صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







حتى لا تغرق السفينة

يحيى بن موسى الزهراني

 
بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله رب العالمين ، ولا عدوان إلا على الظالمين ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إله الأولين والآخرين ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله النبي الأمين ، صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله وصحبه أجمعين . . وبعد :
إذا رأيت مجموعة كثيرة من الناس يذهبون إلى أعلى بناية ثم يلقون بأنفسهم ليموتوا شر ميتة ، فهل تفعل كما يفعلون ، وتقول كما يقولون مقولتهم الخاطئة : الموت مع الجماعة رحمة ؟ وتصبح ممن قتل نفسه بيده ، وممن جاء فيهم هذا الوعيد حيث قَالَ صلى الله عليه وسلم : " كَانَ بِرَجُلٍ جِرَاحٌ فَقَتَلَ نَفْسَهُ ، فَقَالَ اللَّهُ : بَدَرَنِي عَبْدِي بِنَفْسِهِ حَرَّمْتُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ " [ رواه البخاري ] .
ألا وتأمل هذا الوعيد الشديد ، والتهديد الأكيد ، فَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه ، عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : " مَنْ تَرَدَّى مِنْ جَبَلٍ فَقَتَلَ نَفْسَهُ ، فَهْوَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ ، يَتَرَدَّى فِيهِ خَالِداً مُخَلَّداً فِيهَا أَبَداً ، وَمَنْ تَحَسَّى سَمًّا فَقَتَلَ نَفْسَهُ ، فَسَمُّهُ فِي يَدِهِ ، يَتَحَسَّاهُ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِداً مُخَلَّداً فِيهَا أَبَداً ، وَمَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بِحَدِيدَةٍ ، فَحَدِيدَتُهُ فِي يَدِهِ ، يَجَأُ بِهَا فِي بَطْنِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِداً مُخَلَّداً فِيهَا أَبَداً " [ رواه البخاري ] .
فمن فعل ذلك بنفسه وأرداها قتيلة ، فقد باء بغضب من الله ، والعياذ بالله ، لأنه فقد ما ميزه الله به عن الحيوان ، ألا وهو العقل ، فالعقل مناط التكليف ، ومن فقد عقله فهو أحط من منزلة البهائم ، ولقد ذم الله تعالى قوماً لم يستعملوا عقولهم فقال الله عز وجل فيهم : { أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً } [ الفرقان44 ] .
هذا إذا رأيت قوماً من الناس يفعلون هذا الفعل المشين ، فهل تفعل مثلهم ؟
لا أظن عاقلاً يقول : نعم .
ومن قال : نعم ، فهو إمعة ، إن فعلت الإساءة كما يفعل الناس فأنت من أهل هذا الحديث ، عَنْ حُذَيْفَةَ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : " لاَ تَكُونُوا إِمَّعَةً ، تَقُولُونَ إِنْ أَحْسَنَ النَّاسُ أَحْسَنَّا ، وَإِنْ ظَلَمُوا ظَلَمْنَا ، وَلَكِنْ وَطِّنُوا أَنْفُسَكُمْ ، إِنْ أَحْسَنَ النَّاسُ أَنْ تُحْسِنُوا ، وَإِنْ أَسَاءُوا فَلاَ تَظْلِمُوا " [ رواه الترمذي وَقَالَ : حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ ] .
وَعَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَدِىِّ بْنِ خِيَارٍ أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رضي الله عنه وَهْوَ مَحْصُورٌ ، فَقَالَ : إِنَّكَ إِمَامُ عَامَّةٍ ، وَنَزَلَ بِكَ مَا تَرَى ، وَيُصَلِّي لَنَا إِمَامُ فِتْنَةٍ وَنَتَحَرَّجُ ، فَقَالَ : الصَّلاَةُ أَحْسَنُ مَا يَعْمَلُ النَّاسُ ، فَإِذَا أَحْسَنَ النَّاسُ فَأَحْسِنْ مَعَهُمْ ، وَإِذَا أَسَاءُوا فَاجْتَنِبْ إِسَاءَتَهُمْ . . . " [ رواه البخاري ] .
