صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







ذكريـــات فــي ربــــوع جـــامعة أم القـــرى

الأستاذة : زاد المعاد

 
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحمد لله الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم , والصلاة والسلام على رسولنا و نبينا القرشي الهاشمي صلوات ربنا وسلامه عليه وبعــد //

جامعــة أم القــرى .... ذلك الصرح الشامخ المبارك
جامعة أم القرى ..... صرح نشأ على أشرف بقاع الأرض .
جامعة أم القرى ..... ذلك المكان الذي قضيت فيه أجمل أيام عمري وخير سنون دهري
جامعة أم القرى ..... ذلك المكان الذي يطيب لي الأنس بذكراه الجميلة
جامعة أم القرى ..... ذلك المكان الذي تعلمت فيه خير علم
جامعة أم القرى ..... ذلك المكان الذي يتقطع الفؤاد شوقاً وحنيناً للعودة إليه ...
جامعــــة أم القرى
اليوم فقط قررت أن أتشجع وأسطر مشاعري تجاهك يا جامعتي الحبيبة وفاءً وعرفاناً مني بفضلك علي
وإن الشجاعة خانتني مرات عدة ,,,, فكلما هممت بكتابة هذا الموضوع تركته ....
جامعة أم القرى
ذلك المكان الذي ارتسم في مخيلتي منذ كنت طالبة على مقاعد الثانوية

كان الكثير يذم الجامعة ويقول ( الكلية ) أفضل من الجامعة ,,,, فكنت لا أصغي لهم أبداً .... فحبها في شغاف قلبي ....

حرصت في الثانوية العامة أن أحصل على معدل يؤهلني لأن أكون طالبة في جامعة أم القرى ,,,, فكنت أجتهد وأجتهد وأبذل جهدي حتى أحقق هذا الحلم ,,, رغم تحبيط البعض لـي ....

تخرجت من الثانوية بمعدل ـ والحمد لله و المنة ـ يُرضي طموحي بإنتسابي لجامعة أم القرى ...

خيــاران أحلاهمـــا مــر

كان النظام سابقاً يسمح للطالبات بالتقديم في الجامعة والكلية وللطالبة حرية الإختيار

كنت ـ وما زلت ـ أعشق الرياضيات وأجد متعتي في حل المسائل الرياضية و كانت الرياضيات أولى المواد تفوقاً فيها وحصولي على درجات عالية ـ والحمد لله ـ

قدمت في الجامعة وفي الكلية كذلك وقدمت الرغبات ووضعت أولى الرغبات الرياضيات

ويشاء الله أمراً وقدراً مقدوراً من عنده

قبلت في الكلية ـ التي لم أتمنى يوماً أن أنتسب لها ـ قبلت في القسم الذي أحبه وأجد فيه ميولي ( الرياضيات )

وقبلت كذلك في جامعة أم القرى ـ والتي أتمنى أن أكون طالبة فيها ـ قبلت فيها في القسم الذي أكرهه جداً ( الفيزياء ) وقد كانت أكثر درجاتي تدنياً في الثانوية في الفيزياء ولولا لطف الله لكنت في عداد الراسبين بسبب هذه المادة

كنت بين خيارين أحلاهما مــر

هل أدرس في الجامعة التي أحبها في التخصص الذي لا أحبه وأنا موقنة أشد اليقين أن الفشل سوف يكون حليفي إن انتسبت لهذا القسم ؟؟؟

أم أقبل أن أكون طالبة في الكلية التي لا أحبها في التخصص الذي أحبه وأجد فيه ميولي ؟؟؟

فقررت

وبمشورة أهلي أن ختار أحلى ـ وأخف ـ الأمرين

وأقبل أن أكون طالبة في جامعة أم القرى

ولعل الله يجعل لي من أمري فرجاً ومخرجاً

وكانت أقدار الله كلها خيــر لي بانتسابي لجامعة أم القرى

وبدأت رحلتي مع جامعة أم القــرى

بدأت في دراسة الفيزياء على مضض وكلي تذمر من هذا القسم ولكن كما يقولون ( مكره أخاك لا بطـل )

وكان ما يُسلني في الأمر تنقلي بين أرجاء هذه الجامعـة ,,, في حين أن بعض صديقاتي حُرمنا منهـا

وكنت قد قررت أن أبقى فصلاً دراسياً في الفيزياء ثم أحول في الفصل الثاني لقسم الرياضيات

