صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







لنستضف أمثال هؤلاء

د. أميمة بنت أحمد الجلاهمة
اكاديمية سعودية في جامعة الدمام


علينا التوقف مليا عند من اختار تغيير دينه إلى الإسلام واتخذ الدعوة إلى ديننا منهاج حياة، فهؤلاء قادرون على إيصال "لا إله إلا الله محمد رسول الله"، إذا ثبت لنا بطبيعة الحال قوة حجتهم وتفهمهم لحقيقة هذا الدين السمح


لماذا اليوم أتكلم عن هذا الشخص وليس بالأمس.. أو في الغد القريب، الحقيقة لقد توقف اسمه أمامي فأثار فضولي فاندفعت للبحث عنه، وها أنا أشارك القارئ الفاضل فيما وجدته، لعله يتدبر ويستشعر عظم هذا الدين العظيم، وعظم الإنسان المسلم عندما يعيش بالله.. ولله سبحانه وتعالى.. لعلنا نهتم به وبأمثاله وهم كثر بحمد الله.
إن ما سأضعها أمامكم اليوم قد لا تكون جديدة عليكم. وآمل ألا تكون، فهي تظهر لنا كيف يمكن أن يكون أبناؤنا المبتعثون دعاة لهذا الدين العظيم ثم سفراء لبلادهم، وكيف يمكن لنا أن نفرض احترام العالم لديننا ثم وطننا دون جهد يذكر، نحقق ذلك لو التزم أبناؤنا المبتعثون بتطبيق تعاليم دين يدعو للخلق الفاضل، يحدث ذلك إذا طبقوا شريعة الله سبحانه، إذا أظهروا سماحة الإسلام في أفعالهم قبل أقوالهم.
إن الإسلام كما نعلم انتشر في إندونيسيا كما في غيرها، عن طريق التجار المسلمين الذين أسسوا لهم مراكز تجارية على سواحل سومطرة وشبه جزيرة الملايو، في أواخر القرن الثاني وأوائل القرن الثالث، ومن خلال تعاملهم الحسن والراقي مع أهل البلاد، وهكذا انتشر الإسلام في أكبر تجمع إسلامي في العالم في وقتنا الحالي.
لكن حال تلك البلاد اليوم مزرٍ للغالية، فهي على عظم إمكاناتها البشرية والطبيعية، فقيرة للغاية، والتعليم فيها ضعيف؛ مما تسبب في نشر الأمية والبطالة.
هذا الوضع البائس أغرى الحركات التنصيرية الممولة بميزانيات تفوق ميزانيات بعض الدول، لممارسة نشاطها التبشيري في إندونيسيا، مدعمة بوسائل الإعلام المتعددة كالقنوات التلفزيونية والإذاعية والصحف والمجلات، والنتيجة لهذا الجهد المضاعف والمنظم انخفض عدد المسلمين هناك من 97% إلى 85%، إلى حد أننا نجد اليوم جزر إندونيسية تنصر أغلب سكانها أمثال "تيمور" أكبر تلك الجزر مساحة.
ومع الأسف أصبحنا اليوم نخاف من الدعوة لهذا الدين الحنيف، فقد ارتبط الإسلام بالإرهاب نتيجة تهور أفراد لا يعرفون حقيقة هذا الدين العظيم، القوي في عنفوانه، الدين الذي لا يعرف الغدر ولا الخيانة، فمن خلال متابعتي لتاريخ وتشريعات هذا الدين الحنيف لم أجد حادثة تاريخية واحدة في التاريخ النبوي كان الغدر أساسها فلم يسمم كافر، أو يقتل وهو نائم بين أفراد أسرته، أو هو يمارس تجارته، أو هو سائر في طريقه مطمئن على حياته وعرضه وماله، لقد تعلمنا من هذا الدين أن القوة لا تعني الغدر والخيانة، ولا قتل الأبرياء.
