صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







قل خيرا تسلم (التشجيع لا التثبيط)

خبَّاب بن مروان الحمد


ممَّا يميِّز العقل الواعي، الطامح للنماء والنهضة والثراء الفكري والعلمي، تلك الروح التربويَّة المتفائلة غير الحاقدة أو الحاسدة، والتي تعتني بصياغة أي عمل تربوي فاعل يفيد الأمَّة المسلمة بشتَّى شرائحها ومنتسبيها، وصناعته وتشجيعه ، لكي يكون لهذه المشاريع والأعمال أثر طيب في المستقبل.

وهناك الكثير من الرموز والقادة والمفكرين الذين أنتجوا وصنعوا للأمَّة الشيء الكثير، وخلَّفوا وراءهم رموزاً ونجباء عرفت الأمَّةُ بعد ذلك قدرهم ، وكانت كلماتهم أعراساً من الشموع جامدة، حتَّى إذا ماتوا من أجلها انتفضت مشاريعهم وكلماتهم فصارت حيَّة وعاشت بين الأحياء وقَّادة مضيئة!

تلك النماذج نفتقد منها الكثير في عالمنا وواقعنا المعاصر، والتي نذرت نفسها لصناعة الجيل، وتربية النشء ، وتشجيعهم على الابتكار والعمل والإبداع والخدمة لهذا الدين في مجالات الحياة.

غير أنَّ هناك نفوساً عجيبة تنظر إلى العمل الدعوي والإسلامي كله، نظرة متشائمة، وليتها تقف عند هذا الحد، بل تزيد النار أُواراً، واللهب اشتعالاً، حينما تجدها قد تصدَّت لإبراز المثالب، وشرح المعايب، وتحرير الأوراق في النقض باسم النقد وهكذا دواليك !
وهذا أمر واقع، قد يكون من أسبابه : الحسد، أو الغيرة، أو قلَّة الحيلة وضعف التدبير بصناعة مشاريع تربويَّة، أو الانهزاميَّة الفكريَّة، أو قلَّة الإنصاف، أو حالة نفسيَّة لازمته طول عمره فهو يعيش من خلالها على تطويح جهود الآخرين.

ولقد كان بإمكان هؤلاء أن يعدُّوا أنفسهم جزءاً من هذا المشروع، وبدلاً من أن يقوموا بالتشنيع والتبشيع على أصحابهم وحسب، فإنَّه كان بإمكانهم أن يقوموا بنصرة هذا الدين من خلال عملهم الدؤوب وسعيهم الحثيث لعمليَّة الإصلاح والبذل، وخصوصاً أنَّ الأمَّة المسلمة اليوم تعيش حالةً تتماثل فيها من داء أزمن وأعيا؛ فلا بد من رفع الهمم, وتشجيع أية بادرةٍ لخير؛ فإنَّ ذلك خطوة في الاتجاه الصحيح...

إنَّ من المعلوم أنَّ أسهل شيء على المرء قيامه بالنقد والإسفاف وتحقير جهود الآخرين، ظانَّاً أنَّ القيام بالمشاريع والتفكير فيها من أسهل ما يكون، ولكن حين تدعوه إلى أن يفكر معك ويستنهض همَّته لتقليب عقله فيما ينفع ويفيد، فسيجد أنَّ الشروع في هذا المشروع أمر ليس من السهولة بمكان، بل قد يستصعب كثير من هؤلاء المضي في مثل هذه المشاريع، سواء أكانت فكرية أو توجيهية أو سياسية أو تربوية أو اقتصادية، حيث يرى بأمِّ عينيه أهميَّة مواصلة المسير إلى الهدف وعدم الانحراف عنه، ويشعر بأنَّه قد تقف رجله وتتعثر أخرى بسبب بعض العراقيل، وحدوث الأزمات، وفتور العاملين، وقلَّة المعينين، ومع هذا فهو يلحظ أولئك الذين ينتفخون أمامه قائلين له: إنَّ عملك الذي قمت به أوهن من بيت العنكبوت، أو هو عمل غير صحيح، أو غير ذلك من الأراجيف التي يتمنطقون بها ليل نهار، ويظنون أنَّهم فاعلون في حياتهم شيئاً من خلال نقدهم وردِّهم وتشنيعهم وتحطيمهم لجهود الآخرين وكفى، وصدق الله تعالى:(أفمن زين له سوء عمله فرآه حسنا)

