صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







أمَـا سمعتِ بِـ ( عليكم السامُ واللعنة ) !!

كتبته : فجر الأمل

 
بسم الله الرحمن الرحيم


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مجلِـس مزخرَف ..
امتلأ بالأثاث ، حتى صار الأثاث أكثر مِـن عدد الضيوف !

في مجلسها الفاخِـر ! انتظمت ضيفاتها كما تنتظِــم حبات العِـقد .

جلست فلانة ثم فلانة وفلانة وهكذا حتى اكتمل المجــلس بالنساء الزائرات ..

وفي ذلك المجلِـس اُفتتحت الجلسة كعادة النساء ! بالحديث عن حياتهنّ وأزواجهنّ ! وإن بقي وقت فلا بأس مِـن التعريج على أطفالهنَّ ..
ومِـن اللازم أن يكون هناك استدراكات في الأحاديث عن أزواجهنّ ، فتدخل سيرة الناس وأكل اللحوم ؟!
بعدما أكلت لحم زوجها طبعًا وصار عظمًا ؟!

في ذلك المجلِــس ..
تبدأ الاستعراضات اللسانية النسائية !
وكل واحدة تستعرِض ما تناله في حياتها ..
وكل امرأة تبدأ ( تشغّــل ) شريط مساوئ زوجها ؟!

وهُــناك في المجلِس العامِـر فئة مغلوب على أمرها !
لا تتعرّض لزوجها ، لكن تجِــد في المجلس مِـن يكفيها المهمّــة !

فتبدأ صديقتها أو قريبتها بإمطار سحائب الشتائم على زوج تلك الصامتة !
والتي لا تحرّك ساكنا أو حتى تدافِــع عن زوجها !

في ذلك المجلِــس ..
يُـهضَــم حق الأزواج !
نسمع كل امرأة وكأنها ما رأت أُنـْـسًا في حياتها !

والمشكلة ..
مَـن يقلّب النظر فيها ، يجِــدها تلبس أفخر الثياب ..
ومتجمّــلة بأحلى الحُــلي وأفخمها !
وقد ألقت بطبقة سميكة مِـن المكياج ليتحمّــل وجودها وجهها المسكين !

ثمّ تقول زوجي بخيل ؟! ولا يذهب بي إلى السوق !
وزياراتي للناس نادرة ؟! ( وهي لا يكاد يخلو منها اجتماع ) !!

وتبدأ الأخرى تستعرِض شريط حياتها المرّة وسوء أم زوجها ..
التي تبرّعت بالمحافظة على الأطفال ريثما تعود والدتهم مِـن زيارتها .

وما درت المسكينة أنّ لحمها يُنهَـش هناك !

وثالثة ..
تبكي حالها ..
وترثي لمآلها ..
فقد ضيّــعت حياتها يوم أن تزوّجت مبكّــرة ؟!

ومَـن يعرِف خلف كواليسها ! يعلم سوء أهلها وجفاءهم
ويعرِف كرم زوجها وتفانيه لأجلها ..

ثمّ رابعة حرّكت شفتيها وانطلق لسانها لتقول به :
زوجي لا يريحني في مسألة الأطفال ..

يريدني آلة توليد !

لا تهمّـه صحتي ولا يعتني براحتي ؟!

فإذا سُـئلت منذ متى وأنتِ متزوجة ؟؟
قالت منذ خمس عشرة سنة ..
ولديّ ثلاثة أطفال ؟!!!!


صور وحكايات ..
وأنواع وأشكال مِـن النساء اللاتي لا يعرفِـن كلمة حَــق أو جملة مدح في حق أزواجهنّ ..

مِـن حُـسن العِـشرة وكمال المحبّــة
أن تذكُـر المرأة كل وجهٍ حسن لزوجها ..
وتستر مساوئا تراها فيه .

ومِـن حُـسن العِـشرة وجمال الغَـيْـرة
أن تتخذ المرأة دور المحامي
فإن ذُكِـر زوجها بسوء ، وثبت مثل الأسد ودافعت عن زوجها وذادتْ عن حِـماه

يقول فضيلة الشيخ د. سلمان العودة في شريط (( نساء )) :
يقول بعض الحكماء :
" إن المرأة ينبغي أن تكون محامياً عن زوجها ، لا أن تكون ضابط مخابرات !! تسأل زوجها عن الدقيق و الجليل "
يعني أنّ المرأة تراعي زوجها ، و تدافع عنه في المجالس ، و عند الآخرين وحتى عند قدومه إليها ..
انتهى كلامه – حفظه الله - .

ومِـن جميل مواقف الدفاع عن الزوج ..
ما رواه البخاري ومسلم عن عروة عن عائشة قالت : [ دخل رهط من اليهود على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا : السام عليكم ؛ فقالت عائشة : ففهمتها فقلت : عليكم السام واللعنة .
قالت : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : مهلا يا عائشة إن الله يحب الرفق في الأمر كله ، قالت : قلت : يا رسول الله ألم تسمع ما قالوا ؟
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : قد قلت عليكم ]

فهكذا هنَّ الزوجات الصالحات الحافظات لغيوب أزواجهنَّ وأعراضهم ..

تدافِـع عن زوجها ..
وإذا تحدّثت عنه ، تغاضت عن مساوئه وسكتت عنها ..

ولا يُـقال للنساء ، لتبدأ كل امرأة بعرْض حي ومباشِـر ! لحُـسن الزوج وإحسانه ..
بمناسبة أو بدون مناسبة ..

لكن لتكون محاميا عن زوجها إن تجرأت إحداهنّ وذكرت زوجها بسوء ..
ولتكن كريمة ، حسنة العِــشرة وتغضّ الطرف عن بعض معايب زوجها ولا تذكرها أبدا أمام أحد .