ولأننا اليوم نتحرج من الدعوة إلى ديننا الحنيف؛ خشية الوقوع خلف القضبان بتهمة الإرهاب، أعتقد أن علينا التوقف مليا عند من اختار تغيير دينه إلى الإسلام واتخذ الدعوة إلى ديننا الإسلامي منهاج حياة، فهؤلاء قادرون بإذن الله على ايصال كلمة "لا إله إلا الله محمد رسول الله"، إذا ثبت لنا بطبيعة الحال قوة حجتهم وتفهمهم لحقيقة هذا الدين السمح.
وسأحدثكم اليوم عن "جوسيف إدوارد إستس" قسيس أميركي دخل الإسلام 1991، فقد حدثت شراكة تجارية بين والده و"محمد عبدالرحمن"، فطلب من ابنه مقابلة شريكه، إلا أن الابن عندما عرف أنه مسلم رفض بشدة، فهو كان يعتقد يقينا أن المسلم إرهابي!!، وبعد الحاح من والده وافق بنية العمل على تنصيره ليس إلا، ولكن سماحة "محمد" ورحابة صدره وحكمته، وإنصاته لغيره وقدرته على استمالة الآخرين بعبارات بسيطة، والأهم من ذلك كله حسن تعامل محمد وأمانته في التجارة، ورفضه التام تقديم البضائع القديمة للزبائن، معللا ذلك بتطبيقيه تعاليم الشريعة الإسلامية، كل ذلك دفع "جوسيف" للتوقف عند الإسلام والبحث في تعاليمه. لقد استضاف "جوسيف " "محمد" رغبة في إحكام الخناق عليه ليتنصر ولكن النتيجة كانت إسلامه وإسلام زوجته وأبنائه ثم إسلام والديه.
أصبح اسم "جوسيف" بعد إسلامه "يوسف إستس" وحول مساره باتجاه معاكس، فبعد أن كان منصرا متمرسا أصبح داعيا للإسلام، فعمد إلى دراسة اللغة العربية والدراسات الإسلامية من عام 1991 إلى 1998، واليوم عندما تسمع حديثة تجد عباراته سهله وواضحة وحجته قوية، ولكننا سندرك أن فهمه للعقيدة الإسلامية فيه بعض الانحراف، وهو ما يتطلب من علمائنا تصحيحه.
وكل ما أتمناه أن تستضيفه المملكة العربية السعودية وأمثاله؛ ليكونوا ضيوفا علينا يسمعوا منا ونسمع منهم، فمما ظهر أجده قادرا على التدبر والتفكر، ومن السهولة بمكان إقناعه بالحقائق ما إنْ نضعها أمامه، وليت "الجمعية العلمية السعودية لعلوم العقيدة والأديان والفرق والمذاهب"، التي تتحرك بإشراف الجامعة الإسلامية بالمدينة، ـ الجمعية التي أعتز وأتشرف بالانتساب إليها ـ التحرك في هذا الاتجاه، فتستضيفه وأمثاله، لعلها توضح حقائق كانت مغيبة عنهم، وهذا سيساعدهم في مشوارهم الدعوي دون شك.
فالجامعة الإسلامية الحاضنة لهذه الجمعية متخصصة في تعليم العلماء من أنحاء العالم كافة، على اختلاف جنسياتهم ولغاتهم، وعلمائها ليسوا متخصصين في العلوم الشرعية فقط، بل هم أيضا بارعون في الحوار والنقاش والإقناع.. وغني عن البيان أن هذه الجمعية هي اليوم في عصرها الذهبي بقيادة مديرها الدكتور المتميز "محمد بن علي العقلا" حفظهم الله جميعا، وهي قادرة بحول الله تحت إدارته وتوجيهه، تقديم ما فيه الخير لنا وللعالم الإسلامي بحول الله سبحانه


 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
أميمةالجلاهمة
  • مـقـالات
  • الصفحة الرئيسية
  • ملتقى الداعيات
  • للنساء فقط