وبعد مدة من انتظامنا في الدراسة تم فتح باب قبول طلبات التحويل بين الأقسام

فقررت أن أعتق نفسي من هذا القسم الذي أكرهه أشد الكره وأبغضه جداً

وسبحان ربي يوم يسوقنا للأقدار دون مشيئة منـا

حينما ذهبت لأتقدم بأوراقي للتحويل من قسمي ورغم رغبتي الشديدة الملحة وحبي لقسم الرياضيات إلا أني ذلك اليوم نسيت قسم الرياضيات برمته ,, ونسيت أن هناك مادة كنت أحبها وما زلت اسمها الرياضيات ,, وكأن بصري وبصيرتي عُميت ذلك اليوم عن ذلك القسم

فقدمت أوراقي للتحويل لقسم الأحيــاء ( دون سابق ميعــاد)

وانتهــى الأمــر بالنسبة بتقديم أوراقي وكان كل الذي أُؤمن به في ذلك الوقت أني سوف أقضي عمري تعيسة في قسم الفيزياء ولن يتم قبولي في القسم الذي تقدمت له ..... وكنت أظن أن هذا من سابع المستحيلات....ولكنها قدرة الله لا تعرف المستحيل .. المهم أني أسدلت الستار ونسيت أني قدمت أوراقي للتحويل ,,,, وقررت الرضا بتعاستي وتعاسة عن تعاسة تهــون ـ كما يقولون ـ ... وبينما كنت ذلك اليوم في المعمل منشغلة به ,,, سمعت أخوات بجواري يتحدثن أنه تم ظهور نتائج الطالبات المقبولات للتحويل لقسم الأحياء ... فذهبت أجر الخطـى لقسم الأحياء وأن موقنة بأن الجواب // للأسف لم يتم قبولك

وكنت موقنة بأن الفشل سوف يكون حليفي وأني سوف أبقى تعيسة في قسم الفيزياء وسوف أصبح أفشل معلمة فيزياء عرفها التاريخ ,,, وفي المقابل أقول وأكرر تعاسة عن تعاسة تهــون ..

ذهبت أجر الخُطـى نحو قسم الأحياء ,,,, ـ وأنا بتلك المشاعــر ـ

وهناك وجدت سكرتيرة القسم ,,, سألتها عن النتائج ... قالت ما اسمك ؟؟ قلت / فلانة بنت فلان ....

وفي تلك اللحظة كانت المفاجئة المدوية بالنسبة لي

قالت
لقد تم قبولك ,,, واذهبي وأكملي بقية الأوراق
كنت بين مصدق للخبر ومكذب
فأعدت عليها السؤال
هل يعني أنكم قبلتموني ؟؟
قالت / نعم
في تلك اللحظة فقط آمنت أنه لا مستحيل أبداً ,, ولا شئ يعجز ربنا سبحانه وتعالى
أكملت ما تبقى لي في قسم الفيزياء على خير والحمد لله

ثم استأنفت الفصل الجديد
في رحاب قسم الأحيــاء
وماذا أقول عن هذا القسم وهذا التخصص
ويكفي ما قاله الشيخ سفر الحوالي ـ حفظه الله ـ / هـو علم التوحيد المســانــد

عرفت من خلال هذا القسم عظمة الخالق ـ سبحانه وتعالى ـ وبديع صنعه وعظيم قدرته سبحانه وتعالى , وأنه لا يمكن لبشر أن يضاهي هذه القدرة العجيبة الفريدة أبداً

عرفت من خلاله كرم الله سبحانه وتعالى وجوده على الخلق ,,, وكيف أنه أمدهم بالصحة والعافية ,,, ولكن هناك من بني البشر من يقابل الإحسان بالإساءة للمولى سبحانه بالكفر والذنوب والمعاصي والجحود لنعمه التي لا تعد ولا تحصـى ...

عشـت أنهل من معين هذا التخصص خيـر علم قربني من الله سبحانه وتعالى فلا أملك سوى أن أقول / سبحان الخالق المبدع المصور , سبحان الخالق المبدع المصـور

عشـت في رحاب هذا التخصص النظري والعملي بكل متعة يمكن أن توصف ,,,

بين التشريح والتحنيط والكائنات الحيـة من حيوان وإنسان ونبات ... وما أظن أن هناك قسماً أمتع دراسة من الأحيـاء ـ رغـم صعوبة المناهج بعض الشـئ واعتمادها على الحفظ أكثر من جانب الفهـم ـ .

