صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







أمن أهل الجنة انا أم من أهل النار؟؟

أ.سحر عبد القادر اللبان


الجوّ شديد البرودة، فبرد أستراليا غالبا ما يكون قاسيا، ركبت السيارة مع صديقي أحمد في طريق عودتنا من عقيقة ابن صديق غال جدا، وفي الطريق، بينما أحمد صامت يركّز على القيادة سرحت في أفكاري، فتذكّرت الحفل وكيف كان جميلا وقد لبّى الإخوة جميعهم الدعوة، فسمير غال على الجميع، يحبّه الجميع لأخلاقه العالية ولتفانيه في نشر الدعوة، وبذل كلّ ما يستطيع في سبيل ذلك.
من يراه وللوهلة الأولى يظنّه أستراليّا أصليّا، بسبب شكله الذي يشبه الأستراليين، وبسبب جهله التامّ للغة العربيّة، إلا أنّه ليس كذلك، وقد تكون أمّه أسترالية فورث عنها جمالها.. إلى هنا توقفت بأفكاري والتفتّ إلى أحمد متسائلا:" قل لي، هل أمّ سمير أستراليّة الأصل؟"
التفت إليّ أحمد باستغراب، وردّ سؤالي بسؤال من عنده:" ولم تظن هذا؟".
- شكله يوحي لي أنه من أصل غير عربيّ.
- لا، بل هو من أبوين عربيين، فهما من لبنان..ألا تعرف قصّة سمير وأهله؟؟
- لا، وليتك تقصّها لي، فأنا متشوّق لمعرفة كلّ شيء عن سمير..
هزّ أحمد رأسه موافقا، وقال:" سمير كان اسمه الحقيقيّ سام، وأنا من أطلقت عليه اسم سمير، وكذلك أطلقت على أخيه بل اسم نبيل، وهذا منذ زمن طويل، بعد وصولي إلى أستراليا بشهرين.. كنت حينها أشعر بغربتين، غربة البلد والبعد عن الأهل والأصحاب، فكنت أصرف أوقات فراغي في المسجد، وهناك تعرّفت على بعض شباب الدعوة والتبليغ، فصاحبتهم، وصاروا يزورونني في البيت وكثيرا ما كنت أخرج معهم في تجوالهم على القرى والمدن في بحثهم عن مسلمين..
وفي مرّة خرجت معهم في سفر للبحث عن مسلمين، كنت أخرج معهم في سبيل التسلية وتمضية الوقت بالصحبة الطيبة، ركبنا السيارة وسرنا مسافة ثماني ساعات متواصلة، حتّى شعرنا بالتعب، والجوع، وكنّا على مشارف بلدة صغيرة تسمّى "دابو"... فرحت كثيرا عندما عرفت أنّنا أصبحنا قريبين من البلدة، إلا أنّ فرحتي لم تدم طويلا، وذلك عندما سمعت أخا لنا يقول إنّ مجموعة سابقة أتت البلدة ولم تجد فيها مسلمين، لذا، فهي ليست البلدة الطلوبة، وأنّ علينا تكملة الطريق.
يا الله... هذا يعني أنّنا سنستمر بالسير لساعات بعد، التعب أضناني، والجوع أنهكني، كم أحلم بوجبة طعام وسرير..
نظرت إلى الطريق المؤدية للبلدة، خفت أن نتجاوزها، فأسرعت قائلا:" لم لا نقصدها فنبات فيها وننطلق في طريقنا في الصباح، فالتعب نال منا جميعا؟"
وكم كانت فرحتي بالغة عندما وجدت الأغلبية توافقني الرأي، وانحرفت السيارة وأخذنا طريق البلدة، كم سنكون محظوظين ان وجدنا بسرعة فندقا فيه أماكن شاغرة... لا يهمني ان كانت الغرفة مشتركة، ما أريده الآن سريرا ألقي عليه بتعب النهار..
وصلنا البلدة، وصرنا نسأل أهلها عن فندق ومطعم، فأرشدنا أحدهم إلى فندق في وسط البلدة.. أوقفنا السيارة وترجلنا منها ونحن نشعر بالانهاك، دخل أخ لنا الفندق يسأل عن الأماكن الشاغرة وعن السعر، كما أنه يسأل عن مطعم قريب لنأكل..
وقفت خارج الفندق أشاهد واجهات المحلات والبضائع المعروضة فيها، وإذا بي أجد نفسي وجها إلى وجه مع شاب طويل عريض، أشقر الشعر، أزرق العينين، نظر إلي بدهشة عارمة وقال بانكليزية سليمة وبلكنة استرالية:" هل أنت مسلم؟"
قد تسألني كيف عرف ذلك، نعم، سؤال وجيه، ولكن عندما تعرف أنّني حينها كنت أرتدي الزيّ الأفغاني وأضع على رأسي عمامة ، ومع لحيتي الطويلة فسؤاله لن يكون غريبا حينها، سألني وهو مستغرب وجود مسلمين في "دابو"
أجبته:"نعم، والحمد لله".
