صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







تجميع المتناثر من فوائد حديث جابر

أبو عبدالعزيز سعود الزمانان

 
قال جابر:

كنت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في غزوة غزاها مرتحلا على ناضح لنا سوء فلما قفلنا جعلت الرفاق تمضي وجعلت أتخلف فكنت في آخر القوم فأبطأ بي جملي حتى ذهب الناس فجعلت أرقبه ويهمني شأنه فقلت : لا يزال لنا ناضح سوء يا لهفاه. فمرّ بي النبي – صلى الله عليه وسلم – فقال : من هذا ؟ قلت : جابر بن عبد الله . فقال لي : يا جابر مالي أراك منكسراً ؟ قلت : يا رسول الله : أبطأ بي جملي هذا . قال : فأنخه وأناخ رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ثم قال : أعطني هذه العصا من يدك أو قال : اقطع لي عصا من شجرة قال : ففعلت .فنفث فيها – أي العصا - فضربه رسول الله – صلى الله عليه وسلم – برجله ودعا له فمشى مشية ما مشى قبل ذلك مثلها فكان من ذلك المكان من أول القوم – وفي رواية – حتى كان أول الجيش – وفي رواية مسلم – فكنت بعد ذلك أحبس خطامه لأسمع حديثه . فقال : كيف ترى بعيرك ؟ قلت : بخير قد أصابته بركتك .فقال : أتبيعني جملك هذا يا جابر ؟ قال : قلت : بل أهبه لك يا رسول الله قال : لا ولكن بعنيه قال قلت : فسمني به قال : قد قلت أخذته بدرهم قلت : لا إذاً أغبن يا رسول الله .قال : فبدرهمين قال : قلت : لا قال : فلم يزل يرفع لي رسول الله – صلى الله عليه وسلم – حتى بلغ الأوقية وقال : لك ظهره حتى تصل المدينة . قال : قلت : فقد رضيت .

فلما دنونا من المدينة على ساكنها أفضل الصلاة والتحية والإكرام . قال : ما يعجلك ؟ قال : كنت حديث عهد بعرس .قال : أبكراً أم ثيباً ؟ قال : ثيباً . قال : فهلا جارية تلاعبها وتلاعبك قلت : يا رسول الله استشهد أبي وقتل يوم أحد وترك لي عيالاً وديناً . وكان قد استدعاني ليلة قتل فقال : ما أراني إلا مقتولاً في أول من يقتل من أصحاب – النبي صلى الله عليه وسلم – وإني لا أترك بعدي أعز عليّ منك غير نفس رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فإن عليّ دينا فاقض واستوص بأخواتك خيراً .فكرهت أن أجمع إليهن جارية خرقاء مثلهن ولكن امرأة تقوم عليهن وتمشطهن – وفي رواية أحمد - : فتزوجت ثيباً تقصع قملة إحداهن وتخيط درع إحداهن إذا تخرق .فقال : بارك الله لك – وفي رواية – أصبت ونعم ما رأيت . قال : إن المرأة تنكح على دينها ومالها وجمالها فعليك بذات الدين تربت يداك .فلما ذهبنا لندخل قال : أمهلوا حتى تدخلوا ليلاً أي عشاء لكي تمتشط الشعثة وتستحد المغيبة .

فلما أمسى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – دخل ودخلنا معه وأخبرت خالي ببيع الجمل فلامني . فأخبرت المرأة بالحديث وما قال لي رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قالت : فدونك سمعاً وطاعة . قال فلما أصبحت أخذت برأس الجمل حتى أنخته على باب المسجد . ثم جلست في المسجد قريباً منه.وخرج رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فقال : ما هذا . قالوا : يا رسول الله هذا جمل جابر . قال : فأين جابر ؟ فدعيت له قال : تعال يا ابن أخي خذ برأس جملك فهو لك – وفي رواية – أتراني ماكستك ؟ ما كنت لآخذ جملك .ودعا بلالا فقال : اذهب بجابر فأعطه أوقية فذهبت معه فأعطاني أوقية وزادني . قال : فوالله ما زال ينمي عندنا ونرى مكانه من بيتنا . وفي رواية – قال جابر : لا تفارقني زيادة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فلم يكن القيراط يفارق جراب جابر بن عبد الله .