شكــر وعـــرفــان

أشكــر جزيــل الشكــر وأعــذبه ـ بعد شكر المولى سبحانه وتعالى ـ الدكتورة والأستاذة العزيزة / آمنة أسعد ريس ـ رئيسة قسم الأحياء ـ على ما كانت تبذله من جهود جبارة للطالبات ولا تألوا جهداً في مد يد العـون لنــا ..

حتى أني أذكر تلك الأيام العصيبة أيام الحذف والإضافة للمواد وشدة الزحام في العمادة ...

ولقد كانت د . آمنة , حفظها تكفينا مؤنة ذلك الأمر فكانت تجمع أوراق طالباتها وتقوم ـ مشكورة مأجورة ـ بتقديمها للعمادة واستكمال كافة الإجراءات ,, ونأتي لاستلام الأوراق كاملة بلا جهد ولا عنــاء . في حين أن طالبات الأقسام الأخرى يتولين ذلك بأنفسهن

فأشكرها جزيل الشكر وأسأل الله أن يوفقها لمعالي الأمــور ,, وأن يعطيها من خيري الدنيا والآخرة حتـى ترضى ..

ولـن أنسى ذلك اليوم حينما جئتها بائسة حزينة محطمة آخر الدوام أيام الحذف والإضافة قلت لها يا دكتورة آمنة ساعاتي الدراسية هذا الفصل قليلة والمواد التي يمكنني إضافتها تتعارض مواعيدها مع موادي الأساسية ولا يوجد إلا مادة التلوث البيئي التي تدرسينها أنت ولكني لم أأخذ متطلبها بعد ,, فهل من الممكن أن تضيفيها لي حتى أزيد من ساعاتي الدراسية ,, فأخذت الأوراق مني بكل رحابة صدر وأضافتها لي دون تردد

ولن أنسى تلك اللمسة الحانيـة لها بل والله كأني بذلك الموقف أمام عيني يوم جئتها أعتذر منها عن حضور مادتها هذا اليوم والتي كانت الساعة الثانية ظهراً وحتى الرابعة عصراً وقد كنت متعبة جداً ومرهقة وكانت أيام صيام الست من شوال ,, فقلت لها يا دكتورة لا أستطيع الحضـور لك اليوم فأنا متعبة ولكني تغيبت عندك قبل ذلك وهذا آخر غياب مسموح لي به ولو تغيبت سوف أُحرم من المادة فقالت لي / اذهبي ويا ابنتي لا تشقي على نفسك فالله لا يُكلف نفساً إلا وسعهـا

لن أنسـى عطفها وحنانها على العاملات ولن أنسى يوم رأيتها تخرج مبلغاً من المال من حقيبتها تتبرع به

لله درك ما أروع يا دكتورة آمنة فالكثير كان يغبطنا عليكـ

حفظك الله وأمد في عمـركـ على طـاعته ,, وجعل ما تقدمينه مما يسرك أن تلقينه يـوم المعـاد

شخصيـات لا تُنسـى

لابد للمرء أن يذكر أقواماً كانوا بعد الله عوناً له على الحق فتعلم منهم علوم الدين والدنيا ومحاسن الأخلاق .

إن من أشد الشخصيات التي يصعب علي نسيانها في جامعة أم القرى الدكتورة في قسم الأحياء ـ مصرية الجنسية ـ د . ماجدة عبد الحليم ... تلك الإنسانة التي تجمع بين العلم والترفيه ,,, فلا تسألوا ـ ماشاء الله ـ عن مقدار ما وصلت إليه من علم رفيع المستوى

وكانت إلى جانب ذلك كله خفيفة الدم فكاهيه ,,,, ويالحبي لها فما إن تراني إلا و تداعبني بكلماتها الجميلة ..

وأذكر رغم صعوبة موادها وتخصصها الدقيق إلا أننا بفضل الله نحصل فيها على درجات عاليـة ولله الحمـد

وأذكر أن لي معها مواقف طريفة عـدة ,,,, ومنها أن هذه الدكتورة كانت المشرفة على بحث تخرجي ,,, وحصل لي معها موقف طريف جداً في بحث التخرج كلما تذكرته ينتابني الضحكـ

كنا نود أنا وصديقتي المشتركة معي في بحث التخرج كنا نود الإتصال بها على منزلها حتى ننسق معها بشأن البحث ,,, فقلت لزميلتي ـ وقد كنا في تردد من تتصل عليها ـ / فقلت ـ أنا الشجاعة ـ ,, أنا سوف أتولى الإتصال بهـا

وكان اليوم يوم الخميس ـ على حد ما أذكـر ـ

اتصلت عليها بعد العصـر مباشرة ,,, ويالسوء حظي ذلك اليوم فقد أيقظتها من نومهـا

اتصلت بها / فما إن سمعت صوتـي إلا وقالت لي / كم الساعة الآن يا .... ؟؟

قلت لها / أذن العصـر ..

