صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







محاضرة : ((المعاكسات))

اضغط هنا لتحميل الكتاب على ملف وورد  

سامي بن خالد الحمود

 
مقدمة (لماذا هذا الموضوع؟ ) :
هذه الظاهرة يهدد العلاقة السوية بين الجنسين ، وهو كالشرارة الصغيرة التي قد تضرم النار في ثياب العفة والشرف .
ونحن أمام هذا الموضوع لابد أن ندرك طبيعة العلاقة بين الجنسين .
قضية ميل الرجل للمرأة والمرأة للرجل ، قضية فطرية جبل عليها الإنسان .
فالله تعالى لما خلق الإنسان جعله في دائرة الامتحان والابتلاء ، فركب فيه الشهوة والميل للنساء ، وزينها في نفسه ، كما قال تعالى (زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين ... الخ الآية ) .
إذا تأملنا في خلق الله تعالى نجد أمراً عجيباً .. فالله تعالى كما ذكر الإمام ابن القيم خلق الخلق على ثلاثة أصناف :
1- الصنف الأول : لهم عقول ولكن ليس لهم شهوات ، وهؤلاء الملائكة .
2- الصنف الثاني : لهم شهوات ولكن ليس لهم عقول ، وهؤلاء البهائم .
3- الصنف الثالث : لهم عقول وشهوات . وهؤلاء أهل التكليف الإنس والجن .
الفائدة من هذا الكلام أن يعلم الإنسان أنه في ابتلاء وامتحان ، فإن قدم شهوته على عقله فقد هلك والتحق بالبهائم ، وإن قدم عقله على شهوته ولم يضع شهوته إلى في الحلال فقد نجا والتحق بالملأ الأعلى .

واقع المعاكسات الهاتفية (دخول المعاكسات في استخدام الهاتف ومراحل تطورها عبر وسائل التقنية الحديثة : هاتف ، جوال ، بلوتوث ، انترنت ):
لم يدر في ذهن (جرهام بل) مخترع الهاتف، أن بعض الناس سيشوهون ويفسدون الوظيفة العظيمة لهذا الاختراع .
لا شك أن الهاتف نعمة عظيمة ، فهو رفيق الوحدة ، وأداة الإنقاذ والنجدة ، وهو رسول أمين ينقل الأفكار والمشاعر ، ويطفئ ظمأ الأم الملهوفة لتسمع صوت ابنها المغترب أو ابنتها المتزوجة .
ولكن .. لما انتشرت المعاكسات الهاتفية بشكل مقلق صار الناس يلعنون هذا الجهاز دون ذنب جناه .
• جاء في أحد البحوث أن الهاتف الجوال يستهلك ربع رواتب الشباب... وكانت المعاكسات أحد أسباب هذه المشكلة .
• وفي أحد البحوث : وجد أن المعاكسات الهاتفية هي الوسيلة المفضلة للإناث بدرجة تفوق الذكر، الهاتف هو مكان هذه الأسرار .
• إذا تتبعنا ظاهرة المعاكسات فإننا نلاحظ أنه في السنوات الأخيرة ومع تطور وسائل الاتصال والمعلومات تطورت القضية :
فظهرت العديد من الأجهزة التي تعمل على منع وصول المعاكسات إلى الهاتف الثابت مثل أجهزة الرقم السري و جهاز الكاشف , ولكن انتقلت حمى المعاكسات الهاتفية إلى الهاتف الجوال خاصة بعد صدور بطاقات سوا، خاصة بعد ظهور البطاقات بشكل كبير في السوق السوداء التي لا تشترط تسجيل اسم المتصل وإثبات هويته.
ومع ظهور تقنية البلوتوث وتبادل المعلومات لاسلكياً ، استخدمت هذه التقنيات في المعاكسات وتبادل الأرقام والصور الفاضحة بين الشباب والفتيات .
ثم انتقلت المعاكسات إلى شبكة الانترنت ، بدأت بالحوارات المكتوبة في المنتديات ، ثم تطورت إلى الحوارات الصوتية في الغرف الصوتية أو عن طريق الماسنجر ، حتى وصلت الآن إلى التواصل بالصوت والصورة عن طريق الكامير الرقمية .

