صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







بين الشهامة والغدر

إبراهيم بن محمد الهلالي


الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد :
هذه كلمات فاضت بها النفس ، وسجلتها الذاكرة ، عقب الحادث الأليم الذي تعرض له
صاحب السموالملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز آل سعود مساعد وزير الداخلية
للشئون الأمنية ، حفظه الله ذخراً للبلد رغم أنوف الحاقدين.
ففي البداية أحمد الله تعالى على ما منَّ به سبحانه من سلامة الأمير الشهم ، ونجاته من يد العدوان والغدر التي ما فتئت تبحث عن ضحية ، ورمزٍ من رموز العز والأمن في هذا البلد وأما هذه المرة فقد طمع العدو في النيل من رأس الهرم _ لا بلغهم الله مناهم _ وهذا ما كان يقصده المنتحر الغادر بقوله للأمير في المكالمة الهاتفية ( رمضان هذا العام سيكون نقلة ) أي أنهم سيحققون مالم يتحقق من قبل بالوصول إليه شخصياً ، وكان رد الأمير بصفاء وشفافية وصدق وأبوَّة حانية ( أول نقلة هي أن تقر أعين أهلكم بكم ، وتعودوا لبلادكم ) وفرق بين الهمتين ، وبونٌُ شاسع بين المقصدين ولأن الله ( لا يهدي كيد الخائنين ) دارت الدائرة على البغي والعدوان ، وكُسرت يد الغدر ولله الحمد.
 

***********

أسأل الله العلي القدير أن يحفظ العباد والبلاد من هذا المكر الكبار ولي وقفة مع هذا الحادث :
فأقول كما كنت أقول منذ زمن أن هذا المكر بهذه البلاد وأهلها، وامتحانها بهذه الفئة وأفكارها اجتمعت فيه إرادة أربع جهات مشبوهة بل متغيظة مما وصل إليه هذا البلد وهم :
1-العدو الاسترتيجي لهذه الأمة وهم اليهود.
2-أعوانهم من النصارى في المشرق والمغرب.
3- الروافض من الفرس والعرب الذين شرقوا بعزة السنة وأهلها.
4-جهلة أغرار من القاعدة وغيرهم لدوافع انتقامية من بعضهم والبعض الآخر استُخدِم أداة من الثلاثة الأولين أو أحدهم بعلم أو بغير علم.
وأنا على ثقة تامة أنه سيأتي اليوم الذي يفضح بعضهم بعضاً بعد أن تنتهي مهمة كل طرفٍ من الآخر كما صنعوا في حرب أفغانستان الأولى مع الروس وكذلك ما حدث ولا زال يحدث في العراق.
وستذكرون ما أقول لكم ولو قد فارقتُ الحياة مع سؤلنا لله أن يشفي صدورنا منهم أجمعين قبل أن نموت وليس على الله بعزيز.
 