فما إن سمعت ذلك ,,,, إلا وانهالت علي بالتوبيـخ وقالت لي بعدها / عندنا كلية نتفاهم فيهـا يوم السبت

فما كان مني إلا أن ـ لقطت وجهـي ـ وأغلقت سماعة الهاتف

ولما رأتني في الجامعة أكملت ما تبقـى

فكنت ضحية للشجاعة المزعومة ,,, وقررت بعدها أن أبتعد عن الشجاعة الغير محمودة العواقب

والله إنها أياااام جميلة بحلوها ومرها ياليتها تـعود ولو للحظة

ألا يارب احفظها ووفقها لكل خير

فمن كان يقرأ سطوري هذه وهو يعرفها فليقرئها مني السلام

وليخبرها أني في الله أحبها

وما أتوقع أنها نسيتني أبداً ...

ومن الشخصيات التي لن أنسـاها ,,, تلك الخالة ( ضابطة الأمـن ) ,,,, يالله بأي وصف أصفهـا فما أروعها وأروع خُلقهـا ,,, كانت تقابلنا كل يوم عند دخولنا من البوابة بالدعوات الصادقة بالتوفيق والسداد ,,, تدعو للجميع من تعرفه ومن لا تعرفه ,,,, ورغم كبر سنها وصعوبة مشيها إلا أنها استغلت ذلك فيما يقربها من ربها فما أراها إلا وهي مشتغلة بكتاب ربها تتلوهـ حين فراغها من شغلها .... ألا يارب وفقها وأسعدها وأعطها ما تتمنى واختم لنا ولها بخيـر ...

ومن الشخصيات كذلك التي أحبها جداً جداً والتي يصعب علي نسيانها / د . نور قاروت ,,, تلك الإنسانة التي تجمع بين علم الشريعة وحُسن الخلق ,,, كان أسلوبها جذاباً تجذب الفتيات لحضور ندواتها ومحاضراتها ومما علقي في ذهني من أحد محاضراتها أنها قالت كلمة جعلتها حلقاً في أذني تقول ـ حفظها الله ـ / إذا رأيتِ فتاة تلبس البنطال فلا تعبسي في وجهها وكأنك رأيتِ الصنم هُبـل ....

لن أنسى ذلك اليوم حينما ذهبت مع صديقتي والتي حولت من قسم الإنجليزي لقسم الشريعة فلما ذهبنا وجدنا دكتورة نور قاروت فقالت لها صديقتي أنها طالبة محولة من قسم الإنجليزي فقالت لها / لماذا ؟؟ نحن لا نريدك في قسم الشريعة نحن نريد داعيات باللغة الإنجليزية ..

لن أنسـى أولئك الرفقة الذين صاحبتهم يوماً ما فسمعت إحداهن تقول يوما / إذا ضعفنا فإننا نذهب لدكتورة نور قاروت حتى تشحنـا ...

ألا يارب وفقها وأسعدها أينما كانت وسهل لها دروب الخيـر

مـوقف لا يُنسـى

هذا الموقف تحديداً هو الذي يستحيل علي نسيناه أبداً ,,, بل ولن أذكر غيره لأن هذا الموقف يستحق أن يكون متميزاً و فريداً بين المواقف التربوية التي تعرضت لها في جامعة أم القرى

كان هذا الموقف مع إحدى أستاذات المختبر وكان في الفصول الأولى لي في قسم الأحياء ,,, وتحديداً في مادة النبات ,,, طلبت منا تلك الأستاذة أن نحضر الكراريس لها حتى ترى رسوماتنا وتقوم بتصحيحهـا

فذهبت إليهـا وأريتها كراستـي ,,,

فماذا تتوقعون أن تكون قد رأت ؟؟

رأت كراسة طالبة حديثة عهد بهذه الأمـور

فلما رأتها وبختني أشد التوبيخ على رسمي الردئ جداً للنباتات ـ وأنا من الثقة الزائدة كنت أخذة مقلب في نفسي وأني ما شاء الله بارعة جداً في الرسـم ـ

