صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







رسالة إلى رجل الأمن

مشعل بن عبدالعزيز الفلاحي

 
رأيتك مراراً في مواقع متفرقة فكنت ملء العين احتراماً وإجلالاً ،و ما ذاك إلا أني أنظر إليك على أنك أنت ابن الوطن البار ، على ثغور بلادنا الحبيبة تسهر ، هكذا أحسبك والله حسيبنا وحسيبك . ولأنك ذلك الرجل فقد خافتّ نفسي بحديث إلى شخصك الكريم وأعدّ ذلك واجباً حتمياً تمليه مسؤولية الكلمة وأهمية الخطاب فارعني سمعك ، وأقبل علىّ بوجهك فإنما الحديث إليك أنت بالذات في أي موقع كنت وتحت أي مسؤولية ، سائلاً الله أن يجعلك مباركاً أينما كنت .

أخي رجل الأمن : حدثني كثير من الناس بحديث حب لشخصك الكريم وذلك في أزمان متفرّقة لازلت أذكر بعضاً من هذه الأحاديث . ذاك الذي يقول يعجبني في رجل الأمن حماسه لمهنته ، وقيامه بأعباء مسؤوليته ، وآخر قال لي يعجبني في رجل الأمن إدراكه للدور الأمني والتربوي الذي يسعى لتحقيقه من خلال أداء عمله ورسالته . والثالث الذي قال لي مرة وأنا يعجبني فيه أنه يدرك الموقع الذي يتعامل فيه فأجده يتفانى من أجل الآخرين ، ويسعى لشرف الخدمة في أي موقع كان . ورابع وخامس نقلوا إلىّ أحاديث إعجاب ملؤها الحب والاحترام فرأيت أن من المناسب جداً أن أتحدث إلى من أحبه الناس وأدركوا مسؤولية الموقع التي يتبوأها رجل الأمن أياً كان .

أخي الفاضل : الإخلاص هو روح العمل ، وسر النجاح ، وأنت تدرك حفظك الله أن مدار الأعمال على النيات ففرق كبير بين من يعمل للوظيفة ذاتها ، وبين من يعمل لمجتمعه وبلاده وأمته ، ويدرك أنه مأمون على ثغور المسلمين في أي موقع . ولعلك تدرك أن الأول ثرى والآخر ثريا ، وتباعد مابينهما واضح معلوم . إنني أرجو أخي رجل الأمن أن يكون الإخلاص خير باعث لك وأنت تؤدي أدوارك الأمنية والتربوية وسيكتب الزمن بإذن الله تعالى عزك وفوزك فلا حرمنا الله هذه الروح وهذه البواعث من شخصك الكريم .

أخي الفاضل : التميّز مطلب ضروري لإدراك الغايات ولباسك الذي يغطّي ظاهرك هو أحد أسرار هذا التميّز . والمهم جداً أن يتطابق التميّز الظاهري مع نوعية أداء العمل الذي تؤديه ، ولأن أدرك الناظرون إليك سر هذا التميّز فإننا نأمل أن تكون متميّزاً في لحظك وتصرفاتك فإن من غير اللائق أبداً أن ترى رجل الأمن في مواقع متفرقة باسم هذه المسؤولية ثم لا تجده يرعى الحرمات المؤتمن عليها وجوارحه في أحيان كثيرة شواهد سوء على شخصه الكريم ومن ثم نبقى ننتظر من يقول لنا رأيت رجل الأمن يخون بناظريه ، ويشتم بلسانه ، ويبطش بيده ، وبعمل من هذا شيئاً كثيراً وحينئذ تضمر الثقة ، ويقل الاحترام ، وتذهب دواعي التبجيل ، ويبقى تميّز اللباس يسوق لنا إشارات متهمة ، وأحاديث مخونة ، جزاء التصرفات التي خرجت دون ضابط ولا رعاية .

أخي الفاضل : الأمانة أعظم مسؤولية على وجه الأرض ، وقد تخلّت منها جمادات مخلوقة وحملتها أنت بضعفك دون إدراك للعواقب . قال تعالى : (( إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوماً جهولاً )) وجوانب الأمانة في حياتك كثيرة ولتعلم أنه متى دخلها الغش في أي جانب من جوانبها فإن العواقب المنتظرة غير بعيده ، ولتدرك أن الغش لا يغطيه ستار المصلحة ، ولتكن أميناً بكل معاني هذه الكلمة وإلا حينما تجد مساس الحرمان في أي جانب من جوانب حياتك فإنما أنت السبب فالله الله أن يشهد عليك رب يوماً وأنت تمارس شيئاً من أنواع الخيانة حرسك الله وعافاك .

أخي الفاضل : أنت وغيرك في أي موقع على بساط وطننا الحبيب إنما تؤدون رسالة ، وتحققون العبودية التي أمر الله بها في قوله تعالى : (( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون )) ولتعلم أن الواجب عليك أن تمد كلمة الخير ، وتسعى في تجذير المعروف في بلادك ، ولتحرص على أن تكون سداً واقياً عن وقوع المنكرات ، وحينما تكون كذلك فإنما أنت الابن البار بأمتك ، لا حرمنا الله أمثالك ، وزادنا وإياك حرصاً وثباتاً على المبادئ الأصيلة في حياتنا وفقك الله .

وأخيراً : إنما أحببت أن يصلك مثل هذا الحديث ولتعلم حفظك الله أن كل تصرفاتنا أياً كانت إنما هي في سجل الحسنات أو السيئات ، فما أجدر المخلصين في أعمالهم ، الأمناء على أمتهم ، . وما أحق الخونة والكسالى والجبناء والرعاع بالكدح الدنيوي ، والضياع الأخروي . فلتكن من أنصار الأمناء ، حادي على طريق الجادين تكتب لك النهاية السعيدة ، وتخلّّد ذكرك في الناجحين والفائزين . وحذارك من الطريق الآخر فإنما هو أسوء نهاية . حفظك الله برعايته ، وأقر أعيننا بك رجلاً مخلصاً ، حريصاً على بناء الأمم والأوطان .
 

مشعل بن عبد العزيز الفلاحي
 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
مشعل الفلاحي
  • الكتب والبحوث
  • رسائل موسمية
  • رسائل
  • تنمية الذات
  • للتواصل مع الشيخ
  • الصفحة الرئيسية