صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







نماذجٌ من خوف السلف !

جهاد حِلِّسْ
‏@jhelles

 
بسم الله الرحمن الرحيم


الحمدُ لله رب العالمين ، والصّلاة والسّلام على رسول الهدى والبيان محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم ، وعلى آله وصحبه ، ومن اقتفى أثرهم وترسم خطاهم إلى يوم الدين .

أَمَّا بَعْدُ :/

فهذه بعضُ آثارٍ ومقتطفات من مواعظ السلف والعُبّاد ، ونتفٌ من كلام النُسّاك والزُهاد .

كنتُ قد اقتطفتها وأودعتُها كُناشتي خلال قراءتي في كتب السلف المختلفة ، أنثرها بين أيديكم تباعاً ، عسى الله أن ينفعني وإياكم بها ، وأن يرزقنا منها العبرة والعظة...

فيا لها أقوالاً صائبة ، ومواعظ شافية ، لو صادفت قلوبا زاكية ، وأسماعا واعية ، وآراء عازمة ، وألبابا حازمة !

وأبدأ على بركة الله ..


قال الضحاك بن مزاحم -رحمه الله-:


مر أبو بكر الصديق رضي الله عنه على طيرٍ قد وقع على شجرة فقال: طُوبى لك يا طيرُ تطير فتقع على الشجر ثم تأكل من الثمر ثم تطير ليس عليك حسابٌ ولا عذاب !

ياليتني كُنت مثلك ؛ والله لوددتُ أني كنتُ شجرةً إلى جانتِ الطريق فمر عليَّ بعير فأخذني فأدخلني فاه فلاكني ثم إزدردني ثم أخرجني بعراً ولم أكن بشراً.!

قال: فقال عمر رضي الله عنه: يا ليتني كُنتُ كبشَ أهلي سمنوني ما بدا لهم حتى إذا كنت كأسمن ما يكون زارهم بعض من يحبون فذبحوني لهم فجعلوا بعضي شواء وبعضه قديداً ثم أكلوني ولم أكن بشراً. !

قال: وقال أبو الدرداء: يا ليتني كنت شجرة تعضد وتؤكل ثمرتي ولم أكن بشراً.!

حلية الأولياء (1/52) ، شعب الإيمان (1/485) ، تاريخ دمشق (30/331).

قال عبد الله بن مسعود –رضي الله عنه-:

لو وقفتُ بين الجنة والنار ، فقيل لي : اختر نُخَيُّرُك من أيهما تكونُ أحبُّ إليك ، أو تكونَ رماداً ؟ لأحببتُ أن أكونَ رماداً .!َ
المعجم الكبير للطبراني (7/499) ، حلية الأولياء (1/133)

قال أبو ذر الغفاري -رضي الله عنه-:

والله لو تعلمون ما أعلم ، لبكيتم كثيراً ولضحكتم قليلاً ، ولو تعلمون ما أعلم ما انبسطتم إلى نسائكم ، ولا تقاررتم على فُرُشِكُم ، ولخرجتم إلى الصعدات تجأرون وتبكون ،

والله لوددت أن الله عز وجل خلقني يوم خلقني ، شجرة تُعْضَدُ ، ويؤكل ثمرها.!


مصنف ابن أبي شيبة (13/341) ، مصنف عبد الرزاق (7/123) ، حلية الأولياء (1/164) .

من تأمل أحوال الصحابة - رضي الله عنهم - وجدهم في غاية العمل مع غاية الخوف ، ونحن جميعا بين التقصير ، بل التفريط والأمن ،

فهذا الصديق - رضي الله عنه - يقول : وددت أني شعرة في جنب عبد مؤمن ، ذكره أحمد عنه .

وذكر عنه أيضا أنه كان يمسك بلسانه ويقول : هذا الذي أوردني الموارد ، وكان يبكي كثيرا ، ويقول : ابكوا ، فإن لم تبكوا فتباكوا .

وكان إذا قام إلى الصلاة كأنه عود من خشية الله عز وجل .

وأتى بطائر فقلبه ثم قال : ما صيد من صيد ، ولا قطعت شجرة من شجرة ، إلا بما ضيعت من التسبيح ، فلما احتضر ، قال لعائشة : يا بنية ، إني أصبت من مال المسلمين هذه العباءة وهذه الحلاب وهذا العبد ، فأسرعي به إلى ابن الخطاب ، وقال : والله لوددت أني كنت هذه الشجرة تؤكل وتعضد .

وقال قتادة : بلغني أن أبا بكر قال : ليتني خضرة تأكلني الدواب .

وهذا عمر بن الخطاب قرأ سورة الطور إلى أن بلغ : إن عذاب ربك لواقع [ سورة الطور : 77 ] فبكى واشتد بكاؤه حتى مرض وعادوه .

وقال لابنه وهو في الموت : ويحك ضع خدي على الأرض عساه أن يرحمني ، ثم قال : ويل أمي ، إن لم يغفر لي ( ثلاثا ) ، ثم قضي .

وكان يمر بالآية في ورده بالليل فتخيفه ، فيبقى في البيت أياما يعاد ، يحسبونه مريضا ، وكان في وجهه - رضي الله عنه - خطان أسودان من البكاء .
وقال له ابن عباس ، مصر الله بك الأمصار ، وفتح بك الفتوح ، وفعل ، فقال : وددت أني أنجو لا أجر ولا وزر .

