صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







كبرياء امرأة أم جبروت رجل !!

فوزية الخليوي
عضو الجمعية العلمية السعودية للسنة

 
كانت تتوشح السواد حزناً على زوجها الذي توفى منذ عام, وعندما قام أبنائها بحصر التركة لدى المحكمة فوجئا ان الزوج قد قام بتطليق زوجته منذ ثلاثين سنة!!

تفاجأت الزوجة من هذا التصرف وقالت : لقد صبرت مع زوجي سنين طوال , وتحملت فقره وكنت أقوم على تدبير أموره الى ان تزوج بأخرى فسكنت مع ابنائى طوال تلك المدة ولكن لم يخطر ببالي أبدا ان يقوم بتطليقي بـهذا الشكل ,وبعد هذه العشرة الطويلة !! (جريدة الرياض 9 رجب 1427)

وان امرأً لم يفن حسن اصطباره *** عليك وقد فارقته لجليد
لك عندي , وان تناسيت, عهدٌ *** في صميم الفوائد غير نكيثِ

ولهذا جاء الأمر في التقوى في الآية الكريمة "{يٰأيُّهَا ٱلنَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ ٱلنِّسَآءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُواْ ٱلْعِدَّةَ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ رَبَّكُمْ}.(الطلاق: 1) .

ولقد سطر لنا التاريخ من عجائبه أمثلة شتى , لرجال جعلوا من الطلاق سلاحاً للاقتصاص من المرأة ..تأديباً لهفواتـها..وتقويماً لزلاتـها!

هند بنت النعمان بن بشير الأنصارية كان من خبرها "عندما وصف للحجاج حسنها أنفذ إليها يخطبها، وبذل مالاً جزيلاً، وتزوج بـها وشرط لها عليه بعد الصداق مائتي ألف درهم، ودخل بـها فأقامت معه زمناً وكانت هند فصيحة ، ثم دخل عليها في بعض الأيام وهي تنظر في المرآة وتقول:

وما هندُ الا مهرُة عربيــة *** سليلةُ أفراس تحللها بغــلُ
فان ولدت فحلاً فللّه درها *** وان ولدت بغلاً فجاء به البغل

فانصرف راجعاً ولم تكن علمت به، فأراد طلاقها , مع عبد الله بن طاهر، وقال: يا بن طاهر طلقها بكلمتين ولا تزد عليهما ؟!
فدخل عليها وقال لها: يقول لك الحجاج كنتِ فبنتِ،
فقالت: اعلم يا بن طاهر، إنا والله كنا فما حمدنا وبنّا فما ندمنا, وهذه الأموال لك بشارة بخلاصي من كلب بني ثقيف .

كانت ابنة سعيد بن العاص تحت الوليد بن عبد الملك، فمات عبد الملك فلم تبك عليه، فقال لها الوليد: ما يمنعك من البكاء على أمير المؤمنين قالت: وما أقول له إلاّ أن أدعو الله أن يحييه حتى يقتل لي أخاً آخر(وكان قد قتل أخيها)

، قال: أي والله لقد كسرنا ثناياه،
فقالت: علمت من شقت جسده السيوف.
قال الحقي بأهلك!
قالت: ألذ من الدنيا وأيسر. (تاريخ دمشق ج73-27)
نعم! هناك من الأزواج من لم تزدهم العشرةُ الا غربةً وكربهً؟؟

ولم يزدهم الزواج الا قهراً وكبتاً؟؟؟
فليس لهم الا الانفصال سبيلاً والطلاق حلاً ؟؟

ولكن من المؤسف ان تنتهي هذه العشرة على موقف مؤلم تتجرع المرأة مرارته السنين الطوال, وفى قلبها أشد من طعن الإسفين فى قلبها الغض!!
وينساق الرجل ظناً منه انه ثأر لرجولته ..واستقاد لكرامته!!
وكأن الطلاق وحده ليس كافياً ...والجرح ما زال نازفاً !
بينما تخرج من عشها الزوجي وقد استطار صوابـها ..وحارت أفكارها!
فاقدةٌ لعائلها..ومودعةٌ لأبنائها!
تغالب عبراتـها ..وتكتم زفراتـها!

فالمرأة مهما بلغت من قوة في المال أو العلم لن تسابق زوجها وتنازعه في القوة؟
لأنه مادة وحيها وإلهامها!
غنائها وفقرها..
فرحها وألمها..
فبطلاقها ينطفئ هذا البريق والهالة القدسية التي جعلها الله للمرأة "الزوجة"

لاأعرفنك بعد الموت تندبني *** وفى حياتي ما زودتني زادا
 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
فوزية الخليوي
  • مـقـالات
  • الصفحة الرئيسية
  • ملتقى الداعيات
  • للنساء فقط