ثم السؤال المهم الآخر :
هل من الدين ومن النصيحة ومن الأخوة في الله ، ومن اللحمة الإسلامية أن ترى الناس يتساقطون من أعلى البناية ولا يحرك ذلك فيك ساكناً ؟
أم أنك ستهب داعياً لهم وناصحاً ومرشداً ومخوفاً لهم من الله ، ومذكراً لهم بالله ، ومن عذاب الله ، وأن هذا عمل مُحَرَّم ، وفعل مُجَرَّم ؟
إذا فعلت ذلك فقد نصحت ونهيت عن المنكر ، وأديت ما عليك ، والضرر على أصحابه فقط ، وليس متعدياً إلى غيرهم ، لأن موتهم يخصهم وحدهم ، ولا ضرر على الآخرين ممن لم يفعلوا فعلهم ، أو حتى سكتوا على فعلهم بعد نصيحتهم .
بينما هناك منكرات ومحرمات ضررها على النفس والغير ، فضررها متعدٍ ، يهلك به الجميع ، إذا كثر فاعلوه ، وزاد الساكتون عنه ، وقل الناهون عنه ، كتبرج النساء ، واختلاطهن بالرجال الأجانب ، مما يسبب الزنا والفاحشة ، وتعم بسببه الرذيلة ، ويكثر الشر ، ويزداد الفساد ، فهنا يهلك الفاعل والساكت والناهي عنه إذا كثر المنكر ، وكل يبعث على نيته يوم القيامة ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِذَا ظَهَرَ الزِّنَا وَالرِّبَا فِي قَرْيَةٍ ، فَقَدْ أَحَلُّوا بِأَنْفُسِهِمْ عَذَابَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ " [ رواه الطبراني والبيهقي والحاكم وقال صحيح الإسناد ، وصححه الذهبي ، وهو حديث محتج به ، قال شعيب الأرنؤوط : حسن لغيره في صحيح ابن حبان ، وقال الألباني : صحيح في صحيح الجامع برقم 679 ] .
وأمر الشارع الكريم بالنصيحة للعصاة مهما كانت مناصبهم وأعمالهم واهتماماتهم ، فالدين النصيحة ،فَعَنْ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ رضي الله عنه ، أَنَّ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : " الدِّينُ النَّصِيحَةُ " ، قُلْنَا لِمَنْ ؟ قَالَ : " لِلَّهِ وَلِكِتَابِهِ وَلِرَسُولِهِ وَلأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ " [ رواه البخاري ومسلم ] .
إذاً علينا أن نفرق بين المنكرات المقتصر ضررها على فاعلها ، والمنكرات المتعدي ضررها إلى الغير .
وتأملوا معي هذا المثال الذي ضربه النبي صلى الله عليه لأمته إذا لم ينكروا المنكر ، وتركوا أهله ينغمسون فيه ، فسوف يهلك الجميع :
عن النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ رضي الله عنهما ، عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : " مَثَلُ الْقَائِمِ عَلَى حُدُودِ اللَّهِ وَالْوَاقِعِ فِيهَا كَمَثَلِ قَوْمٍ اسْتَهَمُوا عَلَى سَفِينَةٍ ، فَأَصَابَ بَعْضُهُمْ أَعْلاَهَا وَبَعْضُهُمْ أَسْفَلَهَا ، فَكَانَ الَّذِينَ فِى أَسْفَلِهَا إِذَا اسْتَقَوْا مِنَ الْمَاءِ مَرُّوا عَلَى مَنْ فَوْقَهُمْ فَقَالُوا لَوْ أَنَّا خَرَقْنَا فِى نَصِيبِنَا خَرْقاً ، وَلَمْ نُؤْذِ مَنْ فَوْقَنَا . فَإِنْ يَتْرُكُوهُمْ وَمَا أَرَادُوا هَلَكُوا جَمِيعاً ، وَإِنْ أَخَذُوا عَلَى أَيْدِيهِمْ نَجَوْا وَنَجَوْا جَمِيعاً " [ رواه البخاري ] .
وَعَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ رضي الله عنها ، أَنَّ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم اسْتَيْقَظَ مِنْ نَوْمِهِ وَهُوَ يَقُولُ : " لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ ، وَيْلٌ لِلْعَرَبِ مِنْ شَرٍّ قَدِ اقْتَرَبَ ، فُتِحَ الْيَوْمَ مِنْ رَدْمِ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مِثْلُ هَذِهِ _ وَعَقَدَ سُفْيَانُ بِيَدِهِ عَشَرَةً _ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ : أَنَهْلِكُ وَفِينَا الصَّالِحُونَ ؟ قَالَ : " نَعَمْ ، إِذَا كَثُرَ الْخَبَثُ " [ رواه البخاري ومسلم ] .
