صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







خواطر امرأة في الخمسين

صباح الضامن

 
(1)
بالقرب من باب البيت وعلى الجدار الأبيض المتاخم للممر المؤدي إلى خارج مدينتي
كانت هناك معلقة ....تنتظر
لم أستطع أن أنظر إليها مليا فما بنفسي من حبور في هذه اللحظة الفجرية يمنع من استقدام أي شيء إلا من ذاك الجمال السماوي المتنزل مع أول خط أفل هاربا من عتمة ليشق موجات الأثير القلقة المصاحبة لأنفاسي المتلاحقة
أسميك يا نفسي بأسماء ذائبة في رحيق أمل حتى إن تلاحمت مع اتقاد في خارج المدن المشرعة الأبواب تنسابين كقطر في فم المتلفظين جمل حب
وأراشيك يا لحظتي ألا تحيدي عن صنع مفاتيح الحلم المرسوم لك فجمال تواجدك المستفيض الآن هو الذي أطلقته يوم حبوت فعدوت فعدت الآن بقلوب شتى
وأستسمحك يا خطوتي ألا تثاقلي فشعاع النور الهاتف من مشكاته أن انطلقي ولا تتركي عثرة قادمة من بيض أيام شتوية يدعوك وقد غزى اخضرار لحظك ورنا إليك من بعيد ومن قريب ولم يتستر فأعلنها جهارا أن استمري ....
فما بالك نفسي تختلسين النظر إلى تلك القابعة على جدارك الأصم في ممرك الطويل أتخشين ....؟؟
ألم تكوني نسيم الصبح الذي يحمل أنفاس الأحبة المنطلقة من عقال فتي إلى حكمة رصينة
ألم تكوني وثابة الفكر لاعج شكواك بجرات قلم تحفر عبرة
فما بال السنون الآن على جدرك وفي انتظار لتمسكي بها ... تلك القابعة تنتظر
ولما وضعت الحرب أوزارها ...............لما وضعت بل هي محتدمة سجال في حقائق الحياة
تتوضح الآن ........
نبغت دنياي الآن في حفر حقيقتك أمامي , وكأن الحقيقة هذه جدار وضع بيني وبين تلك الآنوار من مشكاتها والمنطلقة من فجر جديد
نبغت واستحكمت بجنون الخوف من لحظات الخريف القادمة المصفرة ورقا تميت زهر الجهد وتحيله من بعد جمر رمادا بلون هذه القابعة على جداري الأصم
بلون عصا ............... أمي
فهل آن أوان التوكأ عليها !!!!!!!!!!!!!!!

