صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







يا فتاة ..دونها الشمس والقمر

د. لطف الله بن ملا عبد العظيم خوجه

 
أعجب منها..؟!.

- أعجب من سعيها، لتحيا متردية .!!.
- أعجب من جريها، لتهويَ في شُقة مستعصية.!!.
- أعجب من شُحّها: أن تفوز بنفس متزكية.!!.

* * *

- يا فتاة ..دونها الشمس والقمر.
- يا فتاة.. تغنَّى بها العشاق إلى ذيل السحَر.
- يا فتاة.. حلمُ هائمٍ ، لم يُبق فيه الحب، ولم يذر.
هلاّ رحمت قلوبا، خلف العفاف تستتر . ؟!.
هلاّ أرحت نفوسا، سامها ألمٌ يدني من سقر.؟!.
تشتت شملهم، تفرق جمعهم، فصاروا في الأرض شذر مذر.
قد حُبيتِ سهاما، تحمل الموت، وتضرم الشرر.
تحبس الأرواح بقيود العشق، وقد كانت حرة، لا تشكو القهر.

* * *

كلما خرجتْ: تعطرتْ، وازّينتْ لكل ذي نظر.!!.
غافلةً، أو تدعي غفلة، تصطاد بريئا، لا يدري ما الخبر. ؟!.
أعلقه حُسْن تبدّت به، عمدا وقصدا، ثم قالت: هو القدر .!!.
يا ويلها، ليس الغريق وحده، بل الشريك هي، لو تعتبر.
هي صيده، وهو صيدها، هي فريسة غرّها الليل ونور القمر.
حسبته حارسا وهاديا، ولم تدر أنها تبيع وتشتري بالغرر.
لم تدر أن شيطانا ساقها لحتفها بسحره، فعقر.
لم تدر أنه بها ترصّد، فاتنا قلوب البشر.

* * *

أسلمت نفسها، لمن لا يخاف فيها ربه، ولا يزدجر.!!.
فما أورثها إلا الهوان، وخطيئة في كتاب مستطر.!!.
إلى متى في غيّها تمضي .؟!.. وفي لهوها تستعرّ.؟!.
من سكرها متى تفيق .؟!..أم أن توبتها ساعة تحتضر .؟!.
- أعجب من رميها، خلف ظهرها، كل ألوان النذر !!.
- أعجب من سمعها بالحائرات، الضائعات، ثم لا تعتبر.!!.

* * *

يا فتاة.. غرّها سراب، حسبته ماءً ونهر.
النفس بالإباء تعزّ، وتغلو بالمهر.
فلا تبذليها بخسا، لمن احتال وغدر.
لا تبذليها لمن لا يرقب ذمة، بل هو كذاب أشر.
كوني كمريم إذ اتقت، ونادت: أعوذ بالرحمن من شيء نُكر.
كوني كآل لوط، إذ نجاهم رحمة، وجزاء لمن شكر.
ليس من عاش كريما، يحمل بين جنبيه الدرر.
كمن رتع بين جُعلان، تدفع بفمها وأنفها البعر.
تستروح الكريه، وترضى عيشا مهينا بين الحفر.
لنا فيك أمل، أن ترتقي بهمك عن دنايا البشر.
لنا أمل أن ترحمي قلوبا: أهمها شأنك حتى الضجر.
تدعو لك بالعفاف، وترجو لك النجاة من جحيم تستعر.
فلا تخيبي الآمال، ولا تردي بنفسك في سقر.

* * *

للصبايا في نفوس الرجال منزل ومستقر.
هن مأوى الفؤاد، وملاذ الطير أبد الدهر.
العفيفات، لا المتبذلات: السافرات عن نحر وثغر.
الحر لا يرضى بغير مصونة، تنأى عن مواضع الريب والخطر.
فإن أردته حرا كريما، فدونك طريق العفة، هو الباب الأغر.
وإلا فالذباب ضيف كل وليمة، لم تخمّر، ولم يستصف من حضر.

 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
د.لطف الله خوجة
  • محمد صلى الله عليه وسلم
  • المرأة
  • التصوف
  • الرقاق
  • الآخر
  • معالجة
  • وصية
  • قطرة من الروح
  • الصفحة الرئيسية