقيم هذا الدليل. ونحن نقول: انه تقرر عند عامة النظار أن القياس الاستثنائي المركب من شرطية متصلة لزومية يتوجه عليه القدح من ثلاث جهات :
ا- يتوجه عليه من جهة استثنائيته
2- ويتوجه عليه من جهة شرطيته- إذا كان الربط بين المقدم والتالي ليس بصحيح.
3- ويتوجه عليه القدح من جهتهما معا.

وهذه القضية كاذبة الشرطية فالربط بين مقدمها وتاليها كاذب كذبا بحتا ولذا جاءت نتيجتها مخالفة لسبع آيات.
وإيضاحه أن نقول: قولكم: لو كان مستويا على العرش لكان مشابها للحوادث هذا الربط بين (لو) و(اللام) كاذب، كاذب، كاذب. بل هو مستو على عرشه كما قال من غير مشابهة للحوادث كما أن سائر صفاته واقعة كما قال من غير مشابهة للخلق ولا يلزم من استوائه على عرشه كما قال أن يشبه شيئا من المخلوقين في صفاتهم البتة بل استواؤه صفة من صفاته وجميع صفاته منزهة عن مشابهة الخلق كما أن ذاته منزهة عن مشابهة ذوات الخلق ويطرد هذا في مثل هذا. وعلى كل حال فالجواب عن شيء واحد من هذا يطرد في الكل.

وآخر ما نختم به هذه المقالة أنا نوصيكم وأنفسنا بتقوى الله وأن تلتزموا بثلاث آيات في كتاب الله .
الأولى : (ليس كمثله شيء). فتنزهوا رب السموات والأرض عن مشابهة الخلق.
الثانية : (وهو السميع البصير). فتؤمنوا بصفات الجلال والكمال الثابتة بالكتاب والسنة عك أساس التنزيه كما جاء (وهو السميع البصير) بعد قوله: (ليس كمثله شيء).

الثالثة : أن تقطعوا أطماعكم عن إدراك حقيقة الكيفية لأن إدراك حقيقة الكيفية مستحيل وهذا نص الله عليه في سورة (طه) حيث قال: ( يعلم مما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون به علما). فقوله: يحيطون به فعل مضارع والفعل الصناعي الذي يسمى بالفعل المضارع وفعل الأمر والفعل الماضي ينحل عند النحويين عن مصدر وزمن كما قال ابن مالك في الخلاصة:
المصدر اسم ما سوى الزمان من مدلولي الفعل كأمن من أمن
وقد حرر علماء البلاغة في مبحث الاستعارة التبعية أنه ينحل عن مصدر وزمن ونسبة، فالمصدر كامن في مفهومه إجماعا. فـ(يحيطون) في مفهومها (الإحاطة) فيتسلط النفي على المصدر الكامن في الفعل فيكون كالنكرة المبنية على الفتح، فيصبر المعنى لا إحاطة للعلم البشرى برب السموات والأرض، فينفي جنس أنواع الإحاطة عن كيفيتها. فالإحاطة المسندة للعلم منفية عن رب العالمين. فلا يشكل عليكم بعد هدا صفة نزول ولا مجيء ولا صفة يد و لا أصابع ولا عجب ولا ضحك. لان هذه الصفات كلها من باب واحد فما وصف الله به نفسه منها فهـو حق وهو لائق بكماله وجلاله لا يشبه شيئا من صفات المخلوقين وما وصف به المخلوقون منها فهو حق مناسب لعجزهم وفنائهم وافتقارهم وهذا الكلام الكثير أوضحه الله في كلمتين (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير). (ليس كمثله شيء) تنزيه بلا تعطيل. (وهو السميع البصير) إيمان بلا تمثيل. فيجب من أول الآية (ليس كمثله شيء) التنزيه الكامل الذي ليس فيه تعطيل ويلزم من قوله (وهو السميع البصير) الأيمان بجميع الصفات التي ليس فيها تمثـيل. فأول الآية تنزيه وآخرها إيمان، ومن عمل بالتنزيه الذي في (ليس كمثله شيء) والإيمان الذي في (وهو السميع البصير) وقطع النظر عن إدراك الكنه والكيفية المنصوص في قوله (ولا يحيطون به علما) خرج سالما.

وقد ذكرت لكم مرارا أني أقول: هذه الأسس الثلاثة التي ركزنا عليها البحث وهى:
ا- تنزيه الله عن مشابهة الخلق
2- والإيمان بالصفات الثابتة بالكتاب والسنة وعدم التعرض لنفيها : عدم التهجم على الله بنفي ما أثبته لنفسه.
3- وقطع الطمع عن إدراك الكيفية. لو (متم يا إخوان) وأنتم على هذا المعتقد. أترون الله يوم القيامة يقول لكم لم نزهتموني عن مشابهة الخلق ويلومكم على ذلك؟ لا، وكلا والله لا يلومكم على ذلك.
أترون أنه يلومكم على أنكم آمنتم بصفاته وصدقتموه فيما أثنى به على نفسه ويقول لكم لم أثبتم لي ما أثبته لنفسي أو أثبته لي رسولي؟ لا والله لا يلومكم على ذلك ولا تأتيكم عاقبة سيئة من ذلك .

كذلك لا يلومكم الله يوم القيامة ويقول لكم: لم قطعتم الطمع عن إدراك الكيفية ولم تحددوني بكيفية مدركة

ثم، إنا نقول: لو تنطع متنطع. وقال: نحن لا ندرك كيفية (نزول) منزهة عن نزول الخلق ولا ندرك كيفية (يد) منزهة عن أيدي الخلق ولا ندرك كيفية (استواء) منزهة عن استواءات الخلق، فبينوا لنا كيفية معقولة منزهة تدركها عقولنا فنقول أولا: هذا السؤال الذي قال فيه مالك بن أنس: والسؤال عن هذا بدعة، ولكن نجيب ونقول: اتعرف أيها المتنطع السائل الضال كيفية الذات المقدسة الكريمة المتصفة بصفة النزول وصفة اليد وصفة الاستواء وصفة السمع والبصر والقدرة والإرادة والعلم فلابد أن نقول: لا، فنقول: معرفة كيفية الصفة متوقفة على معرفة كيفية الذات، إذ الصفات تختلف باختلاف موصوفاتها ونضرب مثلا ولله المثل الأعلى. فان الأمثال لا تضرب لله ولكن الأخرويات لا مانع منها كما جاء بها القرآن فنقول مثلا كما فال العلامة ابن القيم رحمه الله لفظة (رأس) الراء والهمزة والسين، رأس. هذه الكلمة أضفها إلى المال وأضفها إلى الوادي وأضفها إلى الجبل قل رأس المال. رأس الجبل فانظر ما صار من الاختلاف بين هذه المعاني بحسب هذه الإضافات وهذا مخلوق ضعيف مسكين، فما بالك بالبون الشاسع الذي بين صفة الخالق جل وعلا وصفة المخلوق.

وختاما يا إخواني نوصيكم وأنفسنا بتقوى الله وأن تتمسكوا بهذه الكلمات الثلاث:
ا- أن تنزهوا ربكم عن مشابهة صفات الخلق.
2- أن تؤمنوا بما وصف به نفسه أو وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم ، إيمانا مبنيا على أساس التنزيه على نحو (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير)
3- وتقطعوا الطمع في إدراك الكيفية لأن الله يقول: (ولا يحيطون به علما).

ونريد أن نختم هذه المقالة بنقطتين :
إحداهما أنه ينبغي للمؤولين أن ينظروا في وقوله تعالى لليهود: (وقولوا حطة) فإنهم زادوا في هذا اللفظ المنزل نونا فقالوا: حنطة فسمى الله هذه الزيادة تبديلا فقال في البقرة: (فبدل الذين ظلموا قولا غير الذي قيل لهم فأنزلنا على الذين ظلموا رجزا من السماء بما كانوا يفسقون)، وقال في الأعراف: (فبدل الذين ظلموا منهم قولا غير الذي قيل لهم فأرسلنا عليهم رجزا من السماء بما كانوا يظلمون)، وكذلك المؤولون للصفات قيل لهم استوى. فزادوا لاما، فقالوا: استولى. فانظر ما أشبه (لامهم) هذه التي زادوها بـ(نون) اليهود التي زادوها. ذكر هذا ابن القيم.

الثانية : أنه ينبغي للمؤولين أن يتأملوا آية من سورة الفرقان وهى قوله تعالى: (ثم استوى على العرش الرحمن فاسأل به خبيرا). ويتأملوا معها قوله تعالى في سورة فاطر: (ولا ينبئك مثل خبير). فإن قوله في الفرقان: (فاسأل به خبيرا) بعد قوله: (ثم استوى على العرش الرحمن) يدل دلالة واضحة أن الله الذي وصف نفسه بالاستواء خبير بما يصف به نفسه لا تخفي علبه الصفة اللائقة من غيرها ويفهم منه أن الذي ينفي عنه صفة الاستواء ليس بخبير، نعم هو والله ليس بخبير.
وصلى الله على عبده ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم، سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين
الشيخ الشنقيطي..

شمس الدين :
الحمد لله والصلاة والسلام على خير خلق الله ، وعلى آله وصحبه ومن وآلاه..
الرد على الصارم اليماني
أولاً
لن أكرر وأزيد بأن الصارم اليماني لا يملك المنهج السديد في المحاورة والنقد فيكفي ظهور الصورة واضحة للقارئ الكريم من بعد الصارم اليماني عن كثير من التعقيبات عليه ، والهروب من الكثير منها ، وترك ما يريد وأخذ ما يريد!!
وقد طلبت منه أن يثبت لي أني سببته كما قذفني فلما اسقط في يديه لم يعترف بالحق ويعتذر بل جاء بالعجائب!! وقال : اتهمتك بسبى لانك قد سببتنى فقد رميتنى فى كل مداخلة لك بقبائح متعددة فعندما تقول مثلا ان ردودى جسد بلا روح ! واننى لا احسن البحث فى كتب الحديث قيد انملة ! واننى لا احسن حتى مجرد ذكر اسماء علماء السنة لمجرد انى وهمت فى كتابة اسم واحد اليس هذا سبا ؟أتهى
فهذا الرد يثبت للقارئ أن الصارم لا يعرف معنى السب!!
وما ذكرته من ان رده جسد بلا روح فهذه وجهة نظر ، وما ذكرته عن اوهامه في أسماء علماء السنة كان بسبب جهله لهم فعلاً فيكف يكن ما هو فيه سباً؟!
ثانيا
بعد أن بيت لك أيها الصارم اليماني الأحاديث الدالة على عدم الخروج على الحاكم الجائر ، قمت ترميني بأني من شيعة معاوية ، وتقذف وتموج بك الأخطاء موجا! ولابد أن تفهم ما سوف أسرده لك الآن من حقائق أنت تتجاهلها وتغمض الطرف عنها:
1- أنا لا انتسب لمعاوية لوحده كما تحاول أن تصور وتريد أن تجر الكلام على معاوية رضي الله عنه فمعاوية كغيرة من الصحابة رضوان الله عليهم ، ومنهج أهل السنة والجماعة قائم على كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ، وما ذكرته لك من أقول في عدم الخروج على الحاكم الجائر لم أرو ولا واحد منها عن معاوية فكلها عن الصحابة رضي الله عنه ، فهذه هو الوحي من محمد صلى الله عليه وسلم إلى أصحابه رضوان الله عليهم إلى أمة محمد قاطبة..
2- فعل الصحابي يكون حجة بشرط أن لا يوجد له مخالف ، والحسين رضي الله عنه يوجد له مخالف من الصحابة رضي الله عنهم كما ذكرت لك ، وفوق ذلك هو مخالف لما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم ونحن لا نعيب هذا على الحسين ولكن نقول انه متاول لما عليه ذلك الرجل من الفضل والعلم رضي الله عنه..
أما قولك : لو اتخذت يا شمس الدين سلما الى السماء او شققت نفقا فى الارض لتثبت ان واحدا من علماء سلف ذرية رسول الله كان على اعتقاد اسلافك اهل الجماعة فى وجوب طاعة ائمة الجور والفجور لن تجده فذرية رسول الله كانت فى خندق واسلافك واهل الجماعة وائمتهم الظالمين فى خندق
فالرد عليه سهل جداً فما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم يكفينا أن نتخذ سلما إلى السماء ، فالنبي صلى الله عليه وسلم هو أحق الإتباع من غيره ولو كان صحابياً من آل البيت..
في الصحيحين عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( من رأى أميره شيئاً يكرهه فليصبر ، فإن من فارق الجماعة شبراً فمات إلا مات ميتة جاهلية ))..
وانتبه هنا ابن عباس من آل البيت كما قررا سابقاً في حديث الثقلين..
ولمسلم عن عوف ابن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم الله عليه وسلم الله عليه وسلم الله عليه وسلم الله عليه وسلم الله عليه وسلم الله عليه وسلم قال : (( خيار الذين تحبونهم ويحبونكم ، وتصلون عليهم ويصلون عليكم ، وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم ، وتلعنونهم ويلعنوكم )) ، قلنا : يا رسول الله أفلا ننابذهم عند ذلك ؟ قال : (( لا ما أقاموا فيكم الصلاة ، لا ما أقاموا فيكم الصلاة ، ألا من ولي عليه وال فرآه يأتي شيئاً من معصية الله فليكره ما يأتي من معصية الله ، ولا ينزعن يداً من طاعة ))..
وفي حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: ( دعانا رسول الله فبايعناه فكان فيما أخذ علينا أن بايعنا على السمع والطاعة في منشطنا ومكرهنا وعسرنا ويسرنا وأثرة علينا وأن لا ننازع الأمر أهله، قال: إلا أن تروا كفراً بواحاً معكم من الله فيه برهان )أخرجاه في الصحيحين

عن ابي ذر رضي الله عنه قال : أتاني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا في مسجد المدينة فضربني برجله وقال : ألا أراك نائما فيه .
فقلت : يا رسول الله غلبني عيني .
قال : كيف تصنع إذا أخرجت منه ؟ .
فقلت : إني أرضى الشام الأرض المقدسة المباركة .
قال : كيف تصنع إذا أخرجت منه ؟ .
قال : ما أصنع ، أضرب بسيفي يا رسول الله .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( ألا أدلك على خير من ذلك وأقرب رشدا ( قالها مرتين ) تسمع وتطع وتساق حيث ساقوك )) السنة لابي عاصم..

