بسم الله الرحمن الرحيم

أخي أسامه لا تحزن

 
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
قال تعالى:
{إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون } وقال سبحانه {والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين }
من القصص القرآني هاتين القصتين

القصة الأولى :
وهي هجرة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة بعد قهره وإيذاءه من أهل مكة وفيها من الفوائد ما الله به عليم وهنا نورد قوله سبحانه وتعالى
{إلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ } سورة التوبه
يقول تعالى " إلا تنصروه " أي تنصروا رسوله فإن الله ناصره ومؤيده وكافيه وحافظه كما تولى نصره " إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين " أي عام الهجرة لما هم المشركون بقتله أو حبسه أو نفيه فخرج منهم هاربا صحبه صديقه وصاحبه أبو بكر بن أبي قحافة فلجأ إلى غار ثور ثلاثة أيام ليرجع الطلب الذين خرجوا في آثارهم ثم يسيروا نحو المدينة فجعل أبو بكر رضي الله عنه يجزع أن يطلع عليهم فيخلص إلى الرسول عليه الصلاة والسلام منهم أذى فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يسكنه ويثبته ويقول " يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما " كما قال الإمام أحمد حدثنا عفان حدثنا همام أنبأنا ثابت عن أنس أن أبا بكر حدثه قال : قلت للنبي صلى الله عليه وسلم ونحن في الغار لو أن أحدهم نظر إلى قدميه لأبصرنا تحت قدميه قال : فقال " يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما " أخرجاه في الصحيحين ولهذا قال تعالى " فأنزل الله سكينته عليه " أي تأييده ونصره عليه أي على الرسول صلى الله عليه وسلم في أشهر القولين وقيل على أبي بكر وروي عن ابن عباس وغيره قالوا : لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم تزل معه سكينة وهذا لا ينافي تجدد سكينة خاصة بتلك الحال ولهذا قال " وأيده بجنود لم تروها " أي الملائكة " وجعل كلمة الذين كفروا السفلى وكلمة الله هي العليا " قال ابن عباس : يعني بكلمة الذين كفروا الشرك وكلمة الله هي لا إله إلا الله . وفي الصحيحين عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال : سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الرجل يقاتل شجاعة ويقاتل حمية ويقاتل رياء أي ذلك في سبيل الله ؟ فقال " من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله " وقوله " والله عزيز " أي في انتقامه وانتصاره منيع الجناب لا يضام من لاذ ببابه واحتمى بالتمسك بخطابه " حكيم " في أقواله وأفعاله .
نعم لقد خرج نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ليقيم دولة الإسلام خرج ليرفع شأن هذه الأمة لتحكم بكتاب الله وسنته صلى الله عليه وسلم فكان الله معه وايده بنصره وأقام دولته وخذل كل من خالف أمره لقد خرج النور من ذلك الغار إلى آفاق الدنيا كلها ودخل الناس في دين الله أفواجا فصلى الله عليه وسلم

القصة الثانية
هي قصة أصحاب الكهف انهم فتيه شباب خرجوا فرارا بدينهم الى الله تعالى قال تعالى
{ ففروا الى الله إني لكم منه نذير مبين} وهذه قصتهم قال تعالى: {إذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا }
وقوله " إذ أوى الفتية إلى الكهف فقالوا ربنا آتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من أمرنا رشدا " يخبر تعالى عن أولئك الفتية الذين فروا بدينهم من قومهم لئلا يفتنوهم عنه فهربوا منه فلجئوا إلى غار في جبل ليختفوا عن قومهم فقالوا حين دخلوا سائلين من الله تعالى رحمته ولطفه بهم " ربنا آتنا من لدنك رحمة " أي هب لنا من عندك رحمة ترحمنا بها وتسترنا عن قومنا " وهيئ لنا من أمرنا رشدا " أي وقدر لنا من أمرنا رشدا هذا أي اجعل عاقبتنا رشدا كما جاء في الحديث وما قضيت لنا من قضاء فاجعل عاقبته رشدا وفي المسند من حديث بسر بن أرطاة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يدعو " اللهم أحسن عاقبتنا في الأمور كلها وأجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة"

نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى
من هاهنا شرع في بسط القصة وشرحها فذكر تعالى أنهم فتية وهم الشباب وهم أقبل للحق وأهدى للسبيل من الشيوخ الذين قد عتوا وانغمسوا في دين الباطل ولهذا كان أكثر المستجيبين لله تعالى ولرسوله صلى الله عليه وسلم شبابا وأما المشايخ من قريش فعامتهم بقوا على دينهم ولم يسلم منهم إلا القليل هكذا أخبر تعالى عن أصحاب الكهف أنهم كانوا فتية شبابا وقال مجاهد : بلغني أنه كان في آذان بعضهم القرطة يعني الحلق فألهمهم الله رشدهم وآتاهم تقواهم فآمنوا بربهم أي اعترفوا له بالوحدانية وشهدوا أنه لا إله إلا هو " وزدناهم هدى " استدل بهذه الآية وأمثالها غير واحد من الأئمة كالبخاري وغيره ممن ذهب إلى زيادة الإيمان وتفاضله وأنه يزيد وينقص ولهذا قال تعالى " وزدناهم هدى " كما قال " والذين اهتدوا زادهم هدى وآتاهم تقواهم " وقال " فأما الذين آمنوا فزادتهم إيمانا وهم يستبشرون " وقال " ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم " إلى غير ذلك من الآيات الدالة على ذلك . وقد ذكر أنهم كانوا على دين المسيح عيسى ابن مريم فالله أعلم . والظاهر أنهم كانوا قبل ملة النصرانية بالكلية فإنهم لو كانوا على دين النصرانية لما اعتنى أحبار اليهود بحفظ خبرهم وأمرهم لمباينتهم لهم وقد تقدم عن ابن عباس أن قريشا بعثوا إلى أحبار اليهود بالمدينة يطلبون منهم أشياء يمتحنون بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فبعثوا إليهم أن يسألوه عن خبر هؤلاء وعن خبر ذي القرنين وعن الروح فدل هذا على أن هذا أمر محفوظ في كتب أهل الكتاب وأنه متقدم على دين النصرانية والله أعلم .

وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَهًا لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا
وقوله " وربطنا على قلوبهم إذ قاموا فقالوا ربنا رب السماوات والأرض " يقول تعالى وصبرناهم على مخالفة قومهم ومدينتهم ومفارقة ما كانوا فيه من العيش الرغيد والسعادة والنعمة فإنه قد ذكر غير واحد من المفسرين من السلف والخلف أنهم كانوا من أبناء ملوك الروم وسادتهم وأنهم خرجوا يوما في بعض أعياد قومهم وكان لهم مجتمع في السنة يجتمعون فيه في ظاهر البلد وكانوا يعبدون الأصنام والطواغيت ويذبحون لها وكان لهم ملك جبار عنيد يقال له دقيانوس وكان يأمر الناس بذلك ويحثهم عليه ويدعوهم إليه فلما خرج الناس لمجتمعهم ذلك وخرج هؤلاء الفتية مع آبائهم وقومهم ونظروا إلى ما يصنع قومهم بعين بصيرتهم عرفوا أن هذا الذي يصنعه قومهم من السجود لأصنامهم والذبح لها لا ينبغي إلا لله الذي خلق السماوات والأرض فجعل كل واحد منهم يتخلص من قومه وينحاز منهم ويتبرز عنهم ناحية فكان أول من جلس منهم وحده أحدهم جلس تحت ظل شجرة فجاء الآخر فجلس إليها عنده وجاء الآخر فجلس إليهما وجاء الآخر فجلس إليهم وجاء الآخر وجاء الآخر ولا يعرف واحد منهم الآخر وإنما جمعهم هناك الذي جمع قلوبهم على الإيمان كما جاء في الحديث الذي رواه البخاري تعليقا من حديث يحيى بن سعيد عن عمرة عن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف " وأخرجه مسلم في صحيحه من حديث سهيل عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم والناس يقولون الجنسية علة الضم , والغرض أنه جعل كل أحد منهم يكتم ما هو عليه عن أصحابه خوفا منهم ولا يدري أنهم مثله حتى قال أحدهم : تعلمون والله يا قوم إنه ما أخرجكم من قومكم وأفردكم عنهم إلا شيء فليظهر كل واحد منكم بأمره فقال آخر : أما أنا فإني والله رأيت ما قومي عليه فعرفت أنه باطل وإنما الذي يستحق أن يعبد وحده ولا يشرك به شيئا هو الله الذي خلق السماوات والأرض وما بينهما وقال الآخر : وأنا والله وقع لي كذلك وقال الآخر كذلك حتى توافقوا كلهم على كلمة واحدة فصاروا يدا واحدة وإخوان صدق فاتخذوا لهم معبدا يعبدون الله فيه فعرف بهم قومهم فوشوا بأمرهم إلى ملكهم فاستحضرهم بين يديه فسألهم عن أمرهم وما هم عليه فأجابوه بالحق ودعوه إلى الله عز وجل ولهذا أخبر تعالى عنهم : بقوله " وربطنا على قلوبهم إذ قاموا فقالوا ربنا رب السماوات والأرض لن ندعو من دونه إلها " ولن لنفي التأبيد أي لا يقع منا هذا أبدا لأنا لو فعلنا ذلك لكان باطلا ولهذا قال عنهم " لقد قلنا إذا شططا " أي باطلا وكذبا وبهتانا .

هَؤلَاءِ قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً لَوْلَا يَأْتُونَ عَلَيْهِمْ بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا
" هؤلاء قومنا اتخذوا من دونه آلهة لولا يأتون عليهم بسلطان بين " أي هلا أقاموا على صحة ما ذهبوا إليه دليلا واضحا صحيحا " فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا " يقولون : بل هم ظالمون كاذبون في قولهم ذلك فيقال إن ملكهم لما دعوه إلى الإيمان بالله أبى عليهم وتهددهم وتوعدهم وأمر بنزع لباسهم عنهم الذي كان عليهم من زينة قومهم وأجلهم لينظروا في أمرهم لعلهم يرجعون عن دينهم الذي كانوا عليه وكان هذا من لطف الله بهم فإنهم في تلك النظرة توصلوا إلى الهرب منه والفرار بدينهم من الفتنة وهذا هو المشروع عند وقوع الفتن في الناس أن يفر العبد منهم خوفا على دينه كما جاء في الحديث " يوشك أن يكون خير مال أحدكم غنما يتبع بها شغف الجبال ومواقع القطر يفر بدينه من الفتن " ففي هذه الحال تشرع العزلة عن الناس ولا تشرع فيما عداها لما يفوت بها من ترك الجماعات والجمع فلما وقع عزمهم على الذهاب والهرب من قومهم واختار الله تعالى لهم ذلك وأخبر عنهم بذلك .

وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنْشُرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرفَقًا
في قوله " وإذ اعتزلتموهم وما يعبدون إلا الله " أي وإذا فارقتموهم وخالفتموهم بأديانكم في عبادتهم غير الله ففارقوهم أيضا بأبدانكم فأووا إلى الكهف ينشر لكم ربكم من رحمته أي يبسط عليكم رحمة يستركم بها من قومكم ويهيئ لكم من أمركم الذي أنتم فيه مرفقا أي أمرا ترتفقون به فعند ذلك خرجوا هرابا إلى الكهف فأووا إليه ففقدهم قومهم من بين أظهرهم وتطلبهم الملك فيقال إنه لم يظفر بهم وعمى الله عليه خبرهم كما فعل بنبيه محمد صلى الله عليه وسلم وصاحبه الصديق حين لجآ إلى غار ثور وجاء المشركون من قريش في الطلب فلم يهتدوا إليه مع أنهم يمرون عليه وعندها قال النبي صلى الله عليه وسلم حين رأى جزع الصديق في قوله : يا رسول الله لو أن أحدهم نظر إلى موضع قدميه لأبصرنا فقال " يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما ؟ " وقد قال تعالى " إلا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا فأنزل الله سكينته عليه وأيده بجنود لم تروها وجعل كلمة الذين كفروا السفلى وكلمة الله هي العليا والله عزيز حكيم " فقصة هذا الغار أشرف وأجل وأعظم وأعجب من قصة أصحاب الكهف وقد قيل إن قومهم ظفروا ووقفوا على باب الغار الذي دخلوه فقالوا ما كنا نريد منهم من العقوبة أكثر مما فعلوا بأنفسهم فأمر الملك بردم بابه عليهم ليهلكوا مكانهم ففعلوا ذلك وفي هذا نظر والله أعلم فإن الله تعالى قد أخبر أن الشمس تدخل عليهم في الكهف بكرة وعشيا كما قال تعالى : وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِنْهُ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا
فهذا فيه دليل على أن باب هذا الكهف كان من نحو الشمال لإنه تعالى أخبر أن الشمس إذا دخلته عند طلوعها تزاور عنه " ذات اليمين " أي يتقلص الفيء يمنة كما قال ابن عباس وسعيد بن جبير وقتادة " تزاور " أي تميل وذلك أنها كلما ارتفعت في الأفق تقلص شعاعها بارتفاعها حتى لا يبقى منه شيء عند الزوال في مثل ذلك المكان ولهذا قال " وإذا غربت تقرضهم ذات الشمال " أي تدخل إلى غارهم من شمال بابه وهو من ناحية المشرق فدل على صحة ما قلناه وهذا بين لمن تأمله وكان له علم بمعرفة الهيئة وسير الشمس والقمر والكواكب وبيانه أنه لو كان باب الغار من ناحية الشرق لما دخل إليه منها شيء عند الغروب ولو كان من ناحية القبلة لما دخل منها شيء عند الطلوع ولا عند الغروب ولا تزاور الفيء يمينا ولا شمالا ولو كان من جهة الغرب لما دخلته وقت الطلوع بل بعد الزوال ولم تزل فيه إلى الغروب فتعين ما ذكرناه ولله الحمد وقال ابن عباس ومجاهد وقتادة : " تقرضهم " تتركهم وقد أخبر الله تعالى بذلك وأراد منا فهمه وتدبره ولم يخبرنا بمكان هذا الكهف في أي البلاد من الأرض إذ لا فائدة لنا فيه ولا قصد شرعي وقد تكلف بعض المفسرين فذكروا فيه أقوالا فتقدم عن ابن عباس أنه قال هو قريب من أيلة وقال ابن إسحاق : هو عند نينوى وقيل ببلاد الروم وقيل ببلاد البلقاء والله أعلم بأي بلاد الله هو ; ولو كان لنا فيه مصلحة دينية لأرشدنا الله تعالى ورسوله إليه فقد قال صلى الله عليه وسلم " ما تركت شيئا يقربكم إلى الجنة ويباعدكم من النار إلا وقد أعلمتكم به " فأعلمنا تعالى بصفته ولم يعلمنا بمكانه فقال " وترى الشمس إذا طلعت تزاور عن كهفهم " قال مالك عن زيد بن أسلم : تميل " ذات اليمين وإذا غربت تقرضهم ذات الشمال وهم في فجوة منه " أي في متسع منه داخلا بحيث لا تصيبهم إذ لو أصابتهم لأحرقت أبدانهم وثيابهم قاله ابن عباس " ذلك من آيات الله " حيث أرشدهم إلى هذا الغار الذي جعلهم فيه أحياء والشمس والريح تدخل عليهم فيه لتبقى أبدانهم ولهذا قال تعالى " ذلك من آيات الله " ثم قال " من يهد الله فهو المهتدي " الآية أي هو الذي أرشد هؤلاء الفتية إلى الهداية من بين قومهم فإنه من هداه الله اهتدى ومن أضله فلا هادي له .

