صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







**** دعني أعانق القمر ****

عطاء " أم معاذ "

 
لأول مرة يشعر أنّه ينظر إلى دنياه البائسة بعينٍ أخرى ليست كالتي اعتاد أن يراها بها,,,
لأول مرة يشعر أنّ الليل بات غير الليل الذي يعرفه بظلمته وسواده ..ماله اليوم بات يراه أكثر
إشراقاً.... وإنارة ... حتى شوارع مدينته الصغيرةالتي أخذ يتنقل فيها..كانت تهمس
له بما يشعر به حرفاً حرفاً..توشوشه بحروف إحساسه السعيدة..وتدغدغ مشاعره بدلال..
شعر أنّ قلبه صار قلوباً تنبض في صدره...تمد يديها وتشرع الأبواب لتأذن لشعاع النور
أن يكتسح مدن الأشباح المظلمة..
لايعلم هل كان القمر في تلك الليلة يشهد معه ولادة قلبٍ أم أنّها نسائم سعدٍ جذلانة مرت به
لتذيقه طعم الوجد..ثم ّ ما تلبث أن ترحل..
ليلته كانت مشرقة..ليست ككل الليالي..
وهل يشرق الليل ؟؟( سأل نفسه)
كان يرى انعكاس صورة القمرعلى قلبه..تتراقص..كماتراقصها بدلالٍ على صفحة الماء
في منتصف الشهر..بدراً يقتلع كل الأوهام وتتضاءل عنده كل صورة ليبقى عيناً في السماء
وعيناً في قلوبنا ...وعيناً على صفحة الماء المتماوجة ..
كان يشعر أنّ شعاع القمر البارد يجتاح فؤاده بقوة وعذوبة...ليطرد تلك الأشباح
القابعة خلف الأسوار...والتي طال عويلها هناك لتفسد حرث الأمل..
جلس على مقعدٍ صغير خلف حاجزٍ حجري ليرقب القمر على صفحة الماء..كان يرهف سمعه
لما حوله..
صورة القمر في علوه لاتطاله يد الأشباح..
بقوته يعلو..
بوضوحه..يسطع نوره في الكون..
ليضيء الليل البهيم فيستحيل كما النهار..
لايحجب نوره..ظلمة قلوبهم..
ولايطاله دخان نفوسٍ محترقة..
نظر إلى صفحة الماء..
كاد قلبه يخرج من بين ضلوعه..
اهتز قلبه فرحاً..
حين رأى صورته مشرقة على صفحة الماء كما البدر..
أمعن النظر...كان يراها بوضوح ..بل نفذ من تلك الصورة إلى عمق الماء ...
ليرى السكون قد عمّ صفحة الماءالزجاجية فبداماخلفها كأجمل لوحة.. حجبت عنه مخاوفه
التي كانت تحبس ..شعاع الشمس
وتحجب نور القمر عنه وعن مدينته المنسية..

 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
صفحة عطاء
  • مـقـالات
  • الصفحة الرئيسية
  • ملتقى الداعيات
  • للنساء فقط