صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







المصلح المفسد

مصلح بن زويد العتيبي
@alzarige

 

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ


الحمدلله يعلم المفسد من المصلح والصادق من الكاذب والمؤمن من المنافق ؛ والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد
فليس للناس إلا ظاهر العمل وظاهر الإنسان وأما البواطن فلا يعلمها إلا الله
فكم من لابس ثوب إصلاح وهو من أشد المفسدين .
يعمل أعمالا ظاهرها الصلاح ويثق الناس فيه لما يرون عليه من ظاهر السنة وهو الشقي المفسد .
في إصلاح ذات البين تراه يسعى مع من يريد الإصلاح وله نوايا فاسدة والله لو سلم الناس منه لاصطلحوا .
وفي الدعوة إلى الله والمشاريع الخيرية والدعوية كل همه أن يؤخذ بقوله هذا غاية ما يريد .
مسكين يُخشى عليه أن يكون سلفه من قال الله فيهم تعالى :(وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَٰكِن لَّا يَشْعُرُونَ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ ۗ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَٰكِن لَّا يَعْلَمُونَ ).
لا أدري كيف تحمله قدماه وكيف يقر له قرار وكيف تسكن نفسه وكيف يعمل أعمال الإفساد وهو لابس ثوب الإصلاح وهو يقرأ هذه الآية :(والله يعلم المفسد من المصلح )
هذه الآية هتكت أسرار المفسدين
هناك مفسد يُفسد وهو يعلم أنه مفسد
وهناك مفسد يُفسد ويحاول أن يستر نفسه
والطامة الكبرى من يُفسد وهو يعلم أنه مُفسد ومع هذا يدعي الإصلاح .
هذا المقال لن يكشف المفسدين بأسمائهم
فالله سترهم سبحانه .
وهو أيضاً لن يُغير في المجتمع شيئا لأن
الناس لها بالظاهر فقط .
هذا المقال أخاطب به روحك ؛ وأخاطب به جذور الإيمان في قلبك .
هذا المقال أرجو أن يسقي شجرة الإيمان في نفسك ويجتث ما لا يحبه الله من أعمال.
الله أحق أن يستحيي منه !
ماذا تسر ؟
ماذا تريد ؟
كيف تتصرف ؟
أما تخشى ؟
قد لا يستطيع الشيطان أن يجعلك على هذه الصورة في كل المواقف .
لكن كم هو مؤلم أن تقف ولو في موقف واحد ينظر لك الجميع نظر الساعي إلى الخير الداعي إلى الفضيلة .
والله يعلم أنك ما أردت الإصلاح وإنما كل سعيك للإفساد .
يوم تبرر ظلم ظالم فأنت شريك له في الظلم .
يوم تصرف بصرك عن أخطاء من تحب وتستخدم المجهر لتلتقط أخطاء غيرهم
فما حالك والإصلاح .
الأمثلة كثيرة والمواقف عديدة والمعصوم من عصمه الله .
اللهم طهر قلوبنا من النفاق وأعمالنا من الرياء وأعيننا من الخيانة وألستنا من الكذب .
يارب قد جملت إسمي فاجعل لي منه أكبر الحظ والنصيب ولا تجعلني أحمل مسمى يخالفه برحمتك وفضلك يا أكرم الأكرمين .
والله المستعان .

مصلح بن زويد العتيبي .
١٤٣٥/10/٢٧ هـ .


 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
مصلح العتيبي
  • مقالات تربوية
  • كتب وأبحاث
  • قواعد التطوير والسعادة
  • الصفحة الرئيسية