صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







مفاهيم ربّانية

نبيل جلهوم *


بسم الله الرحمن الرحيم

(1-3)
 

ماذا نعنى بالمفهوم الربانى  ؟
المفهوم الربانى
.. هو الذى ينطلق به صاحبه من إيمانه العميق بالله خالق الكون وبارئه ومُصوّرَه ومُبْدِعَهْ
المفهوم الربانى
.. هو الذى يقيد صاحبه بمفاهيم ومعتقدات قدوته وحبيبه محمد صلى الله عليه وسلم .
المفهوم الربانى
.. هو المفهوم الصحيح الذى يحقق لصاحبه الطمأنينة فى القلب والإنشراح فى الصدر .
المفهوم الربانى
.. هو الذى يحقق لصاحبه سموا فى الفكر وراحة فى البال وسعادة له واسعادا لمن حوله .
المفهوم الربانى
.. هو الذى يستند فيه صاحبه على معتقدات سليمة  وأفكارا صحيحة .
المفهوم الربانى
.. هو الذى ينطلق به صاحبه من إيمانه العميق بالله خالق الكون وبارئه ومُصوّرَه ومُبْدِعَهْ.
المفهوم الربانى
.. هو الذى لايسمح لصاحبه إلا أن يكون قمرا  يضيء وشمسا تشع ونجما يسطع .
المفهوم الربانى
.. هو حتما الذى يجعل من صاحبه عبدا ربانيا يتعلق بالرب ويعظم له  الثناء والحمد .


نحو مفاهيم ربانيّة :

(1)  صَدَقَتُك .. مفهومُ ربانى نحو  البِرّ وكُلّ الخير  :
 يقول رب العزة  : ( ومثل الذين ينفقون أموالهم إبتغاء مرضات الله وتثبيتا من أنفسهم كمثل جنة بربوة  أصابها وابل فآتت أكلها ضعفين فإن لم  يصبها وابل فطل والله بما تعملون بصير )  265بقرة .
 ( ياأيها الذين آمنوا أنفقوا من طيبات ماكسبتم ..)267  البقرة.
 ( والذين فى أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم )  24-25المعارج
عوّد نفسك وأهل بيتك على الإنفاق في سبيل
الله وطهّر نفسك من الشح وتذكّر مكانة المُنفق والإنفاق عند رب العباد.
وإعلم أن الإنفاق في سبيل
الله يعود خيره للنفس فالله عز وجل يقول :
(
وما تنفقوا من خير فلأنفسكم  وماتنفقون إلا إبتغاء وجه الله وماتنفقوا من خير يوف إليكم
وأنتم لاتظلمون ) البقرة 272
يقول الحسن البصري : نفقة المؤمن  عائدةٌ لنفسه ولا ينفق المؤمن إلا إذا أنفق في سبيل
الله.
والإنفاق من الخيرات التى يعلمها
الله طبقا لقوله : ( وما تنفقوا من خير فإن الله به عليم  ) البقرة 273  .   أي لا يخفي عليه شيء  منه.
ومن السهولة في الإنفاق أنه يكون ليلا ويكون نهاراُ ويكون سراُ ويكون جهاراُ لقوله
الله :
(
الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِاللَّيْلِ  وَالنَّهَارِ سِرّاً وَعَلاَنِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ ) البقرة 274.

 
(2) تنميةُ ذَاتِك .. مفهوم ربانى نحو  تميّزُك وإبداعك :
 إذا إجتهدت فى تنمية ذاتك والإهتمام بتخصصك فى المهنة وسعيت  إلى التزود بالتقوى قى مجال عملك  وأخلصت
لله وراقبته فإعلم أنك بذلك تكون مُحسنا ... وقد فعلت ماأمر به نبيك محمد صلى الله عليه وسلم الذى قال : إن الله قد كتب الإحسان على كل شيء .. )  رواه مسلم