وهذا عثمان بن عفان - رضي الله عنه - كان إذا وقف على القبر يبكي حتى تبل لحيته ، وقال : لو أنني بين الجنة والنار لا أدري إلى أيتهما يؤمر بي ، لاخترت أن أكون رمادا قبل أن أعلم إلى أيتهما أصير .

وهذا علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - وبكاؤه وخوفه ، وكان يشتد خوفه من اثنتين : طول الأمل ، واتباع الهوى ، قال : فأما طول الأمل فينسي الآخرة ، وأما اتباع الهوى فيصد عن الحق ، ألا وإن الدنيا قد ولت مدبرة ، والآخرة مقبلة ، ولكل واحدة بنون ، فكونوا من أبناء الآخرة ، ولا تكونوا من أبناء الدنيا ، فإن اليوم عمل ولا حساب ، وغدا حساب ولا عمل .

وهذا أبو الدرداء كان يقول : إن أشد ما أخاف على نفسي يوم القيامة أن يقال لي : يا أبا الدرداء ، قد علمت ، فكيف عملت فيما علمت ؟ وكان يقول : لو تعلمون ما أنتم لاقون بعد الموت لما أكلتم طعاما على شهوة ، ولا شربتم شرابا على شهوة ، ولا دخلتم بيتا تستظلون فيه ، ولخرجتم إلى الصعدات تضربون صدوركم ، وتبكون على أنفسكم ، ولوددت أني شجرة تعضد ثم تؤكل .

وكان عبد الله بن عباس أسفل عينيه مثل الشراك البالي من الدموع .

وكان أبو ذر يقول : يا ليتني كنت شجرة تعضد ، ووددت أني لم أخلق وعرضت عليه النفقة ، فقال : ما عندنا عنز نحلبها وحمر ننقل عليها ، ومحرر يخدمنا ، وفضل عباءة ، وإني أخاف الحساب فيها .

وقرأ تميم الداري ليلة سورة الجاثية ، فلما أتى على هذه الآية أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات [ سورة الجاثية : 21 ] جعل يرددها ويبكي حتى أصبح .
وقال أبو عبيدة عامر بن الجراح : وددت أني كبش فذبحني أهلي ، وأكلوا لحمي وحسوا مرقي .
وهذا باب يطول تتبعه !.
 

الْجَوَابُ الْكَافِي لِمَنْ سَأَلَ عَنْ الدَّوَاءِ الشَّاِفي (ص 40)

قال مالك بن ضيغم : حدثني الحكم بن نوح قال:
بكى أبوك -ضيغم بن مالك- ليلة من أول الليل إلى آخره ، لم يسجد فيها سجدة ولم يركع فيها ركعة ، ونحن معه في البحر،

فلما أصبحنا قلنا: يا مالك لقد طالت ليلتك لا مصلياً ولا داعياً،

قال: فبكى ثم قال: لو يعلم الخلائق ما يستقبلون غداً ما لذوا بعيش أبداً، !
والله إني لما رأيت الليل وهوله وشدة سواده ، ذكرت به الموقف وشدة الأمر هناك ، وكل امرئ يومئذ تهمه نفسه: (لا يَجْزِي وَالِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَلا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَنْ وَالِدِهِ شَيْئاً)
صفة الصفوة (2/212)

قال بشر بن منصور - رحمه الله -:
كنت أوقد بين يدي عطاء العبدي - وهو السَّلِيْمِيُّ من صغار التابعين- في غداة باردة ،
فقلت له: يا عطاء يسرك الساعة لو أنك أمرت أن تلقي نفسك في هذه النار لا تبعث إلى الحساب ؟
فقال: إي ورب الكعبة ، ثم قال: والله مع ذلك لو أمرت بذلك لخشيت أن تخرج نفسي فرحاً ، قبل أن تصل إليها. !
 

حلية الأولياء (6/216) ، شعب الإيمان (1/522) ، ونحوها في السير (6/87)

قيل لأبي مسعود الأنصاري -رحمه الله-:
ماذا قال حذيفة عند موته؟
قال: لما كان عند السحر، قال: أعوذ بالله من صباح إلى النار - ثلاثا - ثم قال: اشتروا لي ثوبين أبيضين؛ فإنهما لن يتركا علي إلا قليلا حتى أبدل بهما خيرا منهما، أو أسلبهما سلبا قبيحا.

سير أعلام النبلاء (2/368)

لما احتضر سعيد بن مروان -رحمه الله- قال:
يا ليتني لم أكن شيئًا، يا ليتني كهذا الماء الجاري، ثم قال: هاتوا كفني.. أُفٍ لك، ما أقصر طويلك وأقل كثيرك
تاريخ الخلفاء: (136).

قال عمر بن الخطّاب- رضي اللّه عنه- لمّا طعن:
«لو أنّ لي طلاع الأرض ذهبا لافتديت به من عذاب اللّه قبل أن أراه !»
رواه البخاري 3692 ، شرح السنة للبغوي (14/ 373) ، حلية الأولياء (1/52)
علق ابن الجوزي :
واعجبا من خوف عمر مع كماله وأمنك مع نقصانك !

بكى الحسن -رحمه الله-:
فقيل: ما يبكيك؟ قال: «أخاف أن يطرحني غدا في النّار ولا يبالي»
التخويف من النار لابن رجب (23).

قال أرطأة بن المنذر -رحمه الله-:
قيل لعمر بن عبد العزيز: لو جعلت على طعامك أمينا لا تغتال، وحرسا إذا صلّيت لا تغتال وتنحّ عن الطّاعون.
قال:
«اللّهمّ إن كنت تعلم أنّي أخاف يوما دون يوم القيامة فلا تؤمّن خوفي»

سيرة عمر بن عبد العزيز لابن الجوزي (163).

