صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







العيد عيدان.. والفرحة فرحتان

د. أميمة بنت أحمد الجلاهمة
@OmaimaAlJalahma
اكاديمية سعودية في جامعة الدمام


تحرير محافظة عدن يعني العمل على إيقاف الأعمال الإرهابية التي تقوم بها اﻟميليشيات الحوثية والمخلوع من ضرب مصافي عدن وتدمير اﻟﺒﻨية اﻟﺘﺤﺘﻴﺔ للمحافظة الجنوبية ولليمن كافة، كما أن تحريرها سيوقف تهريب الأسلحة عبر المنافذ البحرية.

توقفت أتأمل عبارة وردت في الخطاب الذي وجهه الرئيس اليمني، عبدربه منصور هادي، إلى الشعب اليمني بمناسبة العيد، والذي جاء فيه:
"إنه من حسن الطالع أن تتزامن تهنئتنا بعيد الفطر المبارك في ظل أجواء البهجة والسرور والفرحة التي تجتاح قلوب اليمنيين، نتيجة الانتصارات العظمية التي حققتها المقاومة الشعبية في عدن.. ليصبح العيد عيدين والفرحة فرحتين، فهنيئا لشعبنا، وشكرا لربنا تعالى، "ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله"، وإننا على موعد قريب مع النصر المحقق والمبين لكامل وطننا الحبيب."

لقد أشار إلى تزامن عيد الفطر المبارك مع نجاح عملية "السهم الذهبي" في دحر الحوثيين وقوات المخلوع عن عدن. إن ما ذهب إليه الرئيس هادي في ذاك الخطاب يجسد مشاعر أهالي عدن في ذلك اليوم الفضيل، فقد ارتبطت فرحتهم بعيد الفطر المبارك مع فرحتهم بتحرير "عدن" وعودتها إلى الشرعية وهي الخطوة الأولى -إن شاء الله - لتحرير كل المحافظات اليمنية من أيدي المتمردين.

لقد جاء هذا النصر بفضل الله سبحانه ثم تعاون الكامل بين المقاومة الشعبية والجيش الموالي للشرعية اليمنية والمدعومة من قوات التحالف الجوي والبري وبقيادة المملكة العربية السعودية، وفي هذا الصدد أشار وزير النقل اليمني "بدر محمد باسلمة" إلى أن قوة التحالف قامت بتدريب وتسليح وتجهيز يمنيين داعمين للشرعية بالآليات الحديثة؛ فدربت المقاومة الشعبية وعناصر من الجيش اليمني ممن تم فصلهم من الخدمة من المخلوع "علي عبدالله صالح" الذين أبدوا الاستعداد للدفاع عن أرض الجنوب، إضافة إلى وحدات عسكرية تابعة للشرعية، كما صرح بوجود مجاميع أخرى ستتوالى لمساندة قوات التحالف على الأرض. وبهذا التعاون المتكامل استطاعت المقاومة بكل فصائلها بحمد الله تحرير عدن ومواجهة المتمردين.

هناك من لا يدرك الأهمية الاستراتيجية لتحرير "محافظة عدن"، فعدن تعد العاصمة الاقتصادية لليمن، وأهميتها تنبع من أنها تقع على ساحل خليج عدن وبحر العرب في جنوب البلاد، وبالتالي تتحكم في مضيق باب المندب الذي يعدّ من أهم الممرات البحرية في العالم، إذ يمر عبره نحو 12% من حجم التجارة العالمية، وبالتالي هو المتحكم في التجارة الدولية، خاصة حركة النفط والغاز، فبحسب تقديرات إدارة معلومات الطاقة الأميركية عام 2013 بلغت كمية النفط التي عبرت يوميا مضيق باب المندب قرابة 3.8 ملايين برميل من النفط، ما يساوي 6% من تجارة النفط العالمية.

ومن ناحية أخرى، تحرير محافظة عدن يعني العمل على إيقاف الأعمال الإرهابية التي تقوم بها اﻟميليشيات الحوثية والمخلوع من ضرب مصافي عدن وتدمير اﻟﺒﻨية اﻟﺘﺤﺘﻴﺔ للمحافظة الجنوبية ولليمن كافة، وإلى الإضرار بالاقتصاد العالمي، كما أن تحريرها سيوقف، بحول الله، محاولات الحوثي وحلفائه من الداخل والخارج تهريب الأسلحة عبر المنافذ البحرية، ويعطل سيطرتهم على ميناء عدن وسعيهم إلى منع وصول المساعدات الإنسانسة إلى المواطنين اليمنيين اﻟﻌزل ﻓﻲ عدن وغيرها من المحافظات اليمنية.

إن علاقة إيران بالمتمردين الحوثيين تتعدى الدعم السياسي لتصل إلى الإشراف على إدارة الصراع، فلقد نشرت "جريدة الشرق الأوسط" في مايو من العام الحالي 2015 خبرا جاء فيه أن أحد الحوثيين الذين أسرتهم قوات المقاومة الشعبية في عدن كشف عن وجود خمسة قادة عسكريين إيرانيين يديرون المعارك التي يخوضها الحوثيون في عدن، كما أشارت إلى أن الحوثيين يتلقون تدريبات عسكرية على يد الحرس الجمهوري الإيراني، وميليشيات حزب الله في لبنان، وغني عن البيان أن هذه القوات المدربة من إيران وحزب الله تقوم بانتهاكات إنسانية من قتل العزل وإتلاف المؤسسات الوطنية والممتلكات الخاصة، وانتهاء باعتراض قوافل الإغاثة الإنسانية ومنعها من الوصول إلى المناطق اليمنية المنكوبة، كما تعمل على نهبها.

وفي خضم ما تحقق من نصر، علينا إلزام أنفسنا كجيوش للتحالف إعادة أعمار "عدن"، فالمحافظة بحاجة إلى مساندة تنموية، فبنيتها التحية مدمرة ولم تعد صالحة للحياة، وإعادة الإعمار سيمهد لجذب النازحين وإعادة الحياة في شرايينها، فالمستشفيات تفتقد أبسط وسائل الإسعافات الأولية، ومؤسساتها التعليمية مهدمة، إضافة إلى افتقادها الكهرباء والماء.. كما أن ميناء عدن ومطارها بحاجة إلى إعادة تأهيل ليعاودا نشاطهما المعهود، وليستقبلا المساعدات الإنسانية العاجلة.

لا أخفي شعوري بالفخر كمواطنة سعودية؛ فالتحالف بقيادة بلادي لبى استغاثة الحكومة الشرعية اليمنية، ووقف مع الشعب اليمني الذي افتقد أبسط مقومات الحياة الإنسانية، كما أنه بادر بحماية حدود بلادي من فئة باغية تعتقد أنها كما نهبت مقدرات بلادها فإنها قادرة على الاعتداء على جيرانها. بل لا أستبعد أنها بغباء اعتقدت أنها قادرة على الدخول إلى أرضنا والاستيلاء عليها، وبالتالي كان تحرير "محافظة عدن"، ولله الحمد، رسالة واضحة لمن تسول له نفسه اللعب بأمن المنطقة أو تحريض أحد على الاقتراب من حدودها.. فالحزم الذي عرف بنا كما عرفنا به هو الدواء الشافي لمثل هؤلاء.


 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
أميمةالجلاهمة
  • مـقـالات
  • الصفحة الرئيسية
  • ملتقى الداعيات
  • للنساء فقط