وكان ذلك الموقف أمام أعين الطالبات

فما استحملت ذلك أبداً

فما كان من ( أم دميعة ) إلا أن ذهبت آخر المعمل وانخرطت في موجـه بكـاء ,,, ثم غادرت المعمل إلى البيت وأنا حزينة جداً

ثم جلست أقول لنفسي / يا فلانة هذه الأستاذة تحبـك بالطبع ولولا ذلك لما كانت لك ناصحة ولقالت مالي ومالها فلترسم ما تشاء ولتفعل ما تشاء وأنا علي الشرح فقط ,,, لكنها أثرت أن تقدم أنموذجاً ممتازاً لطالبة تخرجت على يدهـا ..

فقررت أن أرمي بهذه الكُراسـة وأحضر كراسـة أخرى جديدة ,,, وأبدأ الرسـم فيها من جـديد وأعيد كل تلك الرسومات

وفعلاً كنت في أوج الحماس وكنت أود أن أقول للأستاذة أنا لست فاشلة بل أنا أجيـد الرسـم

فأخذت أعيد تلك الرسومات في الكراسة وبشكل متأني جداً ومتقن لأبعد الحـدود

المهـم ومن شدة فرحتي بهذا الإنجـاز

لم أستحمل أن أنتظر المحاضرة القادمة ,, بل ذهبت للأستاذة في غرفتها فقلت لها يا أستاذة / هذه كراستي أعدتها من جديد أنظري رسمي مجدداً ما رأيك به ؟؟

فلما رأته أعجبت به أشد الإعجاب ولم تصدق أنني التي رسمته وأخذت تسألني / بالله عليك أنتِ من رسم ذلك ؟؟ فقلت لها / نعم أنـا ـ والحمد لله ـ

فقالت لي / أرجو أن لا تكوني قد أخذتي في خاطرك علي ,, فأنا وددت لك الخيـر ,,, الآن لو تخرجتي من عندي وأنت بتلك الرسومات ماذا سيقولون ؟؟؟ سيقولون / هذا بسبب تلك الأستاذة التي كانت تدرسهـا

ومن يومها أحببت تلك الأستاذة وتوطدت علاقتـي بها

وأصبحت والحمد لله والمنة من أبرع من يجيد الرسم من الطالبات ,,, وكراريسي تحوز على إعجاب الأستاذات الباقيات

والفضل لله أولاً ثم لهذه المعلمة الناصحـة

وتعلمت من موقفها هذا أنا أحب من ينصحني , وأن من ينصحني ينصحني لخيـر يريده لي ,, وأن من ينصحني لابد أن يكون صديقي المقرب وليس عدوي اللدود

ألا يارب وفقها وأسعدها جزاء ما فعلته معـي وجزاء نصحها الصادق لـي

مـواقف طـريفة لا تُنسـى
إن لي في رحاب جامعتي العزيزة طرائف عـدة ومواقف لا تنسـى لا تخلو من الطرفة والدعـابة
ومن أجمل تلك المواقف التي ما زالت عالقة في الذاكرة

1 ـ أولى تلك الموقف ,,, كان في أول محاضرة لي أحضرها في الجامعة ,,, وكنت في قسم الفيزيـاء ,,
كانت مادة التفاضل والتكامل ـ رياضيات ـ كانت المحاضرة موعدها السـاعة الواحدة ظهراً
وكطالبة جديدة لابد أن تحرص على النظام وتلتزم بالمواعيد وتظن هذا ديدن الجميع

المهم ذهبت مسرعة على الموعد وكانت الساعة تشير للواحدة وصلت للقاعة بسرعة فطرقت الباب وكانت الدكتورة موجودة ـ وطبعاً ما كنت أعرف شكل أستاذة المادة ـ ,,, وكنت أظن أن المواعيد تمشي على الألف ,,, فالساعة الواحدة تماماً لابد أن تكون الأستاذة موجودة هناك ولا يحسن بنا التأخير

