صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







المرجخيص والفارياق: تعقيب على مقال الأستاذ عادل الباز

نزار محمد عثمان


قرأت ما خطه قلم رئيس تحرير صحيفة (الصحافة) عادل الباز بعنوان (جماعة المرجخيص والسلاح الرخيص)، وقبل أن أفكر في السلاح الرخيص دهمتني كلمة (المرجخيص) التي لم أعرف لها معنى، وقلت لعل المقال يبين معناها، ولكن أول جملة في المقال بددت ظني؛ لأن الأستاذ الباز قال فيها: (لن أقول لكم ما المرجخيص، ولا من هم جماعته؛ سأترك لكم هذه المهمة، أما أنا فسينصب كلامي حول السلاح الرخيص)، شعرت لحظتها أن الأستاذ الباز اختار لنفس الجزء السهل؛ فما أكثر الأسلحة الرخيصة هذه الأيام!، وترك للقراء الجزء الصعب؛ فما هو المرجخيص؟!.. ومع إحساسي بأن الأمر صعب تفاءلت؛ وبحثت عن الكلمة في أمهات كتب اللغة، وكبريات القواميس فما وجدت لها أثراً، وقلت لعلها كلمة حديثة مشتقة من لغة أخرى فبحثت عنها في الإنترنت، لكني لم أزدد إلا حيرة.
نفس هذه الحيرة تملكتني عندما صادفت كتاب: (الساق على الساق في ما هو الفارياق؟) لمؤلفه أحمد فارس الشدياق (توفي في عام 1887م).. تصفحت الكتاب بسرعة لأعرف: ما هو الفارياق؟!؛ فعرفت أن الكتاب كُتب في القرن التاسع عشر، وأن كاتبه من كبار الكتاب، وأوائل الصحفيين، بل قيل هو أول من كتب المقالة الصحفية.. كتب في أول صحيفة عربية (الوقائع المصرية)، ثم في الرائد التونسية، وأسس صحيفة (الجوائب) في الأستانة، وأنه ماروني تحول للإسلام، وأضاف أحمد لاسمه، وتكنى بأبي العباس!.. عرفت معلومات كثيرة عن المؤلف، وعن محتوى الكتاب، ولم أعرف إلا أخيراً ما هو الفارياق؛ إذ تبين أن (الفارياق) ليس إلا مصيدة إعلامية ناجحة لاصطياد القراء، مصيدة لامعة براقة، تتوفر فيها الغرابة والإيقاع؛ فهي كلمة منحوته من اسم الكاتب (فارس الشدياق) دمج فيها أول هذه مع أخر تلك فكانت (الفارياق).
أقنعت نفسي أنني مثلما عرفت الفارياق يمكنني أن أعرف المرجخيص، وقررت متابعة ما يكتب في جريدة الصحافة، وكل الصحف، بل والإنترنت عن المرجخيص؛ فعرفت من الأستاذ الباز نفسه أن المرجخيص جماعة تنسب إليه، وأن لها انتصارات متوالية، وأن صحفيي الدفع المقدم - حسب تعبيره - يشكلون بعض عضويتها، وأنها على خلاف مع جريدة الصحافة، وأنها تضم المتناقضات: أعني شركات الاتصالات التي بينها ما صنع الحداد.
فوقع في قلبي أنه طالما أن كلمة المرجخيص - مثلها مثل الفارياق - صادرة من صحفي لذلك فلا يستبعد أن تكون مصيدة إعلامية براقة لاصطياد القراء، مصيدة تتوفر فيها الغرابة والإيقاع!، ومثل الفارياق قد تكون المرجخيص نحتاً لعبارة طويلة أولها (المرجو) وآخرها (الترخيص)، وللقارئ أن يجتهد في ملء الفراغ بين الكلمتين!.


 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
نزارمحمدعثمان
  • البحوث
  • المقالات
  • الردود الصحفية
  • قصائد وأشعار
  • في الأدب الإسلامي
  • برامج إذاعية
  • الخطب المنبرية
  • الصفحة الرئيسية