صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







أنثى .. ضد الأنوثة

حسين الدسوقى

 
حين تعتقد أن الأنثى دائماً فى صراع كونى مع الرجل بسلطته الأبوية والزوجية , وترى استحالة التواصل يبن جنسى الذكر والأنثى حينئذ تكون مهيئة لقبول فكر أصحاب الدعوات الأنثوية , والذين رأوا الدنيا حلبة صراع بين الذكر والأنثى , ويحاولون تحسين أداء الأنثى فى هذا الصراع , ويسعون إلى تحطيم فحولة الذكر والقضاء على الرجل المتسلط ووصل بهم الأمر إلى الدعوة إلى إلغاء كل أشكال التمايز بين الرجل والمرآة والقضاء عليها , حتى لو أدى هذا إلى الإخلال بطبيعة الحياة الاجتماعية , فتتلاشى سلطة الأب على ابنته والزوج على زوجته والنظام الاجتماعى على هذا الجنس الأنثوى , لتسقط المرآة بوصفها الأم الحنون والزوجة الرؤوم والبنت البارًة , والأخت الوفية , والمربية البانية , والمعلمة الحانية , ويحل محلها المرآة المتصارعة مع الرجل ايًا كان أباً أو زوجاً أو ابناً أو أخاً لتسقط الروابط الاجتماعية أمام الميليشيات الأنثوية .

قال الله تعالى : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ) ] الحجرات : 13 [

إنهم يريدون أن ينقرض الجنس الأنثوى ليحل محله فى قانون التطور لديهم «الجندر Gender » أو « اليوني سكس Unisix » أي الجنس الوسط هو الذى لا يعترف حتى بالفوارق البيولوجية بين الرجل والمرآة , فتسمع عن الدعوة إلى توحيد الأدوار التى يقوم بها الرجل والمرآة , الأمر الذى يعنى أنه ليس بالضرورة أن تقوم المرآة بدور الأمومة , كما انه ليس من الضرورى أن يقوم الرجل فى الأسرة بدور القوامة .

وحينئذ فلا عجب أن نسمع عن الرجل الحامل , والرجل المرضع , « وست البيت » وتخرج هذه الأفكار العفنة من هيئة الأمم المتحدة بلجانها المتخصصة فى الأسرة والمرآة والتى اختًرقت من الشواذ والمتطرفات من أعداء الإنجاب والأمومة , تقول د/ كاثرين فورت ( إن المواثيق والاتفاقات الدولية التى تخص المرآة والأسرة والسكان تًصاغ الآن فى وكالات ولجان تسيطر عليها فئات ثلاثية : دعاة الأنثوية المتطرفة , وأعداء الإنجاب والسكان , والشاذون والشاذات جنسيا ) ] كتاب الجندر ص (67) [

وفى مقر هيئة الأمم المتحدة بنيويورك عقد مؤتمر جديد للمرآة ( فى مارس 2005 ) وخرج علينا إعلان « بكين +10 » بنتائج مًهد لها وأقرت فى مؤتمرات المرآة والسكان فى القاهرة وبكين ونيويورك.

ولعل اخطر ما جاء فى ختام فعاليات الجلسة الأخيرة من اجتماعات الدورة التاسعة والأربعين للجنة مركز المرآة بالأمم المتحدة :

* المطالبة بتقديم خدمات الصحة الإنجابية للأطفال والمراهقين من خلال التعليم والإعلام , وذلك لتعليم الأطفال ما يسمى بالجنس الآمن « Safe Six» أى كيفية ممارسة الجنس مع توقى حدوث الحمل وانتقال مرض الإيدز , وتوفير وسائل منع الحمل للمراهقين فى المدارس وإباحة الإجهاض بحيث يكون قانونياً .

* الاعتراف بالشاذين والشاذات فى المجتمعات ومنحهم كافة الحقوق التى يتمتع بها الأسوياء من زواج وإرث وخلافه , الأمر الذى يعنى أن نسمع عن عقد زواج بين رجل ورجل أو أمرآة وأمرآة موثق وقانونى حتى يرث أحدهما صاحبه عند وفاته ..

وللأسف , فإن دور الأمم المتحدة الآن صار يتجاوز مجرد المقترحات والتوصيات العامة إلى أسلوب فرض القيم أو المبادئ وتسويقها فى مختلف أنحاء العالم , ووضع الآليات الرقابية التى تًلزم الدول بتبنى القرارات الأممية لتنسج بها النظم والتشريعات المحلية والاجتماعية , لأجل هذا شكلت بهيئة الأمم لجنة لمتابعة الدول وتقويم مقدار التزامها بتطبيق بنود تلك الاتفاقيات الاقتصادية والمساعدات بمقدار التجاوب مع أملاءات قرارات تلك المؤتمرات النسوية العالمية .

وفى الجهة الأخرى تواجه الأمة الإسلامية وبالأخص العرب منها تيارا فكريا جديدا يحمل اسم (الإسلام النسوى).

ولقد ظهر هذا المصطلح فى فترة التسعينات من القرن العشرين فى العديد من البلاد الأوروبية وتبنت وزارة الخارجية الألمانية الاتحادية تدعيم وتفعيل هذا التيار ونشره عبر قنوات الاتصال المختلفة لجميع الدول والمجتمعات العربية والإسلامية وأنشأت الخارجية الألمانية موقعا على شبكة الانترنت لنشر مزاعم هذا التيار النسوى.

