صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







يوم أسود في تاريخ فرنسا

محمود الدالاتي

 
يقول أديب العربية الرافعي:" لا يعذّب فاقدَ الفضيلة شيءٌ مثلُ رؤيتِها في غيره ، وأنه لا يستطيع تحقيقَها في نفسه ".. تذكّرت هذه الكلمة الرائعة للأديب الكبير وأنا أستمع لخطاب الرئيس الفرنسي جاك شيراك وهو يؤيّد قانون حظر الحجاب الإسلامي في فرنسا فقلت فعلا إنّ أصحاب الرذيلة يتألّمون من رؤية أصحاب الفضيلة وهم يتربّعون على عرش على فضيلتهم . لماذا الحجاب أيها الإخوة؟ هل الحجاب فعلا رمز ديني كما زعم هؤلاء أم له وظيفة أخرى؟ الواقع ان الحجاب الإسلامي ليس رمزا دينيا فقط نعم قد يكون رمزا دينيا ولكنّه قبل ذلك عبادة لله عزوجل الحجاب عبادة من أعظم العبادات وفريضة من أهم الفرائض؛ لأن الله تعالى أمر به في كتابه، ونهى عن ضده وهو التبرج، وأمر به النبي صلى الله عليه و سلم في سنته ونهى عن ضده، وأجمع العلماء قديماً وحديثاً على وجوبه لم يشذّ عن ذلك منهم أحد، ولو لم يكن الحجاب مأموراً به في الكتاب والسنة، ولو لم يرد في محاسنه أيُّ دليل شرعي، لكان من المكارم والفضائل التي تُمدح المرأة بالتزامها والمحافظة عليها، فكيف وقد ثبتتْ فرضيَّتُه بالكتاب والسنة والإجماع؟ قال تعالى : ( وَقُل للمُؤمِنَاتِ يَغضُضنَ مِن أَبصَارِهِن وَيَحفَظنَ فُرُوجَهُن وَلاَ يُبدِينَ زِينَتَهُن إِلا مَا ظَهَرَ مِنهَا وَليَضرِبنَ بِخُمُرِهِن عَلَى جُيُوبِهِن وَلاَ يُبدِينَ زِينَتَهُن ) إلى قوله: (وَلاَ يَضرِبنَ بِأَرجُلِهِن لِيُعلَمَ مَا يُخفِينَ مِن زِينَتِهِن وَتُوبُوا إِلَى اللهِ جَمِيعاً أَيهَا المُؤمِنُونَ لَعَلكُم تُفلِحُونَ) قالت عائشة رضي الله عنها : "يرحم الله نساء المهاجرات الأُول؛ لما أنزل الله : ( وَليَضرِبنَ بِخُمُرِهِن عَلَى جُيُوبِهِن) شققن مروطهن فاختمرن بها" رواه البخاري وقال عزوجل ( يأَيهَا النبِي قُل لأزواجِكَ وَبَناَتِكَ وَنِسَاء المُؤمِنِينَ يُدنِينَ عَلَيهِن مِن جَلابِيبِهِن ذلِكَ أَدنَى أَن يُعرَفنَ فَلاَ يُؤذَينَ وَكَانَ اللهُ غَفُوراً رحِيماً ) و في الصحيحين أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: يا رسول الله، لو أمرتَ أمهات المؤمنين بالحجاب . فأنزل الله آية الحجاب . وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: ((من جرَّ ثوبه خُيَلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة)) فقالت أم سلمة رضي الله عنها : فكيف يصنع النساء بذيولهن؟ قال : "يرخين شبراً" فقالت : إذن تنكشف أقدامهن . قال : "فيرخينه ذراعاً لا يزدن عليه" [ رواه أبو داود والترمذي وقال : حسن صحيح ] وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : ((لا تنتقب المرأة المحرمة ولا تلبس القفازين)) [ رواه البخاري ] قال القاضي أبو بكر بن العربي : "قوله في حديث ابن عمر: "لا تنتقب المرأة المحرمة" وذلك لأن سترها وجهها بالبرقع فرض إلا في الحج، فإنها ترخي شيئاً من خمارها على وجهها غير لاصق به، وتعرض عن الرجال ويعرضون عنها"

فالحجاب ليس رمزا دينيا لا حاجة له وإنما هو فرض رباني وواجب قرآني فلا يجوز حرمان المرأة من هذا الحق الشخصي .