ولا شك أن هناك صراع بين الخير والشر إلى قيام الساعة ، فزمان يكثر الخير وأهله ، ويقل الشر وأهله ، وزمان آخر يكثر الشر وأهله ، ويقل الخير وأهله ، كل ذلك بحسب زيادة الإيمان ونقصه في قلوب الناس في كل زمان وعصر ودهر ، وكلما ابتعد الناس عن منهج الله تعالى ، ومنهاج نبيه صلى الله عليه وسلم كلما وقعوا في الآثام والمعاصي ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ : " مَا مِنْ نَبِىٍّ بَعَثَهُ اللَّهُ فِي أُمَّةٍ قَبْلِي إِلاَّ كَانَ لَهُ مِنْ أُمَّتِهِ حَوَارِيُّونَ وَأَصْحَابٌ ، يَأْخُذُونَ بِسُنَّتِهِ ، وَيَقْتَدُونَ بِأَمْرِهِ ، ثُمَّ إِنَّهَا تَخْلُفُ مِنْ بَعْدِهِمْ خُلُوفٌ يَقُولُونَ مَا لاَ يَفْعَلُونَ ، وَيَفْعَلُونَ مَا لاَ يُؤْمَرُونَ ، فَمَنْ جَاهَدَهُمْ بِيَدِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ ، وَمَنْ جَاهَدَهُمْ بِلِسَانِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ ، وَمَنْ جَاهَدَهُمْ بِقَلْبِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ ، وَلَيْسَ وَرَاءَ ذَلِكَ مِنَ الإِيمَانِ حَبَّةُ خَرْدَلٍ " [ رواه مسلم ] .
وفي زماننا هذا كثر الشر وأهله ، وازداد دعاة جهنم ، وتفاقم خطرهم ، وتطاير شررهم ، ظهر الفساد في كل مكان ، في البيوت والشوارع والأسواق والأعمال والمنتزهات .
ومن آخر ذلك . . . الدعوة الباطلة إلى الاختلاط بين الجنسين ذكوراً وإناثاً ، هذا ما يدعوا إليه أعداء الملة والدين ، هذا ما يدعوا إليه أصحاب الشر والفساد ، من العلمانيين والليبراليين والمنافقين ومن شايعهم واتبع ملتهم ودعوتهم .
يريدون أن يلحقونا بالشيعة الرافضة المجوس الفرس ، الذين يعبدون الفرج والخمس ، من متعة واستعارة للفروج ، يزنون باسم المتعة ، بل ويتقربون إلى الله بالمعصية ، تعالى الله عما يقولون .
ويريدون أن يحققوا فينا جملة من طلبات الغرب الكافر ، لأننا ولله الحمد الدولة الوحيدة على وجه الأرض التي تُحَكِّم شريعة الله تعالى ، وتتبع بسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ، ونحن الدولة الباقية في العالم التي يتمتع نساؤها بكامل الشرعية ، والقيود والحقوق المرعية ، التي أحاطها بها الإسلام ، وسيجها بها ، فهي معززة مكرمة ، لا يمكن لها أن تختلط بالرجال ، فبنت الإسلام لا يمكن أن يصدر منها مثل هذه التوافه والسخافات والترهات ، لأنها عرفت مكانتها في ضوء شريعة الإسلام ، فهي الأم والبنت والأخت والعمة والخالة والجدة ، ولا يمكن لرجل مسلم غيور أن يرى موليته وكريمته تتبرج أو تختلط بالرجال مهما كانت الأسباب ، بل يموت ولا يدنس عرضه .