يقضى على المرء في أيَّام محنته * حتَّى يرى حسناً ما ليس بالحسنِ
نرجو من الله ـ تعالى ـ أن يتوب علينا وعليهم ويغفر لنا ولهم تقصيرنا وتقصيرهم، فإنَّه لا راحم سواه، ولا غافر إلاَّه !

• فرق بين هدم المشاريع ونقدها:
العمل الإسلامي ـ ولا شك ـ بحاجة إلى مطارحة همومه، وتبيين بعض نواقصه، ولكن في إطار التقويم والتحفيز والتشجيع، وليس على أساس التجريح والتنكيد على الآخرين في عملهم ومشروعاتهم، ومحاولة نسف جهودهم، والتقليل من شأنهم، والتثبيط من همَّة القائمين بها.

وأذكر أني تحدثت مرَّة إلى العالم الجليل الأستاذ الدكتور جعفر شيخ إدريس ـ حفظه الله ـ عن جدوى طروحات هؤلاء المثبطين المحطِّمين لجهود الآخرين فقال لي: ( يا أخي! هؤلاء يقلُّ عمل أحدهم بمقدار كثرة نقده، فيكون ما يفسد أكثر ممَّا يصلح!).

تذكرت حينها كلاماً لأحد علماء السلف حيث قال: إذا أراد الله بعبدٍ خيراً فتح له باب العمل وأغلق عليه باب الجدل، وإذا أراد الله بعبدٍ شرَّاً أغلق عليه باب العمل وفتح له باب الجدل.

سيقول قائل: وهل تبغي من حديثك هذا أن يكون باب النقد والنصح لكل مسلم مقفلاً؟
والجواب عن سؤال كهذا أن يقال: نحن مع النقد البنَّاء، ومع النصح الهادف، ومع توضيح الأخطاء سواء كان من وضَّح الخطأ صغيراً أو كبيراً، ورحم الله ـ تعالى ـ الإمام ابن تيميَّة حين قال : (ولهذا يسوغ بل يجب أن نبين الحق الذي يجب اتِّباعه وإن كان فيه بيان مَنْ أخطأ مِنَ العلماء والأمراء) مجموع الفتاوى:(19/ 123).

وهكذا كتب الحافظ ابن رجب، فقال في كتابه (الفرق بين النصيحة والتعيير)، حين كان يتحدَّث عمَّن يبيِّن الخطأ ويوضِّح وجه الصواب، حيث قال:(فإن كان مقصوده في ذلك مجرد تبيين الحق ولئلا يغتر الناس بمقالات من أخطأ في مقالاته، فلا ريب أنه مثاب على قصده ودخل بفعله هذا بهذه النية في النصح لله ورسوله وأئمة المسلمين وعامتهم، وسواء كان الذي بيَّن الخطأ صغيراً أو كبيراً) وهذا كلام نفيس!
إذن نتفق سوياً أنَّ القصد ليس بمن يريد أن يوضح الخطأ، أو يبين القول الصواب والحق، فإنَّ هذا أمر لا غبار عليه، بل قد يجب كما قال شيخ الإسلام ابن تيميَّة!
بيد أنَّه من أخلاق المسلمين بعامة, والعلماء والدعاة منهم بخاصة, الإنصاف؛ بذكر المحاسن والإيجابيات حتى في الخصوم , بل والكافرين؛ فكيف بالمسلمين؛ وهم يخوضون المحاولات للنهوض والظفر! مجتهدين في أمثل الطرق, متحرين للصواب والحق؟ أمَّا أن ينتقل الأمر إلى مسبَّة أي جهد إسلامي، والتهوين من أي عمل يراد به نصرة الله تعالى، بحجج واهية وغير موضوعيَّة، فهذا مما ينبغي ألاَّ يفعله عاقل فضلاً عن مسلم !
ونحن نقول لهؤلاء: تفضلوا واقتحموا الميدان، ونحن من خلفكم مشجِّعين، ولكم مؤيدون إن كان عملكم لا يخرج عن ضوابط المنهج الإسلامي، فأتونا بما ينصر حقَّنا، ويغيظ عدونا، ويهزم الباطل وأهله.

