صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







حذاء الكرامة ..!

مبروك الصيعري


لقد ودعت الحكومة الأمريكية النظام العراقي السابق بالحذاء عندما قامت بخلع تمثال الرئيس الراحل صدام حسين الواقع في ساحة الفردوس عام 2003م وانهالوا عليه ضربا بالحذاء واليوم قام الصحفي منتظر الزيدي والذي يبلغ من العمر 28 عاما وأحد العاملين في قناة البغدادية بتوديع الرئيس الأمريكي بفردتي حذاءه وهو يقول " خذ قبلة الوداع يا كلب" في الحقيقة بعض النجاسات لا تكفي فيها سبع غسلات ولا حتى رطل من تراب ولذلك لم تشأ تلك الجزمة الشريفة أن تلامس ذلك الجسد النجس, ومفارقة عجيبة جدا تلك التي حدثت للرئيس الأمريكي الذي بدا مرتبكا بعد قذفه بالحذاء ليعلن للصحفيين أن مقاس الحذاء هو 10.. ؟ هذا الحذاء سواء كان مقاسه عشرة أو قيمته عشرة فقد دخل التاريخ من أوسع أبوابه فقد قرأت في إحدى المواقع الالكترونية أن مواطنا عراقي أعلن استعداده لدفع 100 ألف دولار ثمناً للحذاء الذي ألقاه الزيدي صوب الرئيس الأمريكي جورج بوش وقال: مستعد لدفع مبلغ 100 ألف دولار ثمناً لهذا الحذاء العراقي الذي أعاد الكرامة للعراقيين والعرب. وفي السياق ذاته كان مواطن سعودي قد عرض شراء حذاء الصحافي العراقي الذي قذف به الرئيس الأمريكي جورج بوش، بعشرة ملايين دولار أمريكي، معتبرًا أنه فتح بذلك مزادًا على ما اعتبره "وسام الحرية وليس حذاءً، وأن وجهاء ومشايخ في قبيلته الكبيرة عبروا عن تضامنهم معه، والمساهمة في شرائه فيما لو وصل ثمنه في المزاد لأكثر من ذلك . ومن المفارقات أيضا أن هذا الرئيس بدأ ولايته بسقوط برجين وانتهت ولا يته بضربه بحذاءين , وقد نسمع في الايام القليلة القادمة مفارقات جديدة بدخول الشركة المصنعة لهذا الحذاء إلى قائمة الشركات الراعية والداعمة للإرهاب ومنع الصحفيين من لبس الأحذية والدخول للمؤتمرات حفاة, أو تحديد نوع الحذاء على الأقل بأن يكون من النوع الذي يستغرق جهدا ووقتا في الخلع ..

أخي القارئ إذا كان منتظر الزيدي صحفيًّ مهنته القلم والميكروفون، إلا أنه بموقفه هذا، لا يقل بطولةً ونخوةً ورجولةً عن أي بطل ومقاوم وشهيد عراقي، سطَّر ملاحم بطوليةً، في مواجهة قوات الاحتلال الأمريكية الغازية وإذا كان المحتل الأمريكي قد وجد من يدافع عنه، ويخون أهله ودينه ووطنه، فإنّ موقف الزيدي يؤكد أن العراق مليءٌ بالغيَارَى والشرفاء الذين سيغسلون عار الخونة، الذين جاءوا على دبابات المحتل الأمريكي؛ ليشعلوا نيران الطائفية، وليدمروا العراق وينهبوا ثروته. ولقد صدق الشاعر السعيدي يوم قال :

سلمت يمينك التي تعمدت رأس اللئيم بجزمة سوداء
قالت وقد مرت بشحمة أذنه مالم تقله صحائف البلغاء
عجزت جحافلكم وبأس حديدكم عن عزة بقلوبنا قعساء
رفعت يمين الشهم لا شلت له لتطيح رأس رئيسكم بحذاء
إن كنت جئت مودعا لعراقنا هذا وداع صادق الإطراء
لا شيء أصدق من حذاء ثملة تهوي على الأصداغ والأقفاء
وتكذب الإفك الذي زورته وتصدق التاريخ للقراء
أهل العراق نسيج حر مؤمن متعبد بالحقد للدخلاء
يا جند أمريكا أما حملت لكم تلك الحذاء رسالة الشرفاء
هذا بعيض الثأر مما نالنا منكم وباقي الثأر في الأخباء
لو يا ليت ينفع قولها بعض الرؤؤس استبدلت بحذاء


دمتم في رعاية الله
مبروك الصيعري
mabrok0092@gmail.com

 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك

بلاد الرافدين

  • الفلوجة
  • رسائل وبيانات
  • في عيون الشعراء
  • من أسباب النصر
  • فتاوى عراقية
  • مـقــالات
  • منوعات
  • الصفحة الرئيسية