أما ما نراه اليوم من تبرج وعرض عبر الشاشات الفضائية من بعض النساء اللاتي يدعين سعودتهن ، فلسنا بسعوديات ، بل هن مستأجرات ، يعبدن الدينار والدرهم ، في مقابل بيع أعراضهن والظهور بمظهر يخالف شريعة الله وأمره للنساء بالقرار في البيوت وعدم التبرج بزينة وعدم البروز للرجال كاشفات عن وجوههن ، فلا نعترف بهن ولا بما يقدمن ويعرضن _ ونسأل الله لهن الهداية إلى الحق _ بل نحن نتأسى لحالهن ، لمخالفتهن لأوامر ربهن تبارك وتعالى ، ومخالفتهن الصريحة لأوامر النبي صلى الله عليه وسلم ، ومخالفتهن الصريحة لما قامت عليه هذه البلاد من خلال سياستها ودستورها القائم على الكتاب والسنة ، من تحريم الخلوة بالرجال ، أو الاختلاط بهم ، وكل هذه المخالفات للكتاب والسنة وأولياء الأمر يفعلنها تلك النساء في الاستوديوهات قبل البرامج وأثناءها وبعدها ، بل هناك ما هو أدهى وأمر ، فمما ذكره غير واحد عما يحصل بين المقدمين والمقدمات وأضرابهم من أهل الفن بأكمله من لقاءات حميمية محرمة . . . . هذا ما يحصل في وزارة الإع...... ، والتر..... ، وغيرها من فساد وتعد لما قامت عليه هذه الدولة من تحريم الاختلاط بين الرجال والنساء ، بل ومصافحة بعضهم بعضاً ، وأخذ الصور التذكارية مع المسؤول وغيره ، وعقد اللقاءات المحرمة بين الجنسين ، في صور مقززة منبوذة مرفوضة ، وعند الناس مبغوضة ، مخالفين دستور بلاد الحرمين الشريفين القائم على كتاب الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام ، بل ضاربين بهما عرض الحائط ، من قبل علمانيين وصوفية وشيعة وغربيين ، محاربين أهل الخير والصلاح من العلماء والدعاة والمحتسبين .
وللأسف أن هناك ثلة من الأُم....... والأَمي....... والوز...... والمترفين من أهل الأموال ، وكثير من كتاب الصحف وقداسها وغيرهم ممن انغمسوا في الشهوات حتى آذانهم ، لا يعرفون من الحياة إلا الشهوات والملذات وارتكاب الفواحش والمحرمات ، بل ويدعون الناس إليها ، إنهم والله دعاة إلى جهنم وبئس المصير ، من أطاعهم قذفوه فيها ، ومن عصاهم ووعظهم وأمرهم ونهاهم فهو على خير عظيم ، ولنتأمل معاً معاشر المسلمين هذا المثل الذي ضربه النبي صلى الله عليه وسلم لأمته ، عَنِ النَّوَاسِ بْنِ سَمْعَانَ الأَنْصَارِىِّ رضي الله عنه ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ : " ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً صِرَاطاً مُسْتَقِيماً وَعَلَى جَنْبَتَيِ الصِّرَاطِ سُورَانِ فِيهِمَا أَبْوَابٌ مُفَتَّحَةٌ ، وَعَلَى الأَبْوَابِ سُتُورٌ مُرْخَاةٌ ، وَعَلَى بَابِ الصِّرَاطِ دَاعٍ يَقُولُ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ ادْخُلُوا الصِّرَاطَ جَمِيعاً وَلاَ تَتَفَرَّجُوا ، وَدَاعِي يَدْعُو مِنْ جَوْفِ الصِّرَاطِ ، فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يُفْتَحَ شَيْئاً مِنْ تِلْكَ الأَبْوَابِ قَالَ : وَيْحَكَ لاَ تَفْتَحْهُ ، فَإِنَّكَ إِنْ تَفْتَحْهُ تَلِجْهُ ، وَالصَّرِاطُ الإِسْلاَمُ ، وَالسُّورَانِ حُدُودُ اللَّهِ تَعَالَى ، وَالأَبْوَابُ الْمُفَتَّحَةُ مَحَارِمُ اللَّهِ تَعَالَى ، وَذَلِكَ الدَّاعِي عَلِى رَأْسِ الصِّرَاطِ كِتَابُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، وَالدَّاعِي مِنْ فَوْقِ الصِّرَاطِ وَاعِظُ اللَّهِ فِي قَلْبِ كُلِّ مُسْلِمٍ " [ رواه أحمد ] .
