صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







القناع ... THE MASK

أريوس أميجوس!!
areyous@hotmail.com


مهلاً:
إذا كنت ممن يكره الإطالة توجه إلى نهاية الموضوع لتجد الموضوع مختصراً مُلخصاً.

= = = = = = = = = = = =

(( أهدي هذا الموضوع إلى هذه الدنيا التي مُلِئت أقنعة ))
بين يدي الموضوع :
قال أبوفراس:

بمن يثق الإنسان في ما ينوبه * * * ومن أين للحر الكريم صحاب
وقد صار هذا الناس إلا أقلهم * * * ذئابا على أجسادهن ثياب

= = = = = = = = = = = =

لن يكون حديثي في هذا الموضوع عن فلم القناع الشهير (( THE MASK )) ولاعن بطله (( جيم كيري ))، ولكن سيكون حديثي عن الأقنعة التي (( لابد )) أن نرتديها جميعاً ـ إلا من رحم الله ـ !!؛ لأن (( القناع )) الذي نرتديه يُظْهِر للآخرين (( صورة )) غير الصورة (( الحقيقية لنا ))، ويخفي عن الأعين (( شخصيتنا الحقيقية )) والتي تكون في الغالب (( عكس القناع ))؛ فالشخصية والقناع (( متلازمين متضادين )) !!! … كيف ؟!
إن كلمة القناع تعني باللغة اللاتينية القديمة (( برسونا )) : PERSONA ، ومنها إستمدت اللغة الإنجليزية كلمة (( الشخصية )) : PERSONALITY..
(( ..ولقد ارتبط هذا اللفظ بالمسرح اليوناني القديم إذ اعتاد ممثلو اليونان والرومان في العصور القديمة ارتداء أقنعة على وجوههم لكي يعطوا انطباعاً عن الدور الذي يقومون به، وفي الوقت نفسه لكي يجعلوا من الصعب التعرف على الشخصيات التي تقوم بهذا الدور … ومع مرور الزمن أُطلق لفظ (( برسونا )) على الممثل نفسه أحياناً، وعلى الأشخاص عامة أحياناً أخرى، وربما كان ذلك على أساس أن الدنيا مسرح كبير وأن الناس جميعاً ليسوا سوى ممثلين على مسرح الحياة ))!!: أنظر صفحة 9 - 10 من كتاب ماتحت الأقنعة للدكتور محمد الصغير - بتصرف -

وإذا كان الأمر هكذا فماهي الأقنعة التي نرتديها على مسرح الحياة الكبير!!
الجواب:
الأقنعة كثيرة جداً (( للأسف ))، فنحن نرتدي أقنعةً خاصة بصفاتنا؛ وأقنعةً خاصة بأفعالنا وأقنعةً خاصة بآرائنا وحتى أقنعة خاصة بمعتقداتنا!!
ولو فهمنا هذه الحكمة التي تقول : (( من السهل أن يحترمك الناس .. ولكن من الصعب أن تحترم نفسك.)) لما كنا بحاجة إلى إرتداء قناع (( يُكْسِبُنا )) إحترام الآخرين لكنه في نفس الوقت يزيد (( إحتقارنا )) لأنفسنا .. والسبب!!
أننا نعرف أنفسنا (( جيداً )) .. (( فلا يعرف ثقب الجورب إلا الحذاء ))
وقبل أن نتعمق في موضوعنا دعونا نعرف (( مصطلح القناع )):
فالقناع هو مايُظهره الشخص ليعكس (( صفة )) أو (( فعل )) أو (( رأي )) أو (( معتقد ))؛ ليراه الناس فيظنون أنه فيه وهو في الحقيقة يفتقد إليه ولايوجد عنده لا (( طَبْعاً )) ولا (( تَطَبُّعاً ))!!
وعندما نقول إنه يفتقد إليه (( طَبْعاً و تَطَبُّعاً )) أي أن هذه الأمور الأربعة السابقة ليست عنده (( طَبْعاً و جِبِلَّة )) ـ جبلها الله فيه وجبله عليها ـ؛ وليست (( تَطَبُّعاً )) أي أنه يحاول جاهداً إكتساب هذه الصفة المفقودة فيه ..
وبالنسبة (( للطَبْع والجِبِلَّة )) فهناك كثيرٌ من الصفات والأمور التي (( طبعها )) الله في بعض عباده دون غيرهم، ويدل على هذا حديث الأشج عبد القيس: (( إن فيك لخلقين يحبهما الله : الحلم والأناة )) قال يا رسول الله أهما خلقان تخلقت بهما ,أم جبلني الله عليها . قال : (( بل جبلك الله عليهما )) فقال :الحمد لله الذي جبلني على خلقين يحبهما الله ورسوله"
وهنا يتبادر للذهن إشكالية:
هل هناك فرق بين (( القناع )) و (( التَطَبُّع )) ؟؟!!
والصحيح أن بينهما فرقاً !!
(( فالتَطَبُّع )): هو محاولة بذل أقصى الجهد والوسع لإكتساب صفة غير موجودة، وهذا الجهد في النهاية يؤدي إلى (( تحقق )) هذه الصفة أو تحقق (( جزء منها )).
وعلى قدر (( الجهد )) وطول (( الممارسة )) والصبر تكون النتيجة …
وكما قال صلى الله عليه وسلم : (( العلم بالتعلم والحلم بالتحلم ومن يصبر يصبره الله )) - أو كما قال -
وأما (( القناع )) : فهو فقط لإظهار الصورة المفقودة (( دون بذل الجهد ))، ولايطمح صاحبه أن تكون هذه الصورة (( المعكوسة )) موجودة فيه (( حقيقةً )) بل يكتفي (( بإنعكاسها )) على الآخرين وإعتقادهم أنها موجودة فيه !!