وعن عبد اللَّه بن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنهُما قال: كنا مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم في سفر فنزلنا منزلاً، فمنا من يصلح خباءه، ومنا من ينتضل، ومنا من هو في جَشَرِهِ إذ نادى منادي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم: الصلاة جامعة. فاجتمعنا إلى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم فقال: إنه لم يكن نبي قبلي إلا كان حقاً عليه أن يدل أمته على خير ما يعلمه لهم، وينذرهم شر ما يعلمه لهم، وإن أمتكم هذه جعل عافيتها في أولها، وسيصيب آخرها بلاء وأمور تنكرونها، وتجيء فتن يرقق بعضها بعضاً، وتجيء الفتنة فيقول المؤمن هذه مهلكتي، ثم تنكشف، وتجيء الفتنة فيقول المؤمن هذه هذه، فمن أحب أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة فلتأته منيته وهو مؤمن بالله واليوم الآخر، وليأت إلى الناس الذي يحب أن يؤتى إليه. ومن بايع إماماً فأعطاه صفقة يده وثمرة قلبه فليطعه إن استطاع، فإن جاء آخر ينازعه فاضربوا عنق الآخر. رواه مسلم
فهذه مقارنة بين فعل من تعده وحي وبين قول صاحب الوحي فمن نقدم يا ترى؟
ولم اعد هذا الكلام إلا لكي يستقر في القولب وتظهر الحجة ، وتثبت البينة ويظهر هربك من هذه الأدلة الصريحة ،
ثالثاً
ما ذكرته لك ليس فقط من كتاب السالوس المبارك ، ولكن توجد مباحث أخرى ، وما يضرني أن أنقل من كتاب السالوس الذي لم نر أحد منكم إلى الآن رد عليه!!
وأما دعواك بأني تجاهلت بعض النصوص فغريب ، فقد لخصت لك لب ما تعتمدون عليه من عند النرمذي!!
وسوف أبين لك الآن كل طريق ذكرته يا صارم مع االرد عليه :
1- تجاهل رواية زيد بن ارقم التى اخرجها الحاكم ويعقوب بن سفيان والطبرانى بطرق صحاح عن جرير بن عبد الحميد وعمرو بن عون عن الحسن بن عبيد الله عن ابى الضحى عن زيد بن ارقم ولفظها (لن يفترقا حتى يردا على الحوض )وقد نقلت هذه الروايات باسانيدها وبينت ان الذهبى اقر بصحة اسنادها واقر به مقبل الوادعى وشعيب الارنؤوط هل تذكرون شعيب الارنؤوط ؟!!!
فلماذا تجاهلت هذا الطريق يا خاتمة الحفاظ ؟!!!
ما وجدته عند الحاكم هو : (ج3ص118) حديث رقم (4577)
[82274] حدثناه أبو بكر بن إسحاق ودعلج بن أحمد السجزي قالا أنبأ محمد بن أيوب ثنا الأزرق بن علي ثنا حسان بن إبراهيم الكرماني ثنا محمد بن سلمة بن كهيل عن أبيه عن أبي الطفيل عن بن واثلة أنه سمع زيد بن أرقم رضي الله تعالى عنه يقول نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم بين مكة والمدينة عند شجرات خمس دوحات عظام فكنس الناس ما تحت الشجرات ثم راح رسول الله صلى الله عليه وسلم عشية فصلى ثم قام خطيبا فحمد الله وأثنى عليه وذكر ووعظ فقال ما شاء الله أن يقول ثم قال أيها الناس إني تارك فيكم أمرين لن تضلوا إن اتبعتموهما وهما كتاب الله وأهل بيتي عترتي ثم قال أتعلمون إني أولى بالمؤمنين من أنفسهم ثلاث مرات قالوا نعم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من كنت مولاه فعلي مولاه وحديث بريدة الأسلمي صحيح على شرط الشيخين ......
قال الذهبي في التلخيص معقبا على هذا الحديث :-
لم يخرجا لمحمد بن سلمة بن كهيل وقد وهاه السعدي
وأما رواية الطبراني فهي كما يلي : حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي ثنا جعفر بن حميد ح حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة حدثنا النضر بن سعيد أبو صهيب قالا ثنا عبد الله بن بكير عن حكيم بن جبير عن أبي الطفيل عن زيد بن أرقم ( المعجم الكبير (5/166) )
والثاني : الكبير (3/66) رقم (2681) :-
حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي ثنا جعفر بن حميد حدثنا عبد الله بن بكير الغنوي عن حكيم بن حبير عن أبي الطفيل عن زيد بن أرقم..
وفي هذه الأسانيد :
حكيم بن جبير وحال حكيم بن جبير غير مستقيم ...
النضر بن سعيد رمي بالتشيع ،وهذا مما يوافق بدعته..
2- ورواية حبيب بن ابى ثابت عن ابى الطفيل فقد بينا لك أن حبيب مدلس وقد عنعن ورواية المدلس إذا عنعن ضعيفه فلماا لا تفهم؟
وما رويته أنت من طريق ابى عوانة عن الاعمش قال حدثنا حبيب بن ابى ثابت عن ابى الطفيل عن زيد بن ارقم
فهذه مدلس عن مدلس ، وما رويته للحديث من طريق آخر وهو حكيم بن جبير فهو كما ذكرت أنت أنه متكلم فيه!!
وأما ما قاله الحاكم أنه على شرط الشيخين فقد بينت لك وهمات الحاكم
فقد قال مثلاً : صحيح على شرط الشيخين ، وأخطأ ولم يكن كذلك..
وقال : صحيح ولم يخرجاه ، وقد أخرجوه!!
فهل تنبعه على وهامته هذه؟؟
3- وتجاهل شمس الدين ايضا رواية زيد بن ثابت بلفظ(لن يفترقا حتى يردا على الحوض) ولم يشر اليها فضلا عن ان يناقش كلامى عنها.
زيد بن ثابت رو عن القاسم بن حسان والقاسم بن حسان سمع من زيد بن ثابت، وعن عمه عبد الرحمن بن حرملة، وروى عنه الركين بن الربيع، لم يصح حديثه في الكوفيين وقال ابن القطان: لا يعرف حاله انظر ترجمته في تهذيب التهذيب .
فقد نقل الذهبي عن البخاري أن القاسم بن حسان حديثه منكر ولا يعرف ( ميزان الاعتدال 1/6 )
4- وتجاهل شمس الدين ايضا رواية على عليه السلام بلفظ(انى تركت فيكم ما ان اخذتم به لن تضلوا كتاب الله واهل بيتى )وقد ذكرت ان الحافظ ابن حجر قد صححها وذكرت طريقا اخرى عن على عليه السلام تكلمت عنه فليراجعه من شاء
هل من الممكن أن تعطيني السند ، وأين صححه الحافظ بن حجر؟
5- وتجاهل ايضا رواية حذيفة بن اسيد وكلامى عنها..
( يكفيني ما أورده أبن ابي حاتم في نكارة حديث زيد..
أكتفي بهذا وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم..

أبو بثينة
جزاكم الله خيرا أخي الشيخ شمس الدين و نفع الله بك
و كما قيل قطعت جهيزة قول كل خطيب

عالي
لله درك أخي شمس الدين
أرفق بالقوم قليلا !!!! لعلهم محرجون من الإنسحاب والإعتراف بإنقطاع الحجة
 

الصارم اليماني
بسم الله الرحمن الرحيم
بعد ان امر مرور الكرام بمهاترات شمس الدين التى يفتتح بها كل مداخلة اقول :
كان موضوع هذا النقاش الذى دعانى اليه شمس الدين هو موقف سلف اهل السنة من سلف اهل البيت وقد ناقشت هذه القضية فيما مضى وبقى ان اناقش مجموعة المواضيع الاخرى التى خاض فيها شمس الدين فى ردودده على وفى رده السوقى على اخى الشريف الحسنى الشريف رغم انف شمس الدين واقول لاخى الشريف لك اسوة فى اسلافك الكرام من ذرية الرسول الذين حقر هذا الجهول اعلامهم وساكتفى فى هذه المداخلة بالتعقيب على ما خصنى به

######## حذف ########
--------------------------------------------------------------------------------
تنبيه للكاتب اليماني
غبار في أنف معاوية خير منك و من أهل بيتك و ممن علمك و شبكة أنا المسلم لا تسمح للقدح في أصحاب رسول الله و كتاب وحيه رضي الله عنهم و رحم الله ابن عساكر فقد زين تاريخه بترجمة معاوية رضي الله عنه و لم يكتب أحد في معاوية رضي الله عنه مثله فإن تريد الاستمرار مع إحترام أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم فأهلا و إلا فنحن نأسف عن قبول ما تطعن به في أحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم
أبو بثينة
--------------------------------------------------------------------------------
ثانيا :تقديم الصديق:
الذى اثار الحديث عن مسالة تقديم الصديق على على هو شمس الدين مع ان هذا الموضوع لا صلة له اصلا بما كنا نتناقش حوله فهو كان يظن اننا نحتج بحديث الثقلين على امامة على وقد بينت له ما هو احتجاجنا بالحديث
لكنه عاد بعد ذلك ليقول (اذا كنت فعلا تطيع الرسول وتتبع ما قاله فلماذا لا تقدم ابا بكر على على)
ياللسذاجة ! وكان مسالة ان النبى نص على تفضيل ابى بكر امر مسلم بينى وبينه فيقول لى لماذا لا تطيع النبى ؟!
عموما لا مانع ان اجيبه :
لا اقدم ابا بكر لاننى اطيع النبى صلى الله عليه واله وسلم !!
ثم قال شمس الدين (الم اسق لك الاحاديث الدالة على فضل ابى بكر ؟)
ةالجواب:لست فى حاجة لان تسوق لى احاديث لاثبات فضل الصديق ولن تحسن اصلا ان تسوق اى احاديث فلا تتعب نفسك ورحم الله امرا عرف قدر نفسه و هذا المغرور لا يحسن الكلام اصلا فالخلاف فى تفضيل الصديق لا فى فضله
ثم ذكر خبر (ان امن الناس علينا فى صحبته وذات يده ابو بكر )
وذكر خبر(لا يبقين فى المسجد خوخة الا سدت الا خوخة ابى بكر )ثم قال ( وهذا تخصيص له من دون سائر الصحابة )
وقال (ان هذه دلالة قطعية على ان ابا بكر افضل من على )
والجواب: الم اقل لك من قبل انك ما شممت رائحة العلم وهل على عليه السلام ليس له خصائص من دون سائر الصحابة ؟!!
هل هذا استدلال علمى ؟!!
ثم الم يبلغك قط ان هذا الحديث تحديدا -حديث سد الابواب - قد ثبت لعلى عليه السلام واقر بصحته ابن حجر واثبت ذلك فى الفتح والقول المسدد وصححه الالبانى ؟!
والمضحك ان هذا هو القائل ( ليس لك فى البحث فى بطون كتب السنة)!!

ثم ذكر خبر ان عليا عليه السلام قال ان خير الامة بعد نبيها ابى بكر وعمر
والجواب:
هذا الخبر لا نسلم بثبوته فكيف تحتج به علينا ؟ نحن يا هذا لا نعتمد على احاديثكم ولا نقلد ائمتكم فى التصحيح والتضعيف والجرح والتعديل فكيف تحتج علينابخبر لا نسلم بصحته ولا يلزمنا الاقرار بصحته ؟
وهل هذا الا عين المصادرة ؟!

ثالثا-تحدث شمس الدين فى رده الاخير على عن الحسين عليه السلام فقال( ان فعله مخالف لما صح عن النبى )
والجواب:بل مخالف لما ادعى صحته ائمة سلفك شيعة الملوك الظالمين الذين تقلدهم تقليدا اعمى فما ادعوا صحته تقبل تصحيحه حتى لواصطدم بالقران وحتى لو اصطدم بالسنة التى اجمعت الامة على ثبوتها
ثم قال (ونحن لا نعيب على الحسين ولكن نقول انه متاول )
والجواب : ان مفتضى مذهب اهل جماعتك ان الحسين وكل سلف ذرية محمد صلى الله عليه واله وسلم من اهل البدع والاهواء والضلال
فهنيئا لك اسلاف السوء الذين ارتضيتهم بدلا عن قرناء الكتاب
وهنيئا لك افتضاح سقوط دعواك ان سلف اهل البيت كانوا على معتقد اسلافك فلن تجد من سلف اهل البيت مخالفا للحسين بل كلهم كانوا على دين حسين ودين حسين هو دين جده رغم انفك ورغم انوف اسلافك شيعة كل ملك فاجر
طرق حديث الثقلين :
1- بالنسبة للرواية الاولى التى تجاهلتها والتى من طريق ابى الضحى عن زيد بن ارقم راجع مداخلتى ((السهلة المتهافتة)!!!!!!! لتعرف ما تريد !!!
2- بالنسبة لرواية حبيب بن ابى ثابت قال انه مدلس ثم قال اننى لم افهم !!!!!!!
ولو رجع الى مداخلتى (السهلة المتهافته)!!! لراى نصى على اته مدلس واننى بينت انه توبع فى روايته عن ابى طفيلتابعه حكيم بن جبير وقد بينت احال حكيم ولكنه لم يقرا ما ذكرت فضلا ان يتاقشه مناقشة علمية وبينت انه توبع ايضا من فطر بن خليفة عن ابى طفيل وورواية فطر مختصرة لكن المقصود ان حبيب قد توبع فى روايته عن ابى طفيل وتابعه ايضا محمد بن سلمة بن كهيل وقد نقل جرحه شمس الدين فقال(وهاه السعدى) والسعدى هذا هو الجوزجانى الناصبى احد ائمة سلف شمس الدين فهنيئا له هذا السلف وبئس السلف وبئس الائمة
لكن الدارقطنى يا شمس قال عن محمد كما فى (سؤالات البرقى )يعتبر به) اى يعتبر به فى الشواهد والمتابعات
3- بالنسبة لرواية القاسم بن حسان فقد بينت توثيقه فى مداخلتى فليراجعه من شاء اما ما نقله عن جرح البخارى له فالبخارى قال كما ذكر الذهبى (حديثه منكر ولا يعرف) ومراد البخارى بحديثه هو الحديث الذى رواه القاسم عن عمه عبد الرحمن بن حرملة عن ابن مسعودان النبى كان يكره عشر وكلام البخارى هذا ليس فى تاريخه الكبير ولا الصغير ولا الضعفاء الصغير وعلى فرض ان البخارى قال ذلك فانه لا يجب حمل هذا الحديث الذى انكره البخارى على القاسم بل الحمل فيه على عمه عبد الرحمن بن حرملة قال البخارى عن عبد الرحمن بن حرملة (0لا يصح حديثه روى عنه القاسم بن حسان)وعقب الذهبى على ذلك فقال(قلت له حديث واحد فى الكتابين رواه ركين بن ربيع عن قاسم عنه عن ابن مسعود : كان يكره الصفرة وتغيير الشيب ..الجديث وهذا منكر ) انتهى فالحمل فى هذا الحديث على عبد الرحمن بن حرملة وقد ذكره ابو زرعة فى (اسماء الضعفاء)(186)
4- بالنسبة لرواية الحسن بن زيد تجاهلت ما نقلته من نص الذهبى على ان ابا حاتم متنت فى الجرح وان جرحه لا يقدم على التوثيق وقد بينت ان زيدا ثقة
5- بالنسبة لرواية على على عليه السلام فانا ذكرت روايتين عنه لا واحدة وتكلمت عن كل منهما فراجعه فى مداخلتى (السهلة المتهافته)!! والرواية التى صححها الحافظرواها الطحاوى فى مشكل الاثار وابن ابى عاصم فى السنة واسحق بن راهوية وقد ذكرت اسنادها فى مداخلتى وقد صححه الحافظ فى كتابه (المطالب العالية )4\65
كما صححه الالبانى فى الصحيحة حديث رقم (1761)
والحديث لا شك فى ثبوته بمجموع هذه الطرق وغيرها مما لم اذكره

