صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







إليك أخي

جواهرَ الهداية

م. عبد اللطيف البريجاوي

 
الجوهرة السابعة عشرة
التَّرف الإيماني... !!
 

ينظر بعض المسلمين إلى بعض العبادات والسنن والآداب على أنّها ترف إيمانيّ؛ فهو يؤدِّي ما افترضه الله عليه من صلاة ويصوم شهر رمضان ويحجّ البيت العتيق... ولكنه لا يفكِّر أنَّ لهذه العبادات أهدافها التي وُضِعت لها ولا يفكِّر أن يؤدِّيها على الوجه الأكمل حتى يرتقي بها...
فهو لا يفكِّر كيف يحقِّق الخشوع في الصلاة... أو التقوى في رمضان... أو التزكية في الزكاة...
لأنه يعدّ هذه الأمور من الترف الإيمانيِّ.. تختصُّ به فئة من الفئات دون أخرى..
ويصوم شهر رمضان ولا يعرف كيف يحقِّق التقوى من هذا الشهر فالمهمُّ عنده أن يؤدِّي الواجب... أمَّا التفكير في رمضان وكيفيَّة الاستفادة منه على الوجه الأمثل وكيفيَّة تحقيق التقوى فإنه ترفٌ إيمانيٌّ يختصُّ به بعض الناس دون غيرهم.
وكذلك الحجّ؛ فهو يؤدِّي المناسك ويقف على جبل الرحمة ويطوف بالبيت ويذبح الهدي ويسعى بين الصفا والمروة... ولا يعرف كيف يحقِّق الفوائد العظيمة من ذلك ولا يفكِّر أصلاً في ذلك لأنه يعتبر ذلك ترفاً إيمانيَاً..
هو لا يسعى إلى المسجد لأنه يعتبره من الترف الإيمانيّ... يقوم به بعض المسلمين دون بعضهم...
ولا يصلِّي الفجر في المسجد لأنه ترف تختصُّ به فئة دون أخرى.. وهكذا في كلّ قضيّة يقوم بها.. يقوم بها دون جوهرها..

إنّ في هذا المجال نقطتين مهمَّتين يجب أن نذكرهما:

1- {وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ مَّرَدّ} (مريم76)
{وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْواهُمْ } (محمد17)
فكلَّما زاد الإنسان من ايمانيَاته وعبادته وتقواه وتقرُّبه إلى الله تعالى زاده الله هدى...
فليست هذه الأعمال أو تلك ترفاً إيمانيّاً، إنمَّا هي في حقيقتها زيادة في الهدى والهداية من الله سبحانه.
ومن عمل بما علم علَّمه الله علم ما لا يعلم.
فكلَّما عمل الإنسان ازداد علماً بأمور لم يكن يعلمها.. فهي سلَّم للارتقاء..
وإنَّ من لا يرضى أن يصعد هذا السلَّم فإنه سيبقى بعيداً عن الزيادة التي وعد الله بها المهتدين ولن ينعم باللِّذة التي وعدهم الله تعالى بها.

2- إن العبادات لها أركان وهيئات وسنن ظاهرة..كما أنَّ لها أركاناً باطنة..
أمَّا الأركان الظاهرة فهي ما يحقِّق صحّتها...
أمَّا الأركان الباطنة فهي التي تكون ضمناً، تركها لا يفسد العبادة ولكن لا تحقق العبادة بدونها فائدة... كالخشوع في الصلاة، والتقوى في الصيام، والتوبة في الحج، والإيمان في الذهاب إلى المسجد.. وهكذا..
لذا علينا أن لا نعتبر هذه الأمور ترفاً إيمانيَاً؛ لانها هداية من الله سبحانه وتعالى وترقٍّ في درجات الإيمان حيث من الثابت عند المسلمين أنَّ الإيمان يزيد وينقص.

 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
م. البريجاوي
  • عبير الإسلام
  • إليك أخي ...
  • فقه الأسرة المسلمة
  • تدبرات قرآنية
  • في رحاب النبوة
  • كتب
  • أطياف الهداية