والأمثلة ستوضح المقصود …

القناع الخاص بالصفات
مثاله: رجلٌ (( بخيل )) ويُقَتِّر على أهله ونفسه، ولكنه إذا (( عاشر )) الناس إرتدى قناع (( الكرم ))؛ فأمامهم (( ينفق ويبذل )) بل حتى ويتصدق !!
وإذا كان (( لوحده )) خلع قناعه فيرجع إلى (( عادته القديمة )) ..
ولربما عندما كانت (( الأعين تجاهه )) بذل من ماله آلآفاً مؤلفه، وإذا كان (( خارج دائرة الضوء )) رفض أن يعطي مسكيناً ريالاً واحداً ..!!! ..
قــنــاع !!!

القناع الخاص بالأفعال
مثاله: رجل (( يَدَّعي )) أنه (( راعي فزعات ))، وأنه يحب مساعدة الآخرين (( ويطنطن )) دائماً بقوله (( الناس للناس )) … ويكثر من قوله صلى الله عليه وسلم : (( من فرج عن مسلم كربه .. ))
وإذا سمع (( أن التاجر أو الوجيه أو مدير الدائرة الحكومية الفلانية فلان )) أنه أصيب بمصيبة وقف معه وسانده واتصل عليه، ولكن إذا (( طرق )) بابه رجل من (( غوغاء )) الناس لاجاه ولامنصب (( وطلب )) منه خدمةً أو شفاعةً .. أغلق الباب في وجهه ..
وماأكثر الإخوان حين تعدهم # # # ولكنهم في النائبات قليل.
قــنــاع !!!

القناع الخاص بالآراء
وحتى لايُفهم من الأمثلة السابقة أن القناع يكون فقط لإظهار (( أمر جيد )) و إخفاء (( أمر سيء )) سنعكس الأمثلة :
رجلٌ (( يُحسُّ )) بنقص في شخصيته ويحب (( تسليط الأضواء عليه )) فلايرى مكاناً (( يسُّد )) فيه نقصه مثل الإنترنت؛ فيدخل المنتديات ويبدأ بالكتابة (( المتناقضة!! ))
فتارةً (( يمدح أهل الخير )) ويثني على دعاتهم و (( يُقَدِّس )) رموزهم !!
وتارةً (( يمدح أهل الشر )) ويثني على دعاتهم و (( يُقَدِّس )) رموزهم !!
وتارةً يأتي بالطوام ويتكلم في أمور (( عقدية )) و (( تشريعات إلاهية )) هرب منها (( فطاحلة العلماء )) ومن (( شابت لحاهم )) في طلب العلم ..
ولكي (( يُشْبِع عقدة النقص التي عنده )) ترى له عدة (( مُعَرِّفات ))؛ فيناقش نفسه !! ويناقض نفسه !! ويثني على نفسه !! ويقدح على نفسه !!
(( تعددت الأسماء والشخص واحد !! ))
فهو مع (( الخيل )) .. وأي بقعة كانت (( أشهر له )) … (( رتع فيها ))
ولو رأيته خارج النت وناقشته لرأيت أنه (( لايرى ولايعتقد )) كثيراً مماكتبه إطلاقاً ..
وكم من رجال في العيون وماهم # # # في العقل إن كَشَّفْتَهم برجال.
قــنــاع !!!