شمس الدين :
الحمد لله والصلاة والسلام على خير خلق الله وعلى آله وصحبه ومن وآلاه..
مقدمة : قال الصارم اليماني : اخى الشريف الحسنى الشريف رغم انف شمس الدين
الجواب : قال صلى الله عليه وسلم خصلتان لا تركها امتي : التفاخر بالأنساب والنياحة على الميت
والشرف ليس نسباً إنما الشرف تقوى وقد قال تعالى : إن أكرمكم عند الله أتقاكم
ولو كان النسب شرفاً ومنجياً لناهل به أبا لهب المنزلة العالية ، ولكن لما كن التقوى هو الميزان صار أبا لهب في غور الجحيم..
أولاً
عاد كعادته ، وما زاد في مادته إلا السب والشتم والتحقير!! وقد وصل الصارم اليماني الجارودي إلى هذه الوسيلة بالخدعة الثعلبية ، وسوء الطوية ، فقد سلك طريق الحيات الرقطاء سليلة اللؤم اللؤماء!!
فقد أتهمني بسبه ولم يستطع أن يثبت ، وأضحك عليه الكثير من القراء ، وبعد أن بارت سلعته ، وتلفت بضاعته حملا علينا بلسانه القبيح الذي يقطر قبحا ونتانة!!
وكعادته يبدأ موضوعاته ببداية سيئة كاذبة ، ولكن سنقود عليه الحملة الميمونة الميسورة في دحر البدعة المخذولة ، وسنجعل مواضيعه قاعاً صفصفاً لا ترى فيها عوجاً ولا أمتى..
وهو كعادته يهرب من كثير ما طرحت ، ويأخذ سطر من كل عشرين سطر ويعلق عليه ، ويظن أن القراء سذج مثله!!
ويصدق فيه القائل :
قفا نبكي من ذكرى سفيه جويهلِ + لئيم قليل القدر في كل محفل
سخيف حقير ليس في وزن ذرةٍ + فكيف يساوي في الورى حب خردلِ
له أيطلا زورٍ وساقا جهالةٍ + وأفكار مخذولٍ بأسوء محملٍ
ثانيا
بداية هذا الموضوع فيه تحامل على معاوية رضي الله عنه تحاملاً شديداً ، وقد أفرط هذا الصارم بذكر دعاوي بلا سند ولا معول وكأننا في مرحلة الإبتدائية!!
ولعله يظن أننا كجماعته الجارودية الزيدية التي نتساق خلف كل ناعق لا ترعوي للحق ولا تعرفه!!
وقد ذكر الصارم أن عليا بن أبي طالب رضي كان يقنت على معاوية رضي الله عنه بدون ذكر الأدلة ، وبدون ذكر الأسانيد !!
فرحم الله من قال إن هذا دين فانظروا عمن تأخذون دينكم..
وأما طعنك لمعاوية بقولك أنه سلالاة آكل الأكباد فهذه والله العظيم عين الغباء ، والجهل بكتاب الله وسنة نبيه ، فصحيح أنه ورد في السير أن هند بنت عتبه أكلت كبد حمزة بن عبد المطلب واسلمت فتاب الله عليها بتوبتها ، وقبل النبي صلى الله عليه وسلم ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : التوبة تجب ما قبلها
واعلم أن عبادة الأصنام شرها عند الله أكبر من شر أكل كبد حمزة رضي الله عنه ، فقد عبد كثير من الصحابة الأصنام وقد أسلم وتاب الله عليه..
فلا أدري كيف يقيس هؤلاء القوم الأمور ويحسبونها؟!
وما ما ذكرته عن حديث (( لا تسبوا أصحابي )) فقد أستغربت من تقيدك للمطلق بلا قيد!!
وهب أنك محق فيما ذهبت إليه من إخراج لمعنى الحديث فماذا تقول في هذه المطلقات :
عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : من سب أصحابي فعليه لعنة الله و
الملائكة والناس أجمعين . أورده السيوطي في الجامع الصغير ، و حسن إسناده الألباني في صحيح الجامع..
روى الطبراني من حديث عبدالله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : إذا ذكر أصحابي فأمسكوا . مجمع الزوائد (7/202 .و صحح الألباني سنده في صحيح الجامع..)
وهذه الدلة تنطبق على معاوية رضي الله عنه ذكر النووي في شرح صحيح مسلم (8/231) و ابن القيم في زاد المعاد (2/126) أن معاوية رضي الله عنه من مسلمة الفتح ، أي أنه أسلم سنة ( 8هـ ) ، في حين ذكر أبو نعيم الأصبهاني كما في معرفة الصحابة (5/2496) و الذهبي كما في تاريخ الإسلام - عهد معاوية - ( ص 308) أنه أسلم قبيل الفتح ، فهذه يدل على وقوع الأحاديث..
روى ابن بطة في شرح الإبانة (ص119) بإسناد صحيح إلى ابن عباس رضي الله عنه قال : لا تسبوا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ، فلمقام أحدهم ساعة – يعني مع النبي صلى الله عليه وسلم – خير من عمل أحدكم أربعين سنة .
ثالثاً
ما ذكرته من قتل المتعمد وخلوده في النار فهذه مسألة أنت تريد تجرنا إليها لكي تهرب مما وقعت فيه ، وسوف اترك البحث في مسألة صاحب الكبيرة وإن أردت النقاش فيه فافرد له موضوعاً وستجدني أسرع منه إليك..
ومسألة القتل والتعمد فهذه حرب دخل فيها معاوية وكثير من الصحابة فهل تطبق هذه الآية على الصحابة الذين هم مع معاوية رضي الله عنهم اجميعن؟
وقد قتل في المعركة طلحة بن عبيد الله وقد قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم : من سره أن ينظر لشهيد يمشي على الأرض فلينظر لطلحة بن عبيد الله
وقتل الزبير بن عوام وقد قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم : لكل نبي حواري وحواري الزبير بن العوام
وفي هذه النقطة سوف أطرح عليك سؤلاً : هل تشرك طلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام في هذه الآية التي أشتشهدت بها على معاوية رضي الله عنهم اجمعين؟
رابعاً
قلت يا صارم : ثم قال شمس الدين ( وقد وردت فى السنة فضائل كثيرة لمعاوية )!!
والجواب :بل لا يصح فى فضله حديث واحد والحديث الذى احتججت به يا عار المحدثين وزعمت بجهلك ان اسناده حسن رواه احمد فى اسناده الحارث بن زياد القيسى الكلاعى مجهول الحال..
والرد عليك سهل فلن اناقش معك تلك الرواية ولكن سوف أدحرك وأثبت فضل معاوية رغم أنفك بالأدلة من الكتاب والسنة وإن رغمت انوف الجارودية :
1- قال تعالى في شأن غزوة حنين : { ثم أنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين ، وأنزل جنوداً لم تروها وعذب الذين كفورا وذلك جزاء الكافرين }[التوبة/26] .
ومعاوية رضي الله عنه من الذين شهدوا غزوة حنين ، وكان من المؤمنين الذين أنزل الله سكينته عليهم مع النبي صلى الله عليه وسلم . انظر : الفتاوى لابن تيمية ( 4/458 ) .
2- قال تعالى : { لا يستوي منكم من أنفق قبل الفتح وقاتل ، أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا وكلاً وعد الله الحسنى ، والله بما تعملون خبير }[الحديد/10] .
ومعاوية رضي الله عنه ممن وعدهم الله الحسنى ، فإنه أنفق في حنين والطائف وقاتل فيهما . الفتاوى لابن تيمية ( 4 /459 ) . وانظر : مرويات خلافة معاوية ( ص 22 – 23 ) .
3- قال تعالى : { يا أيها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين }[الأنفال/64] .
في هذه الآية الكريمة أثنى الله تعالى على جيمع المؤمنين الذين اتبعوا النبي صلى الله عليه وسلم – ومعاوية رضي الله عنه منهم – بأنهم يكفونه في جميع أموره ، أو أنهم يكفونه الحرب بينه وبين أعدائه من الكفار والمشركين ، وفي ذلك تنويه بفضلهم وبيان لعظم شرفهم . انظر : روح المعاني ( 10/30 ) .
4- قال تعالى : { لكن الرسول والذين آمنوا معه جاهدوا بأموالهم وأنفسهم وأولئك لهم الخيرات وأولئك هم المفلحون ، أعد الله لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ، ذلك الفوز العظيم } [التوبة/88-89 ] .
فيهاتان الآيتان الكريمتان أثنى الله تعالى بهما على جيمع المؤمنين الذين آمنوا مع النبي صلى الله عليه وسلم ، من المهاجرين والأنصار وغيرهم ، فجعل لهم الخيرات ، وهي منافع الدارين .. وأعد هلم جنات تجري من تحتها الأنهار .. وفي ذلك من الفضل ما فيه . انظر : تفسير إرشاد العقل السليم لأبي السعود ( 4 / 91 ) .
5- قال تعالى : { محمد رسول الله والذين معه اشداء على الكفار رحماء بيهم تراهم ركعاً سجداً يبتغون فضلاً من الله ورضواناً .. الآية } سورة الفتح [29] .
في هذه الآية الكريمة أثنى الله تعالى على جيمع المؤمنين الذين آمنوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم .. وأن الله وعدهم بأن لهم مغفرة وأجراً عظيماً . انظر : تفسير ابن كثير ( 4/203- 205 ) .
خامساً
بعد أن ذكرنا لهذا الجارودي الحاقد على أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فضل أبا بكر على على رضي الله عنهم بدأ يلف ويدور ، ويسب ويعيب!!
وقد تعجبت من قوله : نحن يا هذا لا نعتمد على احاديثكم ولا نقلد ائمتكم فى التصحيح والتضعيف والجرح والتعديل فكيف تحتج علينابخبر لا نسلم بصحته ولا يلزمنا الاقرار بصحته ؟
حق لك من يقرأ هذا الموضوع أن يضحك من تناقضات الصارم اليماني!! فبعد أن طار بالأحاديث المذكروة في كتب اهل السنة في فضل آل البيت عاد وانقلب على عقبيه وابطل أحاديث أهل السنة!!!!! أليس هذا بالعجيب؟!
وإن لم تقبل ما اوردناه في فضل أبي بكر فيكفي أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فضلاً في اختياره ، فهم الصفوة الذين امتدهحم الله وزكاهم ، ولا يمانع في هذا إلا رافضي حقير ماجوسي زنديق ، فالصحابه كلهم أجمعوا على فضل أبي بكر رضي الله عنه ، ومن قال أن علي أحق بالخلافة من أبي بكر فقد أزرى بالمهاجرين والنصار الصفوة ، وجهلهم واتهمهم بسوء الإختيار وقد أجمعوا..
سادساً
تصر أيها المجادل بغير هدى ولا كتاب منير على أن الخروج على الحاكم الظالم هو الدين الحق كما تستدل بسلفك الذين كما قلت أنهم لا يسمنون ولا يغنون من جوع ، وقد أتهمتني بأني ناصبي بسبب هذه المقولة ، وأنا انهمك بأنك ضال مبتدع لأنك لا تطبق ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم من أحاديث صحيحة سقتها لك ، وسوف أبين لك وجهة نظري المدعمة بالأدلة في قةلي أن ما سقته لا يسمن ولا يغني من جوع :
الدين كامل وقد قال تعالى : اليم أكملت لكم دينكم ، واتممت عليكم نعمتي ، ورضيت لكم الإسرم ديناً
فهذا يدل على أن الدين كامل وقد وصلنا عن طريق النبي صلى الله عليه وسلم والذي وضع الضوابط في الخروج وعدمه ، وقد تخالف هذا القول مع فعل من ذكرت ، فمن نقدم؟
العاقل يقو أنه سيقدم قول النبي صلى الله عليه وسلم ، والضال المبتدع يقول سيقدم قول غيره..
وهناك سؤال يطرح نفسه ، بل أسئلة محرجة لك ولأهل نحلتك الضالة :
لماذا سلم الحسن لمعاوية بن أبي سفيان طالما انه لا يجوز الخروج على الحاكم الظالم كما تزعم؟ فلماذا لم يحارب حتى الموت؟
ولماذا لا يخرج الزيدية في هذا العصر على أئمة الجور كما في اليمن هم كثر ، وعندهم علي عبد الله صالح الذي لا يشك العاقل بأنه من أشد الظلمة لدين الله؟
سوف ننتظر الجواب على هذه الأسئلة المحرجة للصارم اليماني..
وأما ما ذكرته عن حديث الثقلين فم تات بجديد فما زلت تتخبط كما هي عادتك ولم تثبت شيئاً ، وأكتفي بما كتبته لنظر إليه القاري ويرى ، فليس هناك داعي للتكرار أكثر من مرة!!
وإن صح الحديث كما قلت لك في السابق فلا تنسى أن تضع آل البيت كلهم في الفضل ولا تجحف كما هي عاتدكم ، وإن أتيت بجديد في الحديث فسوف أرد عليك فيه..
فصل في جهل الصارم اليماني بمنهج الذهبي في تلخيص المستدرك
يظن الصارم اليماني وغيره من سلف الميتدعة أن الذهبي إذا سكت عن الحديث هو موافق له!!
وهذا هو عين الجهل ، فالذهبي رحمه الله كان ملخصاً للمستدرك ومختصراً لأسانيد ، وما أسعفه الوقت والمعرفة من التعليق على الحديث فعل ، وأما تركه فلا يعني الموافقه له والدليل على ذلك ما يلي :
1- أن الذهبي لخص المستدرك في شبابه وبداية طلبه للعلم ، وقد سكت عن احاديث لم تكن على شرط الشيخي مع أن الحاكم قال أنه على شرط الشيخين ، وكذلك قال لم يخرجاه وقد أخرجاه وسكت الذهبي..
وتوجد بعض الأحاديث بسندها رجال ضعفهم الذهبي في كتب أخرى وسكت عن قول الحاكم صحيح..
2- قول الذهبي في ترجمة الحاكم في سير أعلام النبلاء : وبكل حال فهو - أي المستدرك - كتاب مفيد اختصرته ، ويعوز عملاً وتحريراً.
أكتفي بهذا وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم..

