صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







عرفات وتعريف العالم،،!

د.حمزة بن فايع الفتحي
@hamzahf10000


وفي عرفات معرفةُ الأنام // بدينِ إلهِهم دينِ السلامِ
وهدي محمدٍ خيرِ البرايا//وقد أهدى لهم طيبَ الغمامِ،،!


منظرٌ مهيب، وأمم متدفقة، ولحظات خاشعة،،! ربما لم يشعر المؤمن بمثل روحانيتها وعزتها وجمالها،،،!! ولذلك كانت دعواتها خير الدعوات،،،! كما في الحديث الحسن(( خير الدعاء دعاء يوم عرفة )).
جوآر وتلبية، وبكاء وخشوع، وتواضع وانكسار،،،!
إذ يرقب المسلمون حج كل سنة، ويرقبه العالم الذي لا يزال مبهورا من هذا الدين،،! كيف تم له ذلك؟! ومن أين جمع هذه الخلائق ؟! وكيف احتشدوا؟!
وكأنهم لا يدركون الإعجاز الرباني في ذلك (( فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم)) سورة إبراهيم.
قلوب مأسورة ، وأرواح مخطوفة، وشعوب ملهوفة،،،!! برغم هوانها وغفلتها، تعرف طريقها إلى الله، فتسبل مدامعها بين يديه،،،،

مَن نال من عرفات نظرةَ ساعةٍ// نال السرورَ ونال كل مرادِ!!

معلَمٌ حقيقي، وبرهان صريح على مصداقية هذا الدين، وعالمية الإسلام،،،(( ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا )) سورة النساء.
وتتميز عرفات بكونها ركن الحج الذي لايصح إلا به، لقوله عليه الصلاة والسلام، كما في سنن أبي داود(( الحج عرفة ))،،،

وفيها من روائع الحج ما يلي:

١- مباهاة الباري بهم أهل السماء، واستجابة دعائهم.
٢- اندحار الشيطان وتصاغره في ذلك المجمع المهيب.
٣- انكسار العباد فيه، واعترافهم بذنوبهم.
٤- اتساع المكان لما يقارب الثلاثة ملايين.
٥- شعورهم بعزة الإسلام ، وانتصار قضاياه.
٦- مشابهته لحشر يوم القيامة، المورث للرهبة والإنابة .

ومع كل ذلك ،لم يستثمر المسلمون تلك اللحظات للدعوة الحقيقية إلى الإسلام، وتعريف العالم به وبعدالته، وأنه كلمة الله إلى البشرية، ومصدر عزهم، وعنوان سعادتهم.
فلا يزال التقصير الإعلامي واضحا، والترجمات قليلة، والطاقات منزوية، والنخب، مشغولة،، رغم هذا المغنم الدعوي والحضاري الهائل،،،!! ويحزنك أن يتداعوا لدورة رياضية، أو مؤتمر دولي، أو اكتشاف ساحر، ولا يتداعوا لمثل ذلك الحدث العظيم !!!
لقد بات العالم كالحجرة الصغيرة، واختُزلوا في هاتف كفي، ومع ذلك يعز الاستثمار والمواكبة،،!! لكأن الحج عبادة معزولة، أو مخصوصة بأمة دون غيرها، أو أن الإسلام ليس الرسالة العالمية الخالدة،،!!
(( إن الدين عند الله الإسلام )) سورة آل عمران .
يتفاخر المنهزمون بصناعة أو شجرة او متحف ، ويتجاهلون روعة الحج وبراهينه وبيناته، التي ترسم لهم مجدا، وتعلي شانهم(( جعل الله الكعبة البيت الحرام قياما للناس )) سورة المائدة. قيل : قياماً لبقاء الدين، فلا يزال في الأرض دين ما حُجَّت واستُقْبِلت، قاله الحسن رحمه الله،،،
وهذا برهان على قوة هذا الدين وصلابته، وأن أهله برغم ما اعتراهم لا يزال لديهم أمل، وفي نفوسهم عزة، وفي تحركهم عزيمة،،، لو جدَوا وتعاضدوا، وامتطوا صهوة التضحيات ، قال تعالى(( خذوا ما آتيناكم بقوة ))سورة البقرة،

في عرفات يا معاشر القراء، فرص متنوعة لعرض الإسلام، وإبراز مزاياه من نحو :

١- عالميته ورقيه الأخلاقي والحضاري .
٢- أنه مخرج العالم من مأزقه الروحي والعقدي.
٣- كونه منبعا للسعادة والراحة النفسية .
٤- اقتفاء آثار سيد ولد آدم عليه الصلاة والسلام، والتعرف على سيرته، لأنه من علم الناس الهدي والمناسك.
٥- سر تلك الأماكن الحاوية للناس وأعدادهم، والمكتنفة لعللهم وأدوائهم بأمر الله تعالى.

والمقصود هنا، هل تقوم الدول الإسلامية ونخبها وعلماؤها وإعلامها بدورهم السليم والجاد تجاه هذه القضية العالمية السنوية،،،؟!
فيبثون عطرا، وينشرون زهرا، ويفيضون حلاوة وذكرا،،،!
هانحن مع حمى التخلف، وإصَر التكاسل، تتوافد إلينا الملايين، فكيف لو أعددنا للأمر عدته، وأخذنا بجوهره ، وانطلقنا بكل هم وعزيمة، -عبر مؤسساتنا وإعلامنا وتواصلنا العالمي- لأحدثنا ما يسر ويبهر،، ولدفعنا كثيرا من الشبه المفتعلة ضد الإسلام،، ولكن نسأل الله التوفيق والإعانة، لإيجاد الغراس الفاعلة، والعناصر المتوهجة،،، التي تضطلع بالعمل لدينها، وتعيشه كمبدأ وقضية ،، والسلام


‏‫‏‫

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
د.حمزة الفتحي
  • المقالات
  • رسائل رمضانية
  • الكتب
  • القصائد
  • قراءة نقدية
  • الصفحة الرئيسية