صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







من علامات حب الله للعبد

محمد المختار الشنقيطي


بسم الله الرحمن الرحيم

أثابكم الله فضيلة الشيخ : ماهي علامات وظواهر حب الله للإنسان أثابكم الله ؟

في الحقيقة هذا الأمر عظيم ! محبة الله للعبد والإحاطة بالعلامات والإمارات من الصعوبة مماكان لكن هناك أمور دلت عليها بالكتاب والسنة .
أول دليل على محبة الله للعبد وإرادته الخير به هدايته للدين ، فالعبد الذي يهتدي بهداية الله ويلتزم طاعة الله عزوجل كان هذا من أعظم الدلائل على أن الله يحبه وان الله يُرِيد به خير لأن الله يُعطي الدنيا من أحب وكره ولكن لايعطي الدين الا لمن أحب . لايعطي نعمة الدين الإ لمن أحب !
واعلم علم اليقين ان السجدة التي تسجدها بين يدي الله وتعلم مقدار فضل الله عليك بها لتقطع لسانك بالثناء على الله وما أديت شيء من حقه
كيف هداك للتوحيد ؟ وكيف أعانك ووفقك وسددك وصرف عنك كل الفتن حتى تسجد بين يديه ؛ فترفع درجتك وتكفر خطيئتك !
ياليت الناس يشعرون بنعمة الله عزوجل عليهم !
أعظم دليل على حب الله للعبد هدايته للدين ثم إذا أردت ان تعرف مقدار منزلة العبد لمحبة الله له فأنظر مقدار هذا الدين في قوله وعمله واعتقاده ؛ فإذا وجدت انه انصرف الى الله عزوجل بكليته قلباً وقالباً فأعلم ان محبة الله له تامة وان محبة الله له كاملة
إذا وجدت عبد مليء القلب بالله وحده لاشريك له لا تسمع منه شكوى يشتكي فيها لغير الله وحده لاشريك له لاتجده يتذمر ولا يسخط تجده راضٍ عن الله في جميع أحواله مستمسك بدين الله عزوجل فَلَو صبت عليه فتن الدنيا لايمكن ان يفرط بشعرة من دين الله عزوجل الذي هداه إليه !
هكذا كان حال الصحابة رضوان الله عليهم وحال أئمة الرضا الذين حازوا من الحب أجمله و أكمله وأفضله ولذلك فتح الله لهم أبواب الرحمة ويسر لهم أبواب الخير كانوا في القلب أفضل مايكونون محبة لله فتجد الواحد لا يفكر الا في الشيء الذي يقربه من الله كيف يفعله والشيء الذي يٌبعد عن الله كيف يجتنبه وتجد الواحد منشرح دائم السرور مطمئن النفس مُبتهج القلب فإذا انُتهكت حرمة من حرمات الله تغيرت الحياة عنده فتنكدت فتجده في هم وغم وكرب فإذا ذكر الله كل الهموم والغموم تتبدد عنه ، هذا من كمال محبة الله عزوجل وكمال محبة الله للعبد !
مُفرغ العبد من كل شيء الا لله وحده لا شريك له ثم كذلك أيضا تجده في قوله وفعله وسمعه وبصره وظاهره وباطنه وفي أخذه وتركه وولاءه وعداءه كله يصير وفق مرضاة الله عزوجل
إذا وجدت هذه الأمور وجدت الدين ووجدت الكتاب والسنة في قوله وفعله وظاهره وباطنه فأعلم ان نعمة الله عليه تمت .
قد يكون ظاهره على هذا لكن تمام النعمة الاعتقاد فتجد كل هذه الأمور تصدر منه ومع ذلك يٌحس من توفيق الله له ومعونة الله له وتيسير الله له مايقرع باب من الخير الا فتحه الله في وجهه ولا يسلك سبيل من سُبل الطاعة والبر الا وجدته يسبق بعزيمة وقوة وطمأنينة وانشراح صدر لأن الله يحبه .
أحباب الله سبحانه وتعالى دائماً أمور الخير لهم مُيسرة .. مفتوحة مُسهله لكن إذا أراد ان تزل قدمه عن صراط الله عزوجل وجدت الحفظ من الله سبحانه وتعالى وجدت الصيانة وجدت بارك الله له في الرحمة وجدت العصمة من الله سبحانه وتعالى فيجعل بينه وبين المعاصي الحواجز يجعل بينه وبينها أمد بعيد فيباعد بينه وبين الخطايا ويباعد بينه وبين أهل الخطايا ويباعد بينه وبين كل شيء يُحبب الى هذه الخطايا ، لأن الله يحبه والله إذا أحب عبد قربه ممايحب ومن دلائل حبه تجده دائماً يبحث عن الشيء الذي يرضي الله عزوجل في أكمل حال .
لو أنه بعيد في الصلاة يفكر كيف يكون في الصف الأول لأنه يعلم أن الله يحب عبده المصلي على أتم المحبة