الصارم اليماني
بسم الله الرحمن الرحيم
الاخ شمس الدين
السلام عليكم ورحمة الله
اكتب هذه المشاركة على عجالة وهى احر مشاركاتى ان شاء الله فى هذا النقاش لانموضوع النقاش قد تم البخث فيه كما لا يخفى على كل عاقل
1- فالموضوع الذى دعوتنى الى التناقش فيه كما فى اول مشاركة لك هو موقف سلف اهل السنة من سلف ذرية رسول الله صلى الله عليه واله واعتراضك على تقريرى فى نقاشى مع الاح ابى تراب ان سلفكم كانوا معرضين عن علماء ذرية رسول الله وادعيت يا شمس الدين فى صدر دعوتك لى للنقاش ان سلف العترة كانوا على معتقد اهل الجماعة
وادعيت يا شمس الدين فى دعوتك لى للنقاش ان الخق ليس مع اهل البيت
كان هذا هو الموضوع الرئيس لهذا النقاش
والموضوع قد حسم كما لا يحفى
1- فاعتراضك على ما قررته من اعراض سلفكم عن علماء وائمة ذرية رسول الله قد ظهر بطلانه بكل وضوح وقلت انت بنفسك عن اجل اعلام ذرية رسول الله ان اسمائهم لا تسمن ولا تغنى من جوع
2- ودعواك ان الحق ليس مع العترة وان خديث الثقلين لا يدل على ذلك تبين ايضا لكل منصف انها دعوى باطلة لا يقولها الاجاهل مثلك بطرق خديث الثقلين ومكابر مثلك يرى رسول الله يقرن عترته بالكتاب العزيز الذى لا ياتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه فيتبجح قائلا :ليس فيه ادنى دلالة على انهم على الحق
وبالنسبة لما سالتنى عنه فى ردك :
اولا- بالنسبة لرواية الخسن بن عبيد الله عن ابى الضحى عن زيد بن ارقم فلو انك رجعت الى مشاركتى التى سميتها بجهلك وقلة خيائك (السهلة المتهافتة)لوجدت فيها ان هذه الرواية فى المستدرك 3/148وذكرت هناك ايضا سائر مواردها وان ممن اقر بصحتها الذهبى ومقبل الوادعى وشعيب الارنؤوط
هل تذكر شعيب الارنؤوط ؟!!! اارايت كيف انك لا تصلح الا للتفاهات والسفاسف
ثانيا-بالنسبة لرواية حبيب بن ابى ثابت فانا ذكرت فى مشاركتى انه مدلس ولست فى حاجة لجاهل مثلك ان ينقل لى انه مدلس فضلا عن ان يقول لى بعد ذلك (لكن لم تفهم)
وقد بينت هناك ان خبيب قد توبع فى روايته عن ابى الطفيل اربع متابعات
ارايت كيف انك فى معزل عن العلم والادب فلا علم ولا ادب بل واعمى ايضا لا تخسن ختى مجرد قراءة مشاركات من ترد عليه
والمتابعات التى بينتها بينها ايضا المحدث الالبانى وافاض بما فيه الكفاية وذلك -كما قلت ايضا فى مشاركتى -فى الصحيحة 4/330-332
وهى متابعات لا غبار على صحتها كما بين الالبانى
وقد تكلم شمس عن حكيم بن جبير وانا قد بينت انه ثقة لا باس به فى المتابعات والشواهد لكن شمس عاجز حتى عن مجرد مطالعة مطالعة ما ذكرته هناك
وهو لا يستحى ان ينقل جرح السعدى لمحمد بن سلمة بن كهيل وهذا السعدى هو الجززجانى الناصبى الحبيث احد ائمة شمس الدين الذين تسمنه اسماؤهم وتغنيه من جوعه !!!!
ولانه لم يشم رائحة العلم لا يعلم ان جرخ الجوزجانى لرواة حصائص اهل البيت غير مقبول لانه ناصبى عدو لاهل البيت ونصبه لا غبار عليه اصلا وحتى عندما حاول المعلمى فى تنكيله ان يدافع عنه عاد بعد ذلك واقر بنصبه
ومحمد بن سلمة قال عنه الدارقطنى -كما فى سؤالات البرقانى -(يعتبر به) اى يعتبر به فى المتابعات والشواهد
ثالثا-بالنسبة لقوله يكفينا جرح ابى حاتم للحسن بن زيد فهذه هى طريقة امثاله من المفلسين وقد بينت فى مشاركتى التى لم يقراها ومع ذلك قال عنها انها سهلة ومتهافتة - ان الحسن بن زيد ثقة ونقلت نص الذهبى على ان ابا حاتم متعنت فى جرحه وان ه اذا جرح ثقة لا يلتفت لجرحه
رابعا-بالنسبة لرواية القاسم بن حسان :
ايضا بينت فى مشاركتى انه ثقة وذكرت ايضا تحسين الالبانى لروايته
اما ما نقله شمس من كتاب السالوس عن جرخ البحارى فالجواب ان هذ اخد جهالات السالوس المتطفل بجهله على علم الحديث وقد بين جهله ورد عليه الالبانى فى الصحيحة فليراجعه من شاء
واقول :البحارى لم يجرح القاسم بل قال كما فى ترجمة القاسم فى الميزان (خديثه منكر ولا يعرف )ثم ذكر هذا الحديث المنكر وهو حديث رواه القاسم عن عمه عبد الرحمن بن حرملة عن ابن مسعود (كان النبى يكره عشر ...)الحديث
ولان السالوس جاهل بهذا الشان لم يفهم ان مجرد رواية الراوى لخبر منكر ليس جرخا للراوى بل يجرح اذا كان الحمل فى الخبر عليه والبخارى لم يخمل الخبر على القاسم بل الواضح ان الحمل فيه على عبد الرحمن بن حرملة الذى رواه القاسم عنه قال الذهبى فى ترجمة عبد الرحمن (قال البخارى "لا يصح حديثهروى عنه القاسم بن حسان "قلت-اى الذهبى-:له حديث واحد فى الكتابين رواه ركين بن ربيع عن قاسم عنه عن ابن مسعود : كان يكره الصفرة وتغيير الشيب ..وهذا منكر )انتهى فهذا الخبر المنكر محمول على عبد الرحمن بن حرملة وهو ضغيف نص على ضعفه ابو زرعة فى (اسماء الضعفاء )(186)
فلا يجب حمله على القاسم الثقة كما بيينا واسناد رواية القاسم حسن كما قال الالبانى
خامسا- بالنسبة لرواية على عليه السلام التى صححها الحافظ قال شمس الدين :اين اسنادها واين صححها الحافظ ؟
والجواب :فى مشاركتى التى سميتها (السهلة المتهافتة )!!!!!!
وحديث اثقلين هو وصية رسول الله صلى الله عليه واله لامته وهو جزء من حطبة رسول الله فى الغدير التى لا ريب فى تواترها وقد روى الحديث بطرق مستفيضة عن عشرين صحابى استوفى طرقهم الحافظ السخاوى وقسم من اسانيده لا غبار على صختها عند اهل الجماعة والخبر بمجموع طرقه لا شك فى ثبوته وقد تلقته الامة بالقبول ولم يجادل فيه الا الحوارج والا بعض من لم يجمع طرقه من اهل الجماعة
وكما قلت لك انا لا احتج عليك الا بخبر ثابت عندنا وثابت عندكم اى خجة عليك الزمك بها وثابت عندنا فقارن هذا باحتجاجك علينا بروايات تنفردون بروايتها غير ثابتة عندنا وهذا هو الجهل وهذه هى المصادرة فباى حجة تلزمنا بقبول هذه الاخبار ؟!! نحن يا هذا لا نقلد ائمتك المائلين عن ذرية رسول الله ائمتك الذين كانوا يوجبون طاعة اعداء ذرية رسول الله فلا نقلدهم فى تصحيح ولا تضعيف وانما نحتج عليك بسنة رسول الله الثابتة فى كتب علماء سلف ذرية رسول الله الذين قلت عنهم ان اسماء اجل اعلامهم لا تسمن ولا تغنى من جوع -والثابتة فى كتب اسلافك بالاسانيد الصحيحة عندكم وبالطرق التى يلزمك قبولها وهذه هى السنة التى لا يشك فى ثبوتها اما ما انفرد اسلافك بروايته فنحن لا نثق فيه ولا يلزمنا قبوله

3- اما دعواك ان سلف العترة كانوا من اهل الجماعة فقد ظهر لكل منصف سقوط دعواك وافتضاحها بل كان سلف ذرية رسول الله فى خندق وكان سلفك شيعة اهل الجماعة شيعة كل ملك جائر فى خندق اعداء ذرية رسول الله من ملوك بنى امية والعباس
وقال شمس الدين فى جوابه على تحدى له ان بثبت ان احدا من علماء سلف ذرية رسول الله كان على اصل اهل جماعته فى وجوب طاعة ائمة الجور والفجور (ان الحسين خالف ما صح النبى ويكفينا هذا لنتخذ سلما الى السماء )
والجواب :ان هذا اقرار واضح بافلاسك فلما عجز عن الجواب ولم يجد واحدا من سلف ذرية رسول الله على عقيدة اسلافه شيعة يزيد وشيعة اعداء الذرية الزكية من ملوك بنى امية والعباس ولن يجد وكيف يجد فى ذرية رسول الله من يعتقد ان يزيد امام تجب طاعته على العباد وان الحروج عليه بدعة وضلالة ؟!!!!!!! هيهات لقد لاذ المفلس بروايات اسلافه الذين انفردوا بروايتهاليقول ان الحسين عليه السلام خالف سنة جده !!!
والجواب : ان الحسين عليه السلام لم يخالف سنة جده بل خالف ما انفرد اسلافك شيعة يزيد وشيعة كل امام جائر براويته
ومن اجل كلام شمس الدين هذا وامثاله جاء حديث الثقلين :
فهو وصية رسول الله صلى الله عليه واله وسلم لامته وهى مقبلة على فتن كقطع الليل المظلم فاراد صلى الله عليه واله ان يترك فيهم علما على الحق اقبال الفتن وافتراق الامة وانفراد كل فرقة بروايات تزعم انها هى ما صح عن النبى فقال صلى الله عليه والهوسلم
هذه هى وصية رسول الله لامته التى نقلت الينا من بين الكتمين : كتم اعداء اهل بيت النبوة من ائمة شمس الدين ملوك بنى امية والعباس واشياعهم الموجبين لطاعتهم وكتم اخباب الذرية الطاهرة ورغم ذلك نقلت الينا وصية رسول الله وثبتت ثبوتا لا يجادل فيه الا جاهل (ويابى الله الا ان يتم نوره )
فقد قرن الرسول صلى الله عليه واله عترته بالقران لا يفارقونه والسنة مع القران لا تفارقه فهم اهل السنة النبوية حقا واهل البيت ادرى بما فيه
وما انفرد اسلافك بروايته عن ابن عباس او غيره مما يوافق هواهم ومذهبهم فى وجوب طاعة الظالمين مردود عليك لا وزن له لانا لا نقبل ما انفرد بروايته اسلافك شيعة اعداء ذرية رسول الله بل نلزمك بما رووه ووثقوا رواته وثبت عندنا فى كتب اعلام سلف اهل البيت الذين قلت عن اجل اعلامهم ان اسمائهم لا تسمن ولا تغنى من جوع !!
ولله در امام العترة الزكية المنصور بالله عبد الله بن حمزة اذ يقول :
والله ما بينى وبين محمد ....الا امرؤ هاد نماه هاد
كم بين قولى عن ابى عن جده ..وابو ابى هو النبى الهادى
وفتى يقول روى لنا اشياحنا ...ما ذلك الاسناد من اسنادى
ما احسن النظر السليم لمنصف ..فى مقتضى الاصدار والايراد
وهذا الامام الحسنى هو احل اعلام ذرية رسول الله فى عصره وشمس الدين لا يعرفه بالطبع لتمام الانقطاع بين اسلافه اهل الجماعة وبين سلف ذرية رسول الله فلا يعرف شيئا عن اعلامهم وعلمائهم وبالتالى لا يعرف اصولهم وعقائدهم وفقههم وحديثهم
وبابيات هذا الامام الحسنى اختم تعقيباتى على ردود شمس الدين على شخصى الضعيف
 