فنمِّ ذاتك وطوّر شخصيتك وكُنْ مُطّلعا على  كل  ماهو جديد فى سبيل أن تتميز وتُبدع وتُقّدم الخير لنفسك قبل الآخرين خاصة أن الإسلام الحنيف يدعوا إلى الإتقان والجودة فى العمل والتخصص ...
إن
الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه فإتقان العمل هو بداية الطريق نحو تنمية ذاتك وإبداعاتك

 (3)    إحيائُك للسُنن والنوافل .. مفهوم ربانى نحو  زيادة قُرْب
الله منك :
 النوافل وسنن النبى صلى الله عليه وسلم كثيرة لاتعد ولاتحصى وإحيائك لها هو إلتزامك بها ومحافظتك عليها لتكون بذلك مهتديا بهدى حبيبك متقرّبا إلى ربك وخالقك ... فصلاة الضحى سنة قد لاينتبه لها الكثير فكن لها أنت مؤديا وعليها محافظا .. سنة الظهر القبلية والبعدية بأربع قبله وأربع بعده هل تعلم ماذا قال عنها نبيك محمد صلى الله عليه وسلم ...!!!
عن
أم حبيبة قالت : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول :   من صلى أربع ركعات قبل الظهر ، وأربعا بعدها حرمه الله على النار   . رواه الخمسة وصححه الترمذي  

والسنن التى ترتبط بالأحوال والأفعال من نظر إلى المرآة وإرتداء الثوب وخلعه وركوب الدابة ودخول الليل وبزوغ النهار وعند العطاس والتثاؤب وتناول الطعام والنوم والإستيقاظ ودخول البيت وخروجه وقيام الليل وركعة الوتر فذلك وغيره مما قال فيه ربك .. ومايزال يتقرب إلى عبدى بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذى يسمع به وبصره الذى يبصر به ...

   وإلى لقاء قادم بالجزء الثانى إن شاء الله .
 



مفاهيم ربانية

(
2-3)
 

أشرنا فى الجزأ الأول من المفاهيم الربانية إلى ماذا نعنى بالمفهوم الربانى ثم شرعنا فى عرض بعض المفاهيم الربانية وتناولنا أولها : عن الصدقة وكيف أنها مفهوم ربانى نحو البرّ وكل الخيرات .
نستكمل هنا بعض المفاهيم الأخرى ..


(4)  إستفادَتُك من الماضى .. مفهوم ربانى نحو  مستقبل مُشرق  :
إجتهد دائما أن تتعرف على ماقد كان فى ماضيك من مواقف طيبة كانت أو سيئة , مفرحة كانت أو محزنة وأدرس مواقفك القديمة تجاة الآخرين ومواقفهم تجاهك , وتعرّف على ماكان من مواطن الضعف فى أعمالك وتخصصاتك وتصرفاتك وكيف تعاملت معها وتخطيتها , وعلى سيرتك الطويلة فى مواقف حياتك المختلفة , ثم أنظر نظرة الثاقب المتفحص وإستفد من السلبيات بتحويلها إلى إيجابيات وإلى التقصير بتحويله إلى جبر وتجبير وإلى نقاط الضعف بتحويلها إلى نقاط قوة … وإلى نقاط القوة  وإحمد ربك عليها وإسأله أن يبارك لك فيها . ثم خطّط لمستقبلك بعد ذلك تجد نفسك وقد حققت  مستقبلا باهرا مشرقا بإذن الله
فالكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت والمؤمن كيّسٌ فطن .

(5) مُحاسبتك لنفسك .. مفهوم ربانى  نحو تهذيبها وتقويمها :

 كثيرا ماتتكالب على النفس مُعطيات وتطاحنات تشرخ شروخا قوية فى جدار صاحبها .. وهنا يحتاج بل وبالضرورة أن يحاسب العبد نفسه ,كيف يتأدب مع الله , وكيف يتأدب مع الناس , وكيف يتأدب مع صاحبها .

فلا يجدى تهذيب النفس فقط مع
الله ثم إغفال تهذيبها مع صاحبها ومع الناس , أو تهذيبها مع صاحبها دون أن تتهذب مع ربها والناس , أو تهذيبها فى تعاملها مع الناس برقى فى المعاملة ورقة فى القرب والهمسة  ثم هو بربه قاطع ولنفسه مخادع .