عاطفة المرأة وأثرها في المعاكسات:
أنوثة المرأة وعاطفتها المرهفة أمر لا ينكر .. ولهذا مثلها النبي  بالقارورة .
فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : كان رسول الله في بعض أسفاره ، وغلام أسود يقال له أنجشة يحدو ، فقال له رسول الله : (رويداً يا أنجشة ، لا تكسرِ القوراير ) ، يعني النساء .
ومن المحزن أن نرى بعض شبابنا الذين لا هم لهم سوى ملاحقةِ الفتيات في الشوارع والأسواق .. يرمي إليها رقم الهاتف ، ويلقي عليها كلمات الإعجاب والإغراء ، وربما تستجيب له بسبب ضعفها وقوة عاطفتها .
وقد تأخذ الفتاة الرقم وتتصل به لمجرد العبث .. فيبدأ الشاب بالتلاعب بعواطفها .. يا عيوني .. يا حياتي .. يا .. يا ... الحب من أول نظرة .. الحياة بدونك عذاب .
وتنخدع المسكينة بهذا الكلام المعسول .. فتنحرف عن المسار .. وتنجرف مع التيار .. وتبدأ بالمكالمات الهاتفية .. والقصائد الغزلية .. والرسائل العاطفية .. ولا تدري أن أول من يحتقرها ، ويضحك من سذاجتها عند أصحابه ، هو هذا الحبيب المزعوم .

أضرار المعاكسات :
لا شك أن للمعاكسات أضراراً ومفاسد كثيرة، ومعرفة هذه الأضرار جزء من العلاج :
1) أنها وسيلة لوقوع الفاحشة :
فهي كما ذكرت كالشرارة الصغيرة متى ما أشعلت يصعب إطفاؤها .
بداية المعاكسة تكون بالخضوع بالقول، ثم العشق والحب والغرام، ثم المواعيد... وهكذا. كما قيل: نظرةٌ فابتسامةٌ فسلامٌ *** فكلامٌ فموعدٌ فلقاءٌ
ولهذا نقول : إن المعاكسات الهاتفية خَطوة من الخطوات الشيطانية تقود إلي الفاحشة والهلاك، قال تعالى: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ )) النور 21
والحوادث في هذا الباب كثيرة . وأنا سبق أن أجريت عدة بحوث في السجون ودور الملاحظة وسجون النساء ، ووقفت على عشرات القضايا ، ولعلي أذكر شيئاً منها مما يناسب ذكره في هذا المقام :
• تقول إحدى الفتيات : كانت البداية مكالمة هاتفية عفوية.. تطورت إلى قصة حب وهمية.. أوهمني أنه يحبني وسيتقدم لخطبتي.. طلب رؤيتي.. رفضت هددني بالهجر! بقطع العلاقة!!
بدأت أضعف فأرسلت له صورتي مع رسالة معطرة!! توالت الرسائل.. طلب مني أن أخرج معه.. رفضت بشدة..هددني بالصور .. بالرسائل المعطرة .. بصوتي الذي كان يسجله من الهاتف .. خرجت معه على أن أعود في أسرع وقت ممكن.. لقد عدت ولكن عدت وأنا أحمل العار.. قلت له: الزواج.. الفضيحة.. قال لي بكل احتقار وسخرية: لا يمكن أن أتزوج امرأة غير شريفة .
بل في بعض الحالات قد تقع الجرائم الشنيعة بسبب المعاكسات :
• في حادثة موثقة ورد بلاغٌ عاجل من أحد المستشفيات إلى مركز الشرطة .. شاب مصاب بعيار ناري ، حالته خطيرة جداً .. انتقل المحقق إلى المستشفى ، لكنه وللأسف لم يدرك الشاب ، حيث فارق الحياة .
بالتحقيق تبين أن الشاب كان على علاقة بإحدى الفتيات .. ثم اكتشف المحقق وجود بقع من الدم حول منزل الفتاة . وبعد التحقيق معها اعترفت بوجود علاقة سيئة بينها وبين القتيل ، وأن البداية كانت عبر سماعة الهاتف ، ثم خرجت معه على سيارته ، حتى وقعت المصيبة .
كان الشاب يعدها بالزواج في أول الأمر ، ثم رفض الفكرة ، وكان يقول : أنا لا أرضى أن تكون زوجتي سيئة السلوك ، ولها علاقات غير شريفة !!! .
