صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







مفتي الخنفشار !

جهاد حِلِّسْ
‏@jhelles

 
1- قال الشيخ بكر أبو زيد - رحمه الله -:
في كتب المحاضرات..
أن رجلاً كان يفتي كل سائل دون توقف ، فلحظ أقرانه ذلك منه ،
فأجمعوا أمرهم لامتحانه ، بنحت كلمة ليس لها أصل هي «الخنفشار»
فسألوه عنها ،
فأجاب على البديهة : بأنه نبت طيب الرائحة ينبت بأطراف اليمن إذا أكلته الإبل عقد لبنها ،
قال شاعرهم اليماني :
لقد عَقَدَت محبتُكم فؤادي .... كما عقد الحليبَ الخنفشار
وقال داود الأنطاكي في (تذكرته) كذا وكذا ، وقال فلان وفلان ..
وقال النبي صلى الله عليه وسلم ، فاستوقفوه ، وقالوا : كذبت على هؤلاء ، فلا تكذب على النبي صلى الله عليه وسلم.
وتحقق لديهم أن ذلك المسكينَ : جِرَاب كذبٍ ، وعيبة افتراءٍ في سبيل تعالمه ،
نسأل الله الصون والسلامة.
(التعالم وأثره على الفكر والكتاب، ص 13 )

2- قال الزبيدي :

خنشفر : ( الخَنْشَفِير ، كقَنْدَفِير ) ، أَهْمَلَه الجَوْهَرِيّ ، وقال الصّغانِيّ : أُمُّ خَنْشَفِيرٍ : ( الدَّاهِيَةُ ) ، والوَزْن به غَرِيب ، ولو قال كزَنْجَبِيل كان أَوْلَى وأَقْرَبَ للتَّفْهِيم ، كما هو ظَاهِرٌ . وهاذه اللَّفْظَة قَرِيبَةَ من لفْظَةِ الخِنْفِشَار ، بالكسر ، وهي مُوَلَّدة اتّفاقاً ، استُعُمِل الآن في التَّعَاظُم ، ولها قِصَّة عَجِبَة ذكرَهَا المَقَّرِيّ في نَفْح الطِّيب ، وأَنْشَد الشِّعْر الذي صَنَعه المُوَلّدُ بَدِيهَةً على قَوْلِه حِين سُئِل عنها فَقَال إِنَّهَا نَبْتُ يُعْقَد به اللَّبَن وقال :
لقد عُقِدَتْ مَحَبَّتُكُم بقَلْبِي
كَمَا عَقَدَ الحَلِيبَ الخِنْفِشَارُ
فتعَجَّبوا من بَدِيهَته ، وقد نُسِب ذلك إلى أَبي العَلاءِ صَاعد اللُّغَويّ صاحِبِ الفُصُوص ، وقيل الزَّمَخْشَرِيّ ، والأَوَّلُ أَقْرب .
واستَدْرَك شَيْخُنا :
خشنشار الواقع في قَوْل أَبِي نُواس :
كأَنَّهَا مُطْعَمَةٌ فَاتَهَا
بين البَسَاتِينِ خشنشار
قال شارِحُ دِيوَانِه : هو من طُيُور الماءِ ، وهو قَنصُ العُقَابِ ، ونَقَله الخَفَاجِيّ في شِفَاءِ الغَليل .
تاج العروس من جواهر القاموس(3/191)

3- ومن الخنفشاريين:

خبير النعنع، ففي ملح التاريخ كما ذكر السخاوي:
أن جهنيا كان في ندماء المهبلي، وكان يأتي بالطامات فجرى مرة حديث في النعنع
فقال: في البلد الفلاني نعنع يطول حتى يصير شجرا ويعمل من خشبه سلالم،
فثار منه أبو الفرج الأصبهاني صاحب (الأغاني) فقال:
نعم عجائب الدنيا كثيرة ولا ينكر هذا، والقدرة صالحة،
وأنا عندي ماهو أغرب من هذا!
أن زوج الحمام يبيض بيضتين فآخذهما وأضع تحتهما سنجة مائة، وسنجة خمسين -السنجة كفة الميزان- فإذا فرغ زمن الحضانة انفقست السنجتان عن طست وإبريق، فضحك أهل المجلس، وفطن الجهني لما قصد به أبو الفرج من الطنز -السخرية والتهكم -، وانقبض عن كثير من حكاياته.

4- ومن الخنفشاريين:

الهروي: شمس ابن عطاء الرازي المتوفي سنة 887 هـ، كان من أعوان تيمورلنك، وكان عريض الدعوى في الحفظ ، فاستعظم الناس ذلك،
فجعل له مجلس لإمتحانه وكان من جملة ما سئل عنه حينئد:
هل ورد النص على أن المغرب تقصر في السفر؟ فقال نعم، جاء ذلك في كتاب (الفردوس). لأبي الليث السمرقندي، فلما انفصلوا ورجعوا على كتاب أبي الليث لم يجدوا فيه ذلك، فقيل له في ذلك ؟
فقال:
لكتاب السمرقندي هذا ثلاث نسخ ،كبرى ، ووسطى ، وصغرى وهذ الحديث في الكبرى، ولم تدخل الكبرى هذه البلاد، فاستُشعر كذبه من يومئذ، وقد ساقها الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى في ترجمته له،
هكذا فليكن كذب المتعالمين.