وأيم الله إنه ليؤسفنا نحن أهل الإسلام أن تخرج أبواق من بني جلدتنا يدعون إلى الاختلاط في التعليم ، وأن تكون الدراسة للذكور والإناث جنباً إلى جنب ، وكأنهم لم يعوا الدروس عما حصل في الشرق والغرب من فساد ديني وأخلاقي وعقدي وسياسي واقتصادي ومناخي ، وكثرة المظاهرات والقتال المدمر بين أفرد الشعب الواحد ، بل واستعمار أجنبي عسكري لتلك البلاد بسبب الانحراف عن الفطر السوية ، والخلقة النقية ، فاختلط لديهم الحابل بالنابل ، وكثر أولاد الزنا واللقطاء ، وأصابتهم البلاقع والمواجع ، ودمرتهم الحروب والمظاهرات والاعتصامات ، وهلكت البنى التحتية ، وحصل الخلاف بين الحكام والمحكومين ، وأصبح الجميع لا يأمن مكر الآخر وتدبيره ، فدعت أمريكا إلى فصل البنين عن البنات ، وإنشاء جامعات خاصة للذكور ، وأخرى خاصة للإناث ، وكذلك حصل في الصين ، وفي غيرهما من البلاد ، وعادت كثير من النساء إلى الحجاب والقرار في البيوت ، ثم تأتي شرذمة من أهل بلاد التوحيد ، بلاد العقيدة الصافية ، بلاد الحب والسلام ، ليشيعوا الذعر والخوف والجريمة والفوضى والإرهاب بسبب الدعوة إلى تحرير المرأة من قيود الشريعة ، والتركيز عليها لإخراجها من بيتها حتى تكون فريسة لأهل الشهوات ، فيالله العجب ، أنطيع أمر الله وأمر رسوله ، أم نطيع خرافات أولئك القوم الخاسرون ، لعلها لم تطرق أسماعهم آية سورة النساء حيث يقول الله تعالى : { وَاللّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُواْ مَيْلاً عَظِيماً } [ النساء27 ] .
دعوة باطلة لا أصل لها إلى اختلاط الطلاب بالطالبات في الصفوف الأولية ، ثم يتبعها الصفوف العليا ، ثم المتوسطة والثانوية والكليات والجامعات ، وحدث عن الفساد في الأرض بعد ذلك ولا حرج ، فويل لنا إذا اتبعنا الشهوات ، وعصينا رب البريات ، إنه وعيد من الله القوي الجبار : { فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً } [ مريم59 ] .
غي : هو واد في جهنم والعياذ بالله .
لا يرضى بأن تدرس ابنته بجانب طالب ذكر ، إلا الديوث ، وعديم الغيرة على عرضه ومحارمه ، أقول : لكل مسلم ومسلمة لو اضطررنا إلى إبقاء أبنائنا وبناتنا في البيوت معززين مكرمين ، خوفاً عليهم من الفتن والشهوات لهو خير عظيم ، وفضل كبير ، وحماية لهم من خطر أذناب الكفار والفجار .
ولن يسمح الغيورون والنصحاء والصلحاء والعلماء وولاة الأمر رعاهم الله ، بمثل هذا الأمر مهما كان مصدره ، فإن لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق سبحانه وتعالى ، فلله الحمد من قبل ومن بعد أن منَّ الله علينا بولاة أمر يُصْلِحُون ويَصْلُحون ، وأولئك هم الذين جاء وصفهم في سنة النبي صلى الله عليه وسلم ، قال رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : " إِنَّ الدِّينَ لَيَأْرِزُ _ يجتمع وينضم _ إِلَى الْحِجَازِ كَمَا تَأْرِزُ الْحَيَّةُ إِلَى جُحْرِهَا ، وَلَيَعْقِلَنَّ الدِّينُ مِنَ الْحِجَازِ مَعْقِلَ الأُرْوِيَّةِ _ الشاة الواحد من شياه الجبل _ مِنْ رَأْسِ الْجَبَلِ ، إِنَّ الدِّينَ بَدَأَ غَرِيباً وَيَرْجِعُ غَرِيباً فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ الَّذِينَ يُصْلِحُونَ مَا أَفْسَدَ النَّاسُ مِنْ بَعْدِي مِنْ سُنَّتِي " [ رواه الترمذي وقَالَ : حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ ] .
