صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







صور الزمن الجميل..!

د.حمزة بن فايع الفتحي
@aboyo2025


كثيراً ما يستعيد الواحد منا شريط الذكريات، ويحنّ الى أيام سوالف، وساعات رائعات ، كان لها وقعها الجميل، وعبَقها الضافي عليه ، بل ويتأكل بها من مرارة عصره، وظروف المناخ الاجتماعي الحديث، وتأزماته الخلقية ...!

وكنا كندمانَي جذيمة حقبةً// من الدهر حتى قيل لن يتصدعا..!

فيقول هيمانَ ، وقد نشر بعض أوراقه القديمة : من أحاديث الزمن الجميل، وراح الطيبين- حكاية - وصور قديمة لا تتكرر ، ورحل الأخيار، وذهب الذين يُعاش في أكنافهم،،،،! والنَّاس تغيرت وتبدلت ،،،!
وربما يشتد معه الأمر، إلى أن يصير كاليائس والمحبط....!
كما قال المتنبي متألما من واقعه..:

بمَ التعلل لا أهل ولا طنٌ// ولا نديم ولا كأسٌ ولا سكنُ؟!

ونرجو أن يكون ذلك في السياق الإيجابي، لا السلبي المتشائم، لأنه في الحقيقة، الإنسان من يصنع الزمن الجميل، وإذا توافرت مجموعة تحن لماض مشرف ومشرق، وضاجة، فهي قادرة بعون الله، أن تجدد تلكم الأخلاق، وتنثر معالي الآداب في ربوع مجالسنا وتعاملاتنا...!
ومن الطريف ما حكاه بعضهم أن رجلا قال لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه :
(مابال الناس اجتمعوا على أبي بكر وعمر، واختلفوا عليك ؟
فقال فورا : لأن رعية أبي بكر وعمر أنا وأمثالي، ورعيتي أنت وأمثالك) .

والسؤال :
من أفقدنا الزمن الجميل،،،؟! ومن أذهب علينا حلاوة دنيانا، ولماذا دوماً الحنين الزائد إلى الماضي التليد، ونسمات الأيام اليابسة البالية، وقد عانى المرء منها ما عانى،،؟!
وفي ظل الطفح العمراني وتنوع وسائل الترفيه، يضيق بعضنا ويتألم من معكّرات الحياة، وعذابات الحياة ومكدراتها،،،!! ويبيت الترفيه حينها لا معنى له إذا انعدمت الأخلاق، أو وقع في ظروف غير مناسبة، أو كدرته ممارسات تعيسة، ولا تفقه حالة أو زمانا وبقعة...!

وللرجوع إلى نسمات الماضي الجميل، علينا فعل الآتي :

١/ تجديد تعاليم الإسلام وأخلاقياته في حياتنا من جديد .(( وإنك لعلى خلق عظيم )) قيل في تفسيرها: دين عظيم .
٢/ عدم الركون للوضعية المادية، والتي تتعامل مع البشر كالمادة ومنطق الاستهلاك، وتغييب الروح ومعانيها ومشاعرها الماتعة . قال تعالى (( قد أفلح من زَكَّاهَا )) سورة الشمس. ومواقع التواصل والنت أسهمت في هذه المادية، وزادت من تباعدنا الأخلاقي والتراحمي، وقد باتت هي سوقا لكل شيء، وأورث عادات جديدة ..!
٣/ تقوية اللحمة الدينية والاجتماعية القائمة على مكارم الأخلاق والحب والتفاني المتبادل، قال تعالى(( فأصبحتم بنعمته إخوانا )) سورة آل عمران .
٤/ تربية النشء عمليا على معاني الإسلام وآدابه، وعدم الشذوذ أو التمرد .
٥/ نبذ الفردية وتجديد التواصل الاجتماعي المتواتر عبر لقاءات وزيارات ومؤسسات داعمة وفاعلة، وفي الحديث القدسي الصحيح (( وجبت محبتي للمتزوارين في والمتجالسين في، والمتذاكرين في، والمتباذلين في )).
٦/ تفعيل المناصحة الإسلامية ، والدعوة الحسنة النابضة المذكرة، (( وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر )) سورة العصر . إذ مثلها يدفع الغلط، ويصلح الخلل، ولا يستسلم للواقع المادي،
وفي الحديث (( الدين النصيحة )).
والزمن الجميل يعود إذا صلحت قلوبنا، وعدنا لديننا العودة الحقيقية ، واستطعنا بنماذج عملية، وقدوات سائرة أن نحقق التآخي الاجتماعي، وأن لا يبغي بَعضُنَا على بعض ، وإنه ليحزننا تشكي مجموعة من العقلاء أو أكابرنا مِن مرارات الحياة، وينشد بعضهم وقد استعر بفقر الماضي :
ربَّ يومٍ بكيتُ فيه فلما //صرت في غيره بكيت عَلَيْهِ !!
فلنجدد آمالهم، ونصلح واقعنا ليبقى الزمان جميلا، بأخلاقنا ومثلنا....!
والله ولي التوفيق .

ومضة/
وسائل التواصل الاجتماعي باتت وسائل انفصال اجتماعي، فمتى نصلحها ..؟!
١٤٣٧/٤/١٤

 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
د.حمزة الفتحي
  • المقالات
  • رسائل رمضانية
  • الكتب
  • القصائد
  • قراءة نقدية
  • الصفحة الرئيسية