شمس الدين :
الحمد لله والصلاة والسلام على خير خلق الله وعلى آله وصحبه ومن وآلاه..
أولاً
لقد أعلنت الفرار ، وشهد على نفسك بالجبن العلمي كما فر صاحبك الشريف زعموا!!
وقد جئت في مقالك هذا بالنقائض ، والعجائب ، فسبحان الله هذه هي نهاية كل مبتدع مفارق للجماعة ، وحال كل شرير يعادي أصحاب نبيه صلى الله عليه وسلم!!
والهروب ليس فقد في إعلانك للهروب بقولك : اكتب هذه المشاركة على عجالة وهى احر مشاركاتى ان شاء الله فى هذا النقاش لانموضوع النقاش قد تم البخث فيه كما لا يخفى على كل عاقل..
ولكن لهروب هو بتركك لكثير مما تعرضت له في آخر رد عليك!!
وبعد أن ظهر نور سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم أعلن الزيدي الجارودي عدو الصحابة رضي الله عنهم الهزيمة وفر من كثير مما طرحته عليه ، وإليك الأمثلة :
1- فر التعليق على ما ذكرته من فضل الصحابة ووعيد من سبهم بعد أن أورد انتقاداته على حديث : (( لا تسبوا أصحابي )) ، فلما أوردته له الأحاديث الصريحة الأخرى مثل حديث : من سب أصحابي فعليه لعنة الله و
الملائكة والناس أجمعين . أورده السيوطي في الجامع الصغير ، و حسن إسناده الألباني في صحيح الجامع..
وحديث عبدالله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : إذا ذكر أصحابي فأمسكوا مجمع الزوائد (7/202 .و صحح الألباني سنده في صحيح الجامع..)
فلماذا هرب واغفل الطرف؟
2- ما أوردناه في فضل أبي بكر بعد أن قلنا له : وإن لم تقبل ما اوردناه في فضل أبي بكر فيكفي أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فضلاً في اختياره ، فهم الصفوة الذين امتدهحم الله وزكاهم ، ولا يمانع في هذا إلا رافضي حقير ماجوسي زنديق ، فالصحابه كلهم أجمعوا على فضل أبي بكر رضي الله عنه ، ومن قال أن علي أحق بالخلافة من أبي بكر فقد أزرى بالمهاجرين والنصار الصفوة ، وجهلهم واتهمهم بسوء الإختيار وقد أجمعوا..
فهذه أيضاً فر منها فراره من الأسد ، ولم يعقب عليها عليه من الله ما يستحق..
3- فر أيضا من الأدلة القاطعة من كتاب الله في فضل معاوية كدليل : قال تعالى في شأن غزوة حنين : { ثم أنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين ، وأنزل جنوداً لم تروها وعذب الذين كفورا وذلك جزاء الكافرين }[التوبة/26] .
ومعاوية رضي الله عنه من الذين شهدوا غزوة حنين ، وكان من المؤمنين الذين أنزل الله سكينته عليهم مع النبي صلى الله عليه وسلم . انظر : الفتاوى لابن تيمية ( 4/458 ) .
4- وفر من السؤاليين الصعبين الذين غص بها ولم يجد عليها جواباً!!
وكانت عنوان لماذا سلم الحسن لمعاوية بن أبي سفيان طالما انه لا يجوز الخروج على الحاكم الظالم كما تزعم؟ فلماذا لم يحارب حتى الموت؟
ولماذا لا يخرج الزيدية في هذا العصر على أئمة الجور كما في اليمن هم كثر ، وعندهم علي عبد الله صالح الذي لا يشك العاقل بأنه من أشد الظلمة لدين الله؟
سوف ننتظر الجواب على هذه الأسئلة المحرجة للصارم اليماني..)
5- وفر من بيان منهج الذههبي رحمه الله في تلخيصه للمستدرك ، بعد أن بينت له أنه أجهل الناس بمنهج الذهبي رحمه الله..
فهذا هو منهج الصارم اليماني في المناقشة ، فكل ما اغلقنا عليه باب فتح باباً آخر!!
وهكذا حتى أظهر الله عواره وعوار ذهبه!
وتمثلية السب والشتم التي اخترعها هذا الثعبان اليماني لا تخف على كل عاقل ذي لب قرأ النقاش فقد طلبت منه مراراً وتكراراً يبين لنا مواضع السب كما يدعي فهرب منها كما تفر الحية إلى جحرها ، وعاد وسبنا وعاملناه بالمثل فشرع يسب أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم!!
ثانياً
لقد بينا له عواره في أثبات ضعف الأحاديث بلفظ معين ، وتكلمنا عن بعض طرق الحديث الذي لو ثبت لا يثبت إلا للفضل ومعه جل آل البيت كما في الحديث الذي في مسلم ، ولكن كلما بينا له قال نحن لا نعتمد على كتبكم ، وهو يستدل منها!!
وإذا جرحنا في رجل وأثبنا جرحه قال أنتم ناصبه لا نقبل جرحكم!!!!!!
ما هذا التناقض بالله عليكم؟
وسبق أن قلت : وأما ما ذكرته عن حديث الثقلين فلم تات بجديد فما زلت تتخبط كما هي عادتك ولم تثبت شيئاً ، وأكتفي بما كتبته لنظر إليه القاري ويرى ، فليس هناك داعي للتكرار أكثر من مرة!!
وإن صح الحديث كما قلت لك في السابق فلا تنسى أن تضع آل البيت كلهم في الفضل ولا تجحف كما هي عاتدكم ، وإن أتيت بجديد في الحديث فسوف أرد عليك فيه..
وأنا على ما قلته في السابق..
ثالثاً
هذا الزيدي لا يستحي من أن يقول :اما دعواك ان سلف العترة كانوا من اهل الجماعة فقد ظهر لكل منصف سقوط دعواك وافتضاحها بل كان سلف ذرية رسول الله فى خندق وكان سلفك شيعة اهل الجماعة شيعة كل ملك جائر فى خندق اعداء ذرية رسول الله من ملوك بنى امية والعباس أهـ

وسوف نضع له الأسئلة السابقة لعله يغص بها كما غص بها في السابق ،وهناك سؤال يطرح نفسه ، بل أسئلة محرجة لك ولأهل نحلتك الضالة :
لماذا سلم الحسن لمعاوية بن أبي سفيان طالما انه لا يجوز الخروج على الحاكم الظالم كما تزعم؟ فلماذا لم يحارب حتى الموت؟
ولماذا لا يخرج الزيدية في هذا العصر على أئمة الجور كما في اليمن هم كثر ، وعندهم علي عبد الله صالح الذي لا يشك العاقل بأنه من أشد الظلمة لدين الله؟
سوف ننتظر الجواب على هذه الأسئلة المحرجة للصارم اليماني..
ولا نحتاج إلى كثير كلام وكثير حكمة فمن لم تنفعه قليل الحكمة ضره كثيرها

الصارم اليماني
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين حتى يرضى والصلاة والسلام على رسول وخاتم النبيين سيدنا محمد وعلى اله قرناء القران الكريم ورضى الله عن السابقين الاولين من المهاجرين والانصار ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين
لم يفهم شمس الدين انموضوع النقاش قد حسم وطفحت مشاركته الاحيرة كما فى كن مشاركاته بالبذاءة والسوقية وساربا بنفسى عن كل هذا ولن اضيع وقتى فى اثبات انه لا يلتزم بادب الحوار وهذه عاهة خلقية لن اضيع وقتى فى اثباتها او علاجها لانها واضحة لكل منصف يقارن بين طريقته فى الرد وبين طريقة خصمه
اولا-موضوع النقاش كان هو موقف سلف اهل الجماعة من ذرية رسول الله صلى الله عليه واله
وقد بينا بحجة واضحة للمنصف ان سلف ذرية رسول الله لم يكونوا من اهل الجماعة وهذا جلى لكل من علم سيرة سلف الذرية الزكية وعلم الاصل الذى تاسست عليه فرقة اهل الجماعة :
1- فاهل الجماعة كانوا كل من يعتقد ان الله تعالى يوجب طاعة الملوك الظالمين وان الخروج على الملوك الظالمين بدعة وضلالة وان الخارج عليهم من اهل الاهواء والبدع
فاسلاف اهل الجماعة كانوا شيعة ملوك الجور من بنى امية والعباس يوجبون طاعتهم ويبدعون كل من سعى فى خلعهم وفارق جماعتهم وهذا امر واضح لا يجادل فيه الا مكابر وشمس نفسه لم يجادل فيه كما هو واضح
2- والمعلوم بالضرورة لكا من له ادنى معرفة بسيرة سلف ذرية رسول الله صلى الله عليه واله انهم كانوا اعداء الملوك الظالمين من بنى امية والعباس
والصراع بين ذرية رسول الله وبين هؤلاء الملوك الظالمين لا يجهله الا جاهل
فسلف ذرية رسول الله وشيعتهم الابرار كانوا فى خندق واسلاف اهل الجماعة وائمة جماعتهم من الملوك الظالمين فى خندق
وهذا هو سبب اعراضهم عن علماء العترة لان بينهما تمام الانقطاع بل قال شمس بنفسه عن اجل اعلام سلف ذرية رسول الله ان اسمائهم لا تسمن ولا تغنى من جوع
فنعتهم الرقيع بنعت طعام اهل النار

3- واعترض شمس فى بداية هذا النقاش على ان الحق مع العترة فاحتججت عليه بحديث الثقلين وصية رسول الله لامته وبينت بفضل الله ثبوت هذه الوصية النبوية الشريفة كما بينت دلالتها على ان الحق مع العترة النبوية
وانا لم احتج عليه فى مشاركاتى الا بما يلزمه قبوله وهذا هو منهج اهل العلم ولانه جاهل اعترض على ذلك و كل منصف يعلم ان الحجة يجب ان تكون ملزمة للخصم وهذا الحديث وكل ما احتج به عليه ملزم له بخلاف ما اكثر الاحتجاج به علينا من الروايات التى انفرد اسلافه بتصحيحها فنحن لا نقلد اسلافه المائلين عن ذرية رسول الله بل نلزمه نلزم اسلافه بفبول السنة النبوية التى لا شك فى ثبوتها عندنا وعنده نلزمه ونلزمهم بقبول وصية رسول الله لامته التى بينت ان الحق مع عترة رسول الله وان عترة رسول الله قرناء القران لا يفارقونه
والسنة النبوية مع القران لا تفارقه فهم اهل السنة النبوية حقا وما صادم الاصول التى توارثوها عن جدهم صلىى الله عليه واله فهو من الاباطيل التى من اجل ارشاد طال الحق للنجاة منها جاء جديث الثقلين
وهيهات ان تفرق بجهلك بين ذرية محمد وبين سنة جدهم ولا وزن لما انفرد اسلافك بتصحيحه لان اسلافك شيعة اعداء ذرية رسول الله كانوا يوجبون طاعتهم ويبدعون كل من جاهدهم فلماذا صدقت انهم على السنة النبوية وان ما انفردوا بتصحيحه هو السنة الصحيحة ؟! لماذا ملت اليهم وصدقتهم فى ذلك ؟!فهم يدعون انهم على سنة محمد
وذرية محمد كافة تكذب دعواهم؟! فلماذا صدقت اسلافك ولم تصدق ذرية محمد ؟
ولو جاز عندك ذلك فباى حجة تلزمنا باتباع اسلافك فيما انفردوا بصحته ؟! وكيف نتبعهم فيه وقد ثبت عندهم انفسهم وصية رسول الله بالاعتصام بالثقلين
والحق ما شهدت به الاعداء يا شمس واسلافك شيعة اعداء ذرية رسول الله
اما ما زعمت انه سؤال غصة فلم التفت اليه لانه قد اجيب عنه لو كنت ممن يعقل فكما قلت لك من قبل لن تفرق بجهلك بين العترة الطاهرة فلن تفرق بين معتقد الحسن وبين معتقد الحسين فى محاولة اخرى بائسة لتشييد مذهب اسلافك شيعة اعداءالحسن والحسين وشيعة اعداء ذرية الحسن والحسين
فجهاد الفئة الباغية وجهاد ائمة الجور هو واجب مع القدرة كما بينا من قبل وليراجع من شاء كلمة الامير الصنعانى رحمه الله التى نقلناها من قبل والله سبحانه امر بجهاد الفئة الباغية حتى تفىء الى امر الله (فقاتلوا التى تبغى حتى تفىء الى امر الله ) لكن جهاد الفئة الباغية وجهاد ائمة الجور واجب مع القدرة وتقدير القدرة مسالة اجتهادية والحسن عليه السلام راى باجتهاده انه غير قادر على الغلبة على الفئة الباغية للمعلوم من تفرق اصحابه حتى طعنه بعضهم فى فخذه فتركه قتال الفئة الباغية كان للضرورة التى راها تقتضى ذلك لا لانه اعتقد ان امام الفئة الباغية التى امر الله بجهادها هو امام شرعى يوجب الله طاعته على العباد فشمس يعلم ان الحسن كان يعتقد ان معاوية هو امام الفئة الباغية التى اوجب الله جهادها حتى تفىء الى امر الله فكيف تنسب اليه انه اعتقد ان من اوجب الله جهاده هو امام يوجب الله طاعته ؟!!!
فلم يسلم سيدا شباب اهل الجنة على مقتضى هذيانك من معصية الله ورسوله
اما الحسين فخالف سنة جده المتواترة بزعمك وصار على مقتضى مذهب اسلافك شيعة امامك يزيد خارجى مفارق للجماعة جماعة يزيد !!
واما الحسن فنسبت اليه انه اعتقد ان امام الفئة الباغية الذى اوجب الله جهاده حتى تفىء الى امر الله هو امام شرعى اوجب الله طاعته على العباد !!!!
وكل منصف يعلم ان كافة ذرية الحسن كانت مجمعة على مشروعية الحروج على الظالمين ولا عاقل يقول ان ذرية الحسن تجمع على مفارقة معتقد ابيها ولا عاقل يقول ان الحسين فارق معتقد اخيه
4- لم التفت لكلامه عن جهلى بمنهج الذهبى فى تلحيص المستدرك لانه كلام فارغ فلست بفضل الله فى حاجة الى مثل هذا الجاهل الذى افتضح جهله باحاديث اهل جماعته حتى يعرفنى بمنهج الذهبى فاعرف يا هذا قدر نفسك
خلق الله للحروب رجالا..... ورجلا لقصعة وثريد
ووالذهبى ايها المسكين وان وقع فى اوهام وتساهلات عجيبة فعلا فى تلحيصه الا انه لم يكن متساهلا فى تصحيح احاديث حصائص اهل البيت بل كان بالمرصاد للحاكم فى كل حديث منها يصححه فكان متعنتا فى ذلك ومن ذلك ايها الجاهل انكاره لحديث الطير وتشنيعه على الحاكم لاجل تصحيحه ولانك جاهل منشبع بما لم تعط فرحت بهذا الكلام فى ردك على الشريف ولم تعلم لجهلك ان الذهبى رجع فاقر بثبوت الحديث فى تذكرة الحفاظ
واذا كان غرضك من حكاية منهج الذهبى ان تعترض على نقلى لاقراره بصحة رواية زيد بن ارقم فى المستدرك فهذا ايضا من تهافتك لان اسنادها لا غبار على صحته لوثاقة رواته واتصال اسناده وهو على شرط مسلم وانت لا تفهم فى هذا الشان وقد راعيت جهلك فذكرت فى مشاركتى التى سميتها (السهلة المتهافتة )!! دون حتى ان تقراها فضلا ان تفهمها فضلا ان تصلح لمناقشتى فيها -ان مقبل الوادعى اقر بصحة هذا الاسناد على شرط مسلم لان مقبل كتب كتابا تعقب فيه اوهام الذهبى فى المستدرك
وختاما اسال الله ان يهدينا واياك يا اخ شمس الدين وان يزيدك علما وادبا والسلام عليكم ورحمة الله