وعندما يئست الفتاة من الشاب اتصلت عليه في أحد الأيام وطلبت منه الحضور للمنزل .
حضر الشاب إلى المنزل ، وعرضتُ عليه فكرة الزواج فرفض ، فأخرجت المسدس وأطلقت عليه النار .
تمكن الشاب من الهرب ، وسقط في الشارع ، فحمله الناس إلى المستشفى ليفارق الحياة بسبب النزيف الشديد .
ولهذا أقول : ليس غريباً أن تكون البداية مكالمة هاتفية والنهاية جريمة قتل ، فالشيطان يبدأ طريق الفحشاء والمنكر بنظرة أو كلمة ولا يزال يتدرج بالإنسان حتى يوصله إلى المحظور .
كما قيل : نظرة فابتسامة فسلام *** فكلام فموعد فلقاء .
وبعض الشباب أو الفتيات يقولون : ( يا أخي كله غزل وكلام أو حب طاهر )
فأقول : والله لا يتركك الشيطان حتى يصل بك إلى الهلاك وأنت سكران بالشهوة والحب المحرم .
2) انهيار الأسرة ووقوع الطلاق :
كثير من الخلافات الأسرية وحالات الطلاق تقع بسبب بلاء المعاكسات .
يتصل المعاكس ، وقد تكون الزوجة ممن تتساهل في الرد أو تحب العبث فتبادل ذاك المعاكس الكلام ، حتى يبلغ الخبر إلى زوجها فيحدث الطلاق !! .
وفي بعض الحالات تقع الفتاة في المعاكسات قبل الزواج ، فإذا انتبهت لخطئها قام الشاب بتهديدها بشريط مكالماته معها .. فإن استجابت وإلا انتقم منها .. حتى إن بعضهم يهدي الشريط لزوجها في أول أيام الزواج انتقاماً منها .
أقول : حتى النزيهات العفيفات لم يسلمن من أذى المعاكسين بسبب سوء فهم الزوج :
• فهذه امرأة كادت ان تفقد حياتها الزوجية بسبب أحد الشباب المعاكسين .
تقول : قام الشاب بالاتصال بزوجي واخبره انه على علاقة بي وانه يأتي الى المنزل في غيابه ، وبدأ يصف منزلنا لزوجي وصفاً دقيقاً وتفاصيل الإثاث .
جن جنون زوجي وقام على الفور بطردي من المنزل وتطليقي .
بعد أن هدأت الأمور قمنا بالإبلاغ عن رقم الهاتف وتم اكتشاف الشاب ، واتضح أنه سبق أن دخل المنزل لتركيب بعض الاثاث فعرف رقم التليفون وتفاصيل البيت والأثاث.
تقول المرأة : اخيرا عدت لمنزلي بعد ان كاد ينهدم ، وأصبحت اكره شيء اسمه تليفون .
ونحن نقول : والله ليس للتليفون ذنب ، بل الظالم هو ذلك الشاب .
3) إيذاء المسلمين في بيوتهم :
لأن بعض الشباب ليس له هم إلا إزعاج الناس في بيوتهم .
والله تعالى حرم الأذى بأي شكل كان ، قال تعالى : (والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات ..).
كم من امرأة مسكينة تقوم من صلاتها على رنين الهاتف ، لتسمع الألفاظ البذيئة من شاب ماجن .
وكم من أسرة تتلقى اتصالاً انتقامياً من معاكس كذاب يدعي حدوث مكروه لأحد أفراد الأسرة .
4) أنها من أسباب التعاسة حتى بعد الزواج :
فهذه الممارسات الأخلاقية الخاطئة قد تسبب انحرافاً نفسياً يستمر مع الشاب وإن ترك المعاكسات .
• أذكر قصة لأحد المعاكسين ، هذا الشاب تزوج وترك المعاكسات :
يقول : أنا الآن أستعيد كل لحظة من عالم المعاكسات مع زوجتي .. أتصور أنها تمارس نفس الدور .. أسيء الظن في حركة يدها ، التفاتتها ، مكالماتها بالهاتف ، أشك في كل كلمة تقولها .. إذا قالت : كيف حالك يا فلانة ، أقول ما أدري يمكن أنها تكلم رجل باللفظ المؤنث مثل صديقاتي إذا كلموني في السابق .
