صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







سفر الحوالي .. بينك وبينهم محبة الناس

 ياسر الزعاترة
صحيفة الدستور الأردنية

 
منذ أيام تبدي الساحة السعودية، ومعها قطاعات من المعنيين بالهم الإسلامي في العالم العربي والإسلامي، الكثير من الاهتمام بتطورات الحالةالصحية للشيخ الدكتور سفر الحوالي، العالم السعودي المعروف، والداعية الأكثر شهرة في تلك البلاد. تطورات صحة الشيخ كانت الشغل الشاغل لشبكة الاتصالات الخلوية فيالمملكة العربية السعودية من خلال الرسائل، فيما خصصت مواقع الإنترنت مكاناً بارزاًلتك التطورات، أما المساجد فقنت كثير من أئمتها يدعو للشيخ بالشفاء إثر إدراكالحالة الصعبة التي دخل فيها بسبب نزيف الدماغ الذي تعرض له يوم الجمعة الماضية. مكانة بارزة لا يعتقد أن عالماً قد نالها في المملكة خلال العقود الأخيرة من دوندعم رسمي، وقد جاءت على خلفية مواقف مشهودة للرجل كان اعتقل بسببها لخمس سنواتمتواصلة بعد حرب الخليج، وكان معه الشيخ سلمان العودة وعدد من الدعاة الآخرين. فيحركته السياسية والدعوية قدم الشيخ الحوالي ومعه عدد لا بأس به من العلماء والدعاة،نموذجاً للعالم العامل كما برز في تاريخنا، تماماً كما هو حال ابن تيمية (الشيخ ابن باز وصف الحوالي بأنه ابن تيمية العصر)، وكما هو حال أحمد بن حنبل وأبو حنيفة والعزبن عبد السلام وآخرون كثر. إنه النموذج المترفع عن عطايا السلطة ومناصبها، في ذاتالوقت الذي يرفض فيه وصايتها على الدين، كما يرفض مختلف أشكال القمع والفساد،والأهم، التهاون في الدفاع عن بيضة المسلمين، وكل ذلك من دون إثارة الفتن أو إعلان الخروج على تلك السلطة. شتان بين ذلك الموقف الذي جسّده الحوالي، وبالطبع على خطى العلماء الكبار في تاريخنا، وبين مواقف أولئك الصغار الذين يتحالفون مع الظلم ضد العلماء والدعاة من أجل متاع الدنيا أو الحصول على رخصة الاستفراد بحق النطق باسم الدين، فيما يدفعون ثمن ذلك وقوفاً ضد مصالح أمتهم وضد المجاهدين والمنافحين عن دينها وهويتها. شتان بين الحوالي وبين أولئك الذين يقولون إن من السياسة ترك السياسة، في تكريس لمنهج علماني لا صلة له بالإسلام يجعل ما لقيصر لقيصر وما لله لله، وفيما يبررون ذلك بمبررات سخيفة، فإن جوهر مواقفهم هو الخوف من دفع ثمن مواجهةالظلم والعدوان على الأمة ودينها. على خطى الكبار سار الحوالي فبايعه الناس من دون أن يطلب البيعة، بل إن علماء الأمة قد بايعوه رئيساً للحملة العالمية لمقاومةالعدوان من دون أن يكون حاضراً، ومن دون أن يطلب هو ذلك، ولولا مواقفه لما كان هذا الانشغال بصحته أو بمرضه. يروى أن هارون الرشيد كان في موكبه عند الكعبة وكان الناس من حوله، ثم ما لبثوا أن انفضوا وذهبوا في اتجاه آخر، ولما سألت زوجته زبيدة عن ذلك الذي ذهب الناس في اتجاهه، قيل لها إنه عبد الله بن المبارك، فقالت ذاك والله هوالملك، وهو ما تكرر في قصة الإمام زين العابدين المشابهة مع الخليفة سليمان بن عبدالملك التي سطرها الفرزدق في ميمته الشهيرة. "ما كان قولك من هذا بضائره .. العرب تعرف من أنكرت والعجم". شتان بين الحوالي، وبين ذاك الذي باع دينه بعرض من الدنيا، فراح يعلن في القنوات الأمريكية والمتأمركة أن "جهاد الدفع" لا يجوز إلا بإذن الإمام، والإمام هو الإمام حتى لو نصّبه الغزاة أو المحتلون ما دام يسمح للناس بأداء الصلاة في المسجد، هل ثمة هراء أسوأ من هذا الهراء؟! كل هذا الحب الذي حظي به سفر الحوالي هو درس للعلماء والدعاة، ألم يقل الإمام أحمد: بيننا وبينكم الجنائز يا أهل البدع؟ فيما ينبغي أن يقال هنا: بيننا وبينكم محبة الناس وذاكرة التاريخ يا من تخليتم عن قضايا الأمة وبررتم الظلم والنكوص عن الدفاع عن دينها وهويتها.

 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
سفر الحوالي
  • كتب ومحاضرات
  • مقالات ورسائل
  • مطويات دعوية
  • الصفحة الرئيسية