• نماذج من الإساءة لجهود الآخرين:
أتذكر أنَّه حين قامت (الحملة العالمية لمقاومة العدوان) قام ثلَّة من بعض الإخوة المتحمِّسين لدينهم فقالوا الأقاويل وكتبوا الردود، وكانت من قبيل : ما فائدة هذه الحملة؟ وما جدواها، ونحن نعيش في زمن الاستلاب الحضاري والفكري! وقد تضمَّنت تلك الأقاويل والردود قدراً كبيراً من التحقير والتهوين من شأن هذه الحملة المباركة، التي لو لم يكن لها دور إلاَّ جمع العلماء وأهل الفكر والرأي بل من يختلفون في المنهج ليقولوا للعالم الغربي: لا لاحتلالكم ديار الإسلام، وسنقاومكم إعلامياً وشعبياً ونخبوياً، لو لم يكن من جهد لهذه الحملة المباركة إلاَّ هذه لكفى؛ فكيف وقد كان لها دور في صناعة محاضرات علمية، وندوات فكرية، ومواقع إلكترونية، ومؤتمرات عالمية فضحت فيها أساليب الطغيان الأمريكي ومن عاونهم من شلل الزنادقة والمنحلِّين!
أقلُّوا عليهم لا أبا لأبيكم من اللوم * أو سدُّوا المكان الذي سدُّوا
ولقد تألَّمتُ يوماً حين كنت جالساً بعد صلاة التراويح في رمضان المبارك، وكنت في مسجد يحتشد فيه جمع من المصلين، وقام بعض الدعاة الذين يشتغلون في دعوة الجاليات، كان معهم قرابة تسعة أشخاص من غير المسلمين، ليعلنوا دخولهم في دين الإسلام أمام الناس، وحين أعلنوا إسلامهم، وسُرَّت وجوه المحبِّين لهذا العمل الجليل، قام شخص ينتسب للعلم والدين والفضل ـ ولا أقلِّل من شأن علمه وفضله ـ وقال أمام الناس: من المهم قبل أن يدخل الناس في دين الإسلام أن نقوم بتحصين المسلمين بإسلامهم، قبل أن نهتم بدعوة غيرهم إلى الإسلام، بل إنَّ بعضهم يدخل الإسلام ثمَّ يرتد عنه!

قال هذا أمام جمع من المسلمين، وأمام ثلَّة من حديثي المسلمين ، والأنكى من ذلك أن يقوم متحدثاً بطريقة فيها نوع استفزاز، وعدم شعور بمشاعر أولئك المسلمين حديثاً،أو الذين منَّ الله عليهم بإسلام هؤلاء على أيديهم، ونالوا أجر ما جاء في الحديث الشريف القائل:(لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حُمُر النَّعم)، وفرق أي فرق بين هذا التحفيز والتشجيع على دعوة غير المسلمين إلى الإسلام، وبين تحطيم جهود الآخرين وهم يقومون بذلك بحجَّة النقد!
كما أتذكر حين انطلقت بعض الفضائيات الإسلاميَّة المنضبطة بالإسلام وتعاليمه، قام أحد الفضلاء وقتئذٍ، وقال: هذا الإعلام ولو كان إسلامياً ولكنَّه موجَّه من الماسونيَّة العالميَّة التي تسيطر على الإعلام، ثمَّ قال:(إذا دخلت هذه القناة الإسلاميَّة إلى البيوت فعلى الأمَّة الإسلاميَّة السلام !).