قال يزيد بن حوشب -رحمه الله-:
«ما رأيت أخوف من الحسن وعمر بن عبد العزيز كأنّ النّار لم تخلق إلّا لهما»
تاريخ دمشق (45/236)

أوى أبو ميسرة عمرو بن شرحبيل –رحمه الله- إلى فراشه فقال:

" يا ليت أمي لم تلدني. فقالت له امرأته: أبا ميسرة، أليس قد أحسن الله إليك، هداك للإسلام، وفعل بك كذا؟ قال: بلى، ولكن الله أخبرنا أنا واردون على النار، ولم يبين لنا أنا صادرون عنها "
حلية الأولياء [4/141]

كان يزيد الرقاشي -رحمه الله-:

يقول لنفسه : و يحك يا يزيد من ذا يترضى عنك ربك الموت ؟ ثم يقول : أيها الناس ألا تبكون و تنوحون على أنفسكم باقي حياتكم ؟ من الموت طالبه و القبر بيته و التراب فراشه و الدود أنيسه و هو مع هذا ينتظر الفزع الأكبر يكون حاله ؟ ثم يبكي حتى يسقط مغشيا عليه
التذكرة للقرطبي ص (124)

قال إبراهيم التيمي -رحمه الله-:

شيئان قطعا عني لذة الدنيا: ذكر الموت وذكر الموقف بين يدي الله تعالى.
التذكرة للقرطبي ص (125)

قَالَ بعض أَصْحَاب الْحسن -رحمه الله-:

كُنَّا ندخل على الْحسن فَمَا هُوَ إِلَّا النَّار وَالْقِيَامَة وَالْآخِرَة وَذكر الْمَوْت

وَكَانَ ابْن سِيرِين -رحمه الله-:

إِذا ذكر عِنْده الْمَوْت مَاتَ كل عُضْو مِنْهُ على حِدته وَقَالَ التَّيْمِيّ رَحمَه الله شَيْئَانِ قطعا عني لذاذة الدُّنْيَا ذكر الْمَوْت وَذكر الْوُقُوف بَين يَدي الله عز وَجل

وَقَالَ مطرف بن عبد الله-رحمه الله-:

رَأَيْت فِي مَا يرى النَّائِم كَأَن قَائِلا يَقُول فِي وسط جَامع الْبَصْرَة قطع ذكر الْمَوْت قُلُوب الْخَائِفِينَ فوَاللَّه مَا تراهم إِلَّا والهين محزونين

وَقَالَ عمر بن عبد الْعَزِيز رَحمَه الله :

لَو فَارق ذكر الْمَوْت قلبِي ساعة لفسد

وَكَانَ يزِيد الرقاشِي -رحمه الله-:

لنَفسِهِ وَيحك يَا يزِيد من ذَا الَّذِي يُصَلِّي عَنْك بعد الْمَوْت من ذَا الَّذِي يَصُوم عَنْك بعد الْمَوْت من ذَا الَّذِي يُرْضِي عَنْك رَبك بعد الْمَوْت
ثمَّ يَقُول أَيهَا النَّاس أَلا تَبْكُونَ وتنوحون على أَنفسكُم بَاقِي حَيَاتكُم وَيَا من الْمَوْت موعده والقبر بَيته وَالثَّرَى فرَاشه والدود أنيسه وَهُوَ مَعَ هَذَا ينْتَظر الْفَزع الْأَكْبَر كَيفَ يكون حَاله ثمَّ يبكي حَتَّى يسْقط مغشيا عَلَيْهِ
وَأنْشد بَعضهم :
يَا باكيا من خيفة الْمَوْت ... أصبت فارفع من مدى الصَّوْت
وناد يَا لهفي على فسحة ... فِي الْعُمر فَاتَت أَيّمَا فَوت
ضيعتها ظَالِم نَفسِي وَلم ... أصغ إِلَى موت وَلَا ميت
يَا ليتها عَادَتْ وهيهات أَن ... يعود مَا قد فَاتَ يَا لَيْت
فَخَل عَن هذي الْأَمَانِي ودع ... خوضك فِي هَات وَفِي هيت
وبادر الْأَمر فَمَا غَائِب ... أسْرع إتيانا من الْمَوْت
كم شائد بَيْتا ليغنى بِهِ ... مَاتَ وَلم يفرغ من الْبَيْت

وَقَالَ حَامِد اللفاف -رحمه الله-:

وَيْح ابْن أَدَم إِن أَمَامه ثَلَاثَة أَشْيَاء موت كريه المذاق ونار أليمة الْعَذَاب وجنة عَظِيمَة الثَّوَاب

وَقَالَ ابْن السماك رَحمَه الله تَعَالَى :

إِن الْمَوْتَى لم يبكوا من الْمَوْت وَلَكنهُمْ يَبْكُونَ من حسرة الْفَوْت فَاتَتْهُمْ وَالله دَار لم يتزودوا مِنْهَا ودخلوا دَارا لم يتزودوا لَهَا فأية سَاعَة مرت على من مضى وأية سَاعَة بقيت علينا وَالله إِن المتفكر فِي هَذَا لجدير أَن يتْرك الأوطان ويهجر الخلان ويدع مَا عز وَمَا هان.