وبعض دعاة المدنية يرى أن الحجاب مظهر من مظاهر التخلف، وأنه يمنع المرأة من الإبداع والرقي، وهذا الإدعاء غير صحيح و ما علاقة الحجاب بالتقدم الحضاري والتكنولوجي؟ إن الحجاب لم يقف في يوم من الأيام حجر عثرة في طريق تقدّم المرأة ولم يكن سببا في تقدّمها ماعلاقة الحجاب بهذا الأمر فلماذا تخلطون الأوراق لماذا لاتتكلمون الحقيقة لماذا لايقول هؤلاء إننا نريد المرأة معنا في كل مكان نراها بكامل زينتها كي تكون كلأ مباحا لكل بهيمة أنا عندما تقف أمامي امراة بكامل زينتها أنظر إليها هذه متعة نفسية شهوانية لاعلاقة لها بالتقدّم او التأخر فلماذا الكذب والدجل وإذا كان هذا الكلام صحيحا أي أن سفور المرأة وتبرجها سبب من أسباب تقدّمها فكان ينبغي أن تكون بعض الدول التي نزع نساءها الحجاب في مقدّمة دول العالم لامن دول العالم الثاني أو الثالث أو العاشر،أين هو التقدّم الذي أحرزنه لانرى شيئا من ذلك لقد وقفت ملكة جمال لبنان منذ عامين أمام ملايين من المهابيل المولعين بمثل هذه الأمور وقفت أمامهم لكي توجّه إليها بعض الأسئلة فقال لها المذيع لو أرسلت سفيرة عن لبنان إلى الأمم المتحدة فماهي الرسالة التي تحملينها إليهم؟ فقالت لم أفهم السؤال فأعادوه عليها فقالت وماهي الأمم المتحدة ؟!! لاتعرف الأمم المتحدة فاين التقدّم ياجماعة بل والله إن فيهنّ من لاتعرف شيئا عن تاريخ حياتها وهؤلاء يروّجون لكذبة أخرى صلعاء أكثر من أختها وهي ان المرأة كلما تعرّت وفسقت كلّما خفّت النزعة الشهوانية عند الجنس الآخر لأن الشهوة منبعها الكبت إذا كان هذا الكلام صحيحا فينبغي أن تكون الفضيلة والعفة والأخلاق في دول الغرب أكثر بكثير من مكة والمدينة ولكن إذا نظرنا إلى الواقع ماذا نجد؟ نجد العكس نجد ان المجتمعات الغربية قد تفشّى فيها الشذوذ والزنا والإغتصاب وزنا المحارم مما أدّى إلى الأمراض الفتاّكة التي من ضمنها الإيدز ويؤكّد هذا الذي نقوله الإحصائيات الكثيرة الواردة في هذا الصدد جاء في كتاب [يوم أن اعترفت أمريكا بالحقيقة ] أن إحدى الإحصائيات أظهرت أن 19 مليوناً من النساء في الولايات المتحدة كُنَّ ضحايا لعمليات الاغتصاب !! في كتاب [ تأملات مسلم ] أجرى الاتحاد الإيطالي للطب النفسي استطلاعاً للرأي اعترف فيه 70% من الإيطاليين الرجال بأنهم خانوا زوجاتهم في كتاب [ عمل المرأة في الميزان ] . و كتاب [ المرأة ماذا بعد السقوط ؟ ] في أمريكا مليون طفل كل عام من الزنا ومليون حالة إجهاض ،في استفتاء قامت به جامعة كورنل تبين أن 70% من العاملات في الخدمة المدنية قد اعتُدي عليهن جنسيًّا وأن 56% منهن اعتدي عليهن اعتداءات جسمانية خطيرة في ألمانيا وحدها تُغتصب 35000 امرأة في السنة، وهذا العدد يمثل الحوادث المسجلة لدى الشرطة فقط أما حوادث الاغتصاب غير المسجلة فتصل حسب تقدير البوليس الجنائي إلى خمسة أضعاف هذا الرقم [ رسالة إلى حواء ] وهذه الأرقام شيء قليل من كثير يعرفه الجميع المشكلة أيها الإخوة ليست في الحجاب المشكلة في الإسلام نفسه إنهم يخافون من الإسلام .

الإسلام الحقيقي الصافي لا الإسلام المتطرف . وإلا لماذا يسمح لليهودي أن يضع طاقية اليهود على رأسه مع أنها ليس لها أيّ أهمّية إلا الرمز ولماذا يسمحون للسيخ الوثنيين أن يضعوا على رؤوسهم العمامة السيخية بل إن القوانين في فرنسا تسمح للسيخي الذي يقود الدراجة النارية أن لايضع الخوذة على رأسه اما خمسة ملايين مسلم فإنهم يضطهدون في دينهم على سمع العالم وبصره وأين في فرنسا البلد الذي يدّعي الحضارة والتقدم وحقوق الإنسان والحريّة الشخصية إلى آخر هذه الشعارات المهلهلة التافهة .لقد انكشف عارهم وبان عوارهم وليست هذه هي المشكلة إنه الحقد على الإسلام والمسلمين .

مازال هؤلاء القوم يعانون من عقدة صليبية متأصّلة فيهم ترى ما سبب هذه العقدة ؟ إليكم شيئا مما حدثنا به التاريخ كان المسلمون في العصر العبّاسي يمثّلون القمة في كل شيء علميا وثقافيا وعسكريا وتكنولوجيا وفي شتى المجالات بينما كان الروم يمثّلون قمة الإنحطاط والتخلف والجهل والهمجيّة يصف أحد المؤرخين الفارق الشاسع بين البلاطين العباسي