- وأنا أيضا مسلم.
ردّه صعقني، كيف يكون مسلما وقد قالوا أنهم أتوا إلى البلدة من قبل ولم يجدوا فيها مسلمين.
نظرت إليه وسألته:" هل أنت ممن دخلوا الإسلام حديثا؟"
- لا، بل أنا ولدت مسلما، ومن ابوين مسلمين.
- وهل أبواك هنا في "دابو"؟
- طبعا، تفضلوا معي لمقابلتهما، فهما لن يصدّقا أنّ هناك في "دابو" مسلمين غيرنا.
طلبت من الإخوة تأجيل الأكل، وانطلقنا جميعا مع الشاب إلى بيت أهله، أدخلنا البيت الذي لم يكن فيه ما يوحي إلى عقيدة قاطنيه.
نادى على أهله، فخرجت الأم وهي سافرة، وأتى رجل عجوز جاوز السبعين من عمره، وسلّم علينا مستغربا.
كان العجوز والد الشاب، والمرأة أمّه..
دعونا لتناول الطعام وللمبيت عندهم، ورحبنا بالدعوة على أمل أن نساعد هذه العائلة المسلمة الوحيدة في "دابو".
راح الوالدان يتكلّمان معنا العربيّة بطريقة مكسّرة توحي باهمالها وعدم استخدامها منذ سنوات طويلة.
بعد تناول الطعام حضر بقية أفراد العائلة والتي كانت تتألّف من أب وأمّ وولدين(سمير ونبيل) وثلاث بنات، لا أبالغ ان قلت لك إنّ أخوات سمير يفقنه جمالا، ما ان رأيتهنّ حتّى شعرت بخطورة بقائهنّ في بلدة منزوية كـ "دابو"
راح الوالد يقصّ علينا كيف وصل إلى أستراليا عن طريق الصدفة قبيل الحرب العالمية الثانية، وكيف راقت له أستراليا فبقي فيها، وأول بلدة سكن فيها كانت "دابو"، وبعد سنوات، أرسل إلى أهله في لبنان ليرسلوا له عروسا لأنّه لم يشأ أن يتزوّج من غربيّة، فأرسلوا له بزوجته الحاليّة، التي كانت شابة لم تتجاوز الخامسة عشر من عمرها، تفتّحت عنده، وأنجبوا شابين وثلاث بنات هم كلّ حياتهم..لم يزوروا لبنان بعدها قط، بل لم يتركوا "دابو" لأي مكان آخر.
وعن مناسك الإسلام قال إنّه يعرف أنّ هناك شهرا يصومه المسلمون في السنة، فكان يختار أيّ شهر ويقول لأولاده إنّه شهر الصيام وكانوا يصومونه وبعده يحتفلون بالعيد، أمّا عن الصلاة فلم يأت على ذكرها، وعرفت فيما بعد أنّه وعائلته لم يكونوا من المصلين.
سألته إن كان يعرف أنّ على المسلمة أن تتزوّج من مسلم، فردّ أنّه يعرف هذا، وأنّه يفكّر دائما ببناته وبكيفية زواجهن من مسلمين وهم في مكان معزول تماما عن الإسلام والمسلمين.
اقترحت عليهم ترك البلدة والانتقال إلى سيدني حيث الجالية الإسلامية هناك فكان رد الوالد الرفض، أما الأم فرحبت بالفكرة حيث كان همّها الوحيد تزويج بناتها من مسلمين، كما أنّ سميرا أعجبته الفكرة لكنّه لم يستطع التأثير على والده.
أمضينا الليلة عندهم ونحن نتكلّم على ضرورة ترك البلدة، وموقف الأب جامد لا يتغيّر، وفي اليوم الثاني قرّر الإخوة ترك البلدة لتكملة رحلتهم، إلا أنني فضلت أن أبقى مع عائلة سمير علّني استطيع أن أؤثّر على الأب فيغير موقفه ويترك هذه البلدة المعزولة تماما.
بقيت عندهم ثلاثة أيّام في نقاش مستمر، والأب لا يلين، واستعنت بالأمّ والأولاد للتأثير على الأب، وبعد ثلاثة أيام من المحاولات وافق الوالد على الانتقال، وكانت موافقته فرحة للجميع.
ونحن نرتّب الأغراض ونضعها في الصناديق سألت الوالد إن كان يريد استئجار بيت أو أنّ بإمكانه الشراء، فردّ أنّه يريد الشراء ولا يهمّه السعر، المهم ألا تتشرّد العائلة في المدينة وتتنقّل من بيت إلى آخر.