العاقبة في ذكر الموت (ص 39)

كان عمرو بن قيس –رحمه الله-:
إذا نظر إلى أهل السوق بكى وقال: «ما أغفل هؤلاء عما أعد لهم»
حلية الأولياء (5/102)

قال عبد الرحمن بن يزيد بن جابر –رحمه الله-:
قلت ليزيد بن مرثد: ما لي أرى عينيك لا تجف؟ قال: وما مسألتك عنه؟ قلت: عسى الله أن ينفعني به،
قال: يا أخي، إن الله قد توعدني إن أنا عصيته أن يسجنني في النار، والله لو لم يتوعدني أن يسجنني إلا في الحمام لكنت حريا أن لا تجف لي عين
قال: فقلت له: فهكذا أنت في خلواتك؟ قال: وما مسألتك عنه؟ قلت: عسى الله أن ينفعني به، فقال: والله إن ذلك ليعرض لي حين أسكن إلى أهلي، فيحول بيني وبين ما أريد، وإنه ليوضع الطعام بين يدي، فيعرض لي فيحول بيني وبين أكله، حتى تبكي امرأتي ويبكي صبياننا، ما يدرون ما أبكان
ولربما أضجر ذلك امرأتي فتقول يا ويحها: ما خصصت به من طول الحزن معك في الحياة الدنيا، ما تقر لي معك عين
.

حلية الأولياء [5/164

قال المغيرة بن حكيم -رحمه الله-:
قالت لي فاطمة بنت عبد الملك: يا مغيرة، قد يكون من الرجال من هو أكثر صلاة وصياما من عمر، ولكني لم أر من الناس أحدا قط كان أشد خوفا من ربه من عمر، كان إذا دخل البيت ألقى نفسه في مسجده، فلا يزال يبكي ويدعو حتى تغلبه عيناه، ثم يستيقظ فيفعل مثل ذلك ليلته أجمع "
الزهد والرقائق ص (308) ، تاريخ دمشق (45/235) ،حلية الأولياء (5/260)

قال عمر بن عبد العزيز –رحمه الله-:
لقد نغص هذا الموت على أهل الدنيا ما هم فيه من غضارة الدنيا وزهوتها، فبينا هم كذلك وعلى ذلك أتاهم جاد من الموت، فاخترمهم مما هم فيه، فالويل والحسرة هنالك لمن لم يحذر الموت ويذكره في الرخاء، فيقدم لنفسه خيرا يجده بعدما فارق الدنيا وأهلها، قال: ثم بكى عمر حتى غلبه البكاء فقام "
حلية الأولياء (5/264)

قال عبد الله بن المفضل التميمي –رحمه الله-:
كان آخر خطبة خطبها عمر بن عبد العزيز أن صعد المنبر، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أما بعد، "
فإن ما في أيديكم أسلاب الهالكين، وسيتركها الباقون كما تركها الماضون، ألا ترون أنكم في كل يوم وليلة تشيعون غاديا أو رائحا إلى الله تعالى وتضعونه في صدع من الأرض ثم في بطن الصدع، غير ممهد ولا موسد، قد خلع الأسلاب، وفارق الأحباب، وأسكن التراب، وواجه الحساب، فقير إلى ما قدم أمامه، غني عما ترك بعده؟،

أما والله إني لأقول لكم هذا، وما أعرف من أحد من الناس مثل ما أعرف من نفسي، قال: ثم قال: بطرف ثوبه على عينه فبكى، ثم نزل فما خرج حتى أخرج إلى حفرته "

حلية الأولياء (5/266)

قال عبد السلام، مولى مسلمة بن عبد الملك -رحمه الله-:
بكى عمر بن عبد العزيز فبكت فاطمة، فبكى أهل الدار لا يدري هؤلاء ما أبكى هؤلاء، فلما تجلى عنهم العبر، قالت له فاطمة: بأبي أنت يا أمير المؤمنين، مم بكيت؟ قال: ذكرت يا فاطمة منصرف القوم من بين يدي الله عز وج‍ل، فريق في الجنة، وفريق في السعير، قال: «ثم صرخ وغشي عليه»
حلية الأولياء (5/269)

قَالَ مَيْمُونٌ بن مَهْرَانْ -رحمه الله-:
لَقَدْ أَدْرَكْتُ مَنْ كُنْتُ أَسْتَحِي أَنْ أَتَكَلَّمَ عِنْدَهُ، وَقَدْ أَدْرَكْتُ مَنْ لَمْ يَكُنْ يَتَكَلَّمُ إِلَّا بِحَقٍّ أَوْ يَسْكُتَ، وَأَدْرَكْتُ مَنْ لَمْ يَكُنْ يَمْلَأُ عَيْنَيْهِ مِنَ السَّمَاءِ خَوْفَاً مِنْ رَبِّهِ.!
المجالسة وجواهر العلم (4/88) ، سير أعلام النبلاء (5/77)

قَالَ الحَسَنُ البَصْرِيُّ -رَحِمَهُ اللهُ-:
خَرَجَ هَرِمٌ وَعَبْدُ اللهِ بنُ عَامِرِ بنِ كُرَيْزٍ, فَبَيْنَمَا رَوَاحِلُهُمَا تَرْعَى, إِذْ قَالَ هَرِمٌ: أَيَسُرُّكَ أَنَّكَ كُنْتَ هَذِهِ الشَّجَرَةَ.؟ قَالَ: لاَ وَاللهِ, لَقَدْ رَزَقَنِي اللهُ الإِسْلاَمَ, وَإِنِّي لأَرْجُو مِنْ رَحْمَةِ اللهِ مَا هُوَ أَوْسَعُ مِنْ ذَلِكَ