فوائد الحديث :

هذا الحديث من الأحاديث العظام التي قالها النبي – صلى الله عليه وسلم – ولا أدل على ذلك ورود هذا الحديث في الكتب التسعة ما عدا الموطأ في 70 موضعا البخاري ومسلم 17 موضعا لكل منهما .

( كنا مع رسول الله في غزوة غزاها ) :
جاء تعيين اسم هذه الغزوة كما في مسند الإمام أحمد 14608 أنها غزوة ذات الرقاع ، قال ابن حجر – رحمه الله - : "وقوع القصة في ذات الرقاع أظهر ... لأن ذات الرقاع كانت بعد أحد بسنة واحدة على الصحيح "(2718 ) .

جواز الإخبار عن الأعمال الصالحة إذا كان لا يريد من الإخبار فخراً ولا خيلاء أو رياء .

( ناضح ) :
هو الجمل الذي يستسقى عليه وسمي بذلك لنضحه بالماء حال سقيه .

( قفلنا ) :
أي رجعنا .

قفل يقُل قُفولاً .

لكن العرب تسمي الناهضين في ابتداء السفر قافلة تفاؤلا بأن ييسر الله لها القفول .

قال ابن منظور : " وظن ابن قتيبة أن عوان الناس يغلطون في تسميتهم الناهضين في سفر أنشؤوه قافلة ، وأنها لا تسمى قافلة إلا منصرفة وهذا غلط ، ما زالت العرب تسمي الناهضين في ابتداء الأسفار قافلة ، تفاؤلا بأن ييسر الله لها القفول ، وهو شائع في كلام فصحائهم إلى اليوم " لسان العرب 11/560 .

( جعلت الرفاق تمضي وجعلت أتخلف فكنت في آخر القوم ... فمر بي النبي ):

أولاً : تواضع النبي – صلى الله عليه وسلم - .

1 . كان يقول :" خلوا ظهري للملائكة " رواه أحمد .

2 . أخرج الترمذي من حديث أبي الدرداء أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال : " ابغوني في ضعفائكم فإنما ترزقون وتنصرون بضعفائكم " .

3 . أخرج مسلم من حديث أنس :" أن امرأة كان في عقلها شيء فقالت : يا رسول الله إن لي إليك حاجة فقال : يا أم فلان انظري أي السكك شئت حتى أقضي لك حاجتك فخلا معها في بعض الطرق حتى فرغت من حاجتها "

4 . أخرج مسلم عن أبي رفاعة قال : " انتهيت إلى النبي – صلى الله عليه وسلم – وهو يخطب فقلت يا رسول الله رجل غريب جاء يسأل عن دينه لا يدري ما دينه قال : فأقبل عليّ رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وترك خطبته ... فجعل يعلمني مما علمه الله ثم أتى خطبته فأتم آخرها "

كان النبي – صلى الله عليه وسلم – يمر على الصبيان فيسلم عليهم .

و كان النبي – صلى الله عليه وسلم – تأخذه الأمة بيده فتنطلق به حيث شاءت .

و كان النبي – صلى الله عليه وسلم – يكون في بيته في خدمة أهله ، ولم يكن ينتقم لنفسه .

و كان النبي – صلى الله عليه وسلم – يخصف نعله ويرقع ثوبه ويحلب الشاة لأهله ،ويعلف البعير ويأكل مع الخادم ، ويجالس المساكين ،ويمشي مع الأرملة واليتيم ويمشي في حاجتهما ، ويبدأ من لقيه بالسلام ، ويجيب دعوة من دعاه ولو إلى أيسر شئ .