ووالله انه ليخرج من بيته وقلبه متفطر هل يدرك الصف الأول أم لا ؟ ثم إذا يُسر له في بعض الأوقات الا انه قد يصعب عليه في بعض الأحيان ومع ذلك تجد الله سبحانه وتعالى يُيسر له ويعينه ويوفقه حتى ذكر بعض الأخيار : إني دخلت ذات مرة مسجد وكنت لا أستطيع ان أصلي في غير الصف الأول اتعب نفسيا فقلبي معلق بهذا الصف الأول بشكل عجيب فيقول في يوم من الأيام احتاجني الوالدان لأمر فتأخرت بالخروج فلما جأت قبل الإقامة بيسير وانا يأس أن أدرك الصف الأول ويسر الله سبحانه وتعالى فإذا بي أبلغ الصف الثاني فلما أُقيمت الصلاة وإذا بالناس متراصون تماما ليس هناك مكان فقلت ياربي أنت تعلم مافي قلبي وأسألك ان لاتحرمني هذا المقام بين يديك يقول وشاء الله عزوجل ان يُرعف الذي أمامي ويخرج من الصف وأدخل مكانه ايي والله حتى إني ندمت وقلت مرة ثانية لا أفعلها !
الله إذا أحب العبد يسر له أبواب الخير وجاءت أمور الخير سهلة مُيسرة ومن أتم النعم وأظهر الدلائل على محبة الله عزوجل للعبد العلم ! .
ليس هناك أحب الى الله بعد أنبياءه من العلماء العاملون الائمة المهتدون الذين تعلموا هذا العلم فجاهدوا واجتهدوا لتعليمه وعملوا بهذا العلم فإجتدوا واجتهدوا بتطبيقه واجتهدوا في نفع الناس
تجد من دلائل محبة الله للداعي ومحبة الله للخطيب ومحبة الله لإمام المسجد تجده دائما موفق في أمر الناس للخير ونهيهم عن الشر فلايرى منكر الإ نصح فيه ولا يرى خير الا ثبت عليه فإذا أردت ان ترى دلائل محبة الله لإمام المسجد وجدته على أتم الأمر في طاعة الله والنهي عن معصية الله والتقريب لكل شيء يقرب الى الله عزوجل فدلائل محبة الله كُلها تدور حول طاعة الله سبحانه وتعالى وتوفيقه فإذا وفق العبد في ذلك ووجدت ان معه الله .. الله مُعين ونصير له فأعلم انه من أحباب الله عزوجل فلذلك كفاه الله أمور الدنيا وأهلها وابداً لن تجد عبداً يحب الله ويحبه الله الإ وجدته بأحسن الأحوال في أمور دينه ودنياه وأخرته
والله ولو وجدته مرقع الثياب ولو وجدته حلقي القدم !
فقد كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم مايملك الواحد منهم قوت يومه وقلبه معلق بالله جل وعلا وهو في منازل الرضا التي هي من أعظم المحبة من الله عزوجل ﴿وَالسّابِقونَ الأَوَّلونَ مِنَ المُهاجِرينَ وَالأَنصارِ وَالَّذينَ اتَّبَعوهُم بِإِحسانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنهُم وَرَضوا عَنهُ ﴾ [التوبة: ١٠٠]
نسأل الله العظيم ان يجعلنا منهم وان يمن علينا فنحشر في زمرتهم
ايضا الحرص على طاعة الله عزوجل ، فإذا كنت دائماً تفكر ماهي مراتب الطاعة التي ترضي الله عزوجل ؟ ولذلك ليس هناك أتم ولا أكمل ولا أعظم من شيء واحد وهو رضوان الله عزوجل للعبد ، لذلك لما ذكر الله نعيم أهل الجنة وذكر الله عزوجل صورها ومافيها من الخير جعله شيء من رضوانه سبحانه وتعالى ولذلك قال الله تعالى : ( ورضوان من الله أكبر ) وفي الحديث الصحيح ان الله تعالى يطّلع على أهل الجنة وقد غمروا في نعيمهم وسرورهم (﴿ إِخوانًا عَلى سُرُرٍ مُتَقابِلينَ﴾ [الحجر: ٤٧] فبينما هم في لذة النعيم ونشوة النعيم وغاية النعيم إذ به سبحانه يقول هل ترضون ؟ قالوا ياربنا مالنا لا نرضى وقد أعطيتنا وأعطيتنا فيقول الله تعالى الا أزيدكم أُحِل عليكم رضاي فلا أسخط أبداً
فالعبد الذي يحبه الله لا يسخط علبه أبداً
جاء عمر بن الخطاب رضي الله عنه وحاتم بن أبي بلتعه رضي الله عنه وأرضاه لما حصل منهم كتب الكتاب لكفار قريش قال عمر يارسول الله -عليه الصلاة والسلام - دعني أضرب عنق هذا المنافق فقال صلى الله عليه وسلم دعه يا عمر ومايدريك لعل الله أطلع على أهل بدر فقال اعملوا ماشئتم فقد غفرت لكم !
الله أكبر إذا رضي الله عن العبد وأحبه ! اعملوا ماشئتم فقد غفرت لكم !
فإذا كان العبد في منزلة المحبة عند الله سبحانه وتعالى والرضا فهذه هي الغاية ! والأمنية التي اسأل الله بعزته وجلاله ان يجعلنا من أهلها وان لا يحول بيننا وبينها انه ولي ذلك والقادر عليه.

رابط اليوتيوب
 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك

منوعات الفوائد

  • منوعات الفوائد
  • الصفحة الرئيسية