قَالَ لَهُ هَرِمٌ وَكَانَ أَفْقَهَ الرَّجُلَيْنِ وَأَعْلَمَهُمَا بِاللهِ: «لَكِنِّي وَاللهِ لَوَدِدْتُ أَنِّي شَجَرَةٌ مِنْ هَذِهِ الشَّجَرِ قَدْ أَكَلَتْنِي هَذِهِ الرَّاحِلَةُ ثُمَّ قَذَفَتْنِي بَعْرًا وَلَمْ أُكَابِدِ الْحِسَابَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِمَّا إِلَى الْجَنَّةِ وَإِمَّا إِلَى النَّارِ وَيْحَكَ يَا ابْنَ عَامِرٍ إِنِّي أَخَافُ الدَّاهِيَةَ الْكُبْرَى !»


الزهد لأحمد (ص 403) ، حلية الأولياء (2/119)

قَالَ بَكْرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ الْمُزَنِيَّ -رَحِمَهُ اللهُ-يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَأَهْلُ الْمَسْجِدِ أَحْفَلُ مَا كَانُوا قَطُّ -:
" لَوْ قِيلَ لِي: خُذْ بِيَدِ خَيْرِ أَهْلِ الْمَسْجِدِ لَقُلْتُ: دُلُّونِي عَلَى أَنْصَحِهِمْ لِعَامَّتِهِمْ، فَإِذَا قِيلَ: هَذَا، أَخَذْتَ بِيَدِهِ، وَلَوْ قِيلَ لِي خُذْ بِيَدِ شَرِّهِمْ لَقُلْتُ دُلُّونِي عَلَى أَغَشِّهِمْ لِعَامَّتِهِمْ،
وَلَوْ أَنَّ مُنَادِيًا يُنَادِي مِنَ السَّمَاءِ أَنَّهُ لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنْكُمْ إِلَّا رَجُلٌ وَاحِدٌ، لَكَانَ يَنْبَغِي لِكُلِّ إِنْسَانٍ أَنْ يَلْتَمِسَ أَنْ يَكُونَ هُوَ ذَلِكَ الْوَاحِدَ، وَلَوْ أَنَّ مُنَادِيًا يُنَادِي مِنَ السَّمَاءِ أَنَّهُ لَا يَدْخُلُ النَّارَ مِنْكُمْ إِلَّا رَجُلٌ وَاحِدٌ لَكَانَ يَنْبَغِي لِكُلِّ إِنْسَانٍ أَنْ يَفْرَقَ أَنْ يَكُونَ هُوَ ذَلِكَ الْوَاحِدَ "


حلية الأولياء (2/224) ، سير أعلام النبلاء (4/536)

قَالَ زُهَيْرٌ السَّلُولِيُّ -رَحِمَهُ اللهُ-:
كَانَ رَجُلٌ مِنْ بَلْعَنْبَرٍ قَدْ لَهِجَ بِالْبُكَاءِ فَكَانَ لَا يَكَادُ يُرَى إِلَّا بَاكِيًا فَعَاتَبَهُ رَجُلٌ مِنْ إِخْوَانِهِ فَقَالَ": لِمَ تَبْكِي - رَحِمَكَ اللهُ - هَذَا الْبُكَاءَ الطَّوِيلَ فَبَكَى، ثُمَّ قَالَ:
[البحر الوافر]
بَكَيْتُ عَلَى الذُّنُوبِ لِعِظَمِ جُرْمِي ... وَحَقٌّ لِكُلِّ مَنْ يَعْصِي الْبُكَاءُ
فَلَوْ كَانَ الْبُكَاءُ يَرُدُّ هَمِّي ... لأسبلت الدُّمُوعَ بها دِمَاءِ

قَالَ: ثُمَّ بَكَى فغُشِيَ عَلَيْهِ فَقَامَ الرَّجُلُ عَنْهُ وَتَرَكَهُ"

شعب الإيمان (1/44)

قال أرطأة بن المنذر -رحمه الله-:
قيل لعمر بن عبد العزيز: لو جعلت على طعامك أمينا لا تغتال، وحرسا إذا صلّيت لا تغتال وتنحّ عن الطّاعون. قال:
«اللهمّ إن كنت تعلم أنّي أخاف يوما دون يوم القيامة فلا تؤمّن خوفي»

حلية الأولياء (5/292) ، الطبقات الكبرى (5/311)

قال بلال بن سعد -رحمه الله-:
«أَمَّا مَا وَكَلَّكُمْ بِهِ فَتُضَيِّعُونَ، وَأَمَّا مَا تَكَفَّلَ لَكُمْ بِهِ فَتَطْلُبُونَ، مَا هَكَذَا نَعَتَ اللهُ عِبَادَهُ الْمُؤْمِنِينَ، أَذَوُوا عُقُولٍ فِي طَلَبِ الدُّنْيَا، وَبُلْهٌ عَمَّا خُلِقْتُمْ لَهُ؟ فَكَمَا تَرْجُونَ رَحْمَةَ اللهِ بِمَا تُؤَدُّونَ مِنْ طَاعَةِ اللهِ، فَكَذَلِكَ أَشْفِقُوا مِنْ عِقَابِ اللهِ بِمَا تَنْتَهِكُونَ مِنْ مَعَاصِي اللهِ»
حلية الأولياء (5/230)

قال الحسن البصريّ- رحمه الله-:
«إنّ المؤمنين قوم ذلّت والله منهم الأسماع والأبصار والأبدان حتّى حسبهم الجاهل مرضى، وهم والله أصحاب القلوب، ألا تراه يقول: وَقالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ (فاطر/ 34) والله لقد كابدوا في الدّنيا حزنا شديدا وجرى عليهم ما جرى على من كان قبلهم»
التخويف من النار ص (31)

كان محمد بن المنكدر –رحمه الله-:

ذات ليلة قائم يصلي إذ استبكى وكثر بكاؤه حتى فزع أهله وسألوه: ما الذي أبكاه؟ فاستعجم عليهم وتمادى في البكاء .