شمس الدين :
الحمد لله والصلاة والسلام على خير خلق الله ، وعلى آله وصحبه ومن والاه..
الرد على الصارم اليماني وبيان كذبه في نقله ، وخيانته في ايعازه لأهل العلم
أولاً
في كل مرة يبدأ الصارم اليماني بطريقته المثلى ، وهي كان موضوع النقاش كذا وكذا!!
نحن نعلم هذا ، ولكن المصيبة أن الصارم اليماني لا يريد أن يعترف أنه هو الذي يخرج النقاش عن طوره ، وقد بدأت معه بكل أدب ، وبدأت معه نقاشاً علمياً رصيناً ، وما زلت والحمد لله في الرصانة ، ولكن بعد أن رفض الصارم إلا التجريح فيّ وفي أهل السنة والجماعة ، عاملته بنفس أسلوبه ، بعد أن أصر على أن لا يفهم أن قولي له أن منهجه غير رصين ، وردوده جسد بلا روح ، وأنه يجهل أسماء علماء أهل السنة أنه ليس سباً له ، فكال لي بمكيالين ، وسبني ، وسب الصحابة رضوان الله عليهم ، وظهر ما كان يخفي من قبل ، ورمى علماء السنة والجماعة بالنصب ، واتهم مصنفاتهم بأنها غير مقبولة ، وهذا والله هو عين التكذيب لكتب أهل السنة والجماعة!!
فمن هو الملام يا ترى؟
ومن هو المؤدب يا ترى؟
أيكذب كتبنا ، ويتهم شيوخنا ، ويدعي الأدب والخلق!
وفوق ذلك يسب أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، ويدعي الأدب!
ثانيا
مسألة طاعة الإمام الظالم قد طحنتها له بحثاً وإثباتاً ، ولما استدليت عليه بالأحاديث الصحيحة الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم كان منهجه في الرد غريب فانظر بارك الله فيك ماذا فعل وقال :
حاول في المرة الأولى التي عقب فيها على الأحاديث أن يثبت أن هذه الأحاديث ليس المقصود منها طاعة الإمام وإن كان جائراً حيث قال :
1- الرواية الاولى (من راى من اميره شيئا يكرهه فليصبر )ثم ذكر الاخ الفاضل ان هذه الرواية عن ابن عباس رضى الله عنهما
والجواب:انه ليس فى الرواية ما ننكره لان المقصود بالامير اى الامير الشرعى العادل لا الامير الفاسق الفاجر والغرض من الحديث الحث على طاعة الامير العادل فى العسر واليسر والمنشط والمكره
2- رواية (لا ما اقاموا فيكم الصلاة) وهى صريحة فى وجوب طاعة الظالمين مهما ركبوا من الجرائم طالما لم يثبت انهم تركوا الصلاة لذا فمكان هذه الرواية الصحيح هو كتب الموضوعات لمصادمتها لمحكم القران
3- رواية (الا ان تروا كفرا بواحا):فهى ايضا صريحة فى وجوب طاعة الظالم مهما ركب من الجرائم الا اذا ارتد عن الاسلام وصرح بالكفر لذا فمكانها الصحيح ايضا هو كتب الموضوعات ولا نرتاب فى ان بعض الرواة قد تلاعب فى لفظ هذه الرواية فقد اخرجها الامام احمد فى مسنده 5\321 بلفظ(مالم يامروك باثم بواحا)واخرجها ابن حبان فى صحيحه 10\429بلفظ(معصية بواحا)
4- اما الرواية الرابعة فعن ابن عمر انه قال (لا انزع يدا من طاعة )اى طاعة الحجاج
والحواب ان فعل ابن عمر ليس بحجة ولا حجة على انه حجة
فهل هذه هى (النصوص الصريحة المتواترة )؟!!!!!
فلما بينت له ورددت دعواه وبينت فحواه هذه أنظر إليه ماذا قال : نحن يا هذا لا نعتمد على احاديثكم ولا نقلد ائمتكم فى التصحيح والتضعيف والجرح والتعديل فكيف تحتج علينابخبر لا نسلم بصحته ولا يلزمنا الاقرار بصحته ؟
نعوذ بالله من غلبة الهوى على الحق..
ثم إن هذا الصارم اليماني قال أن سلف العترة مجمعين على الخروج على الإمام الظالم ، وقد ظهرت كذب دعواه هذه في حديث ابن عباس رضي الله عنه حيث قال : عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : من رأى أميره شيئاً يكرهه فليصبر ، فإن من فارق الجماعة شبراً فمات إلا مات ميتة جاهلية
وعبد الله بن عباس من العترة كما بينا في السابق ، وهو في الحديث الذي يحتج به عليها الصارم اليماني حيث ورد فيه : ومن أهل بيته يا زيد ؟ أليس نساؤه من أهل بيته ؟ قال : نساؤه من أهل بيته، ولكن أهل بيته منحرم الصدقة بعده، قال: ومن هم؟ قال: هم آل علي، وآل عقيل،وآل جعفر، وآل عباس. قال: كل هؤلاء حرم الصدقة ؟ قال: نعم..

فكيف تدعي الاجماع يا مدعي؟
وأما السؤالين الذين طرحتهما عليه فقد أحرج وأجاب ، ولكن الجواب كان موقعاً له في الحرج كما حدث له في السابق ، وصدق من قال : عذر أقبح من ذنب

فقد علل سبب عدم خروج الحسن رضي الله عنه هو الإمكانية!!
فالحسن رضي الله عنه هو من خلف علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، وقد ترك له جيشاً جراراً ، وأعوان كثير وكان ذلك قريب عهد بعلي بن أبي طالب رضي الله عنه ، فكيف حارب على بن أبي طالب ولم يحارب أنبه الحسن مع وجود المكنة للقتال ، ووجود الجيش فقد وجدت القدرة فلماذا لم يحارب؟

وأما قضية طعنة الحسن فلم تكن من أصحابه يا محقق ، بل هي طعنة من خارجي زنديق قال له عندما صالح معاوية رضي الله عنه : أأشركت كما أشرك أبوك؟ ثم طعنه بمعول في فخذه ، فحمل عليه أصحاب الحسن رضي الله عنه وقتلوه ، فلا تحاول أن تجد لك مخرجاً من هذا..

وأما ما ذكرته من مخالفة معتقد الحسن لأبيه فهذا لم أقل به ولم أتفوه به ، وكذلك مخالفة الحسن للحسين رضي الله عنهما لم أقل به ، ولكن حسب اجتهاد الحسين رضي الله عنه ، وتأوله خرج وقد نصحه كثير من الصحابة فهل معنى هذا أنهم يخالفونه في المعتقد؟

ثم إنك أغفلت الجانب الآخر من السؤالين ولم تجب عليه ، وهو لماذا لم يخرج الزيدية في اليمن على الرئيس على عبد الله صالح مع وجود القوة التي يملكها المواطن اليمني من الصلاحيات على حمل السلاح؟
ثالثاً
لقد بينت لك منهج الإمام الذهبي الذي تعجز ذرية نساء الزيدية من إنجاب مثله ، وقد بيت لك قوله بأن المستدرك يعوز إلى بحث وإلى تحقيق ، وهذا يدل على أنه لم يحققه ، بل كتابه اسمه مختصر المستدرك للحاكم ولم يقل : تحقيق مستدرك الحاكم حتى تقول ، وفاقه إذا سكت عنه!
وبصراحة لم أر ولم أشم رائحة النقد العلمي من تعقيبك على هذه النقطة التي أوردتها عليك!
وأما حديث الطير والذهبي– الذي أخللت بالأمانة العلمية في نقلك له – فالرد عليه من وجوه :
الوجه الأول : أن الذهبي رحمه الله انتقد طريقين للحديث حيث عقب الذهبي على الحديث بقوله : قلت فيه ابن عياض لا اعرفه.ولقد كنت زمناً طويلاً أظن أنه حديث الطير لم يجسر الحاكم أن يودعه في مستدركه ، فلما عقلت هذا الكتاب رأيت الهول من الموضوعات التي فيه فإذا حديث الطير إليها سماء.
قال : ورواه عن أنس جماعة أكثر من ثلاثين نفساً ثم صحة الرواية عن علي ، وأبي سعيد ، وسفينة ، ثم ساقه من حديث ثابت.
قلت : فيه إبراهيم بن ثابت هو ساقط.
فما قام به الذهبي رحمه الله هو تضعيف الحديث من الطرق التي ذكرها الحاكم في مستدركة ، فقد انتقد المجهول ( ابن عياض ) والساقط ( إبراهيم بن ثابت )..

الوجه الثاني : أن الذهبي لم يصححه كما زعمت في تذكرة الحافظ ، ولكن قال : (2/1042 ) له أصل ، وذلك بعد النظر في طرقه الكثيرة ، وذكر أيضاً أن الحاكم كان متناقض في تصحيحه للحديث حيث قال عبد الرحمن الشاذخي : كنا في مجلس السيد أبي الحسن ، فسئل أبو عبد الله الحاكم عن حديث الطير ، فقال لا يصح ، ولو صح لما كان أحد أفضل من علي – رضي الله عنه – بعد النبي صلى الله عليه وسلم
ولو كنت صادقاً يا صارم وأمين في نقلك لكلام أهل العلم بدون تحريف ، فكيف تقول أنه صححه مع أنه قال له أصل؟ لما لم تنقل النص كما هو؟ هل تريد أستخفاف عقول القراء؟
ثم أعلم أن حديث الطير لم يأت إلا من خمسة وعشرين وجهاً كلها لم تصح ، وكلها ضعيفه ، وعلى ذلك خرط القتاد ، وضع الإسانيد نرد عليها..
واعلم أن الحاكم رحمه الله قد سود الكتاب ومات قبل أن يبيضه سود الله وجهك ، ولو بيض الحاكم هذا الكتاب لأخذ بعض الأحاديث التي يرويها عن فضل العترة وقذفها في سلة المهملات ، فما وضعه الوضاعين ، وكذبه الكذابين سلة المهملات خير له من بطون كتب الحديث..
ولا نحتاج إلى كثير كلام وكثير حكمة فمن لم تنفعه قليل الحكمة ضره كثيرها

الصارم اليماني
بسم الله الرحمن ارحيم
الاح شمس الدين
السلام عليكم ورحمة الله
كل ما ادعيت اننى لم اجب عنه قد اجبت عنه بحمد الله لكن انت للاسف لا تجيد قراءة وفهم ردود خصمك كما اثبت ذلك من قبل فى كلامك وردك على بحثى فى طرق حديث الثقلين
اما حديث الطير الذى رميتنى بالكذب والخيانة من اجلى نقلى اقرار الذهبى بثبوته فقد بينت بطلان ما رميتنى به فقول الذهبى ان للحديث اصل هو اقرار بثبوته واسال ان كنت جاهلا اى عالم حديث فى هذا
اما الاسناد الذى ذكرته لك فلا يجادل عالم بالحديث فى ان رواية عبد الملك بن ابى سليمان اذا اعتضدت بسائر طرق الحديث فان الحديث يكون صحيح لغيره واسال ايضا ان كنت جاهل
اما كلامك عن الحسن عليه السلام فقد اجبت عنه ولا يهمنى ان كنت فهمته ام لا فالحسن عليه السلام لم يكن يعتقد ان امام الفئة الباغية الذى اوجب الله جهاده هو امام يوجب الله طاعته !!!!!
وجهاد ائمة الجور والفئة الباغية واجب مع القدرة وتقدير القدرة مسالة اجتهادية وكونه عليه السلام راى انه غير قادر على الغلبة على الفئة الباغية لتفرق جيشه عليه و اعتداء الخوارج عليه لا يعنى انه اعتقد ان الذى اوجب الله جهاده قد اوجب الله طاعته ؟ ولن تفرق بين معتقد الحسن وبين معتقد اخيه وكافة اهل بيت النبوة الذين لا يجادل متزن فى انهم كانوا يبغضون معاوية ويعتقدون انه امام الفئة الباغية الذى يوجب الله جهاده لا الذى يوجب الله طاعته ولا يجادل متزن فى ان الحسين لم يفارق معتقد اخيه ولا شك فى ان الحسين كان من دينه مشروعية جهاد ائمة الجور فى ان كافة علماء ذرية الحسن عليه السلام كانوا يعتقدون مشروعية جهاد ائمة الجور وهم اعلم بدين ابيهم الحسن منك ايها المفرق بجهلك بين اهل بيت النبوة
اما ما كررته عن زيدية اليمن فقد اجبت عليه ضمنا لو كنت ممن يعقل فجهاد ائمة الجور واجب مع القدرة وتقدير هذه القدرة اللازمة للغلبة على الظالمين مسالة اجتهادية تختلف فيها الانظار وانا لا اقدر على الحكم فى ذلك لاننى فى الواقع لست من اهل اليمن بل نشات واعيش فى مجتمع سنى محض واسرة سنية لذا اضحكنى كلام اخى عالى عنى اننى متعصب لابائى واجدادى !! فانا بحمد الله تدينت بمذهب الزيدية عن بحث لا عن تقليد
اما الكلام عن معاوية فقد كان من العدل يا اخى شمس الا ترد على كلام منعتم القارىء من مطالعته كاملا ونحن نتولى كل صحابة رسول الله صلى الله عليه واله وسلم الا من بدل منهم وغير كرؤساء الفئة الباغية عملا باحاديث الحوض التى لا شك عندنا وعندكم فى تواترهاوثبوتها ولا نلتفت بعد ذلك لتاويلاتكم المتخبطة لها وعملا بقوله عزوجل (ومن بنقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزى الله الشاكرين )
واخيرا يا اخى الكريم لم تفهم ايضا ما بينته لك عن احتجاج الزيدية باحاديثكم فقد بينت بوضوح ان احاديث الاحاد التى يصحح اسلاف اهل الجماعة اسانيدها ليست كلها صحيحة عند علماء الزيدية لانه كما قلت كثير من الرواة الذى يوثقهم ائمت اهل الجماعة ليسوا ثقاتا عند علماء الزيدة وكثير من الرواة الذين جرحهم ائمة اهل الجماعة هم من الثقات عند علماء الزيدية وهذا معنى ما قلته غير مرة ان الزيدية لا تقلد ائمة سلف اهل الجماعة فى الجرح والتعديل
وانما نحتج عليك بالسنة المتواترة وباحاديث الاحاد التى صحت عند عند ائمتك لانه صحيح ثابت فى كتب ائمتنا من علماء سلف العترة باسانيد معتمدة عندهم ولانه حجة ملزمة لك ولانه مع ذلك محالف لمذهب سلفك فتصحيحهم له وتوثيقهم لرواته اوضح دليل على ثبوته فالحق ما شهدت به الخصوم