(2)
صوت يلح علي في الخروج
هيا انطلقي كفاك قبوعا في ذاتك
وزيفت لنفسي فكرة تنبثق أن خارجا به قوة سحرية تجعل عيونك تتسع وشفاهك تنطلق , وتجني شهد المحاولة إلم تتذوقيها
أفكاري دوما أستعملها لترقيص فكرة أوائم بينها وبين شعرا سأكتبه في طبيعة ترمي نفسها تحت خطواتي فلكل معنى عندي وسيلة متحركة لا تثبت إلا إن نفذتها وخبرتها
ورغم كوني أعلم أن حكايا ما بعد هذا الباب قد تكون مؤلمة وتستبد بوحشية في طعن جمال يومي وإسالة دم الطهارة والنقاء منها
إلا أنني
لملمت قوة وغردت نسائمي لما رأتني أسير بخطى واثقة بين أشجار الحور الباسقة أسمع أول تباشير النهار في صحف مكتوبة منشرة على قارعات طريق
من زوايا الحبور الداخلي أطلقت شعلة المضي بين قصص مترجمة بلغتي الحالمة ولما اتقد معي النظر وتوهج القلب وحمي وطيس المعرفة آثرت استمتاعا بهم على مقعد خشبي عتيق فجالسته واتحدت معه إلا من سيارات قليلة تعبر أمامي يلقي أحدهم تحية خجلى من هباء غبار يثيره أمام ناظري .
إيه يا مقعدا تصادقت معك
ها أنا أحكي بلغة جسدي المتنعم بفكرة التواجد خارجا بين أحضان من أنت بأحضانه , أحكي قصة هذه المنطقة الرعناء التي سبقتني لمجالستك , وفهمت لغواك
في يوم مجهول بحادثة أكثر غموضا كان هنا على هذا المقعد تجلس معي أفكار تصابح في جمال الطبيعة الوقادة وتماسي
هل تلبس شيطان الفرقة أثير معرفتي حتى باتت تنأى عني بلفظها وتتركني أتوحد مع المقاعد والهواء وغبار سيارات من نهر المدينة المعكر
أين مني أفكار أشرقت قي الطير فناسم العلى
وأشرقت في الشمس فضاحكت القلوب
وأشرقت في خريف ورقة فرسمت نقاطا خضراء بابتهاج ندرة
أسدول حرفي بات مظلما فلا يتسع أن يلف على قلب وَلهَ حبا فبات يرنو يسائل مشرق الضحى ومغرب لص النهار القادم ..أين ؟؟؟ وأين يختبيء محبو صوت الجمال ؟
أم هي الحادثات عششت بقش واهن قلوب فكري فأثرت به ؟
أستطير لصيحة تطلق من وهن آلفه في أيامي , أستطير وألوذ باتزان أحالف نسقا نهج عليه فكري
وأسند رأسي أستسلم لاتحادي مع رفيق لا يمل
فإذا بي ارى من ظننت به أنسا يستعمل وحدتي ويقحم نفسه فيها
صغيرة بسمرة شمسية , وشعر كخيل عرب فروا من قتال ... وثوب من عدة أثواب رقيقة سميكة بألوان من زمن الألوان .....وجور على حذاء كان متقدا بحمرة
أخذت تزحف قربي ونظرها ثابت على امرأة تحتضن رضيعا في الجهة المقابلة للرصيف قد افترشت رمادية ترب بزاوية ومدت أمامها قطعة أثرية من قماش
آه أخيرا جاء من يحرك سكونا في مدينة رعناء
جلست تختلط مع فوضى حياة تمر بها , وتلك الصغيرة لا زالت تزحف تزاحم جلستي حتى أحسست بأنفاسها ورأيت لبد شعرها الخيلي تقترب من كتفي العتيق ....
وبخبرة طفولية امتدت أناملها في حقيبتي الصغيرة تغتذي على فتات دنيا كنت أحمله
وقبضت عليه يدها فحاولت التفلت ...
أمسكت بيدي الأخرى ذراعها العظمي فأخذت تراقص الألم وتعزف تأوهات بجرس فجـَّر عندي طاقات المخزون من غضب فقبضت عليها أكثر
- أتسرقين ؟؟؟
- دعيني
ألا تعلمين أن السرقة حرام وأن الله يعاقب السارق بقطع يده
ومرت سيارة فارهة من أمامنا بلعت آخر حروفي فلم تنتبه لها فعلمت أن أذاني في غير وقته
أمسكت بما يشبه قلادة في عنقها فقلت لها سآخذ هذه فصاحت
- إنها لي ........لي
- وكيف إذًا كنت ستأخذين شيئا لي
كيف ؟؟؟؟؟؟
كيف؟؟؟؟؟ وصرت أهزها بعصبية حتى خلت أني سأقتلع قلبا محروما وأضع حجارة حروفي به
ففلتت من عقال ثورتي لترتمي بحضن أمها التي كانت ترمقني بجمود متوحد مع رصيف
رمادي
آه يا أقدام الصبر أتستطيعين حملي الآن !!!!!!!!!!!
ألم تكوني يا وحدة بين جدراني أرحم !!!!؟؟
وتطلبين يا نفس أن يرافقوك ......... وحروفك الحسان غمست فلا سحر يزينها
سرقتني صغيرة ....... وسرقت وحدتي
أواه يا عصا أمي ..........تمنيت أن أحظى بك الآن
فقد وهنت وآن لي أن أتوكأ ............