أنتعدى حدود الله ونعصه سبحانه لأجل قرار من رجل أو امرأة يصيب ويخطئ وخطؤه أكثر من صوابه ، لأجل قرارات ارتجالية تعسفية ، لا يرضاها دين ولا عقل ولا رجولة ولا عفة ولا حياء ، قال تعالى : { وَمَن يَعْصِ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَاراً خَالِداً فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُّهِينٌ } [ النساء14 ] .
لابد أن تتكاتف الجهود ، ويتوحد الصف ضد أي قرار يمس ديننا ، ويتعدى حدود ربنا ، ويخالف سنة نبينا صلى الله عليه وسلم ، فنحن في دولة حماها الله عقوداً طويلة من الاستعمار العسكري ، لكن للأسف بدأت اليوم تُحْتَلُ وتُسْتَعْمَرُ فكرياً وثقافياً وأخلاقياً ودينياً ، حرس الله بلاد الحرمين وحكامها وشعبها من كل سوء ومكروه .
نحن طوع ولاة أمرنا في المنشط والمكره وأثرة علينا ، طوع أوامرهم في الحرب والسلم ، في السراء والضراء ، بل نفديهم بأنفسنا وأموالنا ، فلهم علينا حق السمع والطاعة ، ولم يأمرونا بمنكر خلال عشرات السنين ، وهذا فضل الله علينا وعليهم لأننا نحتضن بيننا بيت الله الحرام ، ومسجد الرسول صلى الله عليه وسلم والأماكن المقدسة ، فكيف نعصي الله تعالى ، أنريد أن يحيق بنا مكر الله تعالى ، فليس بيننا وبين الله واسطة ولا نسب ، قال تعالى : { أَفَأَمِنُواْ مَكْرَ اللّهِ فَلاَ يَأْمَنُ مَكْرَ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ } [ الأعراف99 ] .
ألا ما أهون الخلق على الله إذا هم عصوه ، وخالفوا أمره .
وأما اتخاذ النساء وزيرات ونائبات ومسؤولات ، وجعل النساء يعملن في أعمال لم يخلقن لأجلها ، فهذا مخالف لفطرة الله التي فطر الناس عليها ، فللنساء أعمالهم الخاصة بهن ، من تربية الأبناء والاهتمام بالبيت والزوج ، والعمل في أماكن النساء الخاصة بهن ، كالطبيبة للنساء ، والمعلمة للبنات والنساء وما شابه ذلك ، لكن في المحيط النسائي البحت الذي لا تخالط فيه رجالاً ولا تتحدث مهم ، ولا تقابلهم ولا تسمعهم صوتها حتى لا يقع البلاء ، ويحصل الداء .
فالرجال هم الذين يقودون مسيرة الحياة ، وهم أصحاب الرأي والمشورة ، وهذا أمر معلوم منذ نشأة الخلق ، أما أن تُقْحَمَ المرأة في مثل هذه الشؤون فهذا خطأ ديني ، مخالف لأمر الله وأمر رسوله ، لَمَّا بَلَغَ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم أَنَّ فَارِساً مَلَّكُوا ابْنَةَ كِسْرَى قَالَ : " لَنْ يُفْلِحَ قَوْمٌ وَلَّوْا أَمْرَهُمُ امْرَأَةً " [ رواه البخاري ] .
لَنْ يُفْلِحَ قَوْمٌ : أي لا يظفرون بالخير ولا يبلغون ما فيه النفع لأمتهم .
وَلَّوْا أَمْرَهُمُ امْرَأَةً : أي جعلوا لها ولاية عامة من رئاسة أو وزارة أو إدارة أو قضاء .
وعند الإمام أحمد بسند حسن _ كما قال شعيب الأرنؤوط _ عَنْ أَبِى بَكْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : " لَنْ يُفْلِحَ قَوْمٌ تَمْلِكُهُمُ امْرَأَةٌ " .