اتصلت بأصدقاء لي في سيدني يتشاركون بيتا في حيّ المسلمين، وطلبت منهم إخلاءه للعائلة لعدّة أسابيع ريثما تدبّر أمرها، كنا كثيرا ما نفعل هذا مع بعضنا البعض، وكم من الأيام كنت أترك بيتي لعائلات آتية من أماكن بعيدة وأبات عند الشباب، وهم كانوا يفعلون الشيء نفسه.
كما اتصلت بشباب أعرفهم وطلبت منهم البحث السريع عن بيت للبيع يكون قريبا للمسجد.
وضعنا جميع الأغراض في الشاحنة، وركبنا السيارة بغية الانطلاق، وإذ بسمير ينتبه إلى غياب الوالد، خرج من السيارة وصار يبحث عنه فوجده وقد توسّد صخرة كبيرة قرب البيت ويداه على وجهه...
حضن سمير والده بعد أن لمح الدموع في عينيه، لحقت بهما، وتأثّرت لمنظرهما، كان الوالد يبكي حزنا على تركه لبيته وللبلدة التي أمضى فيها أكثر من أربعين سنة، والابن يبكي لبكاء والده. راح الأب يتمتم قائلا:" أرجوكم، اذهبوا لوحدكم واتركوني هنا، فأنا ما عدت أستطيع تحمّل البهدلة، هذه البلدة اعتدت عليها، وعلى من فيها، خذ يا سمير أمك وأخواتك، زوّج أخواتك ثم أعد لي أمّك، أمّا أنا فلا أريد الانتقال، أريد أن أموت هنا"..
دموع الوالد جعلت سميرا يقول بسرعة:" سنبقى جميعا هنا، إمّا أن نرحل كلّنا أو لا نرحل، فلن نتركك أبدا يا والدي"..
وقفت أرقب بصمت وتأثّر منظر سمير وأبيه، لا يمكنني أن ألوم الأب على تصرفه، لو كنت مكانه ما كنت لأفعل إلا ما فعله، الانتقال والترحال صعب جدا على شاب في مقتبل العمر، فكيف هو على عجوز مثل أبي سمير؟
تقدمت منهما وقد لاحظت أن الوقت سيسرقنا، وما ان نظرت إلى سمير حتى أشاح بوجهه عني كي لا ألمح دموعه.
لله درك يا سمير ما أرق قلبك وما أطيبك
رآني الأب أتقدم إليهما ولا أعرف ماذا أقول، في عيني كلام كثير، وتعاطف كبير، لكن الموقف لا يحتمل العواطف، الأمر مهم ومصيري.
والد سمير فهم كلامي دون أن أتلفظ به، فمسح دموعه وقام واقفا وهو يقول لابنه باللغة الإنكليزية: هيا بنا يا بني، أمك وأخوتك ينتظروننا في السيارة.
ما ان انهى كلامه حتى عاد البشر إلى وجه الابن، وارتاحت قسماتي.
بدأنا السير مخلفين البلدة خلفنا، وما ان جاوزناها حتى طلب منا أبو سمير أن نتوقف قليلا، وفتح باب السيارة وترجل ليشيع البلدة بنظراته الأخيرة، وعاد إلى السيارة وهو يقول : لا بد أن نعود إليها يوما بعد أن ننهي المهمة التي من أجلها نرحل.
كان الطريق طويلا، وكنت أتناوب القيادة أنا وسمير، وفيما كنا سائرين إذ بهاتفي يرن ، وكان المتصل أحد أصدقائي الذين طلبت منهم البحث عن منزل للبيع يخبرني أن هناك منزلا مناسبا للعائلة وقرب المسجد، سررت جدا للخبر و نقلته الخبر لأبي سمير الذي فرح مثلي وقال لي بسرعة :"قل له إني مستعد لدفع أي مبلغ شرط أن نبيت اليوم فيه".
كم كانت الأمور ميسرة مع عائلة سمير، ما أراده الوالد حصل، وما ان وصلنا سيدني حتى اتجهنا نحو المنزل الذي كان صديقي قد تفاوض مع أصحابه ليسلموهم إياه فورا، حيث قام أصحابي بمساعدتنا في حمل الأثاث ووضعه في البيت الجديد.
في اليوم الثاني عدت إلى العائلة وقمت باصطحابهم إلى المسجد والمحلات وتعريفهم على البلد، وبعد ذلك صرت أتردد عليهم باستمرار وأزودهم بالكتب المساعدة في فهم الإسلام وتعليم الصلاة، فلمست في أقل من شهر تغيرا واضحا في هذه العائلة.
فأبو سمير عاد إليه بشره واستقراره وارتاح للمكان الذي هو فيه فما عاد يشعر بالضياع، كما أنه تعلم الصلاة وصار زائرا دائما للمسجد.
