صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







رؤيتي حيال الأزمة الواقعة بين الإسلاميين في مصر!

خبَّاب بن مروان الحمد


لا يشكُّ عاقل أنّ ما يجري من احتقان متزايد بين عدد من الأحزاب الإسلامية في مصر من إخوان وسلفيين وجماعة إسلاميَّة وغيرهم، ليس في مصلحة المسلمين، ومعلوم لمن ستكون مصلحته لو طال الاختلاف بينهما، فالواجب ردم الهوّة، وإصلاح ذات البين.

إنَّ الواقع المصري إن نجحت فيه الأحزاب الإسلاميَّة بلملمة الخلاف بينهم وعدم نشر غسيل كل طرف على الملأ بعامَّة، سيكون مآله نجاح باهر في عدد من الدول الإسلاميَّة فيما بين الإسلاميين بنشر ثقافة الاعتذار، والتغافر، وفقه الائتلاف ولو حصل اختلاف!

لقد تابعت ما يجري بمصر من خلافات بين جمع من الإخوان وفئام من السلفيين، فوجدت عند كلا الطرفين تعصَّب غريب، فكل يُدافع عن طرحه، وكل يقول أنا الذي، وقلَّ من يعترف بالخطأ ويواصل مسيرته!

أجزم أنَّ الإخوان وكذا الرئاسة المصريَّة وقعت في أخطاء في عدد من القضايا، كما أجزم بأنَّ حزب النور السلفي، وقع في أخطاء واستعجال لا يليق في بعض القضايا؛ لذلك قلَّ أن تجد من يتحدَّث بعلم وعدل وعدم انسياق وتعاطي مع انتماءه الحزبي أو المنهجي!

لقد استغربت من بعض المشايخ بمصر في ظهورهم على القنوات الفضائيَّة إخواناً كانوا أو سلفيين، يتحدَّثون على القنوات بملء الفم عن ذلك الشجار الفكري بين الطرفين بحجَّة كشف الحقيقة، وتمنيت لو قعد أولئك الأشياخ في بيوتهم؛ لأن تصريحاتهم قد صبّت الزيت على النار وزادوا الواقع تعقيداً ولم يصلحوه!

لطالما تنادى العقلاء بفكرة مهمة:أنَّ أمَّتنا بحاجة لعلماء وفقهاء حُكماء، لا مجَّرد خزانة كتب يتحدَّث أمام الناس، مع تقليب لدواليب الخلاف، ونحن فعلنا، وأنتم فعلتم وخصوصاً حين يكون ذلك أمام ملأ من المصريين الذين انتخبوا الإسلاميين بالأكثريَّة!

قد يُظلم بعض الناس، وقد يستولي أناس على مفاصل مُعيَّنة في الوزارات والإدارات ويحرم منها أناس، وفي المقابل قد يجلس أناس مع آخرين لا يستحقون الجلوس لأنَّهم أهل خيانة ويقومون بإملاءات غربيَّة في الواقع، ولكنَّ ذلك كلَّه لا يُسوِّغ ذلك الترامي والتراشق بين الأطراف الإسلاميَّة، فأين فقه إدارة الخلاف الذي تتحدَّث عنه كل الأطراف، وأين التواصل؟ وأين فقه تفويت الفرصة على الآخرين لشق الصف؟ وأين وأين؟ !!

والله وبالله وتالله لو فشل الإسلاميُّون في مصر في إدارة أزمة خلافهم؛ ليكونُنَّ أضحوكة للمستغربين والغربيين، ولن يشفع لهم الشعب الذي انتخب أغلبيَّتهم إن بقى كثير منهم بعقلياتهم المتحجِّرة حزبياً وقوقعتهم الفكريَّة التي لا يزال يحبو فيها عدد من الناس..

(فستذكرون ما أقول لكم وأفوِّضُ أمري إلى الله)

 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
خباب الحمد
  • مقالات شرعية
  • حواراتي معهم
  • حواراتهم معي
  • وللنساء نصيب
  • تحليلات سياسية
  • مواجهات ثقافية
  • تحقيقات صحافية
  • البناء الفكري والدعوي
  • رصد الاستراتيجية الغربية
  • رمضانيات
  • استشارات
  • كتب
  • صوتيات
  • قراءة في كتاب
  • بريد الكاتب
  • الصفحة الرئيسية