فحتى لا تغرق السفينة ، ويعمنا الله بعذاب من عنده ، وحتى لا يقع في البلاد من المحن والفتن مالا يعلم مداه إلا الله ، ولئلا تصاب البلاد في مقتل ، ويقتل الناس بعضهم بعضاً ، ويتصادم أهل الخير وأهل الشر ، المدافعون عن الأعراض ، والوالغون فيها ، لابد من وقفة صادقة من العلماء والدعاة وأهل الخير والصلاح وجميع أولياء الأمور ، وقفة ضد التيار التغريبي الذي يريد اجتياح ديارنا وبلادنا ، وإخراج أبنائنا وبناتنا من بوتقة الدين وحصانته الشرعية ، وسياجه المتين ، إلى مستنقعات الفساد والرذيلة ، وأوحال الفاحشة والجريمة ، يجب على كل مسلم غيور على دينه ووطنه وولاة أمره أن ينصح لهم ، ويأمر من هم تحت ولايته بالتمسك بكتاب الله وسنة النبي صلى الله عليه وسلم ، ويعض عليهما بالنواجذ ، ولا يتبع نعيق ناعق أو نهيق ناهق ، فيحيق بنا مكر الله ، فوالله ليس بيننا وبين واسطة أو قرابة ، فليحذر الجميع من مغبة الولوغ في براثن دعاة الشر والفساد ، دعاة الفاحشة والرذيلة ، وإليكم طرفاً من الأدلة الدالة على ذلك :
عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ - وَهَذَا حَدِيثُ أَبِى بَكْرٍ - قَالَ أَوَّلُ مَنْ بَدَأَ بِالْخُطْبَةِ يَوْمَ الْعِيدِ قَبْلَ الصَّلاَةِ مَرْوَانُ فَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ فَقَالَ الصَّلاَةُ قَبْلَ الْخُطْبَةِ . فَقَالَ قَدْ تُرِكَ مَا هُنَالِكَ . فَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ : أَمَّا هَذَا فَقَدْ قَضَى مَا عَلَيْهِ ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ : " مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَراً فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ وَذَلِكَ أَضْعَفُ الإِيمَانِ " [ رواه مسلم ] .
وَعَنْ عُبَادَةَ بْنِ الْوَلِيدِ بْنِ عُبَادَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ : بَايَعْنَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ فِي الْعُسْرِ وَالْيُسْرِ ، وَالْمَنْشَطِ وَالْمَكْرَهِ ، وَعَلَى أَثَرَةٍ عَلَيْنَا ، وَعَلَى أَنْ لاَ نُنَازِعَ الأَمْرَ أَهْلَهُ ، وَعَلَى أَنْ نَقُولَ بِالْحَقِّ أَيْنَمَا كُنَّا لاَ نَخَافُ فِي اللَّهِ لَوْمَةَ لاَئِمٍ " [ رواه البخاري ومسلم ] .
وَعَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ أَنَّ رَجُلاً سَأَلَ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم وَقَدْ وَضَعَ رِجْلَهُ فِي الْغَرْزِ : أَيُّ الْجِهَادِ أَفْضَلُ قَالَ : " كَلِمَةُ حَقٍّ عِنْدَ سُلْطَانٍ جَائِرٍ " [ رواه النسائي بسند صحيح ] .
وقد رأينا من علمائنا غفر الله لهم وحفظهم ، أنهم لا يخافون في الله لومة لائم في قول كلمة الحق والصدع بها ، والنصيحة المتتالية لولاة الأمر في منكر يرونه ، وكذلك حكامنا رعاهم الله ، في استماعهم للعلماء والإصغاء لهم ، وتحريم ما حرم الله ورسوله ، وهذا لو تعلمون فضل من الله على الناس عامة ، والولاة خاصة ، فهؤلاء العلماء أدوا ما أخذ الله عليهم من الميثاق من بيان العلم وتوضيحه والنصيحة والدعوة إليه ، لأنهم يخافون على الأمة من عذاب الله تعالى ، ولولاة الأمر أن يحمدوا الله تعالى على نعمة العلماء الناصحين المخلصين ، وهاك ما يدل تعلى ذلك عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِىِّ رضي الله عنه ، عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : " مَا اسْتُخْلِفَ خَلِيفَةٌ إِلاَّ لَهُ بِطَانَتَانِ : بِطَانَةٌ تَأْمُرُهُ بِالْخَيْرِ وَتَحُضُّهُ عَلَيْهِ ، وَبِطَانَةٌ تَأْمُرُهُ بِالشَّرِّ وَتَحُضُّهُ عَلَيْهِ ، وَالْمَعْصُومُ مَنْ عَصَمَ اللَّهُ " [ رواه البخاري ] .