المهم طرقت الباب فاستأذنت للدخول فسمحت لي ,,, دخلت وأخذت مكاني في القاعة ,,, ولم يأتي على بالي أنني في المكان الخطأ حيث أني مستجدة ولا أعرف أحداً من الطالبات
المهم أني متوقعة أن أجد الأستاذة تشرح مسائل رياضية ضرب وجمع وطرح كما تعودنا في تفاضل الثانوية
أتفاجأ بالأستاذة تشرح أمور لا تمت للمادة بصلة تشرح عن التربة والأملاح والمعادن
فتعجبت من الأمر وقلت في نفسي / يا بنت لعل تفاضل الجامعة ليس مثل تفاضل الثانوية ( لا تضحكـون )
وبعد دقائق إذا بالأستاذة تختم الدرس وتخرج ,,,, تعجبت من هذا الدرس الذي لم يطل ودام دقائق
فسألت من بجواري هل هذه مادة التفاضل والتكامل ؟؟
قالت / لا بل مادة الفلورا ( إحدى مواد الأحيـاء )
فعرفت أني كنت مضيعة وداخلة مع طالبات المادة الأخرى واللاتي كنا يدرسن في هذه القاعة قبلنا ونحن موعدنا بعدهم مباشرة ولكن الأستاذة تأخرت في الإنصراف وتلك تأخرت في الحضـور
فلما خرجت من القاعة وجدت الأخوات اللاتي في قسم الفيزياء ينتظرن خارج القاعة وقلن لي / لقد رأيناك مسـرعة وكنا نود أن نحدثك ولكنك دخلتي بسـرعة
كل هذا حتى لا أخالف النظام ,,, ولكني اكتشفت أن الجامعـة ليست دقيقة المواعيـد وقد تتأخر الأستاذة عن الموعد وقد تغيب وما عليك سوى الإنتظار
ومن الطريف في الأمـر أني كنت متعجلة للأمور فقد حولت بعد ذلك لقسم الأحياء ودرست مادة الفلورا التي حضرتها قبل أن أحول للقسـم

2 ـ الموقف الثاني كان في مادة الإحصاء الحيـوي
اختبرنا مع الدكتور على خير ,,, وبعد الإختبار اكتشفت أني أخطأت في حل أحد المسائل وأنا متيقنة أشد اليقين أن الجواب الصحيح في وادي وحلي في وادي آخر ,,, فقد وضعت قانوناً غير المطلوب منا لحل هذه المسألة ,, وحليت المسألة عليه ,,, وكنت متوقعة درجة متدنية جداً

المهم في الأسبوع المقبل تغيبت عن المادة ,,, فسألت إحداهن عن الدرجات قالت / نعم أعطانا إياها ,, قلت لها طيب هل تذكرين كم كانت درجتي ؟؟ قالت / 10 من 10 .... و كنت غير مقتنعة بكلامهـا أبداً لأني متيقنة من جوابي الخاطئ ...

قلت في نفسي الأسبوع القادم أتأكد من الأمـر ,,, المهم جاء الأسبوع القادم , وبعد انتهاء الدرس ,,, سألت الدكتور عن درجتـي لأني كنت متغيبة الأسبوع الماضي فقال ما اسمك ؟؟ قلت / فلانة بنت فلان فما كان منه إلا أن قال لي
يا ..... دنتي بنت شاطرة قبتي عشرة من عشرة بس ما تغيبيش تاني
سبحان الله كيف حصلت على الدرجة الكاملة لا أدري !! وما زلت موقنة إلى هذا اليوم أن جوابي خطأ 100% ...

3 ـ كان هذا الموقف في أحد الندوات والمحاضرات التي كانت تقيمها جامعة أم القرى وتستضيف كبار الدعاة والعلماء
وكان هذا الموقف في محاضرة للشيخ سعيد بن مسفر القحطاني ـ حفظه الله ـ
وفي البداية كالمعتاد يُعرف المستضيف بالشيخ المستضاف فبدأ التعريف بالشيخ سعيد وقال من ضمن ما قاله أنه كان حكم كرة قدم ـ أو لاعب نسيت ـ
فما كان من الطالبات إلا أن صرخن بصوت واحد / ياواد ياواد
وكانوا يظنون أن الصوت غير ظاهر عند الشيخ
ونتفاجأ بأن الشيخ أخذ يضحكـ والمستضيف فعرفنا أن الصوت مسموع عندهـم

4 ـ مسكـ ختام المواقف الطريفة جداً ,,, كان في آخر فصل دراسي لي بالجامعة في السنة التربوية في مادة التعليم في المملكة
وكانت هذه المادة تتكلم عن التعليم في المملكة قديماً والمدارس المعروفة في ذلك الوقت
ومن ضمن ما تتكلم عنه أن التعليم بالمجان والكتب توزع بالمجان

