صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







...( وقفــــات مـــع الخليــل إبــراهيـــم ـ عليـه السـلام ـ )...

الأستاذة : زاد المعاد

 
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحمد لله الذي فرض علينا عبادته وحده لا شريك له ووعدنا الجنة وخوفنا النار وأرسل لنا خير الرسل صلوات الله وسلامه عليه وآله وصحبه أجمعين ومن سار على نهجهم واقتفى الأثر إلى يوم الدين وبعد

إبراهيم عليه السلام خليل الرحمن

أبو الأنبياء عليهم السلام

ومن أولي العزم من الرسل

حطم الأصنام ودعا أباه و قومه لتوحيد الله وجاهد في الله حق جهاده وصبر على الأذى في سبيل الله عز وجل

وأُمر بذبح ابنه وحبيبه فامتثل طاعة لأمر الله عز وجل

و بنى بيت الله العتيق الذي لا تصح صلاتنا إلا بالتوجه إليه

تأملوا معي بعض الأحداث في قصة كفاح الخليل عليه السلام

يصورها القرآن في هذه الآيات

فتأملوا جيداً هذه الآيات وبعد ذلك نكمل حديثا

قال تعالى في سورة الأنبياء : ( وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِن قَبْلُ وَكُنَّا بِه عَالِمِينَ{51} إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ{52} قَالُوا وَجَدْنَا آبَاءنَا لَهَا عَابِدِينَ{53} قَالَ لَقَدْ كُنتُمْ أَنتُمْ وَآبَاؤُكُمْ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ{54} قَالُوا أَجِئْتَنَا بِالْحَقِّ أَمْ أَنتَ مِنَ اللَّاعِبِينَ{55} قَالَ بَل رَّبُّكُمْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الَّذِي فَطَرَهُنَّ وَأَنَا عَلَى ذَلِكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ{56} وَتَاللَّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُم بَعْدَ أَن تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ{57} فَجَعَلَهُمْ جُذَاذاً إِلَّا كَبِيراً لَّهُمْ لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ{58} قَالُوا مَن فَعَلَ هَذَا بِآلِهَتِنَا إِنَّهُ لَمِنَ الظَّالِمِينَ{59} قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ{60} قَالُوا فَأْتُوا بِهِ عَلَى أَعْيُنِ النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَشْهَدُونَ{61} قَالُوا أَأَنتَ فَعَلْتَ هَذَا بِآلِهَتِنَا يَا إِبْرَاهِيمُ{62} قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِن كَانُوا يَنطِقُونَ{63} فَرَجَعُوا إِلَى أَنفُسِهِمْ فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنتُمُ الظَّالِمُونَ{64} ثُمَّ نُكِسُوا عَلَى رُؤُوسِهِمْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَؤُلَاء يَنطِقُونَ{65} قَالَ أَفَتَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنفَعُكُمْ شَيْئاً وَلَا يَضُرُّكُمْ{66} أُفٍّ لَّكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ{67} قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ{68} قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْداً وَسَلَاماً عَلَى إِبْرَاهِيمَ{69} وَأَرَادُوا بِهِ كَيْداً فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَخْسَرِينَ{70} وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطاً إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ{71} وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً وَكُلّاً جَعَلْنَا صَالِحِينَ{72} وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ{73}

ثم ذكر لنا سبحانه وتعالى قصة بناء البيت العتيق في وادي غير ذي زرع " مكة المكرمة "

فقال تعالى في سورة إبراهيم عليه السلام : وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَـذَا الْبَلَدَ آمِناً وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الأَصْنَامَ {35} رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيراً مِّنَ النَّاسِ فَمَن تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ{36} رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُواْ الصَّلاَةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ{37}

تأملوا يا عباد الله

رجل دعــا لتوحيد الله عز وجل

فهو إمام الحنيفية

{وَمَنْ أَحْسَنُ دِيناً مِّمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لله وَهُوَ مُحْسِنٌ واتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَاتَّخَذَ اللّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً }النساء125

فدعا أباه وقومه لها

ولم يكتفي بذلك

بل حطم الأصنام التي كانوا يعبدونها من دون الله ـ عز وجل ـ

فما كان من القوم إلا أن ( قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانْصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ )

فأتاه النصر من الله عز وجل

( قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْداً وَسَلَاماً عَلَى إِبْرَاهِيمَ * وَأَرَادُوا بِهِ كَيْداً فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَخْسَرِينَ ) .

