صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







قبور ومشاهد مكذوبة ( 5 ) : قبر السيدة زينب بدمشق

سليمان بن صالح الخراشي
@S_ALKarashi


بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ..
في الحلقة رقم ( 3 ) من هذه السلسلة بينت أن قبر السيدة زينب بنت علي رضي الله عنهما الذي يُدَّعى أنه بمصر : مكذوب من بعض المتصوفة الذين دينهم عبادة القبور وتعظيمها ، ونشر الشرك والبدع في الأمة المسلمة ، وأن الصواب أنها مدفونة بالمدينة .
وهذا رابط الحلقة :
http://www.saaid.net/Warathah/Alkharashy/mm/26.htm

وأما الشيعة ؛ فلهم رأي آخر ، وهو أن قبرها رحمها الله موجود بقرب مدينة دمشق ، ولهذا فهم يشدون الرحل إليه ، ويعمرونه بالزيارات والمرابطة حوله ، ممارسين أنواع شركياتهم المعروفة عنده – هداهم الله - .
وسأكتفي في دفع كذبتهم هذه باعتراف اثنين من علمائهم الكبار ، وهما ( الخوئي ) ، و ( محسن الأمين ) ، اللذان جهرا بتكذيب هذا القبر المزعوم لزينب في دمشق ، وأقرا بأنها رضي الله عنها مدفونة بالبقيع بالمدينة .

جاء في (معجم رجال الحديث) لآية الله العظمى- عند الشيعة - الخوئي ( 24 / 219 وما بعدها ) :

تحقيق حول محل قبرها (سلام الله عليها):


( يجب أن يكون قبرها في المدينة المنورة فإنه لم يثبت أنها بعد رجوعها للمدينة خرجت منها وان كان تاريخ وفاتها ومحل قبرها بالبقيع وكم من أهل البيت أمثالها من جهل محل قبره وتاريخ وفاته خصوصا النساء ) .

ويرد الخوئي على من ادعى أنها قدمت بعد رجوعها إلى المدينة المنورة مع زوجها عبد الله بن جعفر الطيار وسكنت معه في مزارع له خارج دمشق بسبب حدوث مجاعة في المدينة فماتت هناك ، فيقول:

( وفي هذا الكلام من خبط العشواء مواضع :

أولا: أن زينب الكبرى لم يقل أحد من المؤرخين أنها تكنى بأم كلثوم، فقد ذكرها المسعودي والمفيد وابن طلحة وغيرهم ولم يقل أحد منهم أنها تكنى أم كلثوم ، بل كلهم سموها زينب الكبرى وجعلوها مقابل أم كلثوم الكبرى ، وما استظهرناه من أنها تكنى أم كلثوم ظهر لنا أخيرا فساده .

ثانيا:
قوله قبرها في قرب زوجها عبد الله بن جعفر ليس بصواب ، ولم يقله أحد، فقبر عبد الله بن جعفر بالحجاز، ففي عمدة الطالب والاستيعاب وأسد الغابة والإصابة وغيرها أنه مات بالمدينة ودفن بالبقيع، وزاد في عمدة الطالب القول بأنه مات بالأبواء ودفن بالأبواء، ولا يوجد قرب القبر المنسوب إليها براوية (موقع ضريح السيدة زينب الحالي) قبرٌ يُنسب لعبد الله بن جعفر.

ثالثا:
مجيئها مع زوجها عبد الله بن جعفر إلى الشام سنة المجاعة لم نره في كلام أحد من المؤرخين مع مزيد التفتيش والتنقيب، وإن كان ذكر في كلام أحد من أهل الأعصار الأخيرة فهو حدس واستنباط، فإن هؤلاء لما توهموا أن القبر الموجود في قرية راوية خارج دمشق منسوب إلى زينب الكبرى وأن ذلك أمر مفروع منه ، مع عدم ذكر أحد من المؤرخين لذلك ، استنبطوا لتصحيحه وجوهًا بالحدس والتخمين لا تستند إلى مستند.
ونظير هذا أن في مصر قبرًا ومشهدًا يقال له مشهد السيدة زينب ، وهي زينب بنت يحيى ، وتأتي ترجمتها ، والناس يتوهمون أنه قبر السيدة زينب الكبرى بنت أمير المؤمنين (ع) ، ولا سبب له إلا تبادر الذهن إلى الفرد الأكمل، وإذا كان بعض الناس اختلق سببا لمجيء زينب الكبرى إلى الشام ووفاتها فيها ، فماذا يختلقون لمجيئها إلى مصر؟ وما الذي أتى بها إليها ؟

