صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







إلى دعاة قيادة المرأة للسيارة : أين مصداقيتكم في تقبل الرأي الآخر؟

هويدا بنت فواز الفايز


بسم الله الرحمن الرحيم


حرية التعبير ، ممارسة الحوار ، حقوق الإنسان ؛ كلمات كثر تردادها في الآونة الأخيرة، وهي في مضمونها حق لكل إنسان في العالم بما في ذلك مجتمعنا، ولكن يريد بعض الناس احتكار هذا الحق و استلابه من فريق آخر لا تعجبه آراؤه، كما جاء من بعض دعاة قيادة المرأة للسيارة، فها هي الكاتبة / عزيزة المانع في عمودها اليومي \"أفياء\" بجريدة عكاظ 25 جمادى الآخرة 1432هـ ـ 28 مايو 2011م، تحت عنوان \"التشبث بكومار\" تقول غاضبة وساخرة من (ألف امرأة مواطنة كتبن بيانا يهدف إلى إعلان معارضتهن لقيادة المرأة للسيارة) : (إني أفهم تماما أن تطالب النساء بإتاحة الفرصة لهن في قيادة السيارة التي منعن منها، أما أن يطالبن بأن يبقين على حال المنع وأن لا يرفع الحظر الموضوع عليهن ولا يتاح لهن ممارسة ما هن ممنوعات منه أصلا، فهذا لا يفهم!!).

وبداية؛ هل حرية الرأي مكفولة لك ولمن يؤيد قيادة المرأة للسيارة أما باقي المجتمع أو من يعارض ذلك غير مسموح له ؟! ثم ألسنا جميعًا في سفينة واحدة؟ ألسنا جميعا نتأثر بالتغيرات التي تحدث في المجتمع؟! وليست البارحة ببعيد حينما خرج علينا كثير من المؤيدين لقيادة المرأة للسيارة ببلبلة اسمها جواز سفور المرأة، وجادلوا بالباطل فيها وادّعى العلم فيها مَنْ لا يفقه شيئا في الفقه ونصوصه الدقيقة التي لا يعيها إلا مَنْ درس الفقه حقا وتتلمذ على علمائه؛ فماذا كانت النتيجة؟ تجرأت بعض النساء على السفور، ولم يقتصر السفور على الوجه، بل أصبحنا نرى شعورًا تتطاير ويتفنن في موديلاتها مع الإكسسورات مع كامل المكياج وكأن الواحدة من هؤلاء ذاهبة إلى عرس وليس إلى مطعم أو إلى السوق الذي حذرنا من المكث فيه رسول الهدى \"صلى الله عليه وسلم\"، مع مصيبة عدم السماح للهيئة ورجال الحسبة من دخول بعض الأسواق!!

وأصبحنا نرى بعض النساء يمشين والعباءة مفتوحة على الجانبين وتفاصيل الجسم واضحة والبنطال الاسترتش اللاصق الذي يكاد ينفجر لا يخفي شيئا. ومَنْ الذي يتأذى من كل هذا؟ أليس المجتمع كله يتأذى؟!! ألسنا نحن اللائي تريدون منا الصمت على ما تدعون إليه؟ ألا يتأذى الشباب خاصة والرجال عامة من هذه المناظر والفتن؟ ورحم الله تلك الأيام التي كانت المرأة الأجنبية تلتزم لبس العباءة الساترة وتغطي شعرها احتراما لهذا البلد وما يمثله، أما الآن فأصبحت تلك المرأة الأجنبية بل بعض نساء الدول العربية لا يعبأن بذلك!

فإذا كان ما سبق هو نتيجة فتوى بعض كتاب الصحافة الذين يدّعون العلم بالفقه والشرع بجواز كشف الوجه ((فقط))، فماذا نتوقع من الدعوة لقيادة المرأة للسيارة ((فقط))؟!

ويكفي في هذا المقام ذكر ما يدعو إليه المؤيدون مما ادّعوه من (ضوابط قيادة المرأة للسيارة) كما ورد في مقال الكاتبة د. سهيلة زين العابدين حماد (حملة سأقود سيارتي بنفسي) بجريدة المدينة 21جمادى الآخرة1432هـ ـ 24مايو 2011م، قائلة : (في مقدمة هذه القوانين في رأيي الآتي: التزام المرأة التي تقود السيارة بالحجاب الشرعي، مع ارتداء العباءة وتغطية كامل الرأس والرقبة دون تبرج، وعدم سفر المرأة التي تقود السيارة من مدينة لأخرى إلا برفقة محرم لها، أو رفقة مؤتمنة، وعدم قيادة المرأة للسيارة داخل المدن في ساعات متأخرة من الليل بمفردها، ووضع عقوبات رادعة لمن يتعرض لقائدات السيارات بملاحقات، أو معاكسات، مع توفير ورش متنقلة لصيانة السيارات تكون تحت الطلب عبر الهاتف). ولا أدري كيف تريدون تطبيق قوانين لا يمكن قياسها ويصعب التأكد من التزام الناس بها؟! فماذا لو لم تلتزم قائدة السيارة بالحجاب الذي سميته \"شرعيا\"؟ ماذا عن الشعر المتطاير والتي انزلق غطاء رأسها إلى منتصفه؟ وماذا عن المكياج والتبرج الصارخ؟ هل سيوقفها رجل المرور بتهمة (التبرج والتكشف)؟