(3)
برد ......برد
طويت سويعات الرجف التي انتابتني صبيحة الزلزال وكل راجفة في جسمي ترفض الاستقرار
البرد في العروق الخاوية أكثر إيلاما
إيه يا أياما أقول فيها الآه فيسمعها ألف وألف بواحد
الآن الآه تسكب من عمر القلب إلى عمر القلب وتئن أسفل الغطاء
دثاري الثقيل لا يجلب لي هدأة الدفء
أواه منظر الجثث المنتشرة صبيحة الزلزال / تسونامي /
تسونامي يا قدرًا أخذت حلما بطول عمر وغافلت غافلاً
وغافلت بائعاً وشارياً
حقيقة أنت ونحن أوهام بحلم قاصر
أواه يا تسونامي كأني أرى أقلاماً تشحذ , أسمع صريرها على رق الآلام تحكي قصص غفلة الأنام
ومالي أرفض أن أستنطق العذاب السيال المتنزل عليهم وأسائله هل يا رجفات الزلزال تعيش معنا كل لحظة وتشظي اتزاننا في أماسي وغدوات ؟؟؟؟
أرى نفسي تبعد ,,,,وتبعد وتعود لزلازل كبيرة
زلازل من عمق محيط ظلم البشر و كأنني أساكن أوراقا تنتشر من نفائس عرق السنين
على شطيك وفي قلبك يا دجلتي الحبيبة أرى أشجار المعرفة والفكر ومداها ندى علوم الأولين تتمازج مع دماء أهل الكوفة
مع دماء أهل بغداد
ويسيل المداد والدماء سابحين في دجلة الإباء وهولاكو يقف ضاحكا منتصرا بزلزال جبروتي على ضعاف واهنين
أواه يا هولاكو أتيت الآن تسكن قلوبنا وتغزو فكرنا وتريقه في فراتنا ودجلانا ونيلنا
إيه يا هولاكو عصرنا أما ترى تسونامي أم أن شيطانا اقتلع قلبك الآفل من رحمة وأسكنه خوار سامري لا نفع فيه
آه البرد يقتل ...........
وتسونامي تقتل .........
وهولاكو يقتل ............
وأنا أسفل دثاري أختبيء.......
أصمت بمكر الوهن في قلبي............
خوفا من تسونامي
وهولاكو
وبرد قادم ......
.يتواطأون ويعبرون فراتا في مدائني باجتياح
مزلزل

(4)
ابتسم النهار في عيوني لما توضحت أولى خطوط النور الصباحي فيه
فرفعت الغطاء الثقيل عل ما لازمني طيلة يومين بقدم استقالته على اعتاب صباح مشرق , وتخاذلت الأيدي وهي ترفعه وكأنه ذاهل على ساعدي يشعرني بروح الصداقة التي أمدني بها بلا حدود
ببلاغة المحارب الضعيف استعنت بابتسامة رسمتها في محاولاتي فكانت ناجحة على جهدها المقل
واقتربت من مرآتي الكبيرة
إيه لا تتغيري يا مرآتي أحيي فيك صدقك وصراحتك في إبراز مواهب الزمن لما يتقن صنعته
غادرت مرآتي وعدت لها بعد أن اعتنيت بمظهري
يبدو أن رسالتي البليغة هذه المرة أقنعتها بنوع من التنازل فجاملت نفضي لغبار وهن بات يعشش
واستدرت في الغرفة الكبيرة لتقع عيناي على صندوق كبير وكأنني وضعته إبان مرضي لما كان الهذيان يفوقني سيطرة
وكأن هذا الصندوق سيحكي ابتسامات بمعان تروق لي ففضضته والتقت عيناي بعيني
صورة لابنتي وهما طفلتين
ياه لم لم تتغير ملامحكما يا قرة العين
وفي زاوية الصندوق تقبع طفلة من خمسين سنة مرسومة بإتقان عمرها أشهر
جمد القلب والقلم
ورأيت على تنور القلب أحرف عمر تتداعى سراعا
أهذه أنا
واستدرت لمرآتي
أهذه أنا
وماذا بعد هذه الهوة الكبيرة بين الزمنين
وكأني أرد إلى عقلي أو أسترده لما حلفت لي مرآتي أنها صادقة وتلك الغلائل الشمسية التي تنبثق من عيون طفلة بأشهر وزرعت منذ أبد الآبدين هنا الآن بسبحات من قلم يحكي أني طفلة ........
لما كنت أكبر
وكبيرة لما أزرع الطفولة في نقاطي
وعجبت
أأحتاج لصورة تذكرني أن نثار الزمن في أروقتنا ينتظر