وبعد كل ذلك الجهاد في الدعوة إلى توحيد الله عز وجل

وبعد أن بنى بيت الله العتيق

دعا بذلك الدعاء العظيم ( وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَـذَا الْبَلَدَ آمِناً وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الأَصْنَامَ )

يا سبحان الله

الخليل إبراهيم عليه السلام

هو من حطم الأصنام دعوة لتوحيد الله عز وجل

لكن لم يأمن على نفسه الفتنة فدعا الله عز وجل أن يثبته على التوحيد ويصرف عنه وعن أبنائه عبادة الأصنام

أين نحن من الخليل عليه السلام ؟؟!!!

فالواحد منا يغتر بيسير العمل

يغتر بأنه داعية إلى الله عز وجل

وهو لا يعلم أن القلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء

وقد كان أكثر دعاء نبينا محمد صلوات الله وسلامه عليه " اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك "

يقتدي ويتأسى بأبيه إبراهيم عليه السلام الذي لم يأمن على نفسه الفتنة من عبادة الأصنام فأخذ يتضرع ويبتهل إلى الله عز وجل أن يثبته على التوحيد

أين الذين يحتقرون العصاة ويزدرونهم ويشمتون بهم ؟؟؟

وما علم المساكين أن الله قادر على هداية العصاة وانصراف قلوب أولئك عن الطاعة

فلا يؤمن على حي فتنة

والسير طالعتنا بقصص رجال كانوا مؤمنين موحدين في عهد النبي صلى الله عليه وسلم فُصرفت قلوبهم بعد ذلك عن عبادة الله عز وجل وارتدوا على أدبارهم نسأل الله العافية

فيا إخوتي الكرام

كلنا فقراء إلى الله عز وجل

فقراء إلى عفوه

فقراء إلى رحمته

فقراء إلى أن يمن علينا بالثبات على الطاعات

فالقلوب بين أصبعين من أصابعه يقلبها كيف يشاء

فلا نغتر بأعمالنا مهما بلغت , ولا يحقرن بعضنا بعضاً

بل على أهل الخير والصلاح أن يشفقوا على أهل المعاصي من العقاب

هذه وقفات يسيرة مع الخليل إبراهيم عليه السلام

نسأل الله العظيم أن يثبت قلوبنا على الطاعات حتى نلقاه , وإذا أراد بعباده فتنة أن يقبضنا إليه غير خزايا ولا مفتونين

وفي الختام

ملاحظة

هامة

لابد أن ننوه عليها

يسعدني ويبهج أساريري أن تُنقل مواضيعي

ولكن أتمنى وأشترط على من أحب ذلك

أن ينقل مواضيعي نصاً كما هي دون التصرف فيها

لأني وجدت من ينقل عني ولكنه يحذف أموراً هامة في الموضوع من روابط وغيرها أضيفها لتمام المعنى وتوضيح بعض الأحكام الهامة , وحذفها يُخل بالمعنى الذي أود إيصاله للقراء الكرام وقد يصل ـ بسبب ذلك ـ للقراء الكرام عكس الصورة التي أود إيصالها

فهذا شرطي

والمسلمون على شروطهم

بقلم

أختكم ومحبتكم في الله

زاد المعاد

الأربعاء

4 ـ 10 ـ 1430 هـ

الســـــــــــــ4:20 م ــــــاعة

سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 


 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
الأخت زادالمعاد
  • مـقـالات
  • مختارات
  • الصفحة الرئيسية
  • ملتقى الداعيات
  • للنساء فقط