يقول : تعبت نفسياً حتى إني أفكر بتطليق زوجتي ولا أتزوج أبداً .

الحكم الشرعي للمعاكسات ، ولماذا ؟ :
حفظ الأعراض من أجل مقاصد الإسلام . وحول هذا المقصد العظيم تدور جملة من الأحكام الشرعية تهدف كلها إلى الحفاظ على تماسك الأسر، وحفظ النسل، والنسب، وتطهير المجتمع من الرذيلة .
ونلاحظ أن الأحكام الشرعية المتعلقة بالحفاظ على الأعراض على قسمين:
القسم الأول: هو تحريم الفاحشة بمختلف صورها كالزنا والشذوذ وغير ذلك .
القسم الثاني: سد الذرائع وقطع الطرق الموصلة إلى الفاحشة ، ولهذا حرم الله النظر المحرم ، وحرم الاختلاط والخلوة بالنساء ، وحرم على المرأة التبرج والخضوع بالقول .
ولهذا لو تأملنا في حقيقة "المعاكسات " لوجدت فيها العديد من الذرائع التي تؤدي إلى الفتنة والوقوع في المعصية .
الأدلة :
1) فقد حذر ونهى الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم النساء من الخضوع بالقول للرجال صيانة لهن عن أسباب الإنحراف والقتنة، قال تعالى: يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَّعْرُوفًا
2) ولو تأملنا القرآن وجدنا قوله تعالى: ((وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ)) فإذا كان الله جل وعلا قد نهى المؤمنات عن الضرب بالرجل على الأرض حتى لا يسمع صوت الخلخال الذي يلبس في الرجل حتى لا يفتن الرجال ، فكيف بمن تعاكس الرجال بمعسول الكلام، وعبارات الحب والغرام .. أليس هذا أشد تحريماً من ضرب الخلخال في الأرض؟!
3) المعاكسة في حكم الخلوة، ومما خلا رجل بامرأة إلا كان ثالثهما الشيطان. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إياكم والدخول على النساء" فقال رجل من الأنصار: يا رسول الله! أفرأيت الحمو؟ قال: "الحمو: الموت " !رواه البخاري،.
ولهذا يجب أن نعلم أن المعاكسات الهاتفية محرمة في الشرع، فهي من أعظم وسائل جلب الفساد وانتشار الفاحشة .
المعاكسات : علاقة مشبوهة ، تحدث في جنح الظلام ، وتتجاوز رقابة الأبوين والأهل .

أسباب المعاكسات :
1) ضعف الإيمان وقلة مراقبة الله تعالى :
فقد وصف الله جل وعلا المؤمنين بحفظ الفرج والبعد عن نواقض ذلك. فقال سبحانه: ((وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ )) .
ولا شك أن المعاكسات لا تصدر إلا من ضعف إيمانه، وغلبت عليه نار الشهوة وفتنة المعصية!
2) ضعف التربية والتوجيه:
ففي غياب التوجيه والتربية تنمو الظواهر السيئة والأخلاق المشينة لاسيما في مرحلة الشباب أو ما يصطلح على تسميتها "بالمراهقة .
وإذا غفل أو تغافل الوالدان عن توجيه الأبناء والبنات فإن العواقب ستكون وخيمة .
• هذه فتاة مسكينة ، تبكي بحرقة وتقول : لقد كنت ضحية الثقة العمياء من أهلي .. عندي هاتف ثابت في غرفتي .. وجوال في يدي .. حرة في التنقل بلا رقيب ولا حسيب .. ساعدتني هذه الوسائل على الخروج مع شاب كان يحدثني عن حبه وهيامه طوال الليل ، وأنه يحلم بالزواج مني ، حتى وقعت المأساة .
• وأخرى تقول : كنت استغفل والدتي .. وأسرق الهاتف في أوقات متأخرة من الليل وأقضي الليل والعياذ بالله في محادثة هذا وذاك .

3) جهل بعض الفتيات بحقيقة هذه الظاهرة :
بعض الفتيات تعتقد أن الأمر مجرد تسلية أو علاقة بريئة مؤقتة تنتهي بانتهاء المعاكسة .