وكان أستاذ المادة قد أحضر لنا كتباً له في المنهج ثم ندفع قيمتها المهم ودفعت قيمة الكتب والحمد لله
ثم لما جاء الإختبار النهائي للمادة
وضع الأستاذ سؤال في نهاية الأسئلة ( ووضع له رقم تسلسل )
والسؤال يقول
قيـمة الكتب أين ؟؟
فمااااااااااااذا تتوقعون كان جوابي ـ التحفـة ـ !!!!
كتبت له وبكل ثقة
من الحكووووووووومة الرشيـدة

ثم لما خرجت من القاعة سألت البنات ما هذا السؤال الغريب الذي وضعه الأستاذ
قالوا / هو يعني به الكتب التي أحضرها لنـا هل دفعتي قيمتها ؟؟!!
فأخذت أضحكـ على نفسي والجواب الذي وضعته له ,,,, وإلى هذا اليوم أتمنى معرفة ردة فعل الأستاذ يوم قرأ جوابي الخرافي ,,, وكأني به يقول // هذي جالسة تستهبـل علي
طيب هو المفروض ما كان يرقم السؤال ويضع له تسلسل فيُظن أنه سؤال في المنهج
أليس كذلك ؟؟؟!!!!

أمــاكن لا تُنسـى
إن لي في كل شبر من جامعة أم القرى ذكرى ,, وفي كل شبر من هذه الجامعة ذكرى خالدة وشاهدة على فضل هذه الجامعة العظيمة علي
أحب كل شبر مررت عليه في هذه الجامعة ,, أحب كل مكان مررت عليه ومكثت فيه ولو للحظة
أحب كل قاعة درست فيها من قاعات هذه الجامعة
أحـــب مبنـى ( د ) ـ القديم طبعاً ـ الذي ذهب اليوم وأوصدت أبوابه في ظل التطورات التي تشهدها الجامعة

أحب هذا المبنـى ,,,, وتحديداً الدور الثالث منه حيث يقطن قسم الأحيـاء

أحب حجرة التكييف المركزي التي كنا نجلس فيها وصويحباتي ,,, نتناول الإفطار سوياً , نضحكـ سوياً , نذاكر و نحل الواجبات , نصلي الضحـى وسوف تشهد هذه البقعة يوم القيامة على سجداتنا فيها

وماذا أقول عن مبنـى ( ب ) الجديد ,,, وتحديداً تلك الزاوية أسفل الدرج التي كنت أجلس أنتظر فيها صديقتـي نتدارس بيننا كتاب الله حفظاً ومراجعة ,, وتأتي كل واحدة منا بفائدة تتلوها على الأخرى ... وما زال حب هذه الزاوية في قلوبنا حتى أسميناها أنا وصديقتي ( بيتنـا ) فنقول جئنا من بيتنا , ونذهب لبيتنا وأين أنت يافلانة ؟؟ أنا في بيتنا جالسـة .... وما زال ذلك المكان يشهد سجداتنا فيه ,,,, إن ذكرى هذا المكان لتبكيني شوقاً إليه..

حتى أني حينما أمـر من جوار الجامعـة أشيح بوجهـي بعيداً حتى لا أتذكر ذلك المكان المحبب إلى قلبي الذي جمعني بأختي الحبيبة التي لم تلدها أمـي ...

أحب المكتبة المركزيـة التي تجمع أمهات الكتب فمنها ننهل علوم الدين والدنيـا

أحب جسـر الجامعـة الذي يربط المبنى القديم بالمبنى الجديد ( المعروف بالقصـر ) ,,, أحب هذا الجسـر ويطيب لي أن أعبره كل يوم تقريباً إما للذهاب لمحاضراتي أو حتى أرى جديد ( اسحبي نسختكـ ) الموجود في الجسر ويُجدد باستمرار بالمطويات النافعة والأشرطة القيمة .... وإما أعبره حتى أتناول وجبتـي المفضلة ..
أحب مبنى ( ط ) وأحب البوابة القديمـة ( ما تكيفت مع البوابة الجديدة ( الجوهرة ) لأني اضطر لقطع مسافة كبيرة حـتى أصلهـا ـ ياشين الكسل ـ )
أحب مصليات الجامعة , والصالة الرياضية , وقاعات وأماكن الندوات والمحاضرات
أحب كل شبر في هذه الجامعـة حتى ذلك المكان وظل تلك الشجـرة التي أنتظر فيها والدي أحبه لأنه يحمل في قلبي معانـي جميـلة
أحبك يا جامعتي وسأظل أحبـكـ إلى الأبــد