فمحاسبة النفس تعنى التوازن فى العلاقة الثلاثية :

الله ’’ جل جلاله
’’  ..  صاحب العلاقة التعبدية والإيمانية .
 الناس
 ..   أصحاب العلاقة الأخلاقية والسلوكية .
 النفس
 ..   صاحبة العلاقة الروحانية والترقية الذاتية , التى إذا حاكمها صاحبها وقوّمها وشدّد علبها لكانت النتيجة إفرازا طبيعيا  لنفس بمواصفات ذات ربانية عالية ونفسانية مهذبة راقية وروحا ذات نور وشفافية ترسل بعبراتها العذبة العطاء والجمال لدنيا أحوج ماتكون اليوم لمثل هذه الأنفس التى يتحقق بها الخير وتتطاير منها الدرر وسُبل الخير والفضيلة وتقوم عليها نهضة الأمم وطهارة المجتمعات .

(6) عَمَلُك الصالح .. مفهوم ربانى نحو السلعة الغالية :

  لنعلم أن للجنة ثمن وتكاليف وأعمال :
* الإيمان والأعمال الصالحات : (  وبشر الذين آمنوا وعملوا الصالحات أن لهم جنات تجرى من تحتها الأنهار كلما رزقوا منها من ثمرة رزقا قالوا هذا الذى رزقنا من قبل وأوتوا به متشابها ولهم فيها أزواج مطهرة وهم فيها خالدون ) .  بقرة 25

* ضع  الجنة دائماً نصب عينيك ، وإجعلها المركز الإستراتيجى لأهدافك ، والأمل  ، والغاية  ، وجَنِّد  كل ما تملك في سبيل الوصول إليها , فالمسلم  في كل أحواله لا يفكر إلا بالجنان ونيل رضا الرحمن ، يصلى من أجل رضا ربه ودخول جنته ، يصوم الهواجر طلباً لرضى ربه  ، يبذل الخير أينما كان من أجل فسحة الجنان .

فالصغير والكبير ، والذكر والأنثى ، والطائع والعاصي يتمني أن تكون الجنة هي المقام الأبدى ، فَأَوْقِفْ الجنة نُصبَ أعينك  , تذكّرها  في أحزانك  وأفراحك  في شغلك  وفراغك  وفي أسفارك  وإقامتك .

 * و
إقرأ باستمرار قول ربك : ( وَنُودُواْ أَن تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ) الاعراف43


(7) تغيير نفسك .. مفهوم ربانى نحو تغيير مَنْ هٌمْ حولك :

لايمكن أن  تقوم لدولة الإسلام  قائمة بدون أن يقيمها المسلمون أولا  في أنفسهم وسلوكياتهم وحالهم وأحوالهم ,  فهل تعتقد أنك من الممكن أن تغيّر مَنْ هم  حولك دون أن تبدأ أنت بتغيير نفسك وتكون أمامهم المثل والقدوة .

ألست معى فى قول
الله تعالى الذى يقول فيه  : ( إن الله لايغير مابقوم حتى يغيروا مابأنفسهم ) الرعد11

 ألا تعلم  أن هناك الكثيرون ممن كانوا  على غير ديانة الإسلام وبعدما قرأوا فيه وعن عظمته وأخلاق النبى وجمال الإسلام وروعته وجدناهم قد دخلوا الإسلام حُبّاً وشوقا وشغفاً لما قرأوه فى بطون الكتب وأمهات المجلدات الإسلامية ثم ما أن أسلموا وبدأوا فى تعاملاتهم  مع المسلمين حتى وجدوا فارقا كبيرا بين ماقرأوه عن الإسلام وبين مايرونه من سلوكيات وأخلاقيات المسلمين فأُحبِطت أنفسهم وحمدوا ربهم أن أكرمهم بإعتناق الإسلام والدخول فيه قبل أن يتعاملوا مع معتنقيه الأصليين .

 
وإلى لقاء فى الجزأ الثالث والأخير إن شاء الله .

 

 


 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك

منوعات الفوائد

  • منوعات الفوائد
  • الصفحة الرئيسية