في دراسة أمريكية تبين أن حوالي 47% من ضحايا الاغتصاب في أمريكا كن ضحايا لاغتصاب أصدقائهن ونحو 20% كن ضحايا لاغتصاب أقارب وأصدقاء العائلة، وهذا يعني أن 70% من الفتيات كن ضحايا للعلاقة التي يظن البريئة .
بعض الفتيات تتساهل في المعاكسات ظناً منها أنها قد تكون طريقاً للزواج .
إلى متى تصدق بعض البنات هذه الخدعة ، أعني خدعة الوعد بالزواج عن طريق هذه العلاقات المحرمة؟
كيف تغامر العاقلة بشرفها وكرامتها مع من هو مضنة الفسق والفجور، بذريعة الزواج، فهذا تناقض وتهور واضح.
بل أقول : حتى ولو حصل الزواج بالفعل هل يمكن أن يستمر أو يبني أسرة سعيدة ؟.
كم من فتاة اغترت بوعود الزواج الزائفة حتى إذا وقعت في الرذيلة علمت أنه لا أمل في بناء أسرة ، أو حياة سعيدة ، لأن ما بني على باطل فهو باطل .
وأنا أقول : قاصمة الظهر عند المرأة هي : إقصاء العقل وتحكيم العاطفة .
يتلاعب الشاب بعواطفها : ( أنا لا أستطيع العيش بدونك ) ، ( إن حبك يعذبني ) ، ( أنا حزين جداً لأنك ما رديت علي ) .
وقد يحلف لها أيماناً مغلظة أنه لا يمكن أن يريدها إلا بالحلال !!!
والواقع أن هذا الشاب أما أن يكون يكذب عليها ، وإما أن يكون صادقاً لكن الشيطان يجره إلى مرحلة لا يستطيع عندها الصبر فتقع الكارثة .
4) عدم التزام المرأة بالضوابط الشرعية في التحدث بالهاتف:
لأن جرأة المرأة على الكلام مع الأجانب قد يوقعها في شباك المعاكسات ، لأن المعاكس قد يستغفلها بكلامه إذا كان ممن يحسن دغدغة العواطف وإثارة المشاعر .
ولهذا : لا يجوز للفتاة أن تخضع بالقول كأن ترقق صوتها ، أو تستخدم بعض العبارات المنفتحة ، مثل : مرحبا أو يا هلا وما شابههما .
والمشكلة : أن بعض النساء فيه طيبة زائدة ، ( يعني على فطرتها ) .
• تحدثني إحدى قريباتي عن امرأة طيبة جداً ، فإذا اتصل عليها أحد المعاكسين بدأت تنكر عليه بالإنكار الناعم : من تبغى بيته يا حبيبي ، الله يهديك ، عيب عليك يا بوي !!!
اللي حولها من النساء يقولون لها : لو فكر الشاب أنه يتوب ما تاب من هالكلام الزين .

وهذه حادثة وقعت لإحدى الفتيات:
تقول كانت والدتي خارج البيت.. ولم يكن في البيت إلا أختي وكانت نائمة.. وفجأة رن جرس الهاتف.. بدأت أتحدث مع المتصل فسرق مني عواطفي.. وسحرني بعذوبة كلامه.. ورقة عباراته .
تكررت الاتصالات ، وكان الشاب يظهر حسن النية ، ويتكلم عن الشرف والعفاف.. والحب الطاهر البعيد عن أحوال المراهقين.. لقد كان يريدني للزواج.. وإنما تجرأ على مكالمتي ليعبر عن محبته لي .. مضت الأيام وتطورت العلاقة وخرجت عن نطاق الهاتف .
ومن رحمة الله بي .. أن أخي- في مرة من المرات – سمعني وأنا أتحدث مع الشاب فانكشف أمري ، وأفقت من غفلتي وتبت إلى الله! .
5) رفقة السوء:
وهذا السبب من أهم الأسباب .
والله يعلم كم أفسدت رفقة السوء من شاب .. وكم زينت من جريمة .. وكم أعانت على منكر .
تجد بعض الشباب يتبادلون الأرقام والصور والوسائل .
بل بعض الشباب هداهم الله يجاهرون بالمعصية ، فهذا يفتخر أنه أوقع فلانة أو صاد علانة .