فأرسلوا إلى أبي حازم فأخبروه بأمره فجاء أبو حازم إليه فإذا هو يبكي، قال: يا أخي ما الذي أبكاك؟! قد رعت أهلك! أفمن علة أم ما بك؟! فقال: إنه مرت بي آية في كتاب الله عز وجل، قال: وما هي؟ قال: قول الله تعالى (وَبَدَا لَهُم مِّنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ)


فبكى أبو حازم أيضاً معه، واشتد بكاؤهما! فقال بعض أهله لأبي حازم: جئنا بك لتفرج عنه فزدته! فأخبرهم ما الذي أبكاهما.

حلية الأولياء (3/146)

قال المعلى بن زياد -رحمه الله-:
كان إخوان مطرف عنده فخاضوا في ذكر الجنة فقال مطرف: «لا أدري ما تقولون، حال ذكر النار بيني وبين الجنة»
الزهد لأحمد (ص 411) ، تاريخ دمش ( 58/301 ) ، حلية الأولياء (2/202)

قال عبد الله بن أبي الهذيل -رحمه الله-:
لقد شغلتِ النارُ من يعقلُ عن ذكرِ الجنةِ.

حلية الأولياء (4/358)

قال مالك -رحمه الله-:
لو استطعتُ أنْ لا أنامَ لمْ أَنَمْ، مخافةَ أن ينزِلَ العذابُ وأنا نائمٌ، ولو وجدتُ أعواناً لفرَّقتُهم ينادونَ في سائرِ الدنيا كلِّها: يا أيها الناسُ النارَ النار!!
حلية الأولياء (2/369) ، تاريخ دمشق (56/413)

كان يزيد بن أبان الرقاشي -رحمه الله-يقول في قصصه:
ويحك يا يزيد من يترضى عنك ربَّك؟! ومن يصوم لك أو يصلي لك؟! ثم يقول: يا معشر مَن القبرُ بيتُه والموتُ موعدُه ألا تبكون؟! فبكى حتى سقطت أشفار عينيه.
حلية الأولياء (3/51)

قال فرقد السبخي -رحمه الله-:
«ما انتبهت من نوم لي قط إلا ظننت مخافة أن أكون قد مسخت»
حلية الأولياء (3/47)

قال سلمة بن دينار -رحمه الله-:
" إِنَّ خَيْرَ خَصْلَةٍ أَوْ أَفْضَلَ خَصْلَةٍ تَكُونُ فِي الْإِنْسَانِ أَنْ يَكُونَ أَشَدَّ النَّاسِ خَوْفًا عَلَى نَفْسِهِ، وَأَرْجَاهُ لِكُلِّ مُسْلِمٍ "
حلية الأولياء (8/54) ، شعب الإيمان (9/58)

قال عبدُ الأعلى التيمي -رحمه الله-:
شيئان قطعا عني لذاذةَ الدنيا: ذِكْرُ الموتِ والوقوفُ بينَ يدي اللهِ عزَّ وجلَّ.
حلية الأولياء (5/89)

قال بلال بن سعد -رحمه الله-:
«رب مسرور مغبون، ورب مغبون لا يشعر، فويل لمن له الويل ولا يشعر، يأكل ويشرب، ويضحك ويلعب، وقد حق عليه في قضاء الله أنه من أهل النار ...
زاد عباس بن الوليد في حديثه :
فيا ويلا لك روحا، ويا ويلا لك جسدا، فلتبك، وليبك عليك البواكي بطول الأبد»

حلية الأولياء (5/233) ، تاريخ دمشق (10/505) ، شعب الإيمان (2/244)

قال عبد الواحد بن زيد -رحمه الله-:
« يا إخوتاه ألا تبكون شوقا إلى الله ؟ ألا إنه من بكى شوقا إلى سيده لم يحرمه النظر إليه .
يا إخوتاه ألا تبكون خوفا من النار ؟ ألا إنه من بكى خوفا من النار أعاذه الله منها ،
يا إخوتاه ألا تبكون خوفا من العطش يوم القيامة ؟ ألا إنه من بكى خوفا من ذلك سقي على رءوس الخلائق يوم القيامة ،
يا إخوتاه ألا تبكون ؟ بلى ، فابكوا على الماء البارد أيام الدنيا ، لعله أن يسقيكموه في حظائر القدس مع خير الندماء والأصحاب من النبيين والصدقين والشهداء والصالحين ، وحسن أولئك رفيقا .
ثم جعل يبكي حتى غشي عليه»
صفة الصفوة (2/191)

قال عثمان بن عبد الحميد -رحمه الله-:
دخل سابق البربري على عمر بن عبد العزيز فقال له: عظني يا سابق وأوجز، قال: «نعم يا أمير المؤمنين، وأبلغ إن شاء الله» قال: هات، فأنشده
[البحر الطويل]
إذا أنت لم ترحل بزاد من التقى ... ووافيت بعد الموت من قد تزودا
ندمت على أن لا تكون شركته ... وأرصدت قبل الموت ما كان أرصدا