فالمعصوم من الحكام من وقي بطانة الشر الخائنة التي تدعوه إلى نار جهنم من خلال ما يملونه عليه من مخالفة كتاب الله تعالى ، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، وترك ما يمليه عليه علماء الشريعة من إخلاص وصدق ، فمن أطاع تلك البطانة السيئة فقد وقع في الإثم والعدوان .
ومن أطاع بطانة الخير من علماء الأمة المخلصين فهو على خير عظيم ، وقد أدى ما عليه لله تعالى من أداء الأمانة للأمة ، وتحكيم شريعة الله عز وجل ، والعمل بسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ، واتخذ من العلماء بطانة له ، ومجلس شورى ، فقد فاز فوزاً عظيماً .
وللصدع بكلمة الحق أجر عظيم ، فَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِىِّ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : " أَفْضَلُ الْجِهَادِ كَلِمَةُ عَدْلٍ عِنْدَ سُلْطَانٍ جَائِرٍ أَوْ أَمِيرٍ جَائِرٍ " [ رواه أبو داود واللفظ له والترمذي وابن ماجة وقال : الألباني : صحيح لغيره ] .
وَعَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ رضي الله عنه ، أَنَّ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَتَأْمُرُنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلَتَنْهَوُنَّ عَنِ الْمُنْكَرِ أَوْ لَيُوشِكَنَّ اللَّهُ أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عِقَاباً مِنْ عِنْدِهِ ثُمَّ لَتَدْعُنَّهُ فَلاَ يَسْتَجِيبُ لَكُمْ " [ رواه أحمد ] .
وَعَنْ جَرِيرٍ رضي الله عنه قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ : " مَا مِنْ رَجُلٍ يَكُونُ فِي قَوْمٍ يُعْمَلُ فِيهِمْ بِالْمَعَاصِي يَقْدِرُونَ عَلَى أَنْ يُغَيِّرُوا عَلَيْهِ فَلاَ يُغَيِّرُوا إِلاَّ أَصَابَهُمُ اللَّهُ بِعَذَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَمُوتُوا " [ رواه أبو داود ] .
وَعَنْ أَبِى بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رضي الله عنه أَنَّهُ قَالَ : " أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّكُمْ تَقْرَءُونَ هَذِهِ الآيَةَ { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ } ، وَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ : " إِنَّ النَّاسَ إِذَا رَأَوُا الظَّالِمَ فَلَمْ يَأْخُذُوا عَلَى يَدَيْهِ أَوْشَكَ أَنْ يَعُمَّهُمُ اللَّهُ بِعِقَابٍ مِنْهُ " [ رواه الترمذي وأبو داود وابن ماجة والنسائي ] .
وَعَنْ جَرِيرٍ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : " مَا مِنْ قَوْمٍ يُعْمَلُ فِيهِمْ بِالْمَعَاصِي هُمْ أَعَزُّ مِنْهُمْ وَأَمْنَعُ لاَ يُغَيِّرُونَ إِلاَّ عَمَّهُمُ اللَّهُ بِعِقَابٍ " [ رواه ابن ماجة ] .
أسأل الله تعالى بمنه وكرمه أن يهدي ضال المسلمين ، وأن يردنا جميعاً إلى دينه رداً جميلاً ، اللهم اهدنا لأحسن الأخلاق والأعمال والأقوال ، لا يهدي لأحسنها إلا أنت ، واصرف عنا سيئها ، لا يصرف عنا سيئها إلا أنت ، اللهم ول علينا خيرانا ، وجنبا شرارنا ، اللهم أبرم لهذه الأمة أمر رشد ، يؤمر فيه بالمعروف ، وينهى فيه عن المنكر ، ويعز فيه أهل طاعتك ، ويهدى فيه أهل المعصية ، اللهم جنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن ، اللهم وفق ولاة أمرنا لما تحب وترضى ، وخذ بنواصيهم للبر والتقوى ، اللهم أرنا وإياهم الحق حقاً وارزقنا اتباعه ، وأرنا وإياهم الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه ، برحمتك يا أرحم الراحمين .
 

كتبه
يحيى بن موسى الزهراني
إمام جامع البازعي بتبوك



 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
يحيى الزهراني
  • رسائل ومقالات
  • مسائل فقهية
  • كتب ومحاضرات
  • الخطب المنبرية
  • بريد الشيخ
  • الصفحة الرئيسية