وقل مثل هذا في البنات : فالصديقة إذا كانت متمرسة في العلاقات المشبوهة فإنها لا يهدأ لها بال حتى توقع صديقتها في فعلها السيء . فتجدها تزين لها معاكسة الشباب، بل وتعطيها رقما هذا الشاب أو ذاك .
• وهذه واقعة لفتاة عمرها 19 عاماً كتبت لي قصتها بعد أن قبض عليها في قضية زنا تقول :
حاول أحد الشباب أن يتعرف علي عن طريق الهاتف فرفضت .. وبعد أيام أرسل إلي إحدى أخواته .. أعطتني الرقم وطلبت مني أن أتصل عليه .. اتصلت عليه وبدأ يلين ويرق معي في الكلام . يقول : عندما رأيتك أعجبت بك وأحببتك من أول نظرة .. ومضت الأيام وأنا أحادثه عبر الهاتف .. لا أدري ماذا أصابني وهو يحادثني .. لقد تعلقت به لدرجة أنني كنت أنتظر فرصة خروج أمي لكي أتحدث معه .. وإذا لم أتحدث معه أصبح كالمجنونة .. ثم أخبرني برغبته في الزواج ، ثم طلب مني أن ألتقي به قبل الزواج حتى وقعت المصيبة .
وفي أحد الأيام .. اكتشف أحد إخواني الموضوع ، عندما رأى الشاب يدخل المنزل في الصباح فانكشف أمري .
6) إطلاق النظر المحرم :
فلقد قرن الله جل وعلا الأمر بغض النظر بحفظ الفرج، قال سبحانه: ((وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ ))النور:31،. فحفظ الفرج منوط بالبعد عن مواطن الريبة والفتنة .
فإذا أطلق الشاب نظره في النساء أو أطلقت المرأة نظرها إلى الرجال الأجانب (نظر الشهوة والفتنة) فإن هذا من أعظم ما يؤثر في القلوب ويحركها إلى أسباب العلاقات المحرمة، كالمعاكسات وغيرها .
كل الحوادث مبداها من النـظر *** ومعظم النار من مستصغر الشرر
كم نظرة فتكت في قلب صاحبها *** فتك السهام بلا قوس ولا وتر
والعبد ما دام ذا طـرف يقـلبه *** في أعين الغيد موقوف على الخطر
يسـر مقلتُه ما ضـر مهجتـَه *** لا مرحباُ بسرور عـاد بالضرر
ولذلك فقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أمته عن النظر المحرم صيانة لعرضها وشرفها فقال: "يا علي لا تتبع النظرة النظرة، فإنما لك الأولى وليست لك الأخرى"
7) عدم احتشام بعض النساء وخروجهن لغير حاجة:
فعدم احتشام بعض أخواتنا وبعدهن عن الحياء يفتح الباب للمعاكسين ويجرئهم عليهن .
بعض الأخوات يذهبن إلى الأسواق وكأنهن ذاهبات إلى عرس ، لا ستر ، ولا حشمة ، وملابس فاتنة ، وعباءات مخصرة ، وأنواع العطور التي تصرع من بجوارها .
وهكذا بالنسبة لخروج المرأة لغير حاجة ، وتسكعها في الأسواق ، فإنه مضنة الوقوع في الفتن، لاسيما إذا صاحبه التبرج والبعد عن الحياء .
والمرأة إذا لزمت بيتها كانت آمنة من أذى المعاكسين . ولهذا قال الله تعالى :(( وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى)
8) تأثير بعض وسائل الإعلام والاتصال :
فهناك أفلام وبرامج هابطة تعلم الحب الهابط والتعرف على الأصدقاء و أن الزواج الناجح لابد أن تسبقه العلاقات الغرامية - وتشجع اتخاذ الخليلات والعشيقات بدلا من الزوجات - وتشجع الزوجة على التمرد على زوجها والسخرية - وتحيي الأب الذي يعطي لابنته حرية اتخاذ الأصدقاء .
وفي الآونة الأخيرة ، أمام صرعة جديدة من البرامج التي تسمى أكاديمية ، تعلم الاختلاط المحرم وتكسر الحواجز بين الجنسين وتشجع على التمرد على أحكام الدين .