القناع الأخير قناع المعتقدات.
وهو أخطر الأقنعة …
وصاحبه يُظهر (( من الدين )) غير مايبطن ..
وأكبر مثال على هذا القناع (( المنافقون )) فهم أظهروا (( الإيمان )) وأبطنوا (( الكفر ))
قال تعالى: ((وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ ))
قال الله تعالى: (( وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِنْ قَبْلُ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلاّ الْحُسْنَى وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ ))
وقال تعالى: (( وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لا يَشْعُرُونَ ))
وقال تعالى: (( وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ ))

ويدخل ظمن هذا القناع (( إظهار وإخفاء )) شيء من الدين والعبادة ..
وهذا القناع نوعان:
قناع (( محمود )) وقناع (( مذموم )) …
أما القناع (( المحمود )) : فهو أن (( يُظْهِرَ )) الرجل للناس من (( دينه وعبادته )) أقل (( مما يُخْفِي )) أي بعبارة أخرى: أن يكون سِرُّه أفضل من علانيته … وأنعم بهذا القناع وأكرم !!
أما القناع (( المذموم )) : فهو أن (( يُظْهِرَ )) الرجل للناس من (( دينه وعبادته )) أكثر (( مما يُخْفِي )) أي: أن تكون علانيته أفضل من سِرُّه … وهذه والله المصيبة !..
فيكون هذا القناع قناع (( رياء )) الذي قال عنه الرسول صلى الله عليه وسلم : (( أخوف ماأخاف عليكم الشرك الأصغر، قالوا : وما الشرك الأصغر يارسول الله ؟ قال : الرياء ))
مثال آخر عن المعتقدات:
رجلٌ (( يَدَّعي )) الكفر !! .. ليهرب من العذاب .
كما كان بعض (( ضعفاء الصحابة )) يفعله بعد أن (( أجاز )) الله لهم ذلك بقوله تعالى : (( إلاّ من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان ))
قــنــاع !!!

إذن ..
إذا كانت هذه الدنيا مليئةً بالأقنعة .. فكيف أتعامل مع الناس ؟؟!!

سيقول قائل : كن على مذهب (( فظن شراً ولاتسأل عن الخبر !! ))، أو على مذهب (( فاقصد بسوء ظنونك الإخوانا ))، وأحدهم سيقول: (( لاتأمننْ احداً واحذر مكائدهم # # # وظن شراً وكن منهم على وجل )) ..
وأقول لهم جميعا : (( رويداً .. رويداً )) …
إن تعاملنا مع الناس وأقنعتهم يحتاج إلى (( حذر )) و (( تنبه )) لكي لانظلم أحداً أو نتهمه، ولكي (( لانُخْدع )) بأحد ..
لذلك سأذكر بعض الأمور المهمة التي تساعدنا في (( تفتييت )) القناع ومعرفة الشخص بشكل (( جيد )) إلى حدٍ ما.

1- لاتعتمد على المظهر دون المخبر: [1]
إن لإهتمام الشخص بمظهره وهندامه دلالة على بعض طباع شخصيته مما لاينبغي أبداً تجاهله، ولكن هذا لايعني أن يكون المظهر (( المحك الأساس )) في الحكم على الشخصية.
فلاتركن إلى المظاهر واسأل عن المخابر، وتأمل ولاتتعجل، وهذا لايعني (( التفتيش عن قلوب الخلق )) ومافيها من أمور تخصهم في علاقاتهم مع ربهم أو مع أنفسهم لكن ليس من الحكمة أن نغض الطرف عما وراء المظاهر ممايخص أخلاق الناس ويتعلق بتعاملنا معهم.
لاتجعلن دليل المرء صورته # # # كم مخبر سَمِج في منظر حسن
وأغلب المظاهر الخداعة تكمن في:
- المال والممتلكات.
- الجاه والمنصب.
- مستوى التعليم والوظيفة.
- المظهر (( الملبس ، الكلام ، التصرفات ))
- النسب.
- الإنجازات السابقة.
ومتى تنكشف هذه المخابر؟!!
تنكشف:
- في المعاملات القريبة والإحتكاك المباشر بالشخص.
- في الغضب والرضا.
- في السعادة والحزن.
- في السفر والحضر.
- في أوقات الأزمات.
وبالتحقيق تتضح الخفايا # # # وعند الشك يُنتظر الهلال.