هكذا قال ـ عفا الله عنَّا وعنه ـ و قد استعجل سوء الظنِّ بها، وجهل حقيقة نتاجها الطيب الذي تقوم به بعض القنوات العلميَّة والشرعيَّة والفكريَّة الإسلاميَّة من الخير العميم!
هذه العبارات وأمثالها لا أراها إلاَّ تحطيماً وتنفيراً وقد تكون نقمة؛ بسبب حزبيَّةٍ، أو عنصريَّة، أو لجهل؛ ففاقد الشيء لا يعطيه، وقد كان بإمكان ذلك الشخص أن يمتدح عملاً إسلامياً نبت بعد أن غرست بذوره، وقام على ساقه، فإن رأى بعد ذلك في تلك النبتة اعوجاجاً فإنَّ بإمكانه أن ينصح وينقد نقداً هادفاً بنَّاء؛ يعلم القاصي منه والداني أنَّ القصد لم يكن إلاَّ تشجيعاً على قيام مثل هذه الأعمال المباركة، وأمَّا الملاحظات عليها وذكر نواقصها فللمرء أن يتحدَّث بذلك ما دام أنَّ هذا مراده ومقصده، وليس التحطيم أو التنفير، أو التنقير عن كل خطأ حدث، فتبدأ ألسنة المتشائمين ونظرات القاعدين، تعمل عملها تجريحاً وإسقاطاً، ولا يستفيد منهم المجتمع ـ هذا إن استفاد ـ إلاَّ بإبراز الثلب والنقص، وصدق القائل:
تريد مهذباً لا عيب فيه * وهل عود يفوح بلا دخان؟!
كما أنَّه من المؤسف أن نقول إنَّ من بعض أبناء المسلمين، من تبلغ به الإساءة لجهود الآخرين والتطويح بها، أنَّهم إن وجدوا قصوراً في عمل ما، تجدهم يحاولون أن يظهروا ذلك العيب ويبرزوه، وينسوا ما قام به ذلك المشروع أو ما أبدعت به تلك المؤسَّسة، وهلمَّ جرَّاً من أعمال الخير، ولكنَّهم لا يتذكَّرون إلاَّ إبداء المعايب والنقائص، فهم كما قال الإمام الشعبي :(والله لو أصبت تسعاً وتسعين وأخطأت مرَّة واحدة لعدُّوا عليَّ تلك الواحدة) وصدق شيخ الإسلام ابن تيمية حين تحدَّث عن أمثال هؤلاء:(أنَّهم كالذباب لا يقع إلاَّ على الجرح)، ولذلك لا تجد نظراتهم تسقط إلاَّ على مكامن الإساءة، ومنافذ الخطأ والقصور، ويرون نصف الكأس الفارغ، ولا يرون نصفها الآخر المليء، وحقاً :(لقد صرنا في وقت لا يكاد الشخص يقدر على النطق بالإنصاف) كما قال الإمام الذهبي!

• دعوة للتفاؤل والتشجيع:
من الضرورة بمكان أن يقدِّم كل واحد منَّا نصحه، مقوِّماً للمسيرة، وناصحاً للمشاريع ومؤسسيها ، إن رأى منها قصوراً أو خطأً، فكلٌ يجري عليه الخطأ، ويقع منه التقصير.
وكذلك فإنَّ التشجيع والتحفيز لمبتغي عمل الخير ولو كان قليلاً، أمرٌ حبَّذته الشريعة، وأمرت بالقيام به وعدم احتقاره أو التقليل من شأنه، ولهذا نجده ـ صلَّى الله عليه وسلَّم ـ يقول:(لا تحقرنَّ من المعروف شيئاً، ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق) وقال عليه السلام:(وتبسُّمك في وجه أخيك صدقة) وقال:(وتميط الأذى عن الطريق صدقة)وقال:(لا تحقرن جارةٌ لجارتها ولو فرسنَ شاة) إلى غير ذلك من الأحاديث الدالَّة على ضرورة تشجيع أي عمل خيِّر من عباد الله المسلمين.