أيضاً من الوسائل : ما ينشر في بعض المجلات والصحف تحت مسمى أصدقاء التعارف وهوات المراسلة ، فترى الواحد من الشباب أوالفتيات يضع صورته وعنوانه للتواصل .
ومن الوسائل التي استجدت في الساحة شبكة الانترنت ، حيث كان للاستخدام السيء لهذه الشبكة تطور المعاكسات .
• فهذه فتاة وقعت في الدردشة عبر شبكة الانترنت مع من رمزت لنفسها «بفتاة الالم» .
تقول : كنت أظن أنها فتاة مثلي ، ومع مرور الأيام اتضح أنه رجل في الأربعين ومتزوج ، وحينما رفضت الاستمرار معه هددني بأنه سوف يبلغ والدي .
9) الفراغ:
بعض الشباب يكون الواحد منهم فارغاً من الأشغال ، وفارغ القلب عن ذكر الله ، فيمضي هذا الوقت ويضيعه في المعاكسات .
وحتى النساء ، فمع استفادة المرأة من التقنية الحديثة ، وانتشار الخدم والعمالة في البيوت ، فإن هذا الفراغ قد يكون مناخاً خصباً لبعض السلوكيات الخاطئة .
• تقول إحدى الفتيات : كنت أعاني من فراغ قاتل ، لا أستطيع أن أتخلص منه إلا عن طريق المعاكسات والعلاقات المحرمة .. حتى وقعت بشاب مجرم تمكن من تسجيل صوتي وتهديدي به بين الحين والآخر .
10) تأخير الزواج:
الزواج فطرة الله ، وهو السبيل الشرعي للعلاقة السوية ، وبالتالي كبح جماح الشهوة .
وكثيراً ما يكون الآباء سبباً في دفع بناتهن إلى طريق المعاكسة من أجل الزواج.
عندنا عقبات غير شرعية في طريق الزواج يجب أن تزال عن طريق الشباب والبنات .
مثل 1) التعذر بالدراســة ب) غلاء المهور ج) التعذر بصغر السن .

العلاج :
1) الخوف من الله ومراقبته في السر والعلن :
إذا ما خلوت بريبةٍ في ظلمة *** والنفسُ داعيةٌ إلى الطغيان
فاستحْي من نظر الإله وقل لها *** إن الذي خـلـق الظلام يــراني
وقال آخر:
إذا ما خلوت الدهر يوماً فلا تقل *** خلوت ولكن قل عليّ رقيبُ
و لا تحســـبن الله يغفل سـاعــةً *** ولا أن ما تخفي عليه يغيبُ
2) إن أعظم علاج هو الرجوع إلى الله ، والعمل بأحكام الشريعة الإسلامية .
فديننا العظيم كفل للمجتمع السلامة والعفاف ، باتباع فطرة الله في العلاقة بين الجنسين .
3) ومن العلاج الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، حفاظاً على سفينة المجتمع من الغرق.
وفي هذه البلاد المباركة أوكل ولي الأمر هذه المهمة العظيمة بجهاز هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .
4) لا بد من ضبط الاتصالات الهاتفية بمعرفة مصدر المكالمة ، خاصة بطاقات الجوال المدفوعة .
5) ومن العلاج تيسير أمور الزواج ، وإعانة المتزوجين ، وعدمُ المغالاة في المهور والتكاليف ، أو تأخيرُ زواج البنات بدعوى التعليم (زعموا) ، أو طمعاً في مال البنت الموظفة .
لا تقولوا صغيرة ؟ فزواجها خير من انحرافها لا قدر الله .
6) البعد عن أسباب الإثارة: كإطلاق النظر على الرجال المحارم ، ومشاهدة الأفلام والمسلسلات الماجنة، والمجلات الساقطة، فكل هذه الأمور تهيج الشهوة وتثير الغريزة وتشجع على الفساد والانحلال .
7) دور التربية الأسرية (تربية إسلامية) :
الأسرة هي الحصن الحصين للأبناء والبنات ، بتربيتهم على الفضيلة والأخلاق ، والغيرة على الأعراض ، ومعرفة حقيقة الحجاب
توجيهات سريعة لإصلاح البيوت :
-عدم السماح للأبناء بأخذ جهاز الهاتف في إحدى الغرف بحجة الرغبة في سماع المتحدث أو البعد عن الإزعاج .