ثانيا : تفقد النبي – صلى الله عليه وسلم – لأصحابه :

1 . في صحيح البخاري : " أن امرأة سوداء – خرقاء - كانت تقم المسجد ففقدها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فسأل عنها أو عنه فقالوا : مات قال أفلا كنتم آذنتموني قال فكأنهم صغروا – حقروا - أمرها أو فقال دلوني على قبرها فدلوه فصلى عليها ثم قال إن هذه القبور مملوءة ظلمة على أهلها وإن الله عز وجل ينورها لهم بصلاتي عليهم " .

2 . أخرج أحمد في المسند (5/35) : " أن رجلا أتى النبي – صلى الله عليه وسلم – ومعه ابنه فقال : أتحبه ؟ قال : أحبك الله كما أحبه . فمات ففقده فسأله عنه فقال : " ما يسرك أن لا تأتي باباً من أبواب الجنة إلا وجدته عنده يسعى يفتح لك " .

( فمر بي النبي – صلى الله عليه وسلم - فقال : من؟ قلت : جابر بن عبد الله )

من السنة إذا قيل من أن يقال فلان ولا يقول : أنا .

في الصحيحين من حديث جابر : " أتيت النبي – صلى الله عليه وسلم – فدققت الباب فقال من ؟ فقلت : أنا فقال أنا أنا أنا كأنه كرهها " .

( فقال : يا جابر مالي أراك منكسراً ) :

1 . استحباب نداء المرء باسمه وبأحب الأسماء إلى المنادى .

2 . ترك النداء بالاسم إما يدل على الكبر أو الغضب ، فقد كان النبي – صلى الله عليه وسلم – يعرف غضب عائشة من رضاها حينما تهجر اسمه، ففي البخاري من حديث عائشة قالت : " قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إني لأعلم إذا كنت عني راضية وإذا كنت علي غضبى قالت فقلت من أين تعرف ذلك فقال أما إذا كنت عني راضية فإنك تقولين لا ورب محمد وإذا كنت علي غضبى قلت لا ورب إبراهيم قالت قلت أجل والله يا رسول الله ما أهجر إلا اسمك " .

3 . النبي علم حزن جابر من أسارير وجهه من دون أن يشكو جابر – رضي الله عنه - الحال للنبي – صلى الله عليه وسلم - .

4 . لا بد للمرء أن يعرف غضب شيخه أو من له ولاية عليه أو من يحب من فرحه ، وأن يعلم سخطه من رضاه من أسارير وجهه ليكون ذلك جسراً للمحبة والألفة بين الاثنين .

5 . النبي – صلى الله عليه وسلم – كان محور اهتمام الصحابة فعرفوا كل حركاته وسكناته وحفظوها .

أخرج مسلم في صحيحه 2442 من حديث عائشة – رضي الله عنها – قالت : " أرسل أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - فاطمة بنت رسول الله إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فاستأذنت عليه وهو مضطجع معي في مرطي فأذن لها فقالت يا رسول الله إن أزواجك أرسلنني إليك يسألنك العدل في ابنة أبي قحافة وأنا ساكتة قالت فقال لها أي بنية ألست تحبين ما أحب فقالت بلى قال فأحبي هذه قالت فقامت فاطمة حين سمعت ذلك من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فرجعت إلى أزواج النبي فأخبرتهن بالذي قالت وبالذي قال لها رسول الله فقلن لها ما نراك أغنيت عنا من شيء فارجعي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقولي له إن أزواجك ينشدنك العدل في ابنة أبي قحافة فقالت فاطمة والله لا أكلمه فيها أبدا قالت عائشة فأرسل أزواج النبي صلى الله عليه وسلم زينب بنت جحش زوج النبي صلى الله عليه وسلم وهي التي كانت تساميني منهن في المنزلة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم أر امرأة قط خيرا في الدين من زينب وأتقى لله وأصدق حديثا وأوصل للرحم وأعظم صدقة وأشد ابتذالا لنفسها في العمل الذي تصدق به وتقرب به إلى الله تعالى ما عدا َسْورة – هيجان - من حدة كانت فيها تسرع منها الفيئة قالت فاستأذنت على رسول الله صلى الله عليه وسلم ورسول الله صلى الله عليه وسلم مع عائشة في مرطها على الحالة التي دخلت فاطمة عليها وهو بها فأذن لها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله إن أزواجك أرسلنني إليك يسألنك العدل في ابنة أبي قحافة قالت ثم وقعت بي فاستطالت علي وأنا أرقب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأرقب طرفه هل يأذن لي فيها قالت فلم تبرح زينب حتى عرفت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يكره أن أنتصر قالت فلما وقعت بها لم أنشبها حتى أنحيت عليها قالت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وتبسم إنها ابنة أبي بكر .