عبرة
ارجعي بسمتك الطفلة
فزمن كهذا يحتاج براءة البسمات لتحمله

(5)
أخذ المقعد يميل بي يمنة ويسرة

الليلة أحس بأن هاتفا من بعيد يسمعني لحنا غريبا يتساوى فيه الغيب مع تثبت لواقع
يحضر لي ضعفة نفس وإشارة بغموض آت
ما أقسى البرد لما يعبث بقلب فيحدث به رجفا فتحاول شعلا أن تبعث فيه اضطراما
لا..... إني لا أشكو من برد أثيري , بل هو ذاك الشعور الذي يتملك الحروف لما تختزن ذكرى وتريد أن تعود لشباب أفل فلا تجد متسعا بين ابيضاض بلمة ولا تقدر على مكوث فتضج فتمتليء جراحا من أسلحة ممتشقة من سهام صغيرة ترمى في حجرها فتحاول انتزاعها فتدمى فتركن إلى اختباء في غياهب النفس تحاور ثلجها وتنجح في أن تحيل الروح إلى صفحة من صقيع راكد
وببلادة مفتعلة ...
نظرت إلى شيء على مكتبي قديم , وردي يحيط به طوقا شفافا يختزن بسمة ودمعة
آه ...............مددت يدي إليه! صندوق زجاجي به شمعة وردية
يا ألله وكأنني أعود سنينا إلى الوراء
- خذيها وكلما أوقدتها تذكري انا كنا نجلس نستضيء بشمعة في النهار
صوتها الحنون لامس شغاف القلب فغصصت بدمعة
أوقدتها فأضاءت عتم حروفي الملقاة تنتظر ........
وأخذت تتمايل على الجدار وخيالات من ماض بعيد تتراقص أمامي و مع كل رجفة دمعة في حلقي أشرق بها
ومددت يدا وجلة من استيقاظ بحلم سابح ترسل في غيه واستعصى علي تفسيرا أداعب لهب الشمعة
مالي ألجأ لماض لا أنال منه غير ظلال مرسومة على جدار أصفر اللون لم تسعفه وردية شمعتي بالانتشاء فباء بفشله يعلن اصفراره رغما
أحنين هو !!
أم وحدة ترسمت بطلل غائر أروم له ترميما!!
واه على سخرية نفسي من نفسي
ما بالك يا متصعدة لعلو ؟؟ أتقبلين تحدث شمعة ببسمتها و دمعتها وعزمك يبغي شمسا
أو أن تلك الشمس اختزلت لك في شمعة صديقة عمرك ترسل لك سرا لا تفقهيه الآن
أو تعلميه وتسبلي عينا حمقى عن تفهم
حقا
حمق الجهل في الركض وراء شمعة باهتة في ليل بسر مكتوب في صدري
يقول لي
شمعتك المشمسة في قلبك رسالة فافهميها
يولد من رحم عتمك نهار

عبرة
كل له شمعة بلهب أصفر
وقليل من له شمعة بشمس تتوهج

 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
صباح الضامن
  • مـقـالات
  • أدبيات
  • الصفحة الرئيسية
  • ملتقى الداعيات
  • للنساء فقط