اما القصة الثالثة
فهي قصة أسامه بن لادن وأصحابه في كهوف أفغانستان
نعم لقد خرج أسامه ومن معه من الجزيرة العربية ارض الحرمين خرج مهاجرا ومجاهدا في سبيل الله نحسبه كذلك ولا نزكي على الله احد وجاهد في افغانستان سنوات من عمره ثم انتهت فترة الجهاد وعاد الى ارض الحرمين وعادت المضايقات ثم خرج إلى ارض السودان وبداء العدو يتكالب عليه من حكام طواغيت ودول كافره فهاجر إلى أفغانستان ارض الرباط والتضحيات والجهاد وشارك مع حركة طالبان الحركة التي حكمت بشريعة الله قدر استطاعتها لم تدخل تحت مضلة الكفار الأمم الملحدة وقانونها الكفري وعندما رفضت تلك الحركة الولاية عليها من الكفار ولم ترضى كما رضيت كل الدول الاسلاميه بالدخول تحت قانونها الكفري بداء المكر والمضايقات عليها من قبل الكفار وبعض الدول التي تدعي الإسلام فخرج البطل الهمام أسامه بن لادن فضرب أمريكا في معقلها وذلك بتوفيق من المولى عز وجل بعد أن حاصر الكفار حركة طالبان لسنوات فنهار الاقتصاد الأمريكي من ذلك اليوم وهذا اكبر نصر للمسلمين إذ أن نهاية الاقتصاد الأمريكي يعني نهاية أمريكا عن قريب بأذن الله  .
ثم قامت أمريكا بتدمير أفغانستان وكان هذا الأمر مبيت قبل أن تُضرب أمريكا من قبل المجاهدين نسأل المولى أن يقبلهم عنده من الشهداء فبكى من بكى على تدمير أمريكا ولم نرى من يبكي أفغانستان نعم وانقسم الناس الى فسطاطين فسطاط ايمان وفسطاط كفر ونفاق فطوبى لمن كان من فسطاط الإيمان ولا تزال سنة الله في هذا الكون تجري على كل أحد فقتل من قتل واسر من اسر لميز الله الخبيث من الطيب وعرفنا حقائق كنا نجهلها عن حكومات المسلمين وعن بعض علماء المسلمين نسأل الله لهم الهداية والرجوع إلى الدين الحق وقام المجاهدين في أفغانستان بما أمرهم الله عز وجل وجاهدوا وقتلوا من الأمريكان أعداد ليست بالقليلة ولكن التعتيم الإعلامي هو ديدن الطغاة في كل زمان ومكان ولكن لا زال الجهاد قائم بإذن الله عز وجل

أخي أسامه لا تحزن
{إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون }
{والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين }
{ إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَاد }
{ قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ }
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ }
ِ{ ان يَنصُرْكُمُ اللّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ }

اللهم كما نصرت عبدك ونبيك محمد صلى الله عليه وسلم وصاحبه وكما نصرت أصحاب الكهف نسألك أن تنصر أخونا أسامه بن لادن وأصحابه اللهم كن معهم وانزل عليهم سكينتك وثبت أقدامهم وأيدهم بجنود من عندك يا حي يا قيوم اللهم مكن لهم في الأرض اللهم مكن لهم في الأرض اللهم مكن لهم في الأرض
وصلى الله وسلم على عبدك ونبيك محمد وعلى اله وصحبه

كتبه
أخوكم
أبو أنس الطائفي

الصفحة الرئيسة