صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







"فقهيات" دكتورة اللغة !!

فوزية منيع الخليوي
عضو الجمعية العلمية السعودية للسنة


كان من اكبر المصايد التي وقع بها كثير من الناس:مقابلة نصوص الوحي كتاباً أو سنة ,سواء منها ما كان متعلقاً بالغيب أم بالتعبديات أم المعجزات أمام العقل البشرى القاصر ,بحدوده وتفكيرا ته,ونظرته المادية المحضة!! ولقد تناولت احدى الكاتبات فى مقاله لها معنونة " أمن اجل هذا تطرد المرأة من رحمة الله" ردت فيها لحكم لعن المرأة التى تنمص بحجة وقف الحديث على الصحابي عبد الله بن مسعود
نص الحديث:
عن عبد الله بن مسعود قال" لعن الله الواشمات , والمستوشمات , والنا مصات , والمتنمصات, والمتفلجات للحسن , المغيرات خلق الله " فقالت :أم يعقوب: ما هذا؟ قال عبد الله "ومالي لاألعن من لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم وفى كتاب الله؟
قالت: والله لقد قرأت كتاب الله مابين اللوحين فما وجدته ؟ قال: والله لئن قرأتية لقد وجدته" وما أتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا"
رواه البخاري في اللباس 5539, ومسلم كتاب اللباس والزينة رقم / 2125
الترمذي في الأدب حديث 2782,وابن ماجه في النكاح 1989

والحديث ذكره البخاري ومسلم من طريق:إسحاق بن إبراهيم وعثمان ابن أبى شيبة (واللفظ لإسحاق) اخبرنا جرير,عن منصور, عن إبراهيم, عن علقمة .

والرد على الكاتبة من خلال عدة أمور:


أولاً : تصريح عبد الله بن مسعود في الحديث نفسه, بالسماع من النبي صلى الله عليه وسلم:
لقد صرح انه سمع اللعن من رسول الله صلى الله عليه وسلم, فهل يمكن إن يتجرأ ابن مسعود بالقول انه سمع اللعن من رسول الله صلى الله عليه وسلم ...وهو لم يسمعه؟؟!وجاء في حديث له قال :لعن الله الواشمات والمستوشمات والمتنمصات, والمتفلجات للحسن..إلى قوله"ومالي لا ألعن من لعنه رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ملعون في كتاب الله " رواه البخاري كتاب اللباس 5943 .

ثانياً : وجود طرق أخرى للحديث نفسه:

علاوة على الطريق الأولى أعلاه ,هناك:
الطريق الثاني :محمد بن المثنى وابن بشار عن عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان عن منصور (مسلم 120/2125) كتاب اللباس والزينة –ص 880 طبعة بيت الأفكار الدولية.
الطريق الثالث: محمد بن رافع عن يحي بن آدم حدثنا مفضل ابن مهلهل عن منصور. صحيح مسلم ص 880 طبعة_بيت الأفكار الدولية
الطريق الرابع: عن ابو بكر بن شيبة ومحمد بن المثنى وابن بشار,قالوا :حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن منصور بهذا الأسناد(الحديث) عن النبي صلى الله عليه وسلم ,مجردا عن سائر القصة من ذكر أم يعقوب_مسلم 120/ 2125) كتاب اللباس والزينة ص 880 طبعة بيت الأفكار الدولية.
الطريق الخامس: عن شيبان بن فروخ عن جرير بن حازم حدثنا الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحو حديثهم(120/2125) كتاب اللباس والزينة ص 880- ط بيت الأفكار الدولية.
وعليه فالطريق الرابعة والخامسة ,مرفوعة إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
الطريق السادس: وذكر ابن حجر رواية الأسماعيلى عن صخر بن جويريه بلفظ"لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم" فتح الباري 392/10, وصخر: هو ابونافع قال عنه الأمام احمد بن حنبل: ثقة ثقة, من السابعة (تقريب التهذيب لابن حجر/2904)

ثالثاً:
ورود روايات أخرى مرفوعة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم:

(1) حديث ابن عباس " لعنت الواصلة والمستوصلة والنامصة والمتنمصة والواشمة والمستوشمة من غير داء"
رواه ابن داود4\ 399 رقم 4170 , قال عنه ابن حجر في فتح الباري /10/389 "وسنده حسن" والجزء الأول من الحديث ذكره البخاري مرفوعا" البخاري كتاب اللباس 5934
(2) حديث عن ابن مسعود مرفوعا "لعن الله الربا آكله وموكله وكاتبه وشاهده وهم يعلمون, والواصلة والمستوصلة والواشمة والمستوشمه والنا مصة والمتنمصة "
رواه الطبراني الكبير2/184 ,وحلية الأولياء 9/61 وصحيح الجامع 50940 , وقال الألباني "صحيح"
(3) حديث عن عبد الله إن النبي صلى الله عليه وسلم "لعن الواشمات والمستوشمات والمتنمصات مبتغيات للحسن مغيرات خلق الله"
الترمذي كتاب الأدب 33, وقال أبو عيسى : هذا حديث حسن صحيح, ورواه شعبة وغير واحد من الأئمة عن منصور.

