صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







اهزموهم بذكر الله

يحيى بن موسى الزهراني

 
بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله مجري السحاب ، منزل الكتاب ، هازم الأحزاب ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الرحيم التواب ، شديد العقاب ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله النبي الأواب ، صلى الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه ما ظهر نجم وغاب ، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين . . وبعد :
ثورة سورية أبية ، انتفض فيها السوريون الشرفاء الأحرار عن بكرة أبيهم ، في حرب عقدية دينية ، بين جحافل المسلمين العُزَّل ، وبين حاكمهم الطاغية النصيري الكافر ، بعد صبر عشرات السنين على حكم كفري نصيري ، تحزبت عليهم فيه أحزاب الكفر وجنده ، من شيعة وإلحاد ، إيران الصفوية المجوسية الفارسية ، وحزب الشيطان وحكومة لبنان ، والروافض في العراق ، وإسرائيل ودول الغرب ، فأحكموا على المسلمين الخناق ، ولكن لهم الله ، نعم لهم الله ما صدقوه عز وجل في تمسكهم بدينهم ، قال تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ } [ محمد7 ] ، وليس نصركم لله بقاتلكم معه ، فهو سبحانه القوي الغني ، الجبار القهار ، وإنما نصركم لله ، باتباعكم لأوامره ، واجتنابكم لنواهيه ، واتباع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم ، هكذا تحوزوا لوازم النصر وأدواته وعدته ، واعلموا أن النصر على الكفار كما الحال في بلادكم ، لا يحتاج إلى كثير عتاد وعدة ، بل يحتاج إلى صدق وعزيمة وعقيدة صافية خالصة ، وتمسك بالدين وطاعة لله وابتهال إليه بالنصر ، ومحافظة على شعائر دينكم كاملة ، فإذا فعلتم ذلك فانتظروا النصر قريباً بإذنه تعالى ، فقد وعدكم ذلك فقال سبحانه : { وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ } [ الأنفال60 ] .
فتأملوا قول الله عز وجل : { ما استطعتم } ، فلم يطلب منكم من القوة إلا ما استطعتم ، فليس مقياس النصر بكثرة العدد والعتاد ، بل بقوة الإيمان وتحصنكم به والدعاء لله الواحد القهار أن ينصركم على عدوكم الكافر .
أقول : معاشر الإخوة في الله ، لا يأتي النصر بالتصفيق ولا بالتصفير ولا بالطبل والأغاني والموسيقى والمزامير ، وإنما يأتي الانتصار بالتوكل على الله والاستعانة به والاعتصام به والالتجاء إليه والدعاء الخالص له عز وجل .
يأتي النصر بذكر الله الدائم الذي لا ينقطع ، بالتكبير والتهليل والتسبيح والاستغفار ، والتذلل لله وإظهار الافتقار ، يأتي النصر بلا حول ولا قوة إلا بالله ، يأتي الانتصار على الأعداء بحسبنا الله ونعم الوكيل ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه ، أَنَّ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : " سَمِعْتُمْ بِمَدِينَةٍ جَانِبٌ مِنْهَا فِي الْبَرِّ وَجَانِبٌ مِنْهَا فِي الْبَحْرِ " ، قَالُوا : نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قَالَ : " لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَغْزُوَهَا سَبْعُونَ أَلْفاً مِنْ بَنِى إِسْحَاقَ ، فَإِذَا جَاءُوهَا نَزَلُوا فَلَمْ يُقَاتِلُوا بِسِلاَحٍ ، وَلَمْ يَرْمُوا بِسَهْمٍ ، قَالُوا : لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ ، فَيَسْقُطُ أَحَدُ جَانِبَيْهَا ، ثُمَّ يَقُولُوا الثَّانِيَةَ : لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ ، فَيَسْقُطُ جَانِبُهَا الآخَرُ ، ثُمَّ يَقُولُوا الثَّالِثَةَ : لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ ، فَيُفَرَّجُ لَهُمْ فَيَدْخُلُوهَا فَيَغْنَمُوا . . . " [ رواه مسلم ] ، ولا بأس بأبيات الشعر المحفزة على القتال والجهاد في سبيل الله لإعلاء كلمة التوحيد خفاقة عالية .
فزلزلوا الأرض بالذكر زلزالاً ، وفجروا الدنيا بالذكر بركاناً ، حتى يخشاكم عدوكم ، ويقذف الله في قلوبهم الرعب ، اصدحوا بذكر الله عبر الشوارع والطرقات ، وفي المساجد والبيوتات ، حتى يذل الله عدوكم ويكبته ويخذله ، وينصركم عليه ، فالنصر مع الصبر ، والفرج بعد الشدة ، ومع العسر يسراً .
ألا فأبشروا بنصر الله المبين على القوم الكافرين ، فقد قال القوي المتين : { وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ } [ الحج78 ] . والله الحافظ والناصر والهادي إلى سواء السبيل .
 

كتبه
يحيى بن موسى الزهراني
إمام جامع البازعي بتبوك


 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
يحيى الزهراني
  • رسائل ومقالات
  • مسائل فقهية
  • كتب ومحاضرات
  • الخطب المنبرية
  • بريد الشيخ
  • الصفحة الرئيسية