صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







مجموعة الدول السبع تكافح لاستعادة مكانتها

محمد حسن يوسف
مدير عام - بنك الاستثمار القومي


يعتبر صعود مجموعة الدول العشرين التي تضم مجموعة من الاقتصادات المتقدمة والناشئة معا إلى مكانة محورية في الاقتصاد العالمي بمثابة تحول لا يمكن تجنب وقوعه! فقد أدى انفجار الأزمة المالية في دول العالم المتقدم للإسراع كثيرا باتجاه هذه الخطوة. ولم تفقد الدول المتقدمة المكانة المتميزة وحسب، بل كذلك القدرة على قيادة الاقتصاد العالمي. وكانت النتيجة الطبيعية لهذا التحول هي إعادة التفكير في المؤسسات العالمية غير الرسمية، وبنفس المنحى أيضا إعادة التفكير في اجتماعات وزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية لمجموعة الدول السبع الصناعية - التي كانت رائدة التقدم في العالم فيما مضى.
وجاء صعود مجموعة العشرين لاعتلاء قمة الاقتصاد العالمي أمرا لا يمكن وقف اتجاهه. والجدال الدائر الآن حول ما إذا كان عدد الدول المنضوية تحت لواء هذه المجموعة كبيرا بما يشكك في فعاليتها أو صغيرا بما يشكك في تمثيلها، أو الامرين معا. ولكن بالرغم من هذه المثالب، فقد أثبتت مجموعة العشرين جدواها في الشهور القليلة الماضية. فهي تضم كل الدول التي لها علاقة مباشرة بالأزمة العالمية. وعلاوة على ذلك، يدرك زعماؤها الحاجة للتعاون بما يمنع احتمالات النزاع والصراع!!
ووفقا لما قاله روبرت زوليك، رئيس البنك الدولي، في الأسبوع الماضي، فإن " مجموعة الدول العشرين يجب أن تعمل كمجموعة رائدة عبر شبكة الدول والمؤسسات الدولية ". وعلى ذلك، فما الذي تبقى لمجموعة الدول السبع؟ بالاعتماد على البيان الختامي الهزيل الذي صدر عقب اجتماعها في اسطنبول، فإن الاجابة هي: لا شيء! وإذا كانت صدمة البترول الأولى قد أعادت الحياة لمجموعة الدول السبع في عام 1975، فإن الأزمة المالية قد سلبتها تلك الحياة.
على أنه يظل هناك ضرورة لاجتماعات صانعي السياسات الاقتصادية في الدول المتقدمة. فهذه الدول تقوم بضخ ما يقرب من نصف الناتج العالمي. كما أنها تقوم بإدارة ( أو بسوء إدارة ) جل النظام المالي العالمي! وبالأرقام المطلقة، فهذه الدول هي أكبر مانح للمعونات الاقتصادية على المستوى العالمي. وإذا لم يكن بإمكان تلك الدول قيادة العالم على نحو ما مضى، فيظل عليها الحديث بحرية بشأن ما تتبعه من سياسات!!
وهكذا تصبح المهمة الملقاة على عاتق مجموعة الدول العشرين كبيرة. وتطمح الدول النامية في الحصول على مكانة ما في رسم سياسة الاقتصاد العالمي، بما يحقق طموحاتها وأحلامها، وبما يضمن لها تحقيق التنمية المنشودة التي طالما كانت تحلم بتحقيقها طوال نصف قرن من الزمان!!

mohd_youssef@aucegypt.edu
18 من شوال عام 1430 من الهجرة ( الموافق 7 من أكتوبر عام 2009 ).

 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
محمد حسن يوسف
  • كتب وبحوث
  • مقالات دعوية
  • مقالات اقتصادية
  • كيف تترجم
  • دورة في الترجمة
  • قرأت لك
  • لطائف الكتاب العزيز
  • الصفحة الرئيسية