فبكى عمر حتى سقط مغشيا عليه !
حلية الأولياء (5/318) ، بغية الطلب (9/4074) ، تاريخ دمشق (20/13)

قال صالح المري -رحمه الله-:
قلت لعطاء السليمي ما تشتهي فبكى؟ فقال: أشتهي والله يا أبا بشر أن أكون رمادا لا يجتمع منه سفه أبدا في الدنيا ولا في الآخرة قال صالح: فأبكاني والله وعلمت أنه إنما أراد النجاة من عسر يوم الحساب.!
حلية الأولياء (6/224

قال عبد الواحد بن زيد -رحمه الله-:
دخلنا على عطاء السليمي وهو في الموت فنظر إلي أتنفس فقال: ما لك؟ فقلت: من أجلك، فقال: والله لوددت أن نفسي بقيت بين لهاتي وحنجرتي تتردد إلى يوم القيامة مخافة أن تخرج إلى النار .!
حلية الأولياء (6/224) ، ميزان الإعتدال (3/78)

قال نعيم بن مورع –رحمه الله-:
أتينا عطاء السليمي وكان عابدا فدخلنا عليه فجعل يقول: ويل لعطاء ليت عطاء لم تلده أمه فلم يزل كذلك حتى اصفرت الشمس فذكرنا بعد منازلنا فقمنا وتركناه وكان يقول في دعائه: اللهم ارحم غربتي في الدنيا، وارحم مصرعي عند الموت، وارحم وحدتي في قبري، وارحم قيامي بين يديك .!
سير أعلام النبلاء (6/87)

قال كعب الأحبار -رحمه الله-:

كنت عند عمر فقال لي: يا كعب خوفنا، قال: قلت: «يا أمير المؤمنين، أليس فيكم كتاب الله تعالى، وحكمة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟» قال: بلى، ولكن خوفنا يا كعب،

قال: قلت: «يا أمير المؤمنين، اعمل عمل رجل لو وافيت يوم القيامة بعمل سبعين نبيا لازدريت عملك مما ترى» قال: فأطرق عمر مليا ثم أفاق فقال: زدنا يا كعب،

قال: قلت: «يا أمير المؤمنين، لو فتح من جهنم قدر منخر ثور بالمشرق ورجل بالمغرب لغلى دماغه حتى يسيل من حرها» فأطرق عمر مليا ثم أفاق فقال: زدنا يا كعب، قال: قلت: " يا أمير المؤمنين، إن جهنم لتزفر يوم القيامة زفرة ما يبقى ملك مقرب، ولا نبي مرسل إلا خر جاثيا على ركبتيه، حتى أن إبراهيم عليه السلام خليله ليخر جاثيا ويقول: نفسي نفسي، لا أسألك اليوم إلا نفسي " قال: فأطرق عمر مليا،

قال: قلت: «يا أمير المؤمنين، أولستم تجدون هذا في كتاب الله تعالى؟» قال: قال عمر: كيف؟ قلت: " يقول الله تعالى في هذه الآية: {يوم تأتي كل نفس تجادل عن نفسها وتوفى كل نفس ما عملت وهم لا يظلمون} [النحل: 111] " قال: فسكت عمر "


حلية الأولياء (5/368) ، الزهد والرقائق (1/75)

قال بشر بن المنذر –رحمه الله-:
رأيت الأوزاعي كأنه أعمى من الخشوع .!
سير أعلام النبلاء (7/ 119)

كان عطاء السليمي -رحمه الله-:
يبكي حتى خشي على عينه فأتي طبيب يداوي عينه، قال: أداوي بشرط أن لا تبكي ثلاثة أيام! قال: فاستكثر ذلك وقال: لا حاجة لنا فيك.
شعب الإيمان (1/496)

قال عمر بن حفص -رحمه الله-:
لما احتضر عمرو بن قيس الملائي بكى، فقال أصحابه: على ما تبكي من الدنيا؟ فوالله لقد كنت تبغض العيش أيام حياتك، فقال: والله ما أبكي على الدنيا إنما أبكي خوفاً أن أحرم خوف الآخرة.
صفة الصفوة (2/ 73)

قال إبراهيم بن أدهم -رحمه الله-:
كان داود الطائي يقول: إن للخوف حركات تعرف في الخائفين ومقامات تعرف في المحبين وإزعاجات تعرف في المشتاقين وأين أولئك؟! أولئك هم الفائزون.
شعب الإيمان (1/513)

قال أبو سليمان الداراني -رحمه الله-:
كان طاووس يفترش فراشه، ثم يضطجع عليه، فيتقلى كما تقلى الحبة على المقلى، ثم يثب، فيدرجه، ويستقبل القبلة حتى الصباح، ويقول: طير ذكر جهنم نوم العابدين.
صفة الصفوة (1/ 454)

قالت أم عمر بن المنكدر -رحمه الله-:
يا بني أشتهي أن أراك نائما. فقال: يا أماه والله إن الليل ليرد علي فيهولني فينقضي عني وما قضيت منه إربي.
التبصرة لابن الجوزي (2/ 297)

قال جعفر بن سليمان -رحمه الله-:
كان حبيب أبو محمد رقيقا من أكثر الناس بكاء، فبكى ذات ليلة بكاء كثيرا فقالت عمرة بالفارسية: لم تبكي يا أبا محمد؟ قال لها حبيب بالفارسية: دعيني فإني أريد أن أسلك طريقا لم أسلكه قبل
حلية الأولياء (6/ 154)

