صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







مراهق يتحرش بأبناء أخته وأخيه

الدكتور مسلم محمد جودت اليوسف

 
الشيخ الفاضل الدكتور مسلم اليوسف :

السلام عليكم،، مشكلتي و باختصار أنني عندما كنت في سن المراهقة (13-16) كنت ارتكب أشياء محرمه وضيعه. حيث كنت أتحرش جنسيا بابنة أخي و أختي عندما كنً أطفال (8- 12 سنه) والحمد لله أن لم يكون هناك اغتصاب. أنا الآن و الحمد لله على طريق الهداية و الاستقامة وعمري 29 سنه. و لا أدري كيف اعتذر منهن ولا أدري هل يسامحوني أم لا. و هل تنصحني أن اذهب للاعتذار رغم أنهن لم يتطرقوا إلى المشكلة وعلاقتهم معي طبيعية جدا. بماذا تنصحني جزاك الله خيرا فأخوك خائف من ألقى الله و لم يسامحونني ؟ .


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على إمام المرسلين نبينا محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله سلم ، و بعد :

قال تعالى في كتابه العزيز : ( إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللهُ عَلِيماً حَكِيماً ) ( النساء : 17 ) .

و أنت يا أخي قد ارتكبت هذا السوء بجهالة على ما يبدو ، و قد هداك الله تعالى للتوبة قبل فوات الأوان .

و نصيحتي لك يا أخي بأن لا تعلم أحد بما كان حصل - و خصوصا ً أن الله تعالى قد سترك - بل يكفيك التوبة الصادقة النصوحة ، و بيان لمن يسألك - في حال السؤال فقط - من الذين تحرشت بهم أن الأمر كان خطأ عظيماً و أنك قد تبت إلى الله تعالى و أنك نادم أشد الندم على ما حصل منك في فترة تلك الفترة .

كما أتمنى عليك أن تعوض من تحرشت به بأن تكون قدوة صالحة له بأن تأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و تحرص حرصا شديداً على تعلم العلم الشرعي و حفظ القرآن و السنة النبوية الشريفة .

قال تعالى : ( وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ) (الشورى:25) .

كما أنصحك أخيراً بكثرة الاستغفار و الندم على ما فعلت.

قال تعالى : ( وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعاً حَسَناً إِلَى أَجَلٍ مُسَمّىً وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ) (هود:3)
و قال أيضا ًسبحانه و تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللهِ تَوْبَةً نَصُوحاً عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ يَوْمَ لا يُخْزِي اللهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (التحريم:8)

و قد ورد في صحيح السنة : ( أن عبدا قتل تسعة وتسعين نفسا ، ثم عرضت له التوبة ، فسأل عن أعلم أهل الأرض ؟ فدل على رجل ( و في رواية : راهب ، فأتاه ، فقال : إني قتلت تسعة وتسعين نفسا ، فهل لي من توبة ؟ قال : بعد قتل تسعة وتسعين نفسا ؟ ! قال : فانتضى سيفه فقتله به ، فأكمل به مائة ، ثم عرضت له التوبة ، فسأل عن أعلم أهل الأرض ؟ فدل على رجل ( عالم ) ، فأتاه فقال: إني قتلت مائة نفس فهل لي من توبة ؟ فقال: ومن يحول بينك وبين التوبة ؟ ! اخرج من القرية الخبيثة التي أنت فيها إلى القرية الصالحة قرية كذا وكذا ، ( فإن بها أناسا يعبدون الله ) ، فاعبد ربك ( معهم ) فيها ، ( ولا ترجع إلى أرضك فإنها أرض سوء ) ، قال: فخرج إلى القرية الصالحة ، فعرض له أجله في ( بعض ) الطريق ، ( فناء بصدره نحوها ) ، قال: فاختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب ، قال: فقال إبليس: أنا أولى به ؛ إنه لم يعصني ساعة قط ! قال: فقالت ملائكة الرحمة : إنه خرج تائبا ( مقبلا بقلبه إلى الله ، وقالت ملائكة العذاب: إنه لم يعمل خيرا قط ) _ فبعث الله عز وجل ملكا ( في صورة آدمي ) فاختصموا إليه _ قال: فقال: انظروا أي القريتين كان أقرب إليه فألحقوه بأهلها ، ( فأوحى الله إلى هذه أن تقربي ، وأوحى إلى هذه أن تباعدي ) ، ( فقاسوه فوجدوه أدنى إلى الأرض التي أراد ( بشبر ) ، فقبضته ملائكة الرحمة ) ( فغفر له ) قال: الحسن: لما عرف الموت احتفز بنفسه ( وفي رواية: ناء بصدره ) فقرب الله عز وجل منه القرية الصالحة ، وباعد منه القرية الخبيثة ، فألحقوه بأهل القرية الصالحة ) 2640 ( سلسلة الأحاديث الصحيحة للشيخ الألباني) .

و الجدير بالذكر في هذا المقام بيان أقوال أهل العلم في شروط التوبة :
قال عبد الله بن المبارك - عليه رحمة الله تعالى - في بيان شروط التوبة : ( الندم و العزم على عدم العود و رد المظلمة ) فتح الباري ، ج11/103.
و قال المناوي :( شروط التوبة : الإيمان الكامل و العمل الصالح ثم سلوك سبيل المهتدين من مراقبة الله و شهوده و إدامة الذكر و الإقبال على الله بقاله و حاله و دعائه و إخلاصه ) فيض القدري ، ج4/169.

( رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ) (آل عمران:8) .
و لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم

 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
مسلم اليوسف
  • بحوث علمية
  • بحوث نسائية
  • مقالات ورسائل
  • فتاوى واستشارات
  • الصفحة الرئيسية