صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







قصة (كتب كتب) للأطفال

لجين بنت إبراهيم غازي - السعودية


أحببتُ أن أستعرض كتابًـا قرأته في بداية هذا الفصل الدراسي بعنوان : "كتب كتب" للكاتبة ناهد الشوا، ورسوم مجد حدادين. نشرت الكتاب دار نون السعودية.

أعجبني الكتاب الذي صوّر الطفل خالد "كارِه الكتب" ، حيث يظهر لنا خالد في أول صفحة جالسًا في المكتبة متململًا وحزينًا ويحدث نفسه: "كتب كتب .. في كل مكان كتب كتب!!" ، مبينة لنا مشكلة خالد في ملله من القراءة، ويأتي الحل سريعا من الكتب لتقنعه ، حيث تتحدث معه - على مدار القصة - بروعة ما بين ورقاتها.
وفي نهاية المطاف يُعْجب خالد بالكتب، ويحبها لدرجة الرغبة في إستعارة كل كتب المكتبة.

ناهد الشوا، المولودة في مصر والتي شاركت في عدد من الدورات التدريبية، وفي عدد من الصحف بمقالات عن أدب الطفل، ولها العديد من المؤلفات في مجال كتب الأطفال، تصارحنا بأن خالدًا يشبه الكاتبة في طفولتها، ففي إهداء الكتاب كتبَتْ: (إلى روح الدكتور إحسان عباس رحمه الله من قال لي : اقرئي كل الكتب) شعرت ُ حينها بأن الكاتبة كانت تكره بعض الكتب في صغرها، ولكن الدكتور إحسان أرشدها إلى جمال محتويات الكتب، وحثها على الإطلاع على كل الكتب، وبعد أن عمِلَت بالنصيحة إكتشفَتْ عكس ما كانت تظنه، و رغبَتْ في إيصال هذه الرسالة إلى القراء الصغار.

القصة موجهة للأطفال في عمر الـثلاثِ سنوات، حيث أن كل صفحة من الصفحات لا يزيد عدد كلماتها عن الخمسة عشر كلمة.

في المقدمة إستخدمَتْ الحديث الذاتي، حيث أنها مكتوبة على لسان الطفل خالد، لتتوافق القصة مع خصائص أطفال هذه المرحلة، المتمركزون حول ذاتهم، ثم في وسطها حاولَتْ إخراج الطفل من تمركزه حول ذاته بصورة خيالية رائعة توافق خاصية أطفال هذه المرحلة، ليكون الحوار مع شخص واحد وهو الكتاب الذي يشرح محتواه بطريقة استفزازية تحفيزية!

في كلمات القصة تكرار كثير وهو مناسب بل ممتاز لأطفال الثلاث سنوات، حيث حاجتهم إلى التكرار من أجل تثبيت رسم الكلمة وصوتها في أذهانهم، ولأن التكرار يعطي الطفل حافزا لمتابعة قراءته، ولا يصاب بالإحباط من كثرة الكلمات الجديدة التي لا يعرف قراءتها، ولا يفهم معناها فيحْجِمُ بذلك عن القراءة لكثرة المحبِطَات.

قامت برسم القصة مجد حدادين، ولم تغفل عن عنصري الخيال والواقع، بل قامت بدمجهم لتظهر للطفل معا في آن واحد، حيث أن الأطفال في هذه المرحلة يتميزون بالخيال المتوسع، ويحتاجون لمن يعيدهم إلى الواقع في بعض الأحيان ، فحرصت مجد هنا على هذه النقطة بأن جعلت لكل كتاب يتحدث صفحتين متقابلتين، عن اليمين الواقع، وعن الشمال الخيال.
وقد استخدمت الألوان الزاهية التي تبعث على الراحة والتحفيز، مع تغيرها في كل صفحة تتحدث رسوماتها عن الخيال، ليكون الرسم والتلوين متناسبان مع فحوى الفكرة المراد إيصالها في المقطع، بينما صفحات الواقع لم تتغير عن كونها للطفل خالد والكتاب الجديد المتحدِثْ.

تميزت الرسومات بالوضوح الشديد للمشاعر ، مرة بطريقة جلوس خالد، ومرة بتعبيرات الوجه المتغيرة ، وفي ذلك عنصر جذب ودفع خفي للطفل، حيث يثير فضوله ويدفعه لقراءة النص المكتوب ليعرف سبب الحزن أو الإندهاش –مثلا - البادي على الطفل خالد.
بالإضافة إلى أن تنوع المشاعر وتغيُّرَها تجعل من الطفل متفاعلا ومستمتعا بما يقرأ ويشاهد.

أعجبني الكتاب لأنه يوصل للقارئ الصغير رسائل جميلة يحتاجها بشدة أبناء هذا الزمن وهي أن الكتب جميلة المنظر، تمتعنا وتسلينا؛ مكتبة الكتب مكان مسلٍ وغير ممل؛ الكتب ليست للدراسة فقط وإنما أيضا للإستمتاع؛ نستطيع السفر حول العالم مع الكتب؛ نستطيع معرفة كل شيء من خلال الكتب؛ نستطيع تخيل كل شيء عند قراءة الكتب.

كثيرا ما يظن أبنائنا بأن الكتاب للمدرسة والدراسة وأنه ممل، كالفكرة التي حاكتها القصة، وربما يعود السبب في ذلك لبعض الممارسات الخاطئة من بعض المعلمين والمعلمات التي أدت إلى نفور الأطفال من الكتاب بل اعتبروه مصدر التعب والألم والمعاناة.

فكرة هذه القصة وسيلة رائعة وفكرة طيبة لتعريف الطفل بـماهية الكتاب منذ نعومة أظفاره، كي ننشيء جيلا قارئا جيدا في المستقبل بإذن الله، حيث أن القراءة هي وسيلة من وسائل المعرفة التي لا مناص منها .


بــقــلـمـي ( لجين غازي )
تحت إشراف ومتابعة : دكتورة نجود بنت مساعد السديري .


 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
لجين بنت إبراهيم
  • مقالات
  • علوم القرآن
  • فقه العبادات
  • قصص
  • الصفحة الرئيسية
  • ملتقى الداعيات
  • للنساء فقط