بسم الله الرحمن الرحيم

كلمة وكليمة, للأديب الرافعي ـ رحمه الله تعالى ـ


1. مثلُ مذهب الاشتراكية في وهم توزيع المال ومذهب الإسلام في الزكاة، مثل رجلين مر أحدهما بغريق يتخبط في اللُّج، فاستغاثه الغريق، فنظر، فإذا حبل مُلقى على الشاطئ، ولكنه صاح بالهالك: أنت والله في نفسي أكبر منزلة من أن أُخرجك بالحبل، فأنا ذاهب أبحث لك عن زورق... ومر الثاني فألقى له الحبل فنجا.

2. ابن المرأة العجوز عجوز حتى في الطفولة، وابن الشابة شاب حتى في الكهولة؛ فيا لضيعة الإنسانية من تأخير الزواج!

3. الفرق بين كاتب متعفف وبين كاتب مُتعهِّر أن الأول مثقل بواجب، والآخر مثقل به ذلك الواجب ...

4. العشق الدنيء دنيء مرتين؛ حتى إن المرأة الساقطة لو أخلصت الحب لرجل من عشاقها، لسقطت مرة ثانية في رأى الباقين.

5. تمام بعض اللذات في الحرمان من بعض اللذات.

6. كُن ِ الرجلَ في معانيه القوية فلن تجد المرأة معك إلا في أقوى معانيها.

7. كان عمر بن الخطاب ـ وفي يده الدنيا ـ يشتهي الشهوة من الطعام ثمنها درهم، فيؤخرها سنة. يُثبت لنفسه بذلك أنها نفس عمر.

8. ليس الذي ينتحر هو صاحب النفس العاملة المؤمنة بإيمانها؛ فإن هذا تنتحر شهواته،ومطامعه، وخسائسه.

9. يكبر بعض الأدباء من صِغر المحيطين بهم؛ قالوا: بعرت شاة حول قطعة من حجر، فنطقت بعرة فقالت للحجر: يا ما أعظمك أيها الجبل الشامخ...

10. لو كنتُ قاضيا ورفع إليّ شاب يجرأ على امرأة فمسها أو احتك بها أو طاردها أو أسمعها، وتحقق عندي أن المرأة كانت سافرة مدهونة مصقولة متعطرة متبرجة ـ لعاقبتُ هذه المرأة عُقوبتين؛ إحداهما بأنها اعْتدت على عفة الشاب...، والثانية بأنها خرقاء كشفت اللحم للهِّر...

11. دجاجة القفص امرأة متحجبة في نظر الثعلب؛ وحجابها جهل وحماقة ورجعية وتخلف عن زمن الثعالب...

12. أصوب الصواب عند المأفون غلطة تجلب له الشهرة.

13. ما أعجب تناقض المرأة! هي تريد أن تستقل فتخرج عن طاعة الرجل، وهي لا تسعد إلا حين تجد رجلا تشعر من حبه بوجوب طاعته.

14. الرذيلة الصريحة رذيلة واحدة، ولكن الفضيلة الكاذبة رذيلتان.

15. إذا رأيت شباب أمة يتنبلون بالثياب والزينة، فاعلم أنها أمة كذب ونفاق: يغطون الحقيقة الرخيصة بالثوب الغالي، ويكذبون حتى على الأعين.


كلمة وكليمة في السياسة!

1. إذا رأيت كُبراء قوم همهم عيشهم؛ فاعلم أنها أمة مأكولة. فلو شَهَرَتِ السيف الماضي لقاَتَلَ بروح مِلْعقة..ولو رعدتْ بالأُسطول الجبار لصلصل كآنيةِ المطبخ ِ...

2. رُبَّ قانون تُحكم به أُمة؛ ولو أنّهم حاكموه لاعتبروه كالشُّروع في قتل هذه الأمة.

3. أضيعُ الأمم أمة يختلف أبناؤها. فكيف بمن يختلفون حتى في كيف يختلفون...؟

4. إذا أسندت الأمة مناصبها الكبيرة إلى صغار النفوس، كبرت بها رذائلهم لا نفوسهم...

5. شر المصلحين رجل مُسلَّطُ على أمة يحكمها بعقل كبير فيه موضع فكرة مجنونة(1)...

6. إذا فسق الحاكم، فقد حكم الفسقُ.

7. رأيت القوانين كملاجئ اللقطاء، هذه تُربي صغار الأطفال، وتلك تربي صغار الجرائم...

8. رؤية الكبار شُجعانا هي وحدها التي تُخرج الصغار شُجعانا. ولا طريقة غيرُ هذه في تربية شجاعة الأمة.

9. الوعد السياسي جريء في الكذب، جريء في الاعتذار، حتى إنه ليعد بإحضار القمر حين يستغني عنه الليل في آخر الشهر...فإذا لم يجيؤوا به قالوا: سيتركه الليل في الشهر القادم.

10. من مصائب هذا الشرق أن الخصام السياسي فيه لا يدل على سياسة...تبرأ متبوع من تابع فاختصما، فكانا كرجل وحذائهُ؛ يقول الرجل: أنا خلعت الحذاء، ويقول الحذاء: بل أنا خلعت الرجل...

11. أرادوا مرة امتحان السياسيين في بلاغة السياسة، فطرحوا عليهم هذا الموضوع:
سرقت حقوق أمة ضعيفة، فاكتب كيف تشكرها على هديتها...

21. يقول أهل السياسة أحيانا في الاعتذار إلى الضعفاء المساكين: أيها العقلاء! إن هذا لا يمكن أن يحدث.
والمعنى السياسي: أيها البُله! إنه لا يمكن أن يحدث إلا هذا...

نقله أخوكم أبو المظفر15/5/1424هـ

------------------------------------
المرجع/
(كلمة وكليمة)(2) للأديب الكبير مصطفى صادق الرافعي (1356هـ) ـ رحمه الله رحمة واسعة.( دار ابن حزم، ط1، 1422هـ).
(1) كفكرة إسقاط الدين مثلا، أو هدم اللغة، أو تقليد أُروبة بعين عوراء...أو دفع المرأة في سبيل الإباحية...الخ
(2) جمعت المقالات التي نشرت في مجلة (الرسالة) فكان( وحي القلم) لكن( كلمة وكليمة) لم تنشر ضمن (وحي القلم) .

الصفحة الرئيسة     |     مقـالات