ما أخرجه أحمد من حديث عائشة : " كان إذا وجد – غضب أو حزن – فإنما هو آخذ بلحيته " فعائشة – رضي الله عنها – وظفت ذكاءها لمعرفة خلق زوجها ، ومعرفة رضاه من سخطه ، وفرحه من حزنه .

( فضربه رسول الله ) :

جواز ضرب الدابة للسير ، إذا لم يتحقق لها الضرر الكبير .

( فكنت أحبس خطامه لأسمع حديثه ) :

هذا الأمر ليس بالأمر الهين خاصة إذا علمنا أن ناقة النبي – صلى الله عليه وسلم – لا تلحق .

في الصحيح خ 6501 " كانت ناقة لرسول الله صلى الله عليه وسلم تسمى العضباء وكانت لا تسبق فجاء أعرابي على قعود له فسبقها فاشتد ذلك على المسلمين وقالوا سبقت العضباء فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن حقا على الله أن لا يرفع شيئا من الدنيا إلا وضعه " .

أخرج مسلم في صحيحه (1641) : "كانت ثقيف حلفاء لبنى عقيل فأسرت ثقيف رجلين من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم وأسر- أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رجلا من بني عقيل وأصابوا معه العضباء فأتى عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو في الوثاق قال يا محمد فأتاه فقال ما شأنك فقال بم أخذتني وبم أخذت سابقة الحاج فقال إعظاما لذلك أخذتك بجريرة حلفائك ثقيف ثم انصرف عنه فناداه فقال يا محمد يا محمد وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رحيما رقيقا فرجع إليه فقال ما شأنك قال إني مسلم قال لو قلتها وأنت تملك أمرك أفلحت كل الفلاح ثم انصرف فناداه فقال يا محمد يا محمد فأتاه فقال ما شأنك قال إني جائع فأطعمني وظمآن فأسقني قال هذه حاجتك ففدي بالرجلين قال وأسرت امرأة من الأنصار وأصيبت العضباء فكانت المرأة في الوثاق وكان القوم يريحون نعمهم بين يدي بيوتهم فانفلتت ذات ليلة من الوثاق فأتت الإبل فجعلت إذا دنت من البعير رغا فتتركه حتى تنتهي إلى العضباء فلم ترغ قال وناقة منوقة فقعدت في عجزها ثم زجرتها فانطلقت ونذروا بها فطلبوها فأعجزتهم قال ونذرت لله إن نجاها الله عليها لتنحرنها فلما قدمت المدينة رآها الناس فقالوا العضباء ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت إنها نذرت إن نجاها الله عليها لتنحرنها فأتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكروا ذلك له فقال سبحان الله بئسما جزتها نذرت لله إن نجاها الله عليها لتنحرنها لا وفاء لنذر في معصية ولا فيما لا يملك العبد وفي رواية ابن حجر لا نذر في معصية الله "

( أتبيعني الجمل يا جابر قلت : بل أهبه لك ، قال : لا ولكن بعنيه فاستحييت ولم يكن لنا ناضح غيره وكانت لي إليه حاجة شديدة ) :

لا يجوز أخذ أموال الناس بسيف الحياء وأن الإحراج في هذه الحالة يكون حكمه حكم المغصوب ويجب على الآخذ رده وتعويضه .

