صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







تغريدات من كتاب [ماذا يقرأ عرب اليوم] للأستاذ أشرف أبكر

انتقاها بتصرف : وضاح بن هادي
@wadahhade

 
بسم الله الرحمن الرحيم


لماذا نحن اليوم مجبورون على الكذب على أنفسنا وتعليق هزائمنا على الآخرين؛ نحن لا نقرأ إلا بمزاجية، وننتقل بين معطيات تجريبية فكرية ذات دلالات هزلية..

قد يكون الدعم الرسمي الحكومي في مختلف الدول العربية – والذي بالتأكيد لا يرقى لمستوى الطموحات – أحد أهم أسباب أزمة الكتاب..

المتابع للمشهد الثقافي العربي يلمح تراجعا للقراءة، وربما يكون وراء ذلك تدني مستوى معيشة المواطن العربي، والتي جعلت دائرة اهتمامه تنصب على توفير احتياجاته واحتياجات أسرته الأساسية..

إن الكلمة قوة يُدركها الطغاة أكثر من المستضعفين، ويُدركون أيضا أن الجماهير الأمية تكون سهلة الانقياد، فكانت عمليات حرق الكتب وحظرها والرقابة عليها وكانت الرقابة على الكتب وما زالت رديفا للحكم..

والأمة التي لا تقرأ لا تعرف كيف تتلمس حلولا لمشاكلها أو خلاصها لأزماتها؛ وبصراحة تامة إن أكثر البلاد تخلفا وتأخرا هي التي خبا فيها بريق الحرف ونما فيها عتمة الجهل..

يغيب عن أذهاننا أن تشجيع القراءة وتنمية الثقافة هي صمّام أمان للمجتمعات الراهنة، فكلما طوّقنا فكر المتطرف بالحجج العقلية، وكلما حاورنا وتثقفنا ازداد وعي الناس بخطأ التطرف وأصبح مجتمعا قارئا..

{وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان..}؛ هذه الآية لخّصت حال العرب قبل الإسلام وحالهم بعده، بمن فيهم محمد صلى الله عليه وسلم، ولماذا كانت ‘اقرأ‘ هي أول كلمة نزلت عليه صلى الله عليه وسلم في الغار..

إن النفس في الواقع ميّالة لقراءة ما تحب، ولكن ليس دائما ما تحبه النفس مفيدا لها..

تحديد ماذا نقرأ مهم جدا في حياتنا، لأن بالتالي ما قرأناه هو الذي يشكّل سلوكياتنا وتحركاتنا وتصوراتنا وطرائق التعامل مع الآخرين..

عوّد نفسك أن تقرأ أحيانا تحت ضغط الوقت كأن تحدّد لنفسك نصف ساعة لقراءة عشر صفحات، ثم نصف ساعة لقراءة إحدى عشرة صفحة؛ فالقراءة تحت ضغط الوقت هي من أحسن عوامل تحسين سرعة القراءة..

تعرّفك على الكتاب يُساعدك على تفهّم طريقة المؤلف في العرض والتركيز والتلخيص، ويُساعد على التعرّف على كيفية التعامل مع الكتاب، الأمر الذي يُسهّل عليك قراءته..

لا قيمة لشعب من دون قراءة.. وما من حضارة إلا وقامت على مجموعة كبيرة من الكتب القيمة التي تحوّلت إلى أفكار وسلوكيات ومبادئ ونظريات وتطبيقات..

يقول السيد غريغور مايرنغ : حجم سوق الكتاب في العالم العربي منخفض جدا؛ في الأردن على سبيل المثال لا يصل تقريبا إلى نصف مليون دولار في السنة، في حين أن حجم النفقات على الكبريت والقداحة يبلغ نحو مليون دولار!!!.

الإحصاءات المتوفرة لدينا والتي تقول لنا عن نسب الكتب المنشورة في العالم العربي مخجلة، ونوعية الكتب الرائجة مخجلة أكثر فأكثر؛ فهي تتراوح بين كتب السحر والشعوذة ونفخ البطون..

جملة [ليس لدي الوقت الكافي] كانت تشكّل الجواب الأكثر استخداما لعدد كبير من الذين تم سؤالهم : لماذا لا تقرؤون؟..

إن الضغوط التي تتعرض لها دولنا العربية، والظروف الاقتصادية والسياسية والاجتماعية التي تعيشها مجتمعاتنا؛ تفرض على الشباب تحصيل معلومات ومعارف متطورة تواكب التقدم، وتلبي مطالب العصر؛ وهذا لا يتأتي إلا بالتثقيف الذاتي عن طريق القراءة..

قرأت مؤخرا المجلة الأمريكية الشهيرة (فوربس) واسترعى انتباهي أن الناشر الكندي (كينيث طومسون) حلّ تاسعا على لائحة أغنياء العالم، وحقيقة هذا مؤشّر صادق على حال النشر في الغرب، وتساءلت : هل يمكن أن تصنع مهنة النشر أغنياء في عالمنا؟

خمس دقائق تصبح مليونيرا.. دقيقة لبشرة ناعمة.. ثلاثة أيام لتعلّم اللغة الانكليزية.. كتب سريعة وهشّة، ولكنها رائجة، وهذه مأساة حقيقية، وفي ظل هذه المتناقضات على الثقافة السلام..

يُعاني الكتاب الناجح في العالم العربي من القرصنة، وقراصنة الكتب موجودون في عالمنا، يمكنهم أن يستنسخوا بشرا وليس كتبا فحسب..

الإبداع والحرية الفكرية مترادفان لا ينفصل أحدهما عن الآخر، وأنّى لكاتب مقموع مهموم بتحصيل قوت يومه في مهنة لا توفر له ولا لأسرته حياة كريمة لائقة..

أليس من حقّنا اليوم أن نتساءل : هل ثقافة المترجمات اليوم بكثرتها وبتوالدها الشرعي وغير الشرعي تدويخ للعقل العربي المتثائب؟ أو إحياء لثقافة التواصل مع الآخرين؟

لقد أحسن الشيخ محمد الغزالي عندما صاغ بمنهج وفكر إسلامي معتدل كتاب "كارينجي" (دع القلق وابدأ حياتك)، فأخرج لنا التحفة الرائعة كتاب (جدّد حياتك)..

إذا أردت أن تعرف بحق ما هو معرض الكتاب، وكيف ينبغي أن يكون؛ فعليك بزيارة معرض (فرانكفورت الدولي للكتاب) بألمانيا؛ لترى الإبداع بكل ما تحمله هذه الكلمة من معان، إبداع جعلني أفخر بأنني أعمل في هذا المجال..

كل الأمم تتعلم لتقرأ، أما نحن فنقرأ لنتعلم، ولا أدل على ذلك إلا القرآن الكريم، فنحن لا نتعدّى في قراءته تعلّم أحكام تجويده إلا نادرا..

ظاهرة الأكثر مبيعا أحد المصطلحات التي تم استيرادها من الغرب، وكان أولى بنا أيضا أن نتحدث عن الأكثر عمقا..

 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
وضاح هادي
  • القراءة
  • التربية والدعوة
  • مشاريع قرائية
  • قراءة في كتاب
  • تغريدات
  • أسرة تقرأ
  • الصفحة الرئيسية