- الحرص على عدم ذهاب الفتيات لوحدهن إلى الأسواق والأماكن المختلطة لأنها سبب لتعرضهن للمعاكسات .
- منع الفتيات من التبرج وإظهار المحاسن عند الخروج من المنزل .
- ملاحظة أي تصرف مريب من الأبناء أو البنات : مثل : الكلام بالهمس ، أو في المكالمات آخر الليل .

رسالة طوق نجاة لمن وقع أو وقعت في المعاكسات :
الكثير من الشباب والفتيات النادمين ، يقولون ماذا نفعل ؟
- مداومة الدعاء واللجوء إلى الله تعالى أن يُعينك على التخلص من هذه العادة السيئة .. وأن يصرف قلبك عنها .. وأن يحول بينكِ وبين الاستمرار فيها .
- اجتناب كل ما يُثير الشهوة ويهيج الغريزة .. كمشاهدة المسلسلات والأفلام .. ومطالعة المجلات والصور الماجنة .. واستماع الأغاني المحرمة .. وقراءة قصص وروايات العشق والغرام والهيام .
- على الأخت أن تجتنب قدر المستطاع الرد على الهاتف .. واتركي ذلك لأهل البيت .
إذا قامت بالرد على الهاتف ، وكان المتحدث هو الشاب الذي بينها وبينها علاقة فنقول لها: أغلقي السماعة في وجهه فوراً .. ولا تفكري في الاستماع إليه أبداً .. مها حاول أن يوهمكِ بأن لديه أمراً هاماً أو موضوعاً خطيراً .
- ونقول للأخت :احرصي على مخالطة الصالحات و إياكِ من مخالطة الفتيات المتورطات في المعاكسات .
- ونقول للأخت : : تخيلي صورة أبيكِ .. الذي تعبَ عليكِ ورباك ورعاكِ وسهر وجاع من أجلكِ .. تخيلي صورته .. وهو أسود الوجه !! .. مُنكّس الرأس .. كاسف البال .. حزين القلب .. لا يقدر على أن يرفع وجهه في وجوه الرجال .. حين تنكشف فضيحتكِ ويعلم بها الناس .
تخيلي صورة أمك الغالية وهي تبكي الدم بعد انقطاع الدموع بسبب سيرتكِ التي أصبحت على ألسنة نساء الحي .
- إذا أردت أن تتأكدي من كذب المعاكس في وعود الزواج ، اطلبي منه أن يتقدم مباشرة لخطبتك من أبيك !! .. وهنا سيحاول الشاب أن يراوغ ويماطل .. بحجة أن الوقت الآن غير مناسب .. أو الظروف غير ملائمة .. فقولي له :
ليس الزواج مهما الآن .. بل المهم أن تتقدم لخطبتي بسرعة .. وأمر الزواج يمكن تأجيله حتى تتيسر ظروفك .
وفي كثير من الأحوال لا يمكن أن يتقدم الشاب للخطبة ، بل قد يرفض تماماً أن يتزوج خانت أهلها وشرفها .. ومادام أنها كلمته بالهاتف ما الذي يمنع أن تكون كلمت غيره .
- ونقول للشباب والفتيات : الفراغ سبب كبير للوقوع في " المعاكسات " .. فاحرصوا على ملء وقت فراغكِ بالنشاطات النافعة والمفيدة .. كقراءة القرآن .. وسماع الأشرطة النافعة .. وقراءة الكتب المفيدة .. أو مساعدة الأهل .
- إذا تركت (أو تركتِ) العلاقة ربما ستشعر بشيء من الضيق والهم والانقباض .. وهذا شيء طبيعي بسبب ترك النفس لمألوف تعودت عليه .. لكن اعلم أن هذا الضيق والانقباض هو أمر وقتي .. لا يلبث أن يزول إلى الأبد .
 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
سامي الحمود
  • كتب وبحوث
  • محاضرات
  • كلمات قصيرة
  • منبر الجمعة
  • مذكرات ضابط أمن
  • تحقيقات ميدانية
  • مقالات وردود
  • معرض الصور
  • قصائد
  • فتاوى أمنية
  • صوتيات
  • الجانب المظلم
  • الصفحة الرئيسية