يرى أهل العلم بأن من أخذ مال غيره بالحياء كأن يسأل مالا في ملأ ، فدفعه المسئول بباعث الحياء فقط ، أو أهدى إليه هدية حياء يعلم المهدى له : أن المهدي أهدى إليه بباعث الحياء فقط فلا يجوز قبوله ولا يحل له التصرف فيه .

ففي" المعيار المعرب لفتاوى علماء الأندلس والمغرب " بأن أحد علماء المغرب سئل : " عمن وهبت هبة على وجه الحياء هل تطيب للمتصدق عليه أم لا ؟ فأجاب : قال الفقهاء في الصدقة إذا طلبت من المتصدق وفهم من حاله أنه أعطاها حياء وخجلا أو غير طيّب النفس ، أنها لا تحل للمتصدق عليه " 9/153 .

وفي " مطالب أولي النهى " ( إذا علم ) المهدى له ( أنه ) أي : المهدي ( أهدى حياء فيجب الرد ) أي : رد هديته ، قال ابن الجوزي في " الآداب " : " وهو قول حسن لأن المقاصد في العقود عندنا معتبرة ... ( ويتجه ) أنه إذا علم أنه أهدي له حياء إما يجب عليه الرد ( أو ) يجب عليه ( العوض ) وأن يكون العوض مثلها أو خيراً منها ( و) يتجه ما ذكر ( أنه يحمل على ) من كان ( بذئ لسان ) أي : فاحشه ( يخاف منه ) التسلط على من لم يكافئه بالهجر و ( الذم ) فإذا علم منه ذلك فعليه أن يعوضه عن هديته خروجا من عهدته واستنقاذا له من تمزيق عرضه وارتكابه إثم الغيبة ، ويتجه ( أنه يحرم أكل طفيلي ) كملحّ على من بيده طعام ليستحي منه ويطعمه ، والطفيلي من يجلس على مائدة غيره من غير دعوة ولا إذن منه ، ويحرم أكل ( ضيف كذلك ) أي : على وجه المحاباة بأن يقيم في القرية زيادة على يوم وليلة ، ويكلف أهلها أن يضيفوه فيستحيون منه ويطعمونه ، فيحرم علي الأكل من زادهم ، لأنه في معنى الغاصب " 4/380-381 .

لكن النبي – صلى الله عليه وسلم – ما كان يريد جمل جابر ، وأراد أن يساعد جابر من دون إراقة ماء وجهه ، بل كان يريد أن يحفظ لجابر كرامته .

( قال : بعنيه غفر الله لك ، قال جابر : استغفر لي رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ليلة البعير خمساً وعشرين مرة ) :

استحباب الدعاء للأخوان .

لو لم يكن لجابر إلا هذه الفضيلة وهي استغفار الرسول له 25 مرة في ليلة واحدة لكانت كافية ، فالرسول هو له منزلة عظيمة عند ربه خصه الله برسالته وأكرمه بوحيه وجعله سفيراً بينه وبين خلقه .

(قلت : فسمني به قال قلت : أخذته بدرهم ، قلت : لا إذا أغبن ) :

جواز ابتداء المشتري بذكر الثمن وإن لم يعرض البائع سلعته للبيع .

قول جابر لا ، ليس فيه معصية للنبي – صلى الله عليه وسلم – فهذا ليس أمراً من النبي – صلى الله عليه وسلم – .

(قال : فبدرهمين قال قلت لا .. فلم يزل رسول الله يرفع لي حتى بلغ الأوقية )



 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك

سعود الزمانان

  • بحوث علمية
  • مقالات
  • الصفحة الرئيسية