يوم لا يُنســى
يوم لا ينسى بالنسبة لي ....
في هذا اليوم عرفت فضل وقدر حامل و حافظ القرآن
إنه يوم تكريمي في مسابقة تقيمها الجامعة في حفظ القرآن كاملاً أو أجزاءً منه
لن أنســى مباركـة الكثير لي ممن يعرفنني وممن لا يعرفنني ودعواتهم لي أن أتم ما تبقى لي من القرآن
لن أنســـى فرحة والدتي الحبيبة بي ذلك اليـوم
شعرت في ذلك اليوم أني قدمت لوالدتي الحبيبة شيئاً يستحق أن تفخر بـه
عرفت في ذلك اليوم
أن الله يرفع بهذا الكتاب أقواماً ويضع به آخرين
يارب اجعلنا ممن يرفعه القرآن العظيـم
يـــوم الوداع والفـراق
و لابد أن لكل بداية نهـاية حتماً
يوم وداع وفراق جامعة أم القرى
يوم لا ينسى في حياتـي
يوم اختلطت فيه الأفراح والأحزان في قلبي
فرحــي بحصاد ثمرة أيام وشهور وسنوات عصيبة
فرحـي بحصاد ثمرة جد واجتهـاد ومكابـدة الصعاب
فرحـي بحصولي على شهادة البكالوريوس بتقدير ـ ولله الحمد والمنـة ـ يُرضى طموحي وما كنت أجد وأجتهد لأجله وتحصيله ( الماجستيـر )

وحزنــي
على فراق جامعة أم القرى
حزنـي على فراق هذا المكان ,,, الذي كان فاتحة خير علي ,,,, فهو منبر علم ودعوة لمن أحسن استغلاله

حزنـي على فراق رفقة صالحة ,,, وأنا موقنة أن حبل الوصال والرؤيا سوف ينقطع بتخرجي من الجامعة
ولكن أسأل الله لقيا المنـابر ,, في دار لا صخب فيها ولا نصب
وإلى هذا الحــد فمشاعري لا تقوى على المزيد يا جامعتي الحبيبة

جامعتي الحبيبة
لقد تخرجت منك منتصف عام 1426 هـ وها نحن الآن مطلع عام 1430 هـ
وما زلت أذكرك صباح مساء
وما زلت أحن وأشتاق إليك ويتقطع الفؤاد شوقاً إليكـ
ألا يا تــرى هل سيكون لي معك موعد آخر يا جامعتي الحبيبة ؟؟!!!!
أتمنى ذلك وسوف أجد وأجتهد حتـى أحصل على مقعد من مقاعدك المـباركة

وفــي الخـتام
أشكرـ بعد شكر الله عز وجل ـ جزيل الشكر وأعذبه
والدي الحبيب
ذلك الرجل والمربي الفاضل
الذي قادني للنجاح بعد توفيق الله
ذلك الرجل الفاضل
الذي ما أذكر أنه وبخنـي يوماً مـا على أي درجـة حصلت عليها
إن رأى خيراً فرح واستبشر ,,, وإن رأى فشلاً شجعني أن يكون القادم أفضل وأنه ما زال هنـاك أمـل
وتحيــة طيبة مباركة معطرة بأريج الزهـور

أبعثهـا
لكل معلم ومعلمة تتلمذت على يديه في رحاب جامعة أم القرى
لكل من علمني حرفاً من أمر ديني ودنياي في جامعة أم القـرى
لكل صديقة وأخت رافقتها ولو ساعة في رحاب جامعة أم القرى
لكل من أســدى إلي معروفاً في جامعة أم القرى

بقـــي أن أسألكم سؤالاً
ما رأيكم بعد هذا كله في جامعتي الحبيبة ؟؟؟ وهل أحببتموها ؟؟!!!

ويشرفني مطالعتكم موضوعي

.: تجـــربتـــي مـــع المـــاجستيـــر :.
 

بقلــم
زاد المعاد
طالبة في جامعة أم القرى سابقاً وترجو أن تكون كذلك لاحقاً
السبت
6 ـ 1 ـ 1430 هـ
الســــــــ9:20 ص ــــاعة

سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
الأخت زادالمعاد
  • مـقـالات
  • مختارات
  • الصفحة الرئيسية
  • ملتقى الداعيات
  • للنساء فقط