رابعا:
لم يذكر مؤرخٌ أن عبد الله بن جعفر كان له قرى ومزارع خارج الشام حتى يأتي إليها ويقوم بأمرها ، وإنما كان يفد على معاوية فيجيزه (أي يمنحه هدايا) ، فلا يطول أمر تلك الجوائز في يده حتى ينفقها بما عُرف عنه من الجود المفرط، فمن أين جاءته هذه القرى والمزارع وفي أي كتاب ذكرت من كتب التواريخ ؟!

خامسا:
إن كان عبد الله بن جعفر له قرى ومزارع خارج الشام كما صورته المخيلة ؛ فما الذي يدعوه للإتيان بزوجته زينب معه ؟ وهي التي أُتي بها إلى الشام أسيرة (بعد واقعة الطف) مع ابن أخيها زين العابدين وباقي أهل بيتها... فهل من المتصور أن ترغب في دخول الشام ورؤيتها مرة ثانية وقد جرى عليها بالشام ما جرى.. ؟
وان كان الداعي للإتيان بها معه هو المجاعة بالحجاز ، فكان يمكنه أن يحمل غلات مزارعه الموهومة إلى الحجاز أو يبيعها بالشام ويأتي بثمنها إلى الحجاز ما يقوتها به ...!!

سادسا:
لم يتحقق أن صاحبة القبر الذي في راوية تسمى زينب لو لم يتحقق عدمه فضلا عن أن تكون زينب الكبرى ، وإنما هي مشهورة بأم كلثوم كما مر في ترجمة زينب الصغرى لا الكبرى ، على أن زينب لا تكنى بأم كلثوم وهذه مشهورة بأم كلثوم ) .

وقال عالم الشيعة محسن الأمين العاملي في " أعيان الشيعة " ( 33 / 208 ) :

( قد وهم كلُ من زعم أن القبر الذي في قرية راوية (خارج دمشق) منسوب إلى زينب الكبرى، وسبب هذا التوهم أن من سمع أن في راوية قبرًا انتسب إلى السيدة زينب سبق إلى ذهنه زينب الكبرى لتبادر الذهن إلى الفرد الأكمل، فلما لم يجد أثراً يدل على ذلك لجأ إلى استنباط العلل ) . وقال أيضاً : ( يجب أن يكون محل قبرها في المدينة المنورة، فإنه لم يثبت أنها بعد رجوعها للمدينة خرجت منها ، وإن كان تاريخ وفاتها ومحل قبرها بالمدينة مجهولين ، ويجب أن يكون قبرها بالبقيع، وكم من أهل البيت أمثالها من جُهل محل قبره وتاريخ وفاته ، خصوصاً النساء ) .
 



بطلانِ نسبةِ القبرِ في النجفِ إلى عليِّ بنِ أبي طالبٍ
قبور ومشاهد مكذوبة ( 2 ) : مسجد ( الحسين ) بمصر ..!
قبور ومشاهد مكذوبة ( 3 ) : مسجد ( السيدة زينب ) بمصر
قبور ومشاهد مكذوبة (4) : قبر حواء في مدينة جُدة ( ومقال نادر للشيخ إسماعيل الأنصاري )

قبور ومشاهد مكذوبة ( 5 ) : قبر السيدة زينب بدمشق
 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
سليمان الخراشي
  • كتب ورسائل
  • رسائل وردود
  • مطويات دعوية
  • مـقــالات
  • اعترافات
  • حوارات
  • مختارات
  • ثقافة التلبيس
  • نسائيات
  • نظرات شرعية
  • الصفحة الرئيسية