الاخوة الكرام
اخى فى الاسلام شمس الدين
السلام عليكم ورحمة الله

اعتقد كما قلت من قبل ان موضوع هذا النقاش قد نوقش بما فيه الكفاية للقارىء المنصف والامر بعد ذلك متروك للقارىء ليبحث بانصاف واخلاص فى موضوع هذا النقاش
وكل ما يدخل فى صميم موضوع النقاش-وهو موقف سلف اهل الجماعة من ذرية رسول الله صلى الله عليه واله - قد ادليت بدلوى فيه واعتذر عن اضطرارى فى الواقع طوال هذا النقاش للايجاز لكنه ايجاز غير مخل ان شاء الله وادع مشاركاتى امانة لدى كل قارىء منصف وادعوه للبحث فيها بنظر منصف سليم وادعو كل قارىء للبحث فى سيرة السلف الصالح من عترة رسول الله صلى الله عليه واله وسلم واالبحث عن علوم علمائهم واعلامهم وسيجد فيها الحق المبين وسنة جدهم صلى الله عليه واله وسلم الصافية والحجة المنيرة فى كل ما اختلفوا فيه مع الفرق الاخرى ولله در بعض علماء سلف ذرية رسول الله اذ يقول :
انا اذا مالت دواعى الهوى ...وانصت السامع للقائل
واصطرع القوم بالبابهم ...نقضى بحكم عادل فاصل
لا نجعل الباطل حقا ولا ..نلفظ دون الحق بالباطل
واعتذر ايضا عن كل كلمة فيها جرح لاخى فى الاسلام شمس وانا اخوه فى الاسلام شاء ذلك ام ابى !
وانا اسامحه على كل كلمة رمانى بها واسال الله عزوجل ان يغفر لى وله
و انا لا امانع فى الاستجابة للنقاش فى اى موضوع اخر لكن ليعذرنى اذا تاخرت استجابتى لانه اذا كانت قد تكاثرت عليه الظباء كما قال اخونا وهو ماد رجليه ! فقد تكاثرت على اخيه الانشغالات
اسال الله عزوجل ان يهدينا واياك يا شمس والسلام عليكم ورحمة الله

شمس الدين :
الحمد لله والصلاة والسلام على خير خلق الله..

كما هي العادة لا جديد من الصارم اليماني ، هروب من المواضيع والرد عليها!!
وهو الان يريد الانسحاب ، وطالما أنه يريد الانسحاب من هذا النقاش ويطلب مني أن اسامحه في ما اقترفه في حقي!!
أنا مسامح في حقي الخاص ، أما حق السنة النبوية التي افترى عليها فلا سماح والله ولا كرامة..
وبعد انسحابه سوف اضع هنا كثير مما تناقشنا فيه ليكون ختام هذا النقاش مسك وسنه:

فصل في فضل أبا بكر على جميع أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم

لقد زكّى الله صحابة الرسول عموماً و المهاجرين و الأنصار خاصة وأشار إلى بعضهم مثل أبي بكر الصديق رضي الله عنه الذي نصّ القرآن صراحة أن الله معه :

‏إِلاّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا (40) التوبة

فمن يكون أفضل من اثنين الله ثالثهما ؟ وهل يكون أحد أفضل من أبي بكر إلا النبي صلى الله عليه وسلم ؟! فما من أحد يعادي أبا بكر الصديق إلا كان عدواً لله ، فقد نص القرآن أن الله مع أبي بكر، كما أخبره الرسول صلى الله عليه و سلم بالغار، و وصفه الله أنه صاحب رسول الله، و قد أجمع السنة و الشيعة و الخوارج على أن أبو بكر هو صاحب رسول الله (صلى الله عليه و سلم) في الغار. و لم ينل أحد هذا الفضل إلا أبو بكر الصديق رضي الله عنه.

أخرج البخاري من حديث محمد بن الحَنَفِيِّة قال: قُلتُ لأبي: أيُّ الناس خيرٌ بعد رسول الله صلبى الله عليه وسلم؟ قال: (( أبو بكر )) قلت: (( ثم من ))؟ قال: (( ثم عمر )) وخشيت أن يقولَ عُثمان، قلت: (( ثُمَّ أنت ))؟ قال: (( ما أنا إلا رجل من المسلمين )) البخاري: الصحيح، كتاب فضائل الصحابة 3/1342 رقم 3468.

وقال صلى الله عليه وسلم : (( لو كنت متخذاً من أهل الأرض خليلاً لاتخذت أبا بكر خليلا، لا تبقين في المسجد خوخة إلا سدت إلا خوخة أبي بكر، إن أمنّ الناس عليَّ في صحبته لي وذات يده أبو بكر)) البخاري : الصحيح ، كتاب الصلاة، باب الخوخة والممر في المسجد 1/558 مع الفتح، رقم 466 و 467.

وهذا الحديث فيه ثلاث خصائص لم يشرك أبا بكر فيها غيره:
قوله صلى الله عليه وسلم : ((إن أمنّ الناس علينا في صُحبته وذات يده أبو بكر)) بيّن فيه أنه ليس لأحد من الصحابة عليه من حق في صحبته وماله مثل ما لأبي بكر رضي الله عنه.

قوله صلى الله عليه وسلم : ((لا تبقين في المسجد خوخة إلا سدت إلا خوخة أبي بكر))، وهذا تخصيصٌ له دون سائر الصحابة.

قوله صلى الله عليه وسلم : (( لو كنت متخذا من أهل الأرض خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا) ) فإنه نص أنه لا أحد من البشر يستحق الخلة لو كانت ممكنة إلا أبو بكر، ولو كان غيره أفضل منه لكان أحق بالخلة لو كانت واقعة.

وكذلك أمره لأبي بكر أن يُصَلِّي بالناس مدة مرضه من خصائصه التي لم يشركه فيها أحد، ولم يأمر النبي صلى الله عليه وسلم أمته أن تصلي خلف أحد في حياته بحضرته إلا خلف أبي بكر )البخاري : الصحيح ، كتاب الجماعة والإمامة 1/240 رقم 646.

فصل في فضل معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه

1- قال تعالى في شأن غزوة حنين : { ثم أنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين ، وأنزل جنوداً لم تروها وعذب الذين كفورا وذلك جزاء الكافرين }[التوبة/26] .

ومعاوية رضي الله عنه من الذين شهدوا غزوة حنين ، وكان من المؤمنين الذين أنزل الله سكينته عليهم مع النبي صلى الله عليه وسلم . انظر : الفتاوى لابن تيمية ( 4/458 ) .

2- قال تعالى : { لا يستوي منكم من أنفق قبل الفتح وقاتل ، أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا وكلاً وعد الله الحسنى ، والله بما تعملون خبير }[الحديد/10] .

ومعاوية رضي الله عنه ممن وعدهم الله الحسنى ، فإنه أنفق في حنين والطائف وقاتل فيهما . الفتاوى لابن تيمية ( 4 /459 ) . وانظر : مرويات خلافة معاوية ( ص 22 – 23 ) .

3- قال تعالى : { يا أيها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين }[الأنفال/64] .

في هذه الآية الكريمة أثنى الله تعالى على جيمع المؤمنين الذين اتبعوا النبي صلى الله عليه وسلم – ومعاوية رضي الله عنه منهم – بأنهم يكفونه في جميع أموره ، أو أنهم يكفونه الحرب بينه وبين أعدائه من الكفار والمشركين ، وفي ذلك تنويه بفضلهم وبيان لعظم شرفهم . انظر : روح المعاني ( 10/30 ) .

4- قال تعالى : { لكن الرسول والذين آمنوا معه جاهدوا بأموالهم وأنفسهم وأولئك لهم الخيرات وأولئك هم المفلحون ، أعد الله لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ، ذلك الفوز العظيم } [التوبة/88-89 ] .

فيهاتان الآيتان الكريمتان أثنى الله تعالى بهما على جيمع المؤمنين الذين آمنوا مع النبي صلى الله عليه وسلم ، من المهاجرين والأنصار وغيرهم ، فجعل لهم الخيرات ، وهي منافع الدارين .. وأعد هلم جنات تجري من تحتها الأنهار .. وفي ذلك من الفضل ما فيه . انظر : تفسير إرشاد العقل السليم لأبي السعود ( 4 / 91 ) .

5- قال تعالى : { محمد رسول الله والذين معه اشداء على الكفار رحماء بيهم تراهم ركعاً سجداً يبتغون فضلاً من الله ورضواناً .. الآية } سورة الفتح [29] .

في هذه الآية الكريمة أثنى الله تعالى على جيمع المؤمنين الذين آمنوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم .. وأن الله وعدهم بأن لهم مغفرة وأجراً عظيماً . انظر : تفسير ابن كثير ( 4/203- 205 ) .

فصل في الصبر على الحاكم الظالم كما أمرنا نبينا صلى الله عليه وسلم وعدم الخروج عليه إلا بكفر بواح

1- في الصحيحين عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( من رأى أميره شيئاً يكرهه فليصبر ، فإن من فارق الجماعة شبراً فمات إلا مات ميتة جاهلية ))..
وانتبه هنا ابن عباس من آل البيت كما قررا سابقاً في حديث الثقلين..

2- ولمسلم عن عوف ابن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم الله عليه وسلم الله عليه وسلم الله عليه وسلم الله عليه وسلم الله عليه وسلم الله عليه وسلم قال : (( خيار الذين تحبونهم ويحبونكم ، وتصلون عليهم ويصلون عليكم ، وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم ، وتلعنونهم ويلعنوكم )) ، قلنا : يا رسول الله أفلا ننابذهم عند ذلك ؟ قال : (( لا ما أقاموا فيكم الصلاة ، لا ما أقاموا فيكم الصلاة ، ألا من ولي عليه وال فرآه يأتي شيئاً من معصية الله فليكره ما يأتي من معصية الله ، ولا ينزعن يداً من طاعة ))..

3- وفي حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: ( دعانا رسول الله فبايعناه فكان فيما أخذ علينا أن بايعنا على السمع والطاعة في منشطنا ومكرهنا وعسرنا ويسرنا وأثرة علينا وأن لا ننازع الأمر أهله، قال: إلا أن تروا كفراً بواحاً معكم من الله فيه برهان )أخرجاه في الصحيحين

4- لما حج ابن عمر رضي الله عنهما مع الحجاج ، وطعن في رجله ، قيل له : أنبايعك على الخروج على الحجاج ، وعزله ـ وهو أمير من أمراء عبد الملك بن مروان ـ غلظ الإنكار عليهم ، وقال : لا أنزع يدا من طاعة ،واحتج عليهم بالحديث الذي تقدم ذكره..

5- عن ابي ذر رضي الله عنه قال : أتاني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا في مسجد المدينة فضربني برجله وقال : ألا أراك نائما فيه .
فقلت : يا رسول الله غلبني عيني .
قال : كيف تصنع إذا أخرجت منه ؟ .
فقلت : إني أرضى الشام الأرض المقدسة المباركة .
قال : كيف تصنع إذا أخرجت منه ؟ .
قال : ما أصنع ، أضرب بسيفي يا رسول الله .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( ألا أدلك على خير من ذلك وأقرب رشدا ( قالها مرتين ) تسمع وتطع وتساق حيث ساقوك )) السنة لابي عاصم..

6- وعن عبد اللَّه بن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنهُما قال: كنا مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم في سفر فنزلنا منزلاً، فمنا من يصلح خباءه، ومنا من ينتضل، ومنا من هو في جَشَرِهِ إذ نادى منادي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم: الصلاة جامعة. فاجتمعنا إلى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم فقال: إنه لم يكن نبي قبلي إلا كان حقاً عليه أن يدل أمته على خير ما يعلمه لهم، وينذرهم شر ما يعلمه لهم، وإن أمتكم هذه جعل عافيتها في أولها، وسيصيب آخرها بلاء وأمور تنكرونها، وتجيء فتن يرقق بعضها بعضاً، وتجيء الفتنة فيقول المؤمن هذه مهلكتي، ثم تنكشف، وتجيء الفتنة فيقول المؤمن هذه هذه، فمن أحب أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة فلتأته منيته وهو مؤمن بالله واليوم الآخر، وليأت إلى الناس الذي يحب أن يؤتى إليه. ومن بايع إماماً فأعطاه صفقة يده وثمرة قلبه فليطعه إن استطاع، فإن جاء آخر ينازعه فاضربوا عنق الآخر. رواه مسلم

فصل في نزول آية التطهير في زوجات النبي صلى الله عليه وسلم

قال الله تعالى { يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَّعْرُوفًا {32} وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا {33} وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا {34} }
وعن أم المؤمنين عائشة قالت: خرج النبي صلى الله عليه وآله وسلم غداة وعليه مرط مرحّل من شعر أسود فجاء الحسن بن علي فأدخله ثم جاء الحسين فدخل معه ثم جاءت فاطمة فأدخلها ثم جاء علي فأدخله ثم قال: { إنما يريد الله أن يُذهب عنكم الرجس أهل البيت ويُطهّركم تطهيراً }.