***********

إن ما حدث يجب أن يقف معه الشباب خاصة ويفكروا فيه ملياً حتى يروا قُبح الخروج عن جماعة المسلمين ، والركون إلى اجتهادات أغرار جهلة دون الرجوع لعلماء الأمة الأثبات، وما يجره هذا الشذوذ من ويلات ومخازٍ في العاجل والآجل ، تعمى عنها عيون من تورطوا في هذا الضلال والغيِّ.
وإلا من الذي يرضى لنفسه مذلة الغدر التي لم يرضاها العربي الكافر أيام الجاهلية ؟
فكان العربي الكافر يأنف من الغدر ويعده منقصة لا يمحوها الدهر.
فكيف بالغدر ممن أمنه ؟ والطامة الكبرى أن يغدر به في بيته وداره والغادر ضيفاً قد رُحِّب به !!!!.
أيُّ عارٍ تتمدح به رموز القاعدة الأشاوس زعموا ؟
متى كان الغدر نصراً ؟
متى كان نقض العهد جهاداً ؟
متى كانت الخيانة شعاراً لمجاهد ؟
أليسوا يزعمون أنهم ينصرون دين محمد صلى الله عليه وسلم فليأتوا لنا من قبس السنة أن رسول الله _ وحاشاه _ غدر أو نكث مع عدو كافر لا تأويل لديه من كفار قريش أويهود المدينة ( قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين )
وكيف يفعل ذلك وهو الذي عرفه أعداؤه بالصدق والأمانة قبل أن يبعث ، وهو الذي قال: ( يُنصب لكل غادرٍ لواءً يوم القيامة، يُقال هذه غدرة فلان بن فلان ) نعوذ بالله من الخزي والفضيحة.
إن الدهاليز التي وصلت لها هذه الفئة وأتباعها ليست بغريبة على أولي البصائر الذين يعون ويعقلون قول الله تعالى:
( ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيراً )
فمن تولى غير سبيل المؤمنين فسوف يكله الله لما تولاه ، وسيدعه يتخبط في ظلماته جزاء ما جناه على نفسه من مفارقة الهدى الذي علمه ، وجزاء ما فارق عليه جماعة المسلمين إلا أن يتداركه الله بتوبة تُعيده لصوابه وترده لجادَّته.
وهذا ما حصل ولله الحمد والمنة مع كثير من المنتسبين لهذا المنهج الضال ، حيث هداهم الله وردهم لأمتهم وبلادهم وأهلهم وهم ألوف بحمد الله مما يؤكد خيرية هذه الأمة ، وحب الله تعالى لها ونصرته لدينها.

***********

وأقول وبكل اعتزاز لقد أفشل مخططات هؤلاء البغاة المعلنة والمخفية ثلاثة أمورٍ لم يحسبوا حسابها :

الأول :
يقظة الأمن ورجاله البواسل الذي سرعان ما غيَّروا تكتيكاتهم بصورة أسرع من ترتيبات العدو وقلبوا كل حساباته وترقى الأداء الأمني لمواجهة كل جديد متوقع ولذا ظهر البون شاسعاً بين أداء الأجهزة الأمنية ورجالها في السنوات الأولى عنه في السنوات الأخيرة ، إضافة لفقدان الأنصار وسقوط الرموز ، وتفكيك الشبكات مما قطع عليهم الطريق استمراراً أو رجعة ، بل لم يجد العدو حتى الفرصة لإعادة التكتيك ، ووضع الخطط البديلة ولله الحمد والمنة.

الثاني: حِلْم ولاة الأمور في التعامل مع المتورطين والمشتبهين ، فلقد توقع العدو بادئ الأمر أن الدولة ستستعدي الشعب بالاعتقالات والبطش ، والتنكيل والتصفية الجماعية كما فعلت كثير من الدول _ حتى الإسلامية منها _ وبهذا فُرِّخ الإرهاب من ذات المواجهة ، ولكن الذي حصل كان على العكس من ذلك فقد واجهت الدولة الموقف بتعقل وحلم غير مسبوق مما أثمر تلاحماً وتعاوناً من الجميع ضد المخربين .
ولهذا ظهر حرصهم على النيل من القيادة ذاتها في هذا الاعتداء ظناً منهم أن هذا سيوقف سياسة الباب المفتوح وتلقى ركبان العائدين بكل أبوَّة وتوجيه وصبر ، لكنه أُسقط في أيديهم عندما أعلن ولاة الأمر أنه لن يتغير شئ مما كان وبهذا زاد الكمد والغيظ يظهر في تعليقات رموز التنظيم بعد الحادث.

الثالث : مدى التلاحم الذي ظهر جلياً بعد الأحداث بين ولاة الأمر والعلماء والمواطنين، مما جعل العدو متزعزعين نفسياً وميدانياً، وأصبح جدار اللحمة والتلاحم يصد الفكر وحامليه عند كل طبقات المجتمع وهذا من فضل الله الذي أفاضه على هذه البلاد وأهلها وله مزيد الشكر والامتنان.

حفظ الله بلادنا وبلاد المسلمين من كل مكروه وسوء وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم

14 رمضان 1430هـ

 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
إبراهيم الهلالي
  • مقالات ورسائل
  • الصفحة الرئيسية