صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







أين أنتِ منها؟!

أ. مها الجريس

 
مضت إجازة الصيف على عجل، وها هي أيامها تؤذن بالرحيل.. فاز فيها سابقون للخيرات أمضوا أوقاتهم في كل عامرٍ ومفيد، وخسر فيها الظالمون لأنفسهم خسارة عظيمة، سافر المسافرون، وتنزه المتنزهون، وتواصل أقوامٌ بأرحامهم، وأقيمت حفلات وأفراح، وكثرت الزيارات واللقاءات، سررنا فيها بأخبار، وساءتنا أخبار، بل وبعض المشاهدات التي آلمت القلب وكدَّرت النفس من تضييع للصلوات وتأخير لها عن أوقاتها بسبب السهر ليلاً والنوم نهاراً، إلى جنون الفن والحفلات وما يصحبها من فتن ومنكرات، اقتصر على شيء واحد منها يخصنا ـ نحن النساء ـ وهي قضية اللباس.. لباسك أختي في الولائم والأفراح كيف حاله؟! هل يرضي الله أم يسخطه؟! هل سترت نفسك به أم أنه قد ألحقك بقائمة الكاسيات العاريات؟! عجباً وربي من امرأة جاءت إلى حفلة عرس وقد علقت ثوبها على كتفيها بخيطين رفيعين لا يكاد يراهما الناظر، ثم شقته من أسفل ليظهر ليبدو منه باطن الركبتين وأسفل الفخذين؟! ماذا تريد من وراء ذلك؟! هل نحن في معرض للحوم البشرية؟! أم هو الشعور بالنقص في الجمال أرادت تعويضه بغرابة اللباس لتلفت إليها الأنظار؟ حقاً إنها مسكينة لا تعرف كيف تحفظ جسدها الذي استأمنها الله تعالى عليه وأسكن فيه روحها التي هي بيده يقبضها إليه كل مساء حين تأوي إلى فراشها لتنام، فتدعو ربها أن يرحمها إن أمسكها، وأن يحفظها بما يحفظ به الصالحين إن أرسلها إلى ذلك الجسد مرة أخرى..

أتساءل بحرقة:
من فرض على النساء أقمشة خاصة في الحفلات؟!!
ومن فرض عليهن أنماطاً معينة من الموديلات؟!
من قال إنَّ ثوب الحفلة لا يمكن تكراره في حفلة لاحقة لنفس الحضور؟!
ومن قال إنَّ أطباقاً من المكياج يجب أن تعتلي وجوه الحاضرات، بل حتى الصغيرات؟!
إنني لست ضد الجمال والزينة؛ بل أعترف بضرورته للمرأة لكونه جزءاً من تكوينها الأنثوي الرقيق، لكنني ضد تحويل الجمال إلى مسخ للصورة البشرية الفطرية، وتحويلٍ للوجوه والأجساد إلى خالٍ أشبه ما يكون بالدمى المتحركة..
لقد حملت فاطمة الزهراء رضي الله عنها همَّ جسدها حين تموت، طيف يطرح عليها الثوب، فيصفها ثم يحملها الرجال على أكتافهم، حتى أخبرتها أسماء بنت عميس رضي الله عنها بما كان يصنعه أهل الحبشة من حمل للمرأة على النعش، فسرَّت لذلك وأوصتها أن تصنع لها مثله لتُحمل عليه بعد وفاتها.. فلك الله يا ابنة رسول الله!!
تحملين همَّ جسدٍ ميت لا روح فيه، حين تحمله عيون باكية دامعة ليست في حال نظر أو فتنة!!
فكيف لو رأيت فتيات الإسلام اليوم بأجسادهن الحيَّة المكشوفة أمام أعين جائعة طامعة بحجَّة أنها بين النساء!!
وكأننا خُلقنا بلا حياء،..
فأين أنتِ منها؟ وقد قيل:
فلا والله ما في العيش خيرٌ *** ولا الدنيا إذا ذهب الحياءُ
يعيش المرء ما استحيا بخير *** ويبقى العود ما بقي اللحاء


المصدر : لها أون لاين
 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
أ. مها الجريس
  • مـقـالات
  • الصفحة الرئيسية
  • ملتقى الداعيات
  • للنساء فقط