كما امتد تأثير الأفكار التى يحملها هذا المصطلح إلى بلاد المسلمين عن طريق نساء مسلمات أقمن خارج بلداتهن المسلمة ( خاصة فى أمريكا وبريطانيا وألمانيا ) وزعمن أن ما يسمى بـ(الإسلام النسوى ) يقدم مبادئ وقيم قادرة على حل مشاكل المرآة المسلمة ومن بين هذه المبادئ التى تنتظر الاعتماد على أرض الواقع :

* اعتبار أن القرآن وحيا داخل سياق اجتماعى وتاريخى محدد بزمن معين وأننا لسنا بملزمين بهذا السياق فى عصرنا الحاضر لاختلاف البيئة الاجتماعية والعصر التاريخى وتأتى محاولاتهن فى الرفض والخروج عن أوامر الله عز وجل بهذه الجرأة بعد إشارات مؤداها أن تعيش المرآة المسلمة أولا فى صراعات داخلية من جراء إشعارها بأن الله تعالى يفضل الرجال على النساء بغير تقصير منهن وإن النساء فى مرتبة دنيا فكيف لإمرآة ظلمت أن تسمع وتطيع ؟ !! نعوذ بالله من الكفران وأهله ..

* العيب على فريضة الحجاب تحت زريعة إخراج المرآة من الهيمنة وحصار الهوية وهوس الفضيلة ونحو ذلك

* العيب على ربط مفهوم الشرف والعفة والعار ببكارة الأنثى .

* إلغاء عدة المطلقة أو المتوفى عنها زوجها واقتسام الثروة بين الزوجين مناصفة فى حالة الطلاق وإلغاء دور الولى بالنسبة للمرآة ..

* المطالبة بمشروعية الإجهاض وإعطاء الحرية الجنسية الكاملة للمراهقين والمراهقات المسلمات ..

* إعادة النظر فى قضية الإمامة سواء المتعلقة بالحكم أو تلك المتعلقة بإمامة المرآة فى صلاة الرجل والدعوة إلى ضرورة أن تؤم المرآة الرجال فى الصلاة وأن تتولى مهمة الخطابة فى الرجال فى صلاة الجمعة والعيدين لتتولى أول امرأة تؤم صلاة جمعه مختلطة فى تاريخ الإسلام خطبة الجمعة فى يوم ( 18 مارس 2005) والتى أقيمت فى كاتدرائية إنجيلية بنيويورك وقد ألزمت لصلاة الجمعة فتاة حاسرة الرأس وأدى الصلاة خلف تلك المرآة نحو ( 150 ) مصلياً منهم ( 60 ) من النساء والباقى من الرجال والأطفال فى صفوف نصفها الأيمن للنساء والأيسر للرجال .. ولا حول ولا قوة إلا بالله ...

وبعد يوم واحد على هذا الحدث الفج افتتحت مجموعة من النساء المسلمات المغتربات ويحملن الجنسية الهولندية افتتحن مسجدا ( للنساء فقط ) فى العاصمة الهولندية ( أمستردام ) وحضرت حفل الافتتاح ( نوال السعداوى ) وشاركت فى بكلمة هاجمت فيها ثوابت الدين الحنيف .

ويمتد هذا الهوس الانثوى حتى نسمع عمن يتحدث عن تأنيث اللغة والمكان والذاكرة بعد أن رأينا تأنيث العبادات كل هذا يجعل الأنثى هى الأصل ويرفضوا كل سلطة يمكن أن تخضع لها المرآة .

والحقيقة أن هذا المذهب لن يخلص المرآة من سيطرة الرجل كما يزعمون وإنما فى الحقيقة ستزداد سيطرة الرجل على المرآة وستتسع مجالات استمتاعه بها كما هو حاصل فى واقع مجتمعات تحرير المرآة كما نرى ونسمع وهذا الحاصل هو التفسير الوحيد الذى يمكن أن يفسر لنا قيام هذه الدعوة وانطلاقها بأفكار ذكورية خبيثة شاركت الهوث الأنثوى ذلك لتوقع الأنثى المسكينة فى شراك خاضع وفخاخ انتهازية شهوانية زرائعية نصبها لها أخبث الذكور. (( وعلى نفسها جنت براقش)) ..

وإذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم قد اخبرنا عن من غيرن خلق الله أنهن ملعونات
قال ابن مسعود رضى الله عنه : (( لعن الله الواشمات والمستوشمات والمتنمصات والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله تعالى , مالى لا العن من لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ملعون فى كتاب الله ] البخارى (3495) [

حتى لو كان هذا التغير فى مجرد التشبه بالرجل عن ابن عباس رضى الله عنهما قال : لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المتشبهين من الرجال با لنساء والمتشبهات من النساء با لرجال] البخارى ( 5885) [

فما بالنا بمن ترفض أمر ربها وتتأتى على أمرة وقدرة وشرعه فى رفض صارخ لنظام الكون الذى أقامه الله تعالى بالحق وتحاول بهوس عبث أن تغير نظام هذه الإنسانية فى ذلك الوجود الكبير لاشك إن أصحاب هذا الفكر ( جرثومة الوجود ) يستحق جام غضب الله وانتقامه ولعنه .

نسأل الله تعالى أن يشملنا برحمته وان يهدينا سواء السبيل وان يثبتنا عليه أجمعين والله وحدة المستعان ولا حول ولا قوة إلا با لله رب العالمين.

 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك

للنساء فقط

  • المرأة الداعية
  • رسائل دعوية
  • حجاب المسلمة
  • حكم الاختلاط
  • المرأة العاملة
  • مكانة المرأة
  • قيادة السيارة
  • أهذا هو الحب ؟!
  • الفتاة والإنترنت
  • منوعات
  • من الموقع
  • شبهات وردود
  • فتاوى نسائية
  • مسائل فقهية
  • كتب نسائية
  • قصـائــد
  • مواقع نسائية
  • ملتقى الداعيات
  • الصفحة الرئيسية