الوفاء الحقيقي !

مصلح بن زويد العتيبي
@alzarige

بسم الله الرحمن الرحيم

الوفاء هو محاولة رد الجميل وكلما عظم الحق أو الجميل زادت رغبة الانسان الوفي في رده بشكل أكبروأعظم !
وأعظم الناس حقا على الإنسان بعد النبي صلى الله عليه وسلم والديه الأم ثم الأب٠
والآيات القرآنية الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة فصلت غاية التفصيل ووضحت قمة التوضيح حقهذين الشخصين العظيمين في حياة كل منا ٠
حتى مع اختلاف الدين ومجاهدتهم للابن بالشرك بالله العظيم أمر الله بمصاحبتهما في الدنيا بالمعروف ٠
وبين النبي صلى الله عليهما وسلم أنهما أحق الناس بحسن صحابتك !
هذه صورة من صور الوفاء لهما في الحياة، ومن صور الوفاء لهما بعد الموت كما جاء عن النبي صلى اللهعليه وسلم أن أبر البر صلة الرجل أهل ود أبيه بعد موته٠
ومنها أيضا الدعاء لهما وكثرة الاستغفار لهما وصلة الرحم ٠
وبين القرآن قدر مشقة الأم في إنجاب هذا المولود ،وبين الله أيضا صور من حزن الأب على فراق ولده كما فيسورة يوسف وخوفه على هذا الابن حتى من إخوته ،وصور من حزن الأم على فراق الابن أيضا كما في قصةموسى٠
وبين الله أيضا رغبة الأب والحاحه على ربه في طلب هذا الابن كما حكى الله ذلك عن زكريا عليه السلام ٠
وبين الله قدر الدعاء والإلحاح في صلاح الولد وفلاحه ونجاحه وحصوله على حياة كريمة آمنة مطمئنة كماورد في دعاء خليل الرحمن إبراهيم لولده ٠
وبكى النبي صلى الله عليه وسلم على ابنه إبراهيم عند موته وحزن قلبه على فراقه ٠
لذلك فالوفاء الحقيقي هو الوفاء للأم والأب في حياتهما وبعد وفاتهما ، الوفاء الذي لا يشبهه وفاء ولايقاربه عطاء ٠
وأعظم اختبار لوفاء كل إنسان هو تعامله مع والديه وهو اختبار يستطيع هو قياسه ومدى نجاحه فيه !
والوفاء لهما عند كبر سنهما مرحلة عظيمة من الوفاء حرم الله فيها أدنى الأذى النفسي من أدنى الألفاظنطقا وهو قول (أف) ومن نهرهما إذ كيف يستطيع وفي حق الوفاء أن ينطق لسانه كلمة نهر لوالديه !
كل مواقف الوفاء مع الأصدقاء والإخوة والزملاء هي في الحقيقة لا تستطيع أن تجعلك وفيا ما لم تكن كذلكمع والديك!
فالوفاء منطلقه الوالدين ومقياسه الوالدين
وعنوانه الحقيقي الوالدين !
صدقني من لم يكن وفيا مع والديه فليس بوفي أبدًا !
عد إلى نقطه البداية إلى الوالدين فهما منطلق الوفاء يا من يعجبك أن تكون وفيا ويسرك أن ترد الجميل إلىأهله !
واعلم أنك مهما فعلا فلن تستطيع رد الجميل إبدأ إلا في حالة واحدة ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم (لايَجزي ولدٌ والدًا، إلا أن يجده مملوكًا فيشتريه فيعتقه )رواه مسلم.
فمهما عمل من الأعمال أو قال من الأقوال أو أنفق من الأموال فلن يجزيه أبدًا إلا في هذه الحالة ٠
فالله المستعان ٠

د/ مصلح بن زويد العتيبي
١٤٤٣/٨/٢٠