هل يسوءك أن تحرس الفضيلة ؟

أقـــلوا عليــــهم لا أبــا لأ بيـــكـــم *** مـــن اللوم أو ســـدوا المـــكـــان الذي ســــدوا .

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه ، وبعد .

فقد اطلعت في جريدة الوطن الصادرة في يوم 25/11/1421 هـ في العدد 143 على مقال الكتور : حمزة بن قبلان المزيني يتهجم فيه على كتاب : " حراسة الفضيلة " للدكتور الشيخ بكر بن عبد الله أبو زيد ويصفه بالقسوة في الأسلوب واقتصاره على رأي واحد وترك الرأي الآخر ... إلخ ما قال .

وأقول للدكتور حمزة :

أولا : هل يسوءك أن تحرس الفضيلة حتى أبديت غضبك على الكتاب وصاحبه ؟

ثانيا : هل عملت بما تقول من حيث التلطف في الأسلوب أو أنك بالعكس كما هو واقع تعقيبك فأنت تقول ما لا تعمل ؟

ثالثا : لا يلزم الشيخ بكر أن يذكر كل الأقوال وإنما يذكر القول الذي يؤيده الدليل لأنه هو الذي يحرس الفضيلة ويبعد عن الرذيلة .

رابعا : إذا اختلف العلماء في مسألة ما ؛ فالواجب الأخذ بالرأي الذي يدل عليه الدليل وترك ما عداه لقول الله تعالى : " فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا " [ النساء : 59] .

وقال الرسول صلى الله عليه وسلم : فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي .

وسنة الرسول وخلفائه هي الأمر بالحجاب ، والنهي عن السفور .

خامسا : إذا اختلف العلماء في مسألة ولم يظهر الدليل مع أحد المختلفين فإن العبرة بحكم الحاكم لأنه يرفع الخلاف كما هي القاعدة المعروفة .

والمراد بالحاكم هم أهل القضاء ، وأهل الإفتاء الذين عُهد إليهم بهذين المنصبين ، ولا قول لأحد معهم لأجل ضبط الأمور ، وقطع النزاع ، وقيام مصالح العباد ، ولا تترك الأمور فوضى خصوصا في الأمور المهمة .

والذي عليه العمل في بلادنا هو الأمر بالحجاب فيتعين الالتزام به .

سادسا : إذا حصل اختلاف في أمر ما من أمور الدين فإنه ينظر إلى الرأي الأحوط والأمر الذي تحصل به براءة الذمة ، ولا شك أن ذلك إنما يتحقق بالحجاب كما قال تعالى :

" وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ "

[ الأحزاب : 53] .

ويظهر ذلك جليا في المجتمعات التي حاربت الحجاب ، أو تساهلت في شأنه ماذا حصل لها من العواقب الوخيمة والوقوع في الأمور الذميمة ؟

هذا وأسأل الله الله لي ، وللدكتور بكر ، وللأخ الدكتور حمزة ، ولجميع المسلمين التوفيق للعلم النافع ، والعمل الصالح ، وقول الحق والعمل به .


وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه .

د . صالح بن فوزان الفوزان .
عضو هيئة كبار العلماء .
عضو اللجنة الدائمة للإفتاء .