وأم سمير فاجأتني بلبسها للحجاب، والمفاجأة الأكبر كانت جرأتها في عرضها لبناتها على سيدات في المسجد، فقد قامت أم سمير ذات يوم وبعد الصلاة بالمناداة بأعلى صوتها جاذبة النساء كلهن إليها، وقالت: " من كان عندها ابن تريد تزويجه فعندي ثلاث بنات كاملات، جميلات ، مؤدبات وأريد أن أزوجهن لمسلمين ملتزمين".
ما فعلته السيدة آتى ثمره سريعا، فما هي إلا أسابيع قليلة حتى كانت البنات الثلاث قد ارتبطن وخطبن.
أما سمير ونبيل فقد لازماني في حضور حلقات الذكر وفي الصلاة في المسجد.
كانت الأسرة تتقدم بسرعة نحو التعرف على كل دقائق ديننا الحنيف، وبعد أقل من سنة، وما ان اقترب موعد الحج إذ بي أتلقى اتصالا من والد سمير يطلب مني مساعدته في تحضير أوراقه وأوراق زوجته لتأدية هذا المنسك العظيم.
سبحان الله، أين كنا وأين أصبحنا، بالأمس القريب كان يرفض ترك البلد والانتقال، والآن هو أسعدهم بهذه النقلة.
ساعدته بتحضير الأوراق وكنت بين المودعين، وبين المستقبلين.
وعادا إلينا وكأنهما شخصان جديدان، فآمارات الإيمان كانت تشع من وجهيهما، ورغم الإجهاد الذي كان واضحا على ملامح شيخنا الكبير إلا أن السعادة كانت تجاهد لتظهر بجلاء ووضوح.
ليلة وصولهما بقي الحاج يتكلم على الحج وما قاما به هناك، ويصف لنا رؤيته للكعبة لأول مرة وكيف كان شعوره آنذاك ، كان يتكلم ويتكلم وأنا منصت أفكر في هذا الإنسان الذي كان محروما قبيل سنة من هذه اللذة الرائعة التي ذاقها الآن، وكيف يتكلم الآن بثقة عن رغبته بالعودة مجددا إليها مع أولاده جميعا.
وكان الحاج أثناء كلامه دائم الشكر لله على ما انعمه عليه وعلى عائلته من تغيير جذري في حياتهم جميعا.
فرحته بالعودة إلى الحج لم تدم طويلا، فالإجهاد ترك بصماته الواضحة على صحته التي راحت تتدهور بسرعة مخيفة.
وفي مساء يوم متعب لي لكثرة الأعمال تلقيت اتصالا سريعا من سمير يطالبني بالحضور فورا الى بيتهم.
دخلت غرفة الوالد حيث كان ممددا على سريره والمرض آخذ منه كل مأخذ
وما ان رآني حتى أجهش بالبكاء، وطلب بحركة من يده انصراف الجميع باستثنائي.
وما ان أغلق الباب وراء آخرهم حتى بدأ يتكلم بصوت هزيل يقطعه البكاء:
"يا ولدى، أنا ما زنيت يوما، وما شربت الخمر ولا أكلت الخنزير، لم أسرق ولم أشهد زورا قط، هذا فقط ما كنت أعرفه عن الإسلام، وربيت أبنائي عليه.
آه يا ولدي، صرفت شطرا كبيرا من عمري وأنا لا أعرف الصلاة، ولا أعرف كثيرا عن الإسلام إلى أن ساقك الله لنا.
بالله عليك ، قل لي أتراني من أهل الجنة أم من أهل النار؟
والله، إني أحب الله تعالى وتغيرت مذ قابلتنا
مذ عرفت معنى الإسلام، لكنني في خوف دائم من الماضي، من سنوات عمر طويل ضاع وأنا بعيد عن لذة الإيمان.
أخاف من عقاب ربي على أيامي الخالية، أيام قضيتها في جمع المال وفي حياة فارغة.
من هم أهل النار، وهل تراني سأكون واحدا منهم؟
إلى هنا توقف الحاج من كلامه ، لا بل أرغمه البكاء الشديد عن التوقف، هذا البكاء الذي لم أستطع إيقافه رغم أني رحت أردد على مسامعه قول الله تعالى:
"قل ياعبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لاتقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم"
ثم تركته وكلانا متأثر بما جرى.
وبعد ثلاثة أيام من لقائنا هذا أسلم أبو سمير الروح.
يقول سمير إنه دخل عليه الغرفة فوجد ابتسامة عريضة على شفتيه ووجد اصبعه مرفوعا وكأنه كان يتشهد.
رحمك الله تعالى يا أبا سمير وجعل مثواك الجنة

 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
سحر لبّان
  • مقالات
  • قصص
  • الصفحة الرئيسية
  • ملتقى الداعيات
  • للنساء فقط