2- لاتعتمد كُلياً على آراء الآخرين دون تثبت:

إن من المصادر المهمة في التعرف على طباع شخص ما وأخلاقه، أولئك الناس الذين لهم معرفة جيدة بذلك الشخص وطباعه ممن يوثق بقولهم ويُعتمد على رأيهم لحسن تثبتهم ورجاحة عقولهم فالإنتفاع برأي هؤلاء في هذا المجال أمر محمود مطلوب.
ويخطئ كثير من الناس حين يعتمدون إعتمادا كبيراً جداً على آراء غيرهم في طباع شخص ما، (( دون تثبت وتأمل )) لمصداقية هذه الآراء والإنطباعات ومدى قربها من واقع حال الشخص.
فكم من شخص وُصِف لك بصفات لم تجدها فيه.!!
وكم من شخص نُفِيت عنه صفات وجدتها فيه.!!
وتأمل هذا الحديث ـ شاهداً لما قلته ـ :
عن سهل رضي الله عنه قال مر رجل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : (( ماتقولون فى هذا قالوا:حري إن خطب أن ينكح وإن شفع أن يُشفع وإن قال أن يستمع ,قال ثم سكت. فمر رجل من فقراء المسلمين فقال : ماتقولون في هذا قالوا : حري إن خطب لاينكح وإن شفع ألا يٌشفع وإن قال الا يستمع .فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : هذا خير من ملء الأرض مثل هذا )) ،ولذلك يجب أن يكون هناك نوع من (( التثبت )) عند تقويم الآخرين ..
ولكن يجب التنبه إلى أمر مهم :
إن عملية التثبت و(( تقويم )) الأشخاص يدخل عليها بعض (( المؤثرات )) التي قد تؤثر في مصداقيتها وهي :

@ أثر الهالة:
والهالة تطلق على مايكون حول الكوكب من شعاع يزيد في حجمه وإضاءته في أعين الناس وهو (( أقل )) بكثير ممايرونه..
فكثير من الناس فيه إجابيات بارزة في شخصيته [ ذكاء أو جمال أو بلاغة …] قد يبهر بها بعض الناس فيُعجبون به من كل وجه (( فتُعْمِيهم )) تلك الإجابيات (( الهالة )) عن كثير من السلبيات الكبيرة، ألم ترى إلى قول الله تعالى: (( وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ ))

@ أثر الأولية:
إن المعلومات التي تصلنا أولاً تؤثر في أحكامنا أكثر من المعلومات التي تصلنا آخراً سواء كانت إجابية أم سلبية.
قارن الوصفين التاليين:
أحمد ذكي ونشط عمليا وهو عنيد وحسود.
خالد حسود وعنيد وهو نشط عمليا وذكي !!
(( فلأيهم ملت أيها القارئ العزيز ؟!! … أتوقع لأحمد !! ))
إن (( لتسلسل المعلومات )) وطريقة ترتيبها أثراً مهماً في تكوين الإنطباع عن الأشخاص، ولذلك عندما تسمع قول الرسول صلى الله عليه وسلم عن ابن عمر : (( نعم الرجل عبدالله لو كان يقوم من الليل )) سيتبادر إلى الذهن مباشرة مدح الرسول صلى الله عليه وسلم لإبن عمر بعكس لو قال : لوكان عبدالله يقوم من الليل لكان نعم الرجل !! .. فهنا سيتبادر إلى الذهن بأنها صيغة ذم .. وهنا يتبين أثر الأولية!