قال محمد بن عبد العزيز بن سلمان –رحمه الله-:
كنت أسمع أبي يقول: عجبت ممن عرف الموت كيف تقر في الدنيا عينه أم كيف تطيب بها نفسه أم كيف لا يتصدع قلبه فيها قال: ثم يصرخ هاه هاه حتى يخر مغشيا عليه
حلية الأولياء (6/244)

قال كهمس بن الحسن -رحمه الله-:
يا أبا سلمة أذنبت ذنبا فأنا أبكي، عليه منذ أربعين سنة، قلت: وما هو يا أبا عبد الله. قال: زارني أخ لي فاشتريت له سمكا بدانق فلما أكل قمت إلى حائط جار لي فأخذت منه قطعة طين فمسح بها يده فأنا أبكي عليه منذ أربعين سنة
حلية الأولياء (6/ 211)

قال بشر بن منصور -رحمه الله-:
كنت أوقد بين يدي عطاء العبدي - وهو السليمي - في غداة باردة فقلت له: يا عطاء يسرك الساعة لو أنك أمرت أن تلقي نفسك في هذه النار ولا تبعث إلى الحساب، قال: فقال لي: إي ورب الكعبة، قال: ثم قال: والله مع ذلك لو أمرت بذلك لخشيت أن تخرج نفسي فرحا قبل أن أصل إليها.
سير أعلام النبلاء (6/ 87) ؟، الوافي بالوفيات (20/ 79)

قال كعب -رحمه الله-:
«لوددت أني كبش أهلي فأخذوني فذبحوني فأكلوا وأطعموا أضيافهم»
حلية الأولياء (5/ 366)

قال زائدة بن قدامة -رحمه الله-:
كان منصور بن المعتمر إذا رأيته قلت رجل أصيب بمصيبة؛ ولقد قالت له أمه: ما هذا الذي تصنع بنفسك؟! تبكي الليل عامته لا تكاد أن تسكت! لعلك يا بني أصبت نفساً، أقتلت قتيلاً؟! فقال: يا أمه أنا أعلم بما صنعت نفسي.
شعب الإيمان (1/502)

قال الحسن بن حسان–رحمه الله-:
كنا يوما عند صالح المري وهو يتكلم ويعظ، فقال لرجل حدث بين يديه: اقرأ يا بني فقرأ الرجل: {وأنذرهم يوم الآزفة إذ القلوب لدى الحناجر كاظمين ما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع} [غافر: 18]
فقطع عليه صالح القراءة فقال: وكيف يكون للظالمين حميم أو شفيع والطالب له رب العالمين، إنك والله لو رأيت الظالمين وأهل المعاصي يساقون في السلاسل والأغلال إلى الجحيم حفاة عراة مسودة وجوههم مزرقة عيونهم ذائبة أجسامهم ينادون يا ويلاه يا ثبوراه ماذا نزل بنا؟ ماذا حل بنا؟ أين يذهب بنا؟ ماذا يراد منا؟ والملائكة تسوقهم بمقامع النيران فمرة يجرون على وجوههم ويسحبون عليها متكئين، ومرة يقادون إليها عنتا مقرنين، من بين باك دما بعد انقطاع الدموع ومن بين صارخ طائر القلب مبهوت، إنك والله لو رأيتهم على ذلك لرأيت منظرا لا يقوم له بصرك ولا يثبت له قلبك ولا يستقر لفظاعة هوله على قرار قدمك. ثم نحب وصاح يا سوء منظراه ويا سوء منقلباه وبكى وبكى الناس، فقام شاب به تأنيث فقال: أكل هذا في القيامة يا أبا بشر قال: نعم والله يا ابن أخي، وما هو أكبر من ذلك لقد بلغني أنهم يصرخون في النار حتى تنقطع أصواتهم فلا يبقى منها إلا كهيئة الأنين من المدنف، فصاح الفتى إنا لله واغفلتاه عن نفسي أيام الحياة، ويا أسفى على تفريطي في طاعتك يا سيداه واأسفاه على تضييع عمري في دار الدنيا ثم بكى واستقبل القبلة، ثم قال: اللهم إني أستقبلك في يومي هذا بتوبة لك لا يخالطها رياء لغيرك، اللهم فاقبلني على ما كان مني واعف عما تقدم من عملي، وأقلني عثرتي، وارحمني ومن حضرني، وتفضل علينا بجودك أجمعين يا أرحم الراحمين لك ألقيت معاقد الآثام من عنقي، وإليك أنبت بجميع جوارحي صادقا بذلك قلبي، فالويل لي إن أنت لم تقبلني، ثم غلب فسقط مغشيا عليه فحمل من بين القوم صريعا يبكون عليه ويدعون له. وكان صالح كثيرا ما يذكره في مجلسه يدعو الله له ويقول: بأبي قتيل القرآن بأبي قتيل المواعظ والأحزان

حلية الأولياء [6/165]

كان عطاء السليمي - رحمه الله -:
إذا فرغ من وضوئه انتفض وارتعد وبكى بكاء شديدا، فيقال له في ذلك فيقول: إني أريد أن أقدم على أمر عظيم أريد أن أقوم بين يدي الله عز وجل.
صفة الصفوة (2/ 192)

 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
جهاد حِلِّسْ
  • فوائد من كتاب
  • درر وفوائد
  • الصفحة الرئيسية