(4) عن عبد الله بن مسعود قال " فأنى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن النامصة والمتنمصة والواشرة والواصلة والواشمة إلا من داء, قالت المرأة : فلعله في بعض نساءك!! قال: ما حفظت إذن وصية العبد الصالح وما أريد أن أخالفكم إلى ما انهاكم عنه" رواه الأمام احمد 1\415

(5) عن قبيصه بن جابر قال "كنا نشارك المرأة في السورة من القران نتعلمها,فانطلقت مع عجوز من بني أسد إلى ابن مسعود "في بيته" في ثلاثة نفر,فرأى جبينها يبرق فقال :أتحلقينه؟ فغضبت , وقالت :التي تحلق جبينها امرأتك! قال فادخلي عليها,فان كانت تفعله فهي منى بريئة,فانطلقت ثم جاءت فقالت: لاوالله ما رأيتها تفعله ,فقال عبد الله ابن مسعود,سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره "رواه الطبراني وابن عساكر, والهيثم بن كليب في مسنده 94/ 98,1 وقال الألباني سنده حسن "آداب الزفاف 202
(6) عن عبد الله قال "لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الواشمات والمتوشمات والمتنمصات والمتفلجات للحسن المغيرات"رواه النسائي ,الزينة-8/5099
(7) عن عائشة رضي الله عنها قالت"نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الواشمة والمستوشمه والواصلة والمستوصله والنامصه والمتنمصه" رواه النسائي 8/ 5101, وحديث عائشة ضعيف الإسناد لكنه يحسن بالشواهد لوجود أبان بن صمعه"فيه لين" وقد اختلط وأمه لاتعرف.

رابعا ً:
أقوال العلماء في الحديث:

a. بوّب الأمام مسلم في صحيحة على الحديث :باب تحريم فعل الواصلة والمستوصلة والواشمة والمستوشمة ,والنامصة والمتنمصة والمتفلجات والمغيرات خلق الله( كتاب اللباس والزينة ,باب33/ص 879) ط بيت الأفكار الدولية .
b. قال الأمام البغوى معلقاً على حديث عبد الله بن مسعود( هذا حديث متفق على صحته) شرح السنة للبغوى 12/ 104
c. قال العلامة المودودى فى تفسير سورة" النور"ذكر عن النبي صلى الله عليه وسلم"انه لعن الواصلة والمستوصلة , والواشمة والمستوشمة , والنا مصة والمتنمصة, والقاشرة والمقشورة..." ثم قال بعد سطور" وهذه الأحكام مروية بطرق صحيحة فى "الصحاح الستة" و"المسند" للأمام احمد بن حنبل . (ص 192)

خامساً: اعتبار العلماء الحديث من الكبائر:

قالت الكاتبة : إن ما تقوم به المرأة من نمص أو وسم أو توصيل للشعر نجدها أمورا لاترقى إلى مستوى الأعمال التى لعن الله أصحابها..مما يدل على وجود خلل في مفهوم اللعن في هذا الحديث؟؟؟!!!

قال الأمام الذهبي في شرحه للكبيرة" أنها "كل معصية فيها حد في الدنيا أو وعيد في الآخرة باللعن أو العذاب ونحوهما" العمدة بتمييز الكبائر 203 للذهبي.
وعلق الطحاوى مؤيدا لتعريف الذهبي " وهذا أمثل الأقوال " شرح العقيدة الطحاوية لابن أبى العز/ تحقيق بشير عيون 414
قال ابن قدامه " فهذه الخصال محرمة, لأن النبي صلى الله عليه وسلم لعن فاعلها , ولا يجوز لعن فاعل المباح" المغنى 1\129
قال ابن حجر على أحاديث النمص " وفيه هذه الأحاديث حجه لمن قال يحرم الوصل في الشعر والوسم والنمص على الفاعل والمفعول به, وهى حجة على من حمل النهى فيه على التنزيه, لأن دلالة اللعن على التحريم من أقوى الدلالات, بل عندهم انه من علامات الكبيرة" فتح الباري لابن حجر10/389

سادساً: معارضة العقل للنقل عند الكاتبة :

تقول الكاتبة "لقد أدت إشكالية عدم إعمال العقل في بعض الروايات إلى وضع الدين في قالب جامد يتنافى مع كونه الدين الأكثر دينامكية وقابلية للتطور في تاريخ البشرية"

أقول: تمرير "العقلانية" في الاعتراض على السنة النبوية !! أو في انتقاص نص شرعي "متواتر"!! أو في ردّ قاعدة دينية !! من الأمور الغير مقبولة ؟؟نعم إن للعقل البشرى وزنه وقيمته بوصفه أداة من أدوات المعرفة والهداية ولكنه يبقى عقل إفراد وجماعات؟؟؟عرضة للتأثر بسائر المؤثرات!!
وقد قال ابن القيم " إن هذه المعارضة بين العقل والنقل هي أصل كل فساد في العالم, وهى ضد دعوة الرسل من كل وجه, فأنهم دعوا إلى تقديم الوحي على الآراء والعقول, وصار خصومهم إلى ضد ذلك , فأتباع الرسل قدموا الوحي على الرأي والمعقول!!
وأتباع إبليس أو نائب من نوابه قدموا العقل على النقل" مختصر الصواعق المرسلة لابن القيم 1/293
وقال لذا "فان الصحابة- رضي الله عنهم-كانوا يستشكلون بعض النصوص فيوردون إشكالاتهم على النبي صلى لله عليه وسلم فيجيبهم عنها, وكانوا يسألونه عن الجمع بين النصوص التي يوهم ظاهرها التعارض.
ولم يكن احدٌ منهم يورد عليه معقولاً يعارض النص ألبته,ولا عُرف فيهم أحد - وهم أكمل الأمم عقولاً-عارض نصا بعقله يوما من الدهر,وإنما حكي الله سبحانه ذلك عن الكفار" الصواعق المرسلة لابن القيم 3/1053
 

فوزيه منيع الخليوي
عضو الجمعية العلمية السعودية للسنة النبوية
Sunah22@gmail.com

 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
فوزية الخليوي
  • مـقـالات
  • الصفحة الرئيسية
  • ملتقى الداعيات
  • للنساء فقط