@ أثر التضاد:
أي مقارنة (( صفة )) عند شخص معين بنفس الصفة عند شخص آخر (( يفوقه بها )) فيحدث للمُقارِن تضاد بين الصفتين عند الشخصيين فيرى الشخص (( الأقل )) بعكس هذه الصفة !!..
مثال:
عندما يقارن زوج (( جمال )) زوجته بممثلة (( جميلة جدا )) يراها على الشاشة، فيحدث عنده (( تضاد )) فيحكم على زوجته بأنها (( قبيحة )) .. والأصل أن الزوجة أقل جمال فقط !! لكنها جميلة.

@ أثر الحسد والبغضاء والهوى:
حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه # # # فالقوم أعداء له وخصوم
كضرائر الحسناء قلن لوجهها # # # حسداً وبغضاً إنه (( لذميم ))
هكذا الحسد والبغضاء يؤثران في التصورات والآراء (( بزيادة في السلبيات )) أو (( نقصان في الإيجابيات )) أو تحريف أو تبديل أو بهتان مما يضعف مصداقية التقويم.

3- لاتعتمد على إنطباع الشخص عن نفسه:

إن من الخطأ الإعتماد على (( رأي الشخص في نفسه )) وتقويمه لطباعه مهما كان فيه من الإنصاف والصدق مع الذات والأمانة مع النفس والآخرين لأن الإنسان بشر (( عرضة لمؤثرات كثيرة تضعف مصداقية تقويمه لنفسه )) وإن كان أعرف بنفسه وأعماقها ودواخلها من أي شخص آخر
فمن المؤثرات في ذلك:
@ قد يخفى عليه كثير من عيوبه أو محاسنه.
@ قد يعلم من نفسه الكثير من العيوب ولكنه لن يذكرها لأنه (( مخادع )) وقد يعلم الكثير من المحاسن ولكنه لن يذكرها لأنه (( تقي ورع )) ولن يزكي نفسه.
@ قد تؤثر حالته المزاجية (( سعادة - حزن )) في حكمه على نفسه.
@ قد يقسو على نفسه فيذمها بما ليس فيها.

4- لاتعتمد على الظن والحدس والتخمين دون قرائن كافية:

ليس هناك دلائل قطعية يمكن الإعتماد عليها في تقويم شخصيات الآخرين وغالباً مانميل إلى إعمال قدر من (( الظن والحدس والتخمين )) في ذلك سواء شعر الواحد منا بهذا وقصده بإرادته أم إن ذلك حصل تلقائياً دون إدراك.
إن الخطأ هنا ليس في إشراك الظن والحدس في تكوين الإنطباع عن الآخرين، وإنما في (( الإكتفاء بذلك )) والإعتماد عليه والتمسك به دون قرائن كافيه وشافيه وجعل الإنطباعات الذاتية الموجودة داخل نفوسنا حقائق خارجية موضوعية نطبقها على واقع الأشخاص من حولنا والإعتماد على ذلك.
وما كل الظنون تكون حقاً # # # وما كل الصواب على القياس

5- إحذر من التقويم التطرفي (( الإفراط والتفريط )):

يقوم التقويم التطرفي على التفكير (( الحَدِّي )) وهو:
ذلك التفكير الذي يقسم فيه الأمور إلى قسمين إثنين لاثالث لهما (( أبيض - أسود )) ولايوجد عنده رمادي .. كما قال الشاعر:
ونحن أناس لاتوسط عندنا # # # لنا الصدر دون العالمين أو القبر
وهذا التقويم الذي يقوم على هذا التفكير خطأ بالغ جسيم من أخطاء التفكير التي نمارسها في عملية تفكيرنا دون أن ندركها أو نعي خطأنا فيها في كثير من الأحيان.
خذ هذه الأمثلة (( للتفكير الحدي )) :
فإما - - - - - - -- - - - - - - - أو
ممتاز - طيب جدا = = = = = = = سيء - خبيث
محبوب - صادق = = = = = = = مكروه - كاذب
فيه كل خصلة حميدة = = = = = فيه كل خصلة ذميمة.

فليس بين هذين الطرفين المتباعدين تمام التباعد منزلة لأحد من الناس؛ فمن كان فيه صفات حسنة فكل الصفات الحسنة فيه وليس فيه صفة سيئة، وإن حدث ووجدت فيه صفة سيئة فقد أحرقت بنارها أوراق الصفات الحسنة كلها ونقلت صاحبها من أقصى اليمين إلى أقصى الشمال والعكس بالعكس !!.