ولنر مدى مصداقيتكم .. ها هي مراكز التسوق والمطاعم والأماكن العامة أمامكم، طبقوا على النساء فيها هذا القانون لنثق في جدواه في مسألة قيادة السيارة.

أما قانون (عدم سفر المرأة التي تقود السيارة من مدينة لأخرى إلا برفقة محرم لها، أو رفقة مؤتمنة)، فلا أدري هل تصدقين أو يصدق المؤيدون هذا القانون؟ خاصة وأنكم لا تتركون مناسبة إلا وتطالبون بعدم الحجر على النساء في سفرهن إلى البلاد الأخرى وقد أصبحن متعلمات وناضجات، وتستنكرون هذا الشرط (الشرعي)! فكيف تطالبون بعدم اشتراط المحرم في السفر من المملكة إلى بلد آخر و تطالبون به من مدينة إلى أخرى داخل المملكة؟! وأقرب دليل هو كلام جمال خاشقجي في برنامج البيان التالي عندما انتقد هذا الأمر ساخرًا ممن يأخذ بهذا الشرط الشرعي لسفر المرأة! فهل تغيرون موقفكم من هذا الحكم الشرعي من أجل السماح بقيادة المرأة للسيارة فقط؟. وليس هذا بجديد عليكم فها أنتم اليوم تؤسسون دعوتكم على أساس أنه كيف يختلي السائق الخاص بالمرأة عند خروجها معه لأحد شؤونها، في حين أنه عندما صدرت الفتوى بتحريم هذا الأمر في حينه رفضتموها وسخرتم منها. سبحان الله! هل قبول الفتوى حسب الهوى والمزاج والمصلحة الخاصة؟! أم أنكم تناقضون أنفسكم؟! أم ماذا؟!
أما (الرفقة المؤتمنة) فهل انتهت مهام رجل المرور فلم يبق إلا أن يوقف كل قائدة سيارة ليفتش في مدى علاقة المرافقين لها، وهل هم مؤتمنون أم غير مؤتمنين؟! ثم من الذين ينطبق عليهم مفهوم (مؤتمنين)؟ وما هو تعريفكم للمؤتمن؟.

أما مسألة(وضع ورش متنقلة عند الطلب)، فللرجال الحق في التحسر على عدم قيادة المرأة للسيارة حتى الآن حتى يجدوا مثل هذه الورش، ولهم الحق في هذه الحالة بالمطالبة بالمساواة بالنساء. ويا تُرى هل العاملون في هذه الورش سيكونون رجالا أم نساء؟ وإن كانوا رجالا فهل يشترط أن يكون معه امرأة حتى لا تكون خلوة؟!

إن الإنسان الذي يؤمن بحرية الرأي وينادي بأهمية الحوار وتقبل الرأي الآخر وينادي بالاحتكام إلى المجتمع، إنما تتبين مصداقيته من عدمها في مثل هذه المواقف عندما يكون رأي غالبية المجتمع على خلاف ما ينادي به، ولن ادعي أنني عددت المعارضين، ولكن ذلك ما جاء على لسان جمال خاشقجي ـ من المؤيدين لقيادة المرأة للسيارة ـ وهو يستجدي الشيخ وليد الرشودي ويرجوه ويكرر رجاءه له أن يؤثر هو والعلماء في (الرأي العام) من أجل أن (يغيروا رأيهم) وينتهوا عن المعارضة وينضموا إلى المطالبين بقيادة المرأة للسيارة! فأين احترام الرأي العام وأين الروح الرياضية لتقبل رأي المجتمع؟! بل أين مصداقيتكم؟



 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك

للنساء فقط

  • المرأة الداعية
  • رسائل دعوية
  • حجاب المسلمة
  • حكم الاختلاط
  • المرأة العاملة
  • مكانة المرأة
  • قيادة السيارة
  • أهذا هو الحب ؟!
  • الفتاة والإنترنت
  • منوعات
  • من الموقع
  • شبهات وردود
  • فتاوى نسائية
  • مسائل فقهية
  • كتب نسائية
  • قصـائــد
  • مواقع نسائية
  • ملتقى الداعيات
  • الصفحة الرئيسية