صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







امض سعد

فهد بن سعد أبا حسين

 
بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد :
بالأمس القريب كانت الصحف تحاول إضعاف مناعة المجتمع حتى تدب فيه الأمراض .
واليوم تحاول أن تنظّر لمرض اختلاط الرجال بالنساء بأنه حالة صحية ويجب أن يبقى في جامعة الملك عبدالله .
فصارت الصحف تعيش في موجة عارمة من الهجمات الأخلاقية على المرأة .
ولكنها كالقطن الخفيف الذي ما أسرع أن ينفش حينما يتكلم عالم من علماء الإسلام . ويصرح بخطورة الاختلاط .
فترجع تلك الأقلام والأفكار خاسئة حسيرة إلى مهدها .
إن الهجوم الفكري الذي حصل في يوم واحد من كتّاب الصحف على فضيلة معالي الشيخ سعد الشثري يدل بوضوح على أن جامعة الملك عبدالله بهذا المنهج وهذا الاختلاط تمرُّ بعقبات وصعوبات كبيرة .
بل بقاؤها على هذا المنهج أشبه ما يكون بالمستحيل إذ كيف تبقى جامعة بهذه الصورة يختلط رجالها بنسائها في بيئة إسلامية . أهلها عندهم عقول يعلمون أن الاختلاط يدعو إليه أوباما وليس علماء الإسلام . وأن الاختلاط ينضح بالعفن على الأمانة والعفة .
هذا الهجوم على الشيخ سعد الشثري وفقه الله يدل بوضوح على أن موقفه وتصريحه كان موجعاً لدعاة الفساد والاختلاط فكان له تأثيراً كبيرا بفضل من الله .
هذا الهجوم الصحفي يدل على أن كلام العلماء ونصحهم للولاة وتصريحاتهم الحكيمة في الجهات الإعلامية كل ذلك آتى أكله .
ولذلك كان لزاماً على كل من يهتم بأمر الأمة مناصحة كبار العلماء وتذكيرهم بواجبهم وأن بيانهم للحق عبر وسائل الإعلام له أثره العظيم على الأمة الإسلامية فلو صرح عدد من كبار العلماء بخطورة الاختلاط في هذه الجامعة لحصل خير كبير .
هذا الهجوم الصحفي " لا تحسبوه شرَّا لكم " فالحرب لا تستعر إلا بظهور العدو أما خفاؤه فلا يزيد الحرب إلا ضعفاً.
والصحف تعلم أن الاختلاط في جامعة الملك عبدالله مناقض لما أسست عليه هذه البلاد ولما ربّى عليه الملك عبدالعزيز أبناءه . بل مناقض لفطرة الإنسان .
فإذا خافت الصحف مواقف العلماء والدعاة حاولت بكل طريق تحجيم كلامهم .
إن انطلاق هذا الهجوم في مثل هذا اليوم وظهوره في عدد من الصحف يحدث في النفس أسئلة كثيرة فالعلماء والدعاة الذين انتقدوا جامعة الملك عبدالله ومنهجها والاختلاط فيها كثر فلماذا سلّط الهجوم على شخص واحد في يوم واحد ؟! ما الذي خلف السطور .... وما الذي حدث .
وهل أبرزت الصحف نقداً على جامعة الملك عبدالله كما كانت تبرز على وزارة الصحة والهيئات والتعليم وغيرها ؟
وهل ثم صحيفة لها رأي يواجه بقية الصحف .
لقد صفقت بعض الصحف لأوباما لما فرح بالجامعه وكشرت بأنيابها أمام العلماء والدعاة .
ولو أن رجلاً (صينياً) رأى موقف علماءنا من الاختلاط وقرأ كلام الصحف التي تدعو إلى الاختلاط لتساءل!!! من أين تصدر هذه الصحف من الغرب أم من المملكة العربية السعودية .
أتدري لماذا يتساءل ؟! الجواب : لأن عنده عقل .
ولو رأى هذا الرجل الصيني موقف رجال ونساء المملكة العربية السعودية من الاختلاط ومحاربتهم له لتساءل لماذا الحرية الأمريكية تكبت حريات أخرى .
إن الذي ينقل فرح أوباما للمجتمع السعودي وحكامه كثير من الصحف التي تحجب كلام علماء الإسلام في جامعة الملك عبدالله بل وتحارب كلام العلماء في الاختلاط .
إنني لا أتكلم بهذا الكلام حتى ننشغل بمواجهة الصحف عن إنكار مبادئ خطيرة في هذه الجامعة كالاختلاط .
ولكني أقول إن المساعي التي قام بها العلماء والدعاة للإنكار على هذه الجامعة آتت أكلها ومن أبرز هذه المساعي موقف معالي الشيخ سعد الشثري وفقه الله .
فحري بنا أن نزور العلماء ونذكرهم بواجبهم والميثاق الذي أخذ عليهم .
إن اختلاط الرجال بالنساء في هذه البلاد هدفٌ عظيم ترجوه أمريكا منذ عشرات السنين .
ويبكى عليه العلماء والدعاة وأهل الإسلام في كل مكان .
فعقول المسلمين لا تصدق .. ولا تريد أن تصدق أن البلاد التي تحتضن الحرمين .. البلاد التي قامت على الكتاب والسنة تخرج فيها نواة كهذه النواة يختلط فيها الرجال بالنساء بلا حياء ولا خجل .
في أرض هي أقرب الأراضي تقريباً إلى الحرم المكي والمدني فهل استوعبت العقول ذلك ..
وهل استوعبت العقول كيف اختير ذلك المكان ... ؟
لقد فرحت الأمة الإسلامية باليقظة التي حصلت تجاه الموهوبين والمشاريع التي قام بها وحققها خادم الحرمين وفقه الله تجاه الموهوبين ، وتداركه للعقول الإسلامية المهاجرة ومحاولة استقطابه لها بدل أن تهاجر هذه العقول إلى الغرب ..؟
ولكن ما الفائدة إذا كانت هذه العقول ستعيش في أجواء غربية تخرج لنا رجلاً هويته الفكرية هوية غربية

فمن الخطورة بمكان إنشاء قواعد فكرية غربية في أراضي المسلمين ومجاورة للحرمين الشريفين . ولا أتصور أن الملك عبدالله ولا والده ولا إخوانه يرضون بذلك .
ما الفائدة من الاختلاط هل سيزيد المعلومات او المال اوالعمل ؟! أم سيزيد في الشهوات ؟!.
والمأمول من الملك عبدالله والمرجو والمتوقع منه أن يعيد النظر في منهج هذه الجامعة في مدى توافقها مع الشرع .
فعقولنا إلى الآن لم تستوعب هذه الجامعة .
عقولنا إلى الآن لم تستوعب هذا الأمر يا خادم الحرمين .
وإذا كان هناك رأي لحفنة قليلة من الصحفيين فجماهير الأمة الإسلامية لهم رأي مكبوت تنتظر موقفاً منك يا خادم الحرمين تجاه المبادئ المخالفة للشريعة في هذه الجامعة .
سدد الله خطاك . وغفر الله لك ولوالديك وجعلك الله سائراً على نهج والدك .
والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد .
 

فضيلة الشيخ / فهد بن سعد أبا حسين
عضو الدعوة بوزارة الشؤون الإسلامية

 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
فهد أبا حسين
  • مقالات دعوية
  • الصفحة الرئيسية