1- آية التطهير إنما نزلت في نساء النبي صلى الله عليه وآله وسلم كما قال الله تبارك وتعالى { يا نساء النبي لستن كأحد من النساء إن اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولاً معروفاً وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى وأقمن الصلاة وآتين الزكاة وأطعن الله ورسوله إنما يريد الله أن يُذهب عنكم الرجس أهل البيت ويُطهّركم تطهيراً واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة إنّ الله كان لطيفاً خبيراً} فالذي يراعي سياق هذه الآيات يوقن أنها في نساء النبي صلى الله عليه وآله وسلم خاصة ، بل من يدقق في الآيات سيجد بنفسه أنّ قوله تعالى { وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى وأقمن الصلاة وآتين الزكاة وأطعن الله ورسوله إنما يريد الله أن يُذهب عنكم الرجس أهل البيت ويُطهّركم تطهيراً } آية واحدة والخطاب فيها كما هو واضح موجه لنساء النبي.

و لعل هذا يدعونا إلى التساؤل: إذا كان الأمر كذلك فلم لم يعبّر عنهن بنون النسوة بدلاً من (ميم) الجماعة؟ غير أنّ ما يمكن أن يقوله المرء هنا أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هو رأس أهل بيته وهو داخل بلا شك في الآية مع نساءه كما قال تعالى في إبراهيم عليه السلام { أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللّهِ رَحْمَتُ اللّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَّجِيدٌ } مع أنّ الخطاب لإمرأة إبراهيم عليه السلام ولكنه لما دخل إبراهيم عليه السلام وزوجته في مسمى أهل البيت عبّر عنهم جميعاً بـ ( ميم ) الجماعة في قوله تعالى { رحمة الله وبركاته عليكم } تغليباً ، بل إنّ إطلاق تسمية ( أهل ) على الزوجة وارد في قوله تعالى عن موسى عليه السلام { فلما قضى موسى الأجل وسار بأهله } مع أنه لم يكن مع موسى عليه سوى زوجته ، فما العجب في أن تعني الآية نساء النبي صلى الله عليه وآله وسلم وتستخدم في حقهن (ميم ) الجماعة؟!!

2- مما يؤكد أنّ الآية لم تنزل في أصحاب الكساء رضوان الله تعالى عليهم بل في نساء النبي خاصة حديث الكساء نفسه ، ذلك أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله في حديث الكساء دعا لأصحاب الكساء بأن يذهب الله عنهم الرجس بقوله ( اللهم هؤلاء أهل بيتي ، اللهم أذهب عنهم الرجس ) فإذا كانت الآية نزلت فيهم وقد أخبر الله فيها بإذهاب الرجس فما الداعي لدعاء كهذا من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟!! وإنما أراد رسول الله من دعاءه هذا أن يضم الله عز وجل أصحاب الكساء وهم من أهل بيته بلا ريب إلى نساءه اللاتي نزلت فيهن الآية في المعنى الذي تضمنته الآية وهو إرادة التطهير ورفع الرجس.

إنّ أهل السنة يقولون بأنّ الله عز وجل أذهب الرجس عن أصحاب الكساء لحديث الكساء لا لورود آية التطهير التي إن جاز الاستدلال بها على أحد فعلى أمهات المؤمنين اللاتي هن نساء النبي صلوات الله عليه وأهل بيته.

3- معنى أهل البيت يتعدى نساء النبي صلوات الله عليه ويتعدى الإمام علي والسيدة فاطمة وإلامامين الحسن والحسين إلى غيرهم كما في حديث زيد بن الأرقم الذي سئل فيه ( نساؤه من أهل بيته؟ قال: نساؤه من أهل بيته ولكن أهل بيته الذين حُرموا الصدقة وهم آل علي وآل جعفر وآل عقيل وآل العباس ) فمفهوم أهل البيت يتضمن أيضاً آل عباس وابن عبد المطلب وآل عقيل بن أبي طالب وآل جعفر بن أبي طالب بدليل حديث زيد بن الأرقم، ويدخل في مسمى أهل البيت أيضاً آل الحارث بن عبد المطلب لقول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لربيعة بن الحارث والعباس بن عبد المطلب ( إنّ الصدقة لا تنبغي لآل محمد ، إنما هي أوساخ الناس )

4- الاستدلال بالآية على عصمة أصحاب الكساء لا يخلو من العجب لأمر بديهي يعرفه كل أحد وهو أنّ حديث الكساء يذكر السيدة فاطمة رضوان الله عليها كأحد الأطراف الذين نزلت فيهم الآية ، والإمامية يقولون بأنّ الله عز وجل أضفى على الأئمة صفة العصمة لاحتياج المهمة المناطة بهم لذلك وهي إمامة الناس وتحكيم شرع الله ، والسؤال : إذا كان الأمر كذلك فهل السيدة فاطمة نبية أو من الأئمة لكي تُضفى عليها صفة العصمة؟!! وما الغاية التي لأجلها أُضفيت عليه العصمة؟ هل كل من يحبه الله أو كل من له مقام عنده الله يُعطى العصمة ؟!!
إنّ الله عز وجل لمّا أضفى صفة العصمة على الأنبياء أضفاها عليهم لأنهم مبلغو الوحي وأمن الرسالة السماوية، و لو أننا قبلنا عصمة الأئمة دون أن نناقشها، فإنّ ما لا يمكن تقبله لا عقلاً ولا شرعاً أن يتصف بالعصمة من ليس بنبي و لا حتى إمام!!

5- لمّا كانت الآية نازلة في نساء النبي ( أمهات المؤمنين ) و في إرادة تطهيرهن، جمع النبي عليه الصلاة أصحاب الكساء وهم من خواص أهل البيت ، ليدعو لهم بأن ينالهم التطهير الذي نال أمهات المؤمنين قائلاً (اللهم هؤلاء أهل بيتي وخاصتي ، أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً) طالباً من الله عز وجل أن ينالهم هذا الفضل وهو بلا شك أهل له ، فحرصت أم سلمة بعد أن رأت رسول الله قد جمع علياً وفاطمة والحسن والحسين أن تكون معهم وتنال بركة دعاء النبي عليه الصلاة والسلام وكان ذلك قبل أن يدعو النبي عليه الصلاة وأن يقرأ الآية موضحاً سبب طلبه لهم ، فقالت أم سلمة ( وأنا معهم يا رسول الله ) ، قال : ( إنك على خير ) و في رواية أخرى قال ( إنك الى خير أنت من أزواج النبي ) إذ لا حاجة لأم سلمة في أن يدعو لها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بأن يُذهب الله عنها الرجس طالما أن الآية نزلت فيها وفي باقي نساء النبي عليه الصلاة والسلام ، وهذا من أبرز الدلائل على كون الآية نازلة فيها لا في أصحاب الكساء الذي حرص النبي عليه الصلاة والسلام على الدعاء لهم ولو كانت الآية نازلة فيهم لما جمعهم الرسول عليه الصلاة والسلام وقال ما قال. نذكر أن الآية لم تنزل في بيت ام سلمة بل نزلت في بيت عائشة (انظر الى الرواية المروية عن عائشة في مسلم وهي التي يستدل بها الشيعة)، ثم بعد نزولها و في فترة لاحقة جاء الرسول الى بيت ام سلمة ثم دعا علي و فاطمة و الحسن و الحسين و غطاهم بالكساء و دعا لهم.

6- قوله تعالى{ ويطهركم تطهيراً } ليس فيه إخبار بذهاب الرجس بل فيه أمر لمن نزلت فيهم الآية بالتزام طاعته لكي يحصل لهن التطهير ، لأنّ الله عز وجل يريد تطهيرهن ، وسياق الكلام الموجه لنساء النبي صلوات الله وسلامه عليه كان يتضمن توجيهاً إلهياً إليهن بفعل أمور واجتناب أخرى وبين الله عز وجل أنه يريد منهن التزام هذه التوجيهات ليذهب عنهم الرجس بمقتضى أمره لهم ، وبامتثالهم لأمر الله وحفظه لوصاياه يحصل التطهير ، وهذا النمط من الخطاب استخدم الله عز وجل في آخرين كما في قوله تعالى للمؤمنين { ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج ولكن يريد ليطهركم } وقوله تعالى { يريد الله ليبين لكم ويهديكم } وقوله تعالى { يريد الله أن يخفف عنكم } فالإرادة هنا متضمنة للأمر والمحبة والرضا لا أنها حصلت فعلاً ، ولو كان الأمر كذلك لتطهر كل من أراد الله طهارته ، وأبسط مثال يوضح ذلك هو أنّ الله عز وجل يريد على سبيل المثال للبشر كلهم أن يدخلوا الجنة وهذه الإرادة هي إرادة محبة ، وهناك إرادة له سبحانه كونية قدرية في هذا الشأن وهي أنه سيكون من البشر مؤمن وكافر وأنّ ما كل البشر سيدخل الجنة ، لأنّ الله سبحانه وتعالى العادل أعطى البشر الحرية في عمل الخير والشر لكي يحصل العدل بمجازاته ، ولو كان الإنسان مجبوراً على الخير فقط لما كان من العدل مجازاته أصلاً لأنه لو أراد الشر ما وجد إلى ذلك سبيلاً، فإرادة الله إدخال البشر كلهم إرادة محبة ولكنه ما من الواجب تحققها لأنّ الله نفسه لم يوجب حدوثها.

7- إنّ مضمون حديث الكساء أنّ النبي صلى الله عليه وآله دعا لهم بأن يُذهب الله عنهم الرجس ويطهرهم تطهيراً ، وغاية ذلك أنّ يكون دعا لهم بأن يكونوا من المتقين الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم ، واجتناب الرجس واجب على المؤمنين ، فإنّ الله عز وجل يريد تطهير كل المؤمنين وليس أهل البيت فقط ، وإن كان أهل البيت هم أولى الناس وأحقهم بالتطهير.
يقول الله تعالى { ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج ولكن يريد ليطهركم وليتم نعمته عليكم } ويقول { خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها } وقال تعالى { إنّ الله يحب التوابين ويحب المتطهرين } ، فكما أخبر الله عز وجل بأنه يريد تطهير أهل البيت أخبر كذلك بأنه يريد تطهير المؤمنين كذلك ، فإن كان في إرادة التطهير وقوع للعصمة لحصل هذا للمؤمنين الذين نصت الآيات على إرادة الله عز وجل تطهيرهم.

8- التطهير الوارد في الآية لا يعني العصمة بل التنزه عن الفواحش وهو استخدام شائع في القرآن الكريم كما قال تعالى { خذ من أموالهم صدقة تطهرهم و تزكيهم بها } وما من أحد يقول بأنها قصدت بالتطهير هنا العصمة بل التنزه من الفواحش ، وكذلك في قوله تعالى { و ثيابك فطهّر} وغيرها من الآيات ، وبالجملة لفظ ( الرجس ) أصله ( القذر )، يُطلق و يُراد به الشرك كما في قوله تعالى { فاجتنبوا الرجس من الأوثان } ، ويُطلق ويُراد به الخبائث المحرّمة كالمطعومات والمشروبات كقوله تعالى { قل لا أجد فيما أُوحي إليّ محرماً على طاعم يطعمه إلا أن يكون ميتة أو دماً مسفوحاً أو لحم خنزير فإنه رجس أو فسق } وقوله { إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان } ولم يثبت أن استخدم القرآن لفظ ( الرجس ) بمعنى مطلق الذنب بحيث يكون في إذهاب الرجس عن أحد إثبات لعصمته.

9- مما يؤكد أنّ الآية لا تنص على وقوع التطهير بل على إرادة التطهير وأنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حرص على أن يلحق أصحاب الكساء ما لحق زوجاته أمهات المؤمنين اللاتي نزلت فيهن الآية وفي إرادة تطهيرهن ما ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من أنه كان إذا خرج إلى الصلاة يمر بباب علي وفاطمة ويقول: الصلاة يا أهل البيت { إنما يريد الله أن يُذهب عنكم الرجس أهل البيت و يطهركم تطهيراً } مذكّراً إياهم بالآية وحاضاً علياً على الخروج لصلاة الجماعة ، إذ بالمحافظة على الفرائض وبطاعة الله يحصل التطهير.

10- على فرض أنّ الآية نزلت في أصحاب الكساء لا في نساء النبي عليه الصلاة والسلام ، فإنّ التطهير الذي جاءت به الآية واقع لغيرهم أيضاً بنص القرآن كما قال تعالى عن المؤمنين { ولكن يريد ليطهركم وليتم نعمته عليكم } وغيرها من الآيات ، ولو كان في معنى إرادة التطهير معنى العصمة لوجب القول بعصمة جميع المؤمنين لنص الآية على إرادة الله تطهيرهم ، وهذا ما لا يقوله لا السنة والشيعة ، فكيف تطبق نظرية التطهير على أناس دون آخرين؟!! أليس في المسألة نوع من المزاجية وليس المنهجية العلمية.

و العجيب في علماء الشيعة أنهم يتمسكون بالآية ويصرفونها إلى أصحاب الكساء ثم يصرفون معناها من إرادة التطهير إلى إثبات عصمة أصحاب الكساء ثم يتناسون في الوقت نفسه آيات أخرى نزلت في إرادة الله عز وجل لتطهير الصحابة بل هم بالمقابل يقدحون فيهم ويقولون بانقلابهم على أعقابهم مع أنّ الله عز وجل نص على إرادة تطهريهم بنص الآية ، مفارقات عجيبة يُحار فيها العقل ولا تجد لها إلا إجابة واحدة ، إنه التعصب وما يفعله في أصحابه.

11- إذهاب الرجس لا يدل على معنى الإمامة ، ونحن بصدد البحث عن دليل على الإمامة ، فإن قيل بأنّ من مستلزمات الإمامة العصمة وأنّ من كان معصوماً وجبت إمامته ، قيل : وماذا تقول في السيدة فاطمة الزهراء التي هي أحد أصحاب الكساء؟ أتستطيع تطبيق نفس المبدأ عليها وبالتالي القول بأنها أحد الأئمة؟!! فإن قال: لا، قيل: قال الله تعالى { أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض } فإما أن تطبق ما تدّعية مائة بالمائة أو تقر ببطلانه ، لكن التشبت بالدليل بما يوافق الهوى و طرح ما يخالفه ما هو في الحقيقة إلا تلاعب بالقرآن الكريم ، و ما أرى من يسلك هذا الطريق يطلب الحق و هو يدّعي ما يدّعيه و يجره التعصب إلى الإصرار على الخطأ في فهم كتاب الله.
ولعل هذا هو خير ما نختم به نقاشنا والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد..

الرئيسي
جزاك الله خيراً أخي الشيخ شمس الدين، والله قد أزهقت الباطل، وأحييت الحق.
 

رابط المناظرة