بسم الله الرحمن الرحيم

 بيان لأعضاء منظمة المؤتمر الإسلامي
بشأن تحطيم حكومة طالبان الإسلامية للأصنام


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد

فإن الله سبحانه وتعالى حينما أرسل محمدا صلى الله عليه وسلم إلى أهل الأرض بالهدى ودين الحق ليخرجهم من الظلمات إلى النور بدأ عليه الصلاة والسلام بالدعوة إلى التوحيد وتحقيقه وتخليصه من مظاهر الشرك لأن التوحيد لا يتم ولا يستقيم إلا بإخلاص العبادة لله وحده والكفر بما يعبد من دون الله كما قال تعالى ( ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت .. ) الآية . ومن اجتناب الطاغوت الكفر بما يعبد من دون الله وتحطيم الأصنام والأوثان ، فقام عليه الصلاة والسلام في هذا الأمر أتم قيام ، فعندما دخل مكة فاتحا وكان في عند الكعبة ثلاثمائة وستون صنما كان أول عمل بدأ به هو تحطيم هذه الأصنام جميعا ، ثم بعد ذلك بعث بعوثه وسراياه لتحطيم بقية الأصنام التي كان يعبدها العرب من دون الله كودٍ وسواع ومناة والعزى واللات وذي الخلَصة وغيرها ، فأزالها جميعا ولم يبقي منها صنما واحد ، حتى إن هُذيل لما دخلوا في الإسلام طلبوا منه أن يبقي صنمهم ثلاث سنين فرفض ولم يبقه لحظه واحدة ، وقد أجمع علماء الأمة قديما وحديثا على تحريم اتخاذ الأصنام ووجوب تحطيمها وإزالتها ولم يشذ منهم أحد مطلقا ، إلى أن أتى أشخاص تطفلوا على الشريعة وادعوا علمها وهم بعيدون عنها كل البعد ، إنما تربوا على المذهب الذي يسمونه المذهب العقلي وهو أيضا بعيد كل البعد عن الشريعة ، هذا المذهب الفاسد الذي أباحوا من خلاله الاختلاط بين الرجال والنساء وأباحوا من خلاله أيضا سماع الغناء والموسيقى وغيرها كثير ، فضللوا فئات من الناس نتيجة تتلمذهم على ذلك المذهب ونتيجة تتلمذهم على أشخاص مغموزين في معتقدهم كجمال الدين الأفغاني ومحمد عبده وطه حسين وأمثالهم من أرباب هذا الفكر الفاسد .

والدليل على ما قلنا أنها لما قامت حكومة طالبان الإسلامية بتحطيم الأصنام البوذية قامت قوى الكفر على مستوى الدول والمؤسسات والمنظمات والهيئات والأفراد بالتنديد والاستنكار لهذا العمل الإسلامي الجليل ، وانظم إليهم بالاستنكار والتنديد هؤلاء المشبوهون المتهمون في دينهم فظموا أصواتهم ونباحهم إلى ما قامت به قوى الكفر من تنديد واستنكار ، فألقوا الشبه التي تدل على جهلهم وغباوتهم ليضللوا بها الجهلة من الحكام والمحكومين ، كقول المدعو يوسف القرضاوي : إن الأصنام التي يجب تحطيمها هي التي يصنعها المسلمون بأيديهم .. اهـ أليس هناك أحد يفهم هذا الغبي أن المسلمين لا يصنعون الأصنام إذ الأصنام التي حطمها الرسول عليه الصلاة والسلام من صنع الجاهلية ؟ ومن شبهه أيضا قوله إن عمرو بن العاص لما دخل مصر لم يحطم الصنم المسمى أبا الهول وغيره .. وقد أجبت على هذه الشبهة في فتوى نصرة طالبان وبينت أن الصحابة قد تكون لهم أعذار في تركها إما لعدم العلم بها أو لعجزهم عن إزالتها ، ومع ذلك نقول إن قدوتنا التي يجب علينا اتباعها هو محمد عليه الصلاة والسلام ، وسنة الرسول عليه الصلاة والسلام في تحطيم الأصنام لا غبار عليها ، وعلى كل حال فكل قول خالف قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ضربنا به عرض الحائط .

ومن شبههم أيضا قولهم إن هذه الأصنام آثار حضارة وتراث ثمين .. فيقال لهؤلاء الجهلة أليست الأصنام التي حطمها المصطفى عليه الصلاة والسلام آثارُ حضارةٍ وتراثٍ ثمين ؟ فلماذا حطمها عليه الصلاة والسلام وأزالها ؟ ثم إن القرآن العزيز قص علينا ما قام به الخليل عليه الصلاة والسلام من تحطيمه الأصنام ، قال تعالى حكاية عن إبراهيم الخليل ( وتالله لأكيدن أصنامكم بعد أن تولوا مدبرين * فجعلهم جذاذا إلا كبيرا لهم لعلهم إليه يرجعون ) الآية ، وقال سبحانه ( فتولوا عنه مدبرين * فراغ إلى آلهتهم قال ألا تأكلون * مالكم لا تنطقون * فراغ عليهم ضربا باليمين .. ) الآية ، فإذا كان تحطيم الأصنام هو من سنة الخليلين عليهما الصلاة والسلام وإجماع أهل العلم قديما وحديثا .. فكيف يُلتفت إلى ما يلقيه أدعياء الشريعة من شبه واهية ؟

ومن المؤسف جدا ما تناقلته الأخبار من أن حاكم قطر قد بعث إلى ممثل حكومة طالبان في الباكستان بصفته رئيس الدورة الحالية لمنظمة المؤتمر الإسلامي ، فهل هناك خزي وعار يلحق بهذه المنظمة اكبر من هذا الخزي والعار إن كانت فوضت حاكم قطر بهذا الأمر ؟!! وإن كانت المنظمة لم تفوضه ولم تعلم عنه فهذا يدل على أن هذا الحاكم ليس أهلا لتولي رئاسة هذه الدورة ، لأن المأمول من منظمة المؤتمر الإسلامي أن تقف إلى جانب حكومة طالبان وتؤيدها على هذا العمل الإسلامي الجليل لا أن تقف ضدها .

هذا و إنا واثقون أن الله سبحانه وتعالى سيكون في صف حكومة طالبان وسوف يؤيدهم وينصرهم بإذن الله تعالى على أعدائهم ، كما نوصي إخواننا في الأفغان أن يثبتوا على هذا المبدأ وألا يعيروا هذه الحملة المسعورة أي اهتمام ، كما نهيب بإخواننا العلماء وطلبة العلم في هذه البلاد وغيرها أن يقفوا مع الدولة الأفغانية كما تقف قوى الكفر جميعا وعملاؤها ضدها ، والله الموفق .

نسأل الله جلت قدرته أن ينصر دينه ويذل عدوه انه وحده القادر وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين .


أملاه
أ. حمود بن عقلاء الشعيبي
15/12/1421هـ