وهاكَ موقفاً تتجلَّى فيه روح التشجيع منه ـ صلَّى الله عليه وسلَّم ـ لأحد من أسم يوم غزوة الخندق فقد أتاه الصحابي الجليل نعيم بن مسعود بن عامر ـ رضي الله عنه ـ يوم الخندق فقال: «يا رسول الله! إني قد أسلمت؛ فمرني بما شئت!». فقبِل - صلى الله عليه وسلم – إسلامه، ثم قال له بعد أن طلب منه نعيم بن مسعود أن يأمره بما شاء: «إنما أنت رجل واحد؛ فخذِّلْ عنا ما استطعت؛ فإن الحرب خدعة».

فقام هذا الصحابي بفعلة عظيمة أوقعت الخلاف والشقاق بين الحليفين المتواطئين على غزو المدينة؛ حيث إنَّه ذهب إلى اليهود وإلى قريش والقبائل التي تمالأت على حرب المسلمين - صلى الله عليه وسلم - فأفسد كل طائفة على صاحبتها، حتى جعلهم أعداءً، وفرَّق كلمتهم، وأضعف ثقة كل فئة بالأخرى، فتخاذلوا جميعاً عن الحرب، ثم أرسل الله عليهم جنداً من جنده ريحاً عاصفة، فقوّضت خيامهم، ولم تدع قِدْراً إلا كفأتها، ولا طِنْباً إلا قلعته، وكفى الله المؤمنين القتال.

شاهدُ ما أحببت التنبيه إليه أنَّ الرسول ـ عليه الصلاة والسلام ـ لم ينظر نظر ازدراء أو تحطيم حين أسلم رجل من الكفار في هذا الموقف العصيب، بل أشاد به وألقى إليه كلمة محفِّزة له على العمل وبذل الجهد في تحطيم كيد الكفرة وجعله في نحورهم.

طوبى وحباً وكرامة ، لمن كان مفتاحاً للخير، مغلاقاً للشر، وصدق رسول الله ـ صلَّى الله عليه وسلَّم ـ :(إنَّ من الناس ناساً مفاتيح للخير، مغاليق للشر، وإنَّ من الناس ناساً مفاتيح للشر، مغاليق للخير، فطوبى لمن كان مفاتيح الخير على يديه، وويل لمن جعل مفاتيح الشر على يديه) أخرجه ابن ماجة في سننه، وابن أبي شيبة في مصنفه، والحديث حسَّنه الألباني في السلسلة الصحيحة برقم:(1332)

أختم فأقول: لقد قدَّم هؤلاء الفضلاء والدعاة ما لديهم من مشاريع وأفكار لنصرة هذا الدين، فماذا قدَّم أولئك المثبِّطون سوى التقليل من الجهود الخيِّرة الإسلاميَّة، فأولئك قدَّموا مشاريعهم؛ فماذا قدَّم المحبطون لجهود غيرهم من مشاريع؟!
 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
خباب الحمد
  • مقالات شرعية
  • حواراتي معهم
  • حواراتهم معي
  • وللنساء نصيب
  • تحليلات سياسية
  • مواجهات ثقافية
  • تحقيقات صحافية
  • البناء الفكري والدعوي
  • رصد الاستراتيجية الغربية
  • رمضانيات
  • استشارات
  • كتب
  • صوتيات
  • قراءة في كتاب
  • بريد الكاتب
  • الصفحة الرئيسية