بل إن المرء ليعجَـب مِـن موقف فاطمة بنت أُبيّ امرأة ثابت بن قيس ..
لمّـا أرادات مخالعته وسألها عليه الصلاة و السلام عن السبب قالت :
يا رسول الله ثابت بن قيس ما أعتب عليه في خلق ولا دين ، ولكني أكره الكفر في الإسلام .

يقول فضيلة الشيخ عبد الرحمن السحيم – وفقه الله - معلّقًا على هذه القِـصّـة :
قال ابن حجر :
قولها : ولكني أكْره الكفر في الإسلام : أي أكره أن أقمت عنده أن أقع فيما يقتضي الكفر ، وانتفى أنها أرادت أن يحملها على الكفر ويأمرها به نفاقا بقولها : لا أعتب عليه في دِين .

وهذا من حفظ الودّ ، ومن الإنصاف الذي أمَرَ به رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فإنه عليه الصلاة والسلام قال : لا يَفْرَك مؤمن مؤمنه إن كَرِه منها خلقا رضيَ منها آخر . رواه مسلم .
أي لا يُبغض المؤمن زوجته لأجل خُلُق قد يبدو منها ، فإن ظهر له من أخلاقها ما يذمّه ويمقته ، فلينظر في محاسنها .
وإن كَرِه منها تقصيرها في جانب فلينظر إلى قيامها ووفائها بجوانب أخرى .
والمسلم مأمور بالعدل والإنصاف في كل شيء ، ومع كل أحد .
والزوجة مُطالبة بهذه النّظرة أيضا ، ولذا قال عليه الصلاة والسلام : إياكُنّ وكُفران المنعمين ، إياكُنّ وكُفران المُنْعِمِين . قالت امرأة : يا رسول الله ، أعوذ بالله يا نبي الله من كفران نِعَم الله . قال : بلى ، إن إحداكن تطول أيْمتها ، ويطول تعنيسها ، ثم يُزوِّجها الله البعل ، ويُفيدها الولد ، وقرّة العين ، ثم تغضب الغضبة فتقسم بالله ما رأت منه ساعة خير قط ، فذلك من كفران نِعَم الله عز وجل ، وذلك مِن كُفران المنعِمِين . رواه الإمام أحمد ، وأصله في الصحيحين .

=-=
من قول : " لا يَفْرَك مؤمن مؤمنة " .. إلخ .. مأخوذ من مقال بعنوان :
ولا يُولِج الكفّ ليَعلَم البثّ ..
http://www.almeshkat.net/vb/showthread.php?t=25342

ويقول فضيلته – حفظه الله - :
هذه الأشياء التي تصدر عن بعض النساء وفي مجالسهن
فيها عدة أمور :
الأول : كفران العشير ، وهو داخل في كفران النعم .

والثاني : أن هذا خلاف الشكر .

والثالث : أن هذا حيف وعدم إنصاف .
والإنصاف يقتضي أن تُجعل حسناته وسيئاته في ميزان العدل والحق .

والرابع : أنه غيبة !
وربما استوى في هذا بعض الرجال مع بعض النساء !
وهو نقص في العقل ، سواء صدر من رجل أو من امرأة .

الخامس : نقص في العقل - وقد تقدّم - .

والسادس : أنه نشر للنقائص وغمط للفضائل ، وهذا من مظاهر الكِبر .

السابع : أنه خلاف الستر ، والله ستير يحب الستر .

الثامن : أنه نشر لأسرار البيوت !

انتهى كلامه – حفظه الله - .

وكما أنّـه مِـن حُـسن العِـشرة وكما المودّة أن تدافِع المرأةُ عن زوجها ..
فإنّ هذا الخُـلق ينطبق حتى على الزوج ..
فيكون محاميا مدافعا عن حليلته الكريمة ..
استأذن أبو بكر رحمة الله عليه على النبي صلى الله عليه وسلم فسمع صوت عائشة عاليا ، فلما دخل تناولها ليلطمها ، وقال : ألا أراك ترفعين صوتك على رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فجعل النبي صلى الله عليه و سلم يحجزه ، وخرج أبو بكر مغضبا فقال النبي صلى الله عليه وسلم حين خرج أبو بكر : كيف رأيتني أنقذتك من الرجل ؟ فمكث أبو بكر أياما ثم استأذن على رسول الله صلى الله عليه و سلم فوجدهما قد اصطلحا ، فقال لهما : أدخلاني في سلمكما كما أدخلتماني في حربكما ! فقال النبي صلى الله عليه و سلم : قد فعلنا ، قد فعلنا . رواه الإمام أحمد وأبو داود .

فهكذا هو الإحسان ..
وهكذا هو الوِدّ المتبادل ..

حُـب وإخلاص ..
تفاني ودفاع ..
غضٌّ عن الهفوات ..
وفاءٌ وعطاء .
نصيحة أخيرة مجرّبة ..
مهما رأيتِ مِـن زوجكِ مِـن نقص ؛ تُـحتمَــل معه العِــشرة ..
فلا تذكْـري ذلك لأحد و لا تشكي لأحد ..
فقط ..
الجئي إلى خالِق النفوس ومسوّيها ..
وقولي : ( اللهم سخّـر لي فُلان وأصلِح شأنه )
وسترين نتيجة دعائك .

 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
فجر الأمل
  • الحياة الأسرية والزوجية
  • العام
  • خواطر مِن فيض قلبي
  • همسات للقوارير
  • الصفحة الرئيسية
  • ملتقى الداعيات
  • للنساء فقط