5- ومن الخنفشاريين

أحمد بن عبد الله الجوباري ، إذ بلغ من كذبه وتغفيله أنه لما ذكر له إختلاف المحدثين في سماع الحسن البصري من أبي هريرة -رضي الله عنه- ساق بإسناده قوله: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: سمع الحسن من أبي هريرة !
وصدق الزهري إذ يقول: الكذب شر غوائل العلم..." !

6- وهذا مقاتل بن سليمان المتوفي سنة 150 هـ:

فإنه من علمه ابتلي بشي من ذلك
فقد قيل أنه قال:سلوني عما دون العرش
فقالوا: أين أمعاء النملة ؟
فسكت، وسألوه: لما حج آدم، من حلق رأسه ؟ فقال: لاأدري.
ولهذا قال الذهبي رحمه الله "أجمعوا على تركه " اهـ.

7- ومن قصص التعالم المشتهرة على الألسن:

قصة الطالب الشافعي، الذي تفقه ولم يدرك، فاحتاج أهل بلده مفتيا لهم، ولم يجدوا سواه، فتردد، حتى استشار شيخا له فأشار عليه يجيب سائليه بوجود قولين عند الشافعي في المسألة، ليراجع بعد،ففعل، لكن أهل بلده لاحظوا إكثاره من هذا،فسأله أحدهم: أفي الله شك؟ فقال بمثل ذلك ففتضح.
وهذه القصة لم يتم الوقوف عليها في مصدر موثوق، والذي يظهر والله أعلم انها من تحطط الحنفية على الشافعية, فإن بينهم من العداء المذهبي مالا يخفى.

8- قال أبو كعب القاص في قصصه يوما :

كان اسم الذئب الذي أكل يوسف كذا وكذا . فقالوا له : فإن يوسف لم يأكله الذئب ؟ ! فقال : فهذا اسم الذئب الذي لم يأكل يوسف .
المجالسة وجواهر العلم (7/336)

9- قَالَ أَبُو بَكْرٍ الْمُعَيْطِيَّ –رَحِمهُ اللهُ-:


" عَبَرْتُ بِمُؤَدِّبٍ، وَهُوَ يُمْلِي عَلَى غُلَامٍ بَيْنَ يَدَيْهِ: قُرَّيْقٌ فِي الْحَبَّةِ وَقُرَّيْقٌ فِي الشَّعِيرِ، فَقُلْتُ لَهُ: يَا هَذَا، مَا قَالَ اللَّهُ مِنْ هَذَا شَيْئًا، إِنَّمَا هُوَ: {فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ} [الشورى: 7]

فَقَالَ: أَنْتَ تَقْرَأُ عَلَى حَرْفِ أَبِي عَاصِمِ بْنِ الْعَلَاءِ الْكِسَائِيِّ، وَأَنَا أَقْرَأُ عَلَى حَرْفِ أَبِي حَمْزَةَ بْنِ عَاصِمٍ الْمَدَنِيِّ، فَقُلْتُ: مَعْرِفَتُكَ بِالْقُرَّاءِ أَعْجَبُ إِلَيَّ، وَانْصَرَفْتُ.

الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع (1/300)

10- قال جعفر بن محمد الطيالسي -رحمه الله-:

" صلى أحمد بن حنبل ويحيى بن معين في مسجد الرصافة فقام بين أيديهم قاص فقال: نا أحمد بن حنبل ويحيى بن معين قالا: نا عبد الرزاق أنا معمر عن قتادة عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من قال لا إله إلا الله يخلق من كل كلمة منها طير منقاره من ذهب وريشه من مرجان وأخذ في قصة نحوا من عشرين ورقة !

وجعل أحمد بن حنبل ينظر إلى يحيى بن معين ويحيى بن معين ينظر إلى أحمد بن حنبل فقال: أنت حدثته بهذا؟ فيقول: والله ما سمعت به إلا هذه الساعة قال: فسكتا جميعا حتى فرغ من قصصه وأخذ قطاعه، ثم قعد ينتظر بقيته

فقال له يحيى بن معين بيده تعال فجاء متوهما لنوال يجيزه فقال له يحيى: من حدثك بهذا الحديث؟ فقال: أحمد بن حنبل ويحيى بن معين فقال: أنا يحيى بن معين وهذا أحمد بن حنبل ما سمعنا بهذا قط في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن كان لا بد والكذب فعلى غيرنا،

فقال له: أنت يحيى بن معين؟ قال: نعم قال: لم أزل أسمع أن يحيى بن معين أحمق ما علمته إلا الساعة فقال له يحيى: وكيف علمت أني أحمق؟ قال: كأنه ليس في الدنيا يحيى بن معين وأحمد بن حنبل غيركما، كتبت عن سبعة عشر أحمد بن حنبل غير هذا قال: فوضع أحمد كمه على وجهه وقال: دعه يقوم فقام كالمستهزئ بهما "

الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع (2/166)

 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
جهاد حِلِّسْ
  • فوائد من كتاب
  • درر وفوائد
  • الصفحة الرئيسية