= = = = = = = = = = =

ختاماً:

هذا الموضوع محاولة (( لتعليق الجرس )) لعلنا نبدأ في إزالة (( أقنعتنا )) ومحاولة لإعطاء البعض إضاءة في طريق (( إكتشافه )) ماتحت (( قناعه )) وأقعنة (( الآخرين )) ..

إضاءة:
من عاش بوجهين مات لا وجه له.


--------------------
[1]: النقاط التي أوردتها هي من كتاب الدكتور محمد الصغير: ماتحت الأقنعة - بإختصار وتصرف - وقمت ببعض الشرح والتعليق عليها


= = = = = = = = = = =

الملخص:

THE MASK
القناع!!

(( أهدي هذا الموضوع إلى هذه الدنيا التي مُلِئت أقنعة ))
بين يدي الموضوع :
قال أبوفراس:

بمن يثق الإنسان في ما ينوبه * * * ومن أين للحر الكريم صحاب
وقد صار هذا الناس إلا أقلهم * * * ذئابا على أجسادهن ثياب

= = = = = = = = = = = =
لن يكون حديثي في هذا الموضوع عن فلم القناع الشهير (( THE MASK )) ولاعن بطله (( جيم كيري ))، ولكن سيكون حديثي عن الأقنعة التي (( لابد )) أن نرتديها جميعاً ـ إلا من رحم الله ـ !!؛ لأن (( القناع )) الذي نرتديه يُظْهِر للآخرين (( صورة )) غير الصورة (( الحقيقية لنا ))، ويخفي عن الأعين (( شخصيتنا الحقيقية )) والتي تكون في الغالب (( عكس القناع ))؛ فالشخصية والقناع (( متلازمين متضادين )) !!! … كيف ؟!
إن كلمة القناع تعني باللغة اللاتينية القديمة (( برسونا )) : PERSONA ، ومنها إستمدت اللغة الإنجليزية كلمة (( الشخصية )) : PERSONALITY..
(( ..ولقد ارتبط هذا اللفظ بالمسرح اليوناني القديم إذ اعتاد ممثلو اليونان والرومان في العصور القديمة ارتداء أقنعة على وجوههم لكي يعطوا انطباعاً عن الدور الذي يقومون به، وفي الوقت نفسه لكي يجعلوا من الصعب التعرف على الشخصيات التي تقوم بهذا الدور … ومع مرور الزمن أُطلق لفظ (( برسونا )) على الممثل نفسه أحياناً، وعلى الأشخاص عامة أحياناً أخرى، وربما كان ذلك على أساس أن الدنيا مسرح كبير وأن الناس جميعاً ليسوا سوى ممثلين على مسرح الحياة ))!!: أنظر صفحة 9 - 10 من كتاب ماتحت الأقنعة للدكتور محمد الصغير - بتصرف -
وقبل أن نتعمق في موضوعنا دعونا نعرف (( مصطلح القناع )):
فالقناع هو مايُظهره الشخص ليعكس (( صفة )) أو (( فعل )) أو (( رأي )) أو (( معتقد ))؛ ليراه الناس فيظنون أنه فيه وهو في الحقيقة يفتقد إليه ولايوجد عنده لا (( طَبْعاً )) ولا (( تَطَبُّعاً ))!!

أنواع الأقنعة:

@ القناع الخاص بالصفات
مثال: رجل بخيل وأمام الناس(( كريم ))

@ القناع الخاص بالأفعال
مثال: رجل (( يفزع )) لذوي (( المناصب والجاه )) ويترك عامة الناس.

@ القناع الخاص بالآراء
مثال: رجل (( يقول رأي )) وهو يعتقد غيره.

@ القناع الأخير قناع المعتقدات.
مثال: المنافقون أو الذين يظهرون (( الكفر )) ويبطنون (( الإيمان )) من الضعفاء المعذبين.

إن تعاملنا مع الناس وأقنعتهم يحتاج إلى (( حذر )) و (( تنبه )) لكي لانظلم أحداً أو نتهمه، ولكي (( لانُخْدع )) بأحد ..
لذلك سأذكر بعض الأمور المهمة التي تساعدنا في (( تفتييت )) القناع ومعرفة الشخص بشكل (( جيد )) إلى حدٍ ما.

1- لاتعتمد على المظهر دون المخبر: [1]

وأغلب المظاهر الخداعة تكمن في:
- المال والممتلكات.
- الجاه والمنصب.
- مستوى التعليم والوظيفة.
- المظهر (( الملبس ، الكلام ، التصرفات ))
- النسب.
- الإنجازات السابقة.
ومتى تنكشف هذه المخابر؟!!
تنكشف:
- في المعاملات القريبة والإحتكاك المباشر بالشخص.
- في الغضب والرضا.
- في السعادة والحزن.
- في السفر والحضر.
- في أوقات الأزمات.

2- لاتعتمد كُلياً على آراء الآخرين دون تثبت:

ولكن يجب التنبه إلى أمر مهم :
إن عملية التثبت و(( تقويم )) الأشخاص يدخل عليها بعض (( المؤثرات )) التي قد تؤثر في مصداقيتها وهي :

@ أثر الهالة:
والهالة تطلق على مايكون حول الكوكب من شعاع يزيد في حجمه وإضاءته في أعين الناس وهو (( أقل )) بكثير ممايرونه..

@أثر الأولية:
إن المعلومات التي تصلنا أولاً تؤثر في أحكامنا أكثر من المعلومات التي تصلنا آخراً سواء كانت إجابية أم سلبية.

@ أثر التضاد:
أي مقارنة (( صفة )) عند شخص معين بنفس الصفة عند شخص آخر (( يفوقه بها )) فيحدث للمُقارِن تضاد بين الصفتين عند الشخصيين فيرى الشخص (( الأقل )) بعكس هذه الصفة !!..

@ أثر الحسد والبغضاء والهوى:
الحسد والبغضاء يؤثران في التصورات والآراء (( بزيادة في السلبيات )) أو (( نقصان في الإيجابيات )) أو تحريف أو تبديل أو بهتان مما يضعف مصداقية التقويم.

3- لاتعتمد على إنطباع الشخص عن نفسه:

لأن الإنسان بشر (( عرضة لمؤثرات كثيرة تضعف مصداقية تقويمه لنفسه ))
فمن المؤثرات في ذلك:
@ قد يخفى عليه كثير من عيوبه أو محاسنه.
@ قد يعلم من نفسه الكثير من العيوب ولكنه لن يذكرها لأنه (( مخادع )) وقد يعلم الكثير من المحاسن ولكنه لن يذكرها لأنه (( تقي ورع )) ولن يزكي نفسه.
@ قد تؤثر حالته المزاجية (( سعادة - حزن )) في حكمه على نفسه.
@ قد يقسو على نفسه فيذمها بما ليس فيها.

4- لاتعتمد على الظن والحدس والتخمين دون قرائن كافية:

إن الخطأ هنا ليس في إشراك الظن والحدس في تكوين الإنطباع عن الآخرين، وإنما في (( الإكتفاء بذلك )) والإعتماد عليه والتمسك به دون قرائن كافيه وشافيه وجعل الإنطباعات الذاتية الموجودة داخل نفوسنا حقائق خارجية موضوعية نطبقها على واقع الأشخاص من حولنا والإعتماد على ذلك.

5- إحذر من التقويم التطرفي (( الإفراط والتفريط )):

يقوم التقويم التطرفي على التفكير (( الحَدِّي )) وهو:
ذلك التفكير الذي يقسم فيه الأمور إلى قسمين إثنين لاثالث لهما (( أبيض - أسود )) ولايوجد عنده رمادي
وهذا التقويم الذي يقوم على هذا التفكير خطأ بالغ جسيم

كان هذا مُلخصاً وإذا أردت فهم بعض النقاط أو التوسع في فهم نقطة معينة إرجع إلى الموضوع الأساسي ….

= = = = = = = = = = =

ختاماً:

هذا الموضوع محاولة (( لتعليق الجرس )) لعلنا نبدأ في إزالة (( أقنعتنا )) ومحاولة لإعطاء البعض إضاءة في طريق (( إكتشافه )) ماتحت (( قناعه )) وأقعنة (( الآخرين )) ..

إضاءة:
من عاش بوجهين مات لا وجه له.

--------------------
[1]: النقاط التي أوردتها هي من كتاب الدكتور محمد الصغير: ماتحت الأقنعة - بإختصار وتصرف - وقمت ببعض الشرح والتعليق عليها
 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك

منوعات